سيكون الزواج من نصيبي إن رسبت في الدراسة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
سيدتي ، بعد التحية والسلام أتمنى أن يكون ندائي هذا بمثابة العبرة للعديد من الأباء الذين يقرأون محتوى هذا المنبر، حيث أنني من أشدّ الواثقات من أني سأجد على يديك ما يبدد حيرتي وينير عتمتي.
سيدتي، أنا شابة مفجوعة وقلبي على المحك، كيف لا وقد تحوّل والدي إلى جلاد لا يرحم. صحيح هو رجل متعنت ومتغطرس، لم يمنحنا أبدا أنا وأمّي وإخوتي ما يكفينا من الحنان والإحتواء.
صدقيني سيدتي لست مثالا للفتاة السيئة الأخلاق ولا للمتعبة ولا المتطلبة، ومسألة أن يقوم والدي بتزويجي وأنا في السابعة عشرة من عمري أمر خلق في قلبي الهلع والخوف، فكيف لأب عاقل أن يرمي بفلذة كبده التي لم تنل يوما من حنانه أو حبه؟ أنا مرهقة وقلبي ممزق من شدة الحسرة على أمي. التي لم تجفّ دموعها منذ أن سمعت بقرار أبي الجائر.
وعوض أن أفكر في ايام عطلة مريحة، وعوض أن أخمّن في أشياء أخرى، تجديني اليوم أطلب الله أن يأخذني إلى جواره حتى أرتاح، فحتى مسألة نيلي للشهادة غير وارد كوني محدودة المستوى، كما أن مسألة أن أعيد السنة غير واردة في قاموس والدي المتغطرس سامحه الله.
أنا في دوامة لا يعلمها إلا الله، ومهما عبرت لك سيدتي عن إنكساري فإنه لا يمكنني أن أوفيك ما أحسّ به. دليني على ما من شأنه أن يرفع من معنوياتي ويريحني، فأنا بأمسّ الحاجة إليك.
أختكم ش.ميساء من الغرب الجزائري.
بنيتي، أنا في أسف شديد وكبير مما تعانيه، حيث أن فتاة في مثل سنك جدير بها ان تحيا السعادة والحبور في كنف والدها، كيف لا وهي البنت البكر لأبيها الذي يجب أن يضع نصب عينيه أن يقدرها ويحتويها لا أن يدفع بها إلى الحيرة والأسى.
كسر والدك كلّ قواعد الحب الواجب أن يكون بينه وبينكم أنتم اسرته وأهله، حيث أنه تسلط عليكم بالغطرسة والعنجهية بالقدر الذي جعل الأجواء محمومة ومكهربة في بيتكم وعلى الدوام. أحسّ بما تكابدينه أختاه وأفهم مدى خطورة الأمر، لكنني أواسيك بأن لا تضخمي الأمور وتمنحيها حجما أكبر من حجمها، حيث أنك لم تذكري أن هناك من تقدم إلى طالبا يدك، فلمن سيزفك عروسا يا ترى؟ كذلك وعلى ما يبدو أن والدك من النوع الذي يستخسر أن يراك أنت وأمك فرحة، ولعلّ هذا ما يجعله يتصرف بمثل هذا التصرف، حيث أنّه يكسر عليكم أنت وأخواتك وأمك كل الأجواء الطيبة والحميمية بأخباره التي تقض مضجعكم وتشتتك أكثر فأكثر ولك مطلق الحق في أن أطلقت عليه لقب الجلاد.
لكن من جهة أخرى، لم تذكري أختاه أنك طلبت من أحد معارفكم أو من أحد كبار العائلة العون والمساعدة، حيث أنه تدخّل شخص يكبر والدك سيجعله نوعا ما يغير من رأيه أن ينثني عن قراره غير الصائب في أن يضحي بك أنت أكبر بناته فقط ليرضي غروره.
كما لا يفوتني أن أنصحك إبنتي بكسر جدار الجليد الذي يميّز علاقتك بوالدك من خلال التقرب منه، أي نعم سيصدك مرة ومرتين، لكنه سرعان ما سيلين قلبه تجاهك إنم أنت عرفت كيف تتغلغلين إليه باللطف واللين، صحيح أن فاقد الشيء لا يعطيهـ،لكنني أحسّ أن النشأة التي نشأ عليها والدك هي من جعلته يتصرف معكن أنت وأخواتك وأمك بالتعصب والغطرسة، فلو كان قد نشأ على الحنان، لكان سقاكم به لا محالة. تأملي خيرا، فقد تنالين شهادة البكالوريا وتنجحين وبالتالي يكون لحياتك منحى أخر يتمثل في الدراسة الجامعية التي ستفتح أمامك أبواب وأفاق عديدة. أتمنى لك التوفيق وسداد الرأي وجعل الله لم مخرجا من هذه المحنة.
ردت: س.بوزيدي
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: حیث أن
إقرأ أيضاً:
خمنوا ماذا يكون الإرهاب في نظر الحكومة البريطانية؟
في العشرين من يونيو الجاري، وقع حدث أصبح الآن مألوفا لنا ألفة مريعة، إذ قامت القوات الإسرائيلية مرة أخرى بفتح النار على فلسطينيين في موقع لتوزيع المساعدات، مما أسفر في هذه المرة عن مصرع ثلاثة وعشرين شخصا. وفي اليوم نفسه، أميط اللثام عن قيام ناشطين تابعين لجماعة بريطانية اسمها «الفعل الفلسطيني» [Palestine Action] باقتحام قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي وتشويه طائرتين عسكريتين على سبيل الاحتجاج.
قام أحد الفعلين على استعمال عمدي للعنف القاتل ضد مدنيين، وأسفر عن مصرع ثلاثة وعشرين مدنيا. والآخر لم يقم على عنف ضد كائن حي ولم يسفر عن وفيات أو إصابات. ثم أعلنت الحكومة البريطانية عزمها معاملة أحد الفعلين دون الآخر بوصفه جريمة إرهابية. فخمنوا أنتم أي الفعلين هو هذا.
تجمع المنظمات الدولية إجماعا نادر المثال على تقديرها بأن إسرائيل ترتكب جرائم حرب شديدة الشناعة في غزة. ففي نوفمبر من العام الماضي، توصلت لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة إلى أن حملة إسرائيل في غزة تتفق مع خصائص الإبادة الجماعية. وفي ديسمبر، انتهى تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية إلى أن إسرائيل «ارتكبت وتستمر في ارتكاب إبادة جماعية». والآن نجحت سلسلة هجمات طوعية غير قانونية من إسرائيل على إيران في استدراج الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة مع إيران، في انتهاك للقانونين الأمريكي والدولي. وفي حين أن المجازر تستمر في غزة، ينذر العنف الإسرائيلي بإطلاق شرارة صراع إقليمي بل لعله يكون صراعا كوكبيا.
وبرغم ذلك تستمر المملكة المتحدة في إمداد إسرائيل بالمعلومات الاستخباراتية العسكرية، وتستمر الشركات البريطانية في بيع الأسلحة الفتاكة للدولة الإسرائيلية. وفي استطلاع للرأي أجري العام الماضي، أيَّد 56% من الناخبين البريطانيين الحظر الكامل لمبيعات السلاح لإسرائيل. وفي شتى أرجاء المملكة المتحدة شارك آلاف الناس في مظاهرات أسى على ضحايا هذا الصراع مطالبين بإنهاء المذبحة.
لكن الحكومة البريطانية تصر في عناد على تأييدها لحملة إسرائيل العسكرية. ولم يسفر التظاهر الشعبي السلمي، برغم دعم غالبية الشعب له، عن أي نتائج. وفي مواجهة دعم الدولة للإبادة الجماعية، ما الذي يفترض أن يفعله أصحاب الضمائر اليقظة؟
لقد كان النشطاء الذين اقتحموا قاعدة سلاح الجو الملكي في برايز نورتن يعلمون بطبيعة الحال أن أفعالهم خارجة على القانون. فالحركات السياسية ابتداء من حركات المطالبة بحق الاقتراع للنساء، وحتى حركة حقوق المثليين والنضال ضد الفصل العنصري وغيرها من حركات المقاومة السياسية الأصيلة تتعلق دائما باختراق القانون. والأمر مثلما كتب مارتن لوثر كنج الابن من سجنه في بريمنجهام هو أن «على المرء مسؤولية أخلاقية بعصيان القوانين المجحفة». والإمداد بالأسلحة لتيسير إبادة جماعة أشد