البرامج البينية المتداخلة أحدث صيحة فى التعليم والبحث العلمي
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
العالم يتغير كل يوم، خاصة فى مجال التعليم والبحث العلمي.. تشكيل فرق بحثية وعلاجية من تخصصات متعددة، Multi-Disciplinary Teams بدأ منذ نهاية القرن الماضي. ثم تطور فأصبح هناك تداخل أكثر بين التخصصات للقيام بأعمال مشتركة (Inter- Disciplinary). أما أحدث صيحة فى مجال التعليم العالي، فقد ظهرت مؤخراً فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم إعداد برامج يدرس فيها الطلاب مجالين أو أكثر من التخصصات المتداخلة والمتكاملة (Trans-Disciplinary) والتى تؤهل الخريجين لسوق العمل، والتدريب على حل بعض المشكلات، أو معالجة بعض الموضوعات المعقدة التى يصعب التعامل معها عن طريق نظام أو تخصص واحد.
تطور الإدارة الأكاديمية فى الجامعات، حدث ضم عدداً من البرامج المتشابهة فى مجال عام (colleges or schools) لتكوين كيان أكبر يسمى كلية(Faculty) فمثلاً تم ضم برامج الطب البشرى وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعى والتمريض والعلوم الصحية التطبيقية فى كلية تسمى كلية العلوم الصحية، Faculty of health allied sciences، ولكل برنامج مدير، وللكلية عميد واحد يدير شئونها .وكذلك تم ضم برامج العلوم والهندسة وعلوم الحاسوب والتكنولوجيا الحديثة والرياضيات فى كلية واحدة، تسمى اختصاراً STEM -Faculty of Science, Technology, Engineering and Mathematics. وكذلك تم ضم برامج الآداب والتربية والفلسفة والفنون والاجتماع وإدارة الأعمال فى كلية واحدة تسمى العلوم الإنسانية Faculty of Humanities.
هذا النمط جعل الإدارة العليا أسهل وأفضل، لأن كل كلية من الكليات الثلاث لها عميد واحد ينسق بينها، وجعل التكامل بين البرامج أفضل وأقل بيروقراطية وأكثر فعالية عما سبق.
تكامل البرنامج التعليمى داخل الكلية الواحدة، واندماج البرامج التعليمية فى الكليات المختلفة، منذ أن اقترح أستاذ التعليم الطبى الأسكتلندى رونالد هاردين "سلم التكامل فى المنهج الدراسي The Ladder of Harden المكون من ١١ مستوى من التكامل، والذى يبدأ بتدريس كل تخصص بمعزل عن باقى التخصصات وينتهى بالتكامل التام بين كل التخصصات لتدريس منهج يشمل الجميع (Trans-Disciplinary)، وهناك سباق محموم بين جميع برامج الطب فى العالم للوصول إلى قمة السلم وهى التداخل والتكامل التام بين كل التخصصات لحل مشكلة طبية، وبناء عليه ظهرت البرامج التكاملية.
وفى مصر، تم تغيير لوائح جميع كليات الطب سنة ٢٠١٨، لتكون بنظام الوحدات المتكاملة. ومع إنشاء الجامعات الأهلية الحكومية الأربع سنة ٢٠٢٠، ومن بعدها الجامعات الأهلية المنبثقة عن الجامعات الحكومية، تم إنشاء البرامج البينية التى تشمل أكثر من تخصص بينى (مثل برامج الطاقة الجديدة والمتجددة). أما الجديد، فهو تدريس البرامج التى تشتمل على تخصصين أو أكثر، مثل الطب والهندسة لنفس الطالب فى برنامج واحد ليكون الخريج طبيبا/مهندسا. الغرض الذى تتسابق من أجله الجامعات هو تأهيل الخريجين لسوق العمل حسب متطلبات عصر الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات.
مما سبق يتضح أن هناك الجديد كل يوم، ليس فقط فى مجال التعليم والبحث العلمي، ولكن أيضاً فى مجالات الإدارة والحوكمة. والمتابع للحياة العلمية والسياسية فى مصر، يدرك أن مصر تتابع أحدث التوجهات العالمية. وعلى سبيل المثال، جاءت استراتيجية وزارة التعليم العالى والبحث العلمى التى أطلقها الوزير محمد أيمن عاشور، يوم ٧ مارس ٢٠٢٤، لتحدد ٧ محاور للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمي، وهى (التكامل، التخصصات المُتداخلة، التواصل، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، الابتكار وريادة الأعمال)، لتتوافق مع التوجه العالمى للتكامل فى التخصصات البينية.. مع أطيب التمنيات بالتوفيق والنجاح والاستمرار فى تحديث وتطوير الهياكل التنظيمية والبرامج التعليمية فى كل الجامعات المصرية.
