الجمهوريون ضد الجمهوريين.. «الجارديان»: هل يستطيع الرئيس أن يلعب دور صانع السلام داخل حزبه؟
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تدخل الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فى فوز مايك جونسون بمنصب رئيس مجلس النواب كان بمثابة إشارة إلى قوته على الحزب- لكنه لم يكن سوى الاختبار الأول للعديد من الاختبارات الأخرى.
فمع تعثر مساعى مايك جونسون لإعادة انتخابه رئيسًا لمجلس النواب يوم الجمعة الماضي، قاطع الرئيس المنتخب مباراة جولف ليتحدث هاتفيًا مع اثنين من الجمهوريين الرافضين.
وفى وقت قصير ساد فن التعامل، وفاز جونسون فى الجولة الأولى. وكان هذا هو الاختبار الأول من بين العديد من الاختبارات لرئيس قادم معروف بقدرته على تأجيج الانقسام بدلًا من لعب دور صانع السلام.
شعبية ترامبوقالت إلين كامارك، زميلة بارزة فى دراسات الحوكمة فى مؤسسة بروكينجز للأبحاث فى واشنطن: "لقد ظهرت بعض الشقوق العميقة فيه. من ناحية أخرى، يتمتع "ترامب" فى هذه اللحظة بشعبية كافية لتهدئة بعض هذه الشقوق كما فعل فى التدخل الذى جعل رئيس مجلس النواب جونسون يتغلب على الموقف. لقد جاء فى اللحظة الأخيرة وأنقذ الموقف، لذا أتوقع أنه سيكون قويًا جدًا فى توجيه الحزب فى البداية".
وتابعت: "ولا شك أن ترامب لن يكون أقوى مما هو عليه الآن، بعد أن تحدى كل المشككين وفاز بالانتخابات الرئاسية فى نوفمبر الماضي، وبمجرد توليه منصبه ومواجهة مصاعب الحكم، فمن المرجح أن يصبح رأس ماله السياسى من الأصول المتضائلة؛ خاصة لأنه ممنوع دستوريًا من السعى إلى إعادة انتخابه".
وأضافت "كامارك": "لن تكون المشكلة فى العام أو العامين المقبلين؛ بل ستكون عندما يصبح بطة عرجاء ولا يوجد خليفة طبيعى له. سيكون هذا مثيرًا للاهتمام للغاية لأنه عندها سيكون الحزب مقسمًا إلى شرائح: شريحة واحدة هى شعب ماجا ولكن لا تزال هناك هذه المجموعة شبه الليبرالية التى يتحدث باسمها إيلون ماسك، ولا يزال هناك بعض الجمهوريين التقليديين من أصحاب الأعمال الكبرى".
الصراع الحاسم فى عام ٢٠٢٥ويشير بعض المعلقين إلى أن الصراع الحاسم فى عام ٢٠٢٥ لن يكون بين الجمهوريين والديمقراطيين؛ بل بين الجمهوريين والجمهوريين.
فقد انتهى شهر العسل الذى أعقب الانتخابات الشهر الماضي، عندما انتقد نشطاء اليمين المتطرف اختيار ترامب لسريرام كريشنان، وهو رجل أعمال أمريكى من أصل هندي، ليكون مستشارا فى مجال الذكاء الاصطناعي، قائلين: "إنه سيكون له تأثير على سياسات الهجرة التى تنتهجها إدارة ترامب".
وتعهد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لشركتى تسلا وسبيس إكس، المولود فى جنوب أفريقيا، بالذهاب إلى "الحرب" للدفاع عن برنامج تأشيرة H-١B للعاملين الأجانب فى مجال التكنولوجيا.
وكتب على موقع X موجها كلامه إلى أنصار ترامب: "خذوا خطوة كبيرة إلى الوراء واذهبوا إلى الجحيم"، ووصفهم بأنهم "حمقى حقيرون" و"يجب إزالتهم من الحزب الجمهوري، من الجذور".
وألقى رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، الذى يرأس مع ماسك "إدارة كفاءة الحكومة"، بثقله فى الأمر؛ ما أثار ردود فعل غاضبة من قاعدة ترامب القومية.
كما أدان ستيف بانون، مستشار ترامب القديم، "أصحاب رؤوس الأموال من شركات التكنولوجيا الكبرى" لدعمهم برنامج تأشيرة H-١B ووصف الهجرة بأنها تهديد للحضارة الغربية.
وفى هذا الأسبوع، وصف بانون ماسك وغيره من داعمى وادى السيليكون بأنهم "متحولون حديثًا" إلى قضية ترامب، محذرًا: "لا تصعد إلى المنبر فى أسبوعك الأول هنا وتبدأ فى إلقاء المحاضرات على الناس حول الطريقة التى ستكون عليها الأمور. إذا كنت ستفعل ذلك، فسوف نمزق وجهك".
وشكل هذا الانقسام صداعًا سياسيًا لـ"ترامب"، الذى تحرك للحد من استخدام التأشيرات خلال رئاسته الأولى ووعد بترحيل جميع المهاجرين الذين يتواجدون فى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
وقرر الوقوف إلى جانب ماسك، الذى أنفق أكثر من ربع مليار دولار لمساعدته على الفوز فى الانتخابات، قائلًا إنه يدعم بشكل كامل برنامج تأشيرة H-١B للعاملين الأجانب فى مجال التكنولوجيا.
ويشتبه منتقدو ترامب فى أن هذه مجرد معاينة للصراعات القادمة مع ظهور التناقضات المتأصلة فى ائتلاف ترامب على السطح.
وأخيرًا فقد كانت ثورة الجمعة القصيرة بمثابة إشارة إلى المتاعب التى ستواجهها البلاد فى عام ٢٠٢٥ فى ظل الأغلبية الضئيلة التى يتمتع بها الحزب.
وقال جون زغبي، المؤلف وخبير استطلاعات الرأي: "الحقيقة هى أن ترامب الثانى غامض مثل ترامب الأول.. نحن نعلم ما هى الأجندة هذه المرة، لكن احتمالات اندلاع العديد من الصراعات هائلة. وهو يزدهر على هذا الأساس. والرقم واحد على الأجندة هو دونالد ترامب. وكلما زاد عدد هؤلاء الرجال الذين يقاتلون، كلما أصبح فى ذهنه رونالد ريجان فوق كل شيء".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الجارديان ترامب الجمهوريون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
نهاية الجيش الأول
كشأن غالبية التكفيريين وإخوانهم ممن يطلق عليهم الغرب، «الإسلام السياسى»، ألغى الرئيس السورى أحمد الشرع الاحتفال بحرب أكتوبر، شاطبا جهد الجيش السورى، أو الجيش الأول فى الجمهورية العربية المتحدة.
وبينما أبقى على عيد الأم، الذى طالما وصفته تلك التيارات بأنه «عيد غربى»، فإنه أسقط ذكرى تدمير 500 دبابة إسرائيلية وإسقاط 60 طائرة فى معارك الجولان المحتل خلال أيام حرب 1973.
القضية ليست وحدها فى إلغاء الاحتفال بالذكرى المجيدة، وإنما أنه لا سبب معلن، ولا مبرر قدمته السلطة الدينية، ما طرح تصورات وتساؤلات وتحليلات.
فمنهم من قال إن سوريا لم تنتصر، وهو تبرير غير مقبول..
فإذا كانت سوريا لم تنتصر وتحرر الأرض، فيكفيها شرف المحاولة والمقاومة والاستبسال فى الدفاع عن المناطق التى حررتها فى الجولان خلال الأسبوع الأول من الحرب، وبشهادة الإسرائيليين أنفسهم.
أما إذا كان الإلغاء رغبة فى «التسوية» مع الواقع الميدانى الذى فرضته إسرائيل، فهنا الكارثة والهزيمة الجديدة.
لقد مثّلت الحرب نقطة تحول فى تاريخ المواجهة العربية الإسرائيلية، ليس فقط من حيث النتائج الميدانية، بل من حيث إعادة الاعتبار للإرادة القتالية العربية.
فقد اشتركت فى الجبهة السورية، فرقتان مدرعتان من العراق بجانب ألوية من الكويت والسعودية والأردن والمغرب، وقدم العراق وحده أكثر من 300 شهيد.
الغريب أنه تم رفع العلم السورى على القنيطرة بعد تحريرها من المحتل الإسرائيلى عام 1974، بينما فى 2025 وفى عهد الرئيس أحمد الشرع، رفع عليها علم إسرائيل!
ورغم أن سوريا فى عهد الأسد لم تستعد كامل الجولان، فإنها استعادت القنيطرة ضمن اتفاقية فك الاشتباك التى رعتها الأمم المتحدة، وهو إنجاز رمزى كبير أعاد الثقة إلى الجيش السورى، وأكد قدرة العرب على خوض حرب منظمة ضد إسرائيل بعد هزيمة 1967.
فى حرب أكتوبر، فشلت سوريا فى الاحتفاظ بالأراضى التى حررتها فى الجولان، لكنها كسرت سطوة إسرائيل، فى معارك ملحمية منها معركة مرصد جبل الشيخ التى قتل فيها 16 جنديا إسرائيليا وأسر 31 آخرين، وتم الاستيلاء على أحدث تكنولوجيا الرادارات ونقلت إلى الاتحاد السوفييتى.
تمسك السوريون فى الجولان بالأرض، وأحرقتهم قذائف الدبابات الأمريكية التى وصل مداها فى ذلك الوقت إلى 5 كيلومترات، مقابل غالبية تسليح سورى من دبابات تى 55 بمدى أقل بكثير، بجانب أخطاء تكتيكية لاتقلل من وطنيتهم... لكن ليس بجديد، على التكفيريين و«الإسلام السياسى»، ما يحدث فى سوريا.
فهنا فى مصر، قتلوا الرئيس أنور السادات، واستحلوا دمه، وأهونهم من روج أكاذيب عن الجبهة المصرية فى حرب أكتوبر، وضخم من دور الفريق سعد الدين الشاذلى واضعا إياه فوق الجميع، ومغلقا عليه الدين والإخلاص.
ومنهم من ضخم الرواية الإسرائيلية حول الثغرة، وخون السادات، ليس لأنه لم يسحب قوات من شرق القناة لتطويق القوات الإسرائيلية التى دخلت عبر ثغرة الدفرسوار.. بل لأن «الجماعة» تهدم كل ما دونها.
فهم محتكرو الدين والوطنية والجهاد.
سيظل الرئيس السادات بطلا، إذ لم يكن خائنا أو مقصرا كما يدعى البعض.. وإنما كان يخشى من انهيار الجبهة إذا رأى الجنود المصريون، زملاءهم فى الجيش الثالث ينسحبون من شرق القناة إلى غربها، خصوصا أن النكسة كانت لا تزال ماثلة فى الأذهان.
تحية إجلال وتقدير لجيش مصر العظيم، مدافعا عنها ضد كل من يريد بها وبأهلها شرا.
حفظ الله مصر