*رئيس جامعة حورس
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التعليم والبحث العلمى السعيد عبد الهادي والبحث العلمی فى مجال
إقرأ أيضاً:
البحرين تستضيف ملتقى دولي لرسم مستقبل التعليم الجامعي العربي
المنامة – الرؤية
أعلنت جامعة الخليج العربي ومركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم، خلال مؤتمر صحفي مشترك اليوم، تفاصيل الملتقى الدولي لتطوير برامج التعليم الجامعي بالدول العربية في ضوء مهارات ومهن المستقبل، المقرر عقده يومي 2 و3 ديسمبر 2025 بمقر الجامعة في مملكة البحرين.
وأكد معالي الدكتور سعد بن سعود آل فهيد، رئيس جامعة الخليج العربي، أن الجامعة تفخر باستضافة هذا الحدث الدولي الذي يجمع وزراء التعليم العالي ورؤساء الجامعات وقادة المنظمات الدولية وخبراء عالميين بهدف رسم خارطة طريق عربية لتعزيز الابتكار والاستدامة في التعليم الجامعي.
وأوضح أن استضافة الملتقى تأتي انسجامًا مع الدور الإقليمي للجامعة ورسالتها في خدمة القضايا الاستراتيجية لدول الخليج العربية، كما تعكس مكانة البحرين في قيادة المبادرات التعليمية الرائدة.
من جانبه، أبرز سعادة الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم المديرس، المدير العام لمركز اليونسكو الإقليمي، أن الملتقى يهدف إلى تطوير خارطة طريق شاملة لتفعيل وثيقة “الإطار المرجعي لتطوير برامج التعليم الجامعي” المعتمدة وزاريًا، وذلك لمواءمة البرامج الأكاديمية مع احتياجات سوق العمل ومعالجة الفجوة بين مخرجات التعليم ومهارات المستقبل، تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة 2030.
وتقوم الوثيقة على دراسة تحليلية مقارنة لواقع البرامج الجامعية في الدول العربية مقابل التجارب الدولية الرائدة، وتقدم إطارًا متكاملاً من خمسة مكونات رئيسية تشمل: المتغيرات الدافعة لمهن المستقبل، مجالات المهن المستقبلية، مهارات المستقبل، السياسات وآليات التطوير الجامعي، وصيغ البرامج الأكاديمية الحديثة. كما تتضمن دليلًا إجرائيًا لتفعيل الاستراتيجيات عبر تعزيز التنافسية، دعم التعليم الجامعي الخاص، دمج مهارات المستقبل، التعلم مدى الحياة، تدويل التعليم، والاعتراف بخبرات التعلم السابقة.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز الحوار وتبادل الخبرات بين الجامعات العربية، واستعراض نماذج إقليمية ودولية ناجحة في تطوير البرامج الأكاديمية، بما يسهم في إعداد جيل قادر على مواكبة التحولات المستقبلية.
وفي ختام كلمته، قدّم المديرس الشكر لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله على دعمهما اللامحدود لمشروعات الجودة والتميز في التعليم، كما شكر معالي وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان على دعمه المستمر لبرامج المركز، ومنظمة اليونسكو على دعمها الدائم لرسالة المركز.
وأكدت اللجنة المنظمة أن الملتقى يعد إحدى أبرز الفعاليات التعليمية الدولية لعام 2025، ويشكل منصة مهمة لانطلاق تحول عربي شامل في التعليم الجامعي.
وينطلق الملتقى بجلسة وزارية رفيعة المستوى بمشاركة وزراء التعليم العالي العرب، تليها جلسة لرؤساء المنظمات الإقليمية حول دورها في تطوير التعليم الجامعي، إلى جانب سلسلة جلسات يقدمها خبراء دوليون ورؤساء جامعات وباحثون لعرض تجارب متقدمة في تطوير البرامج الجامعية ومهارات المستقبل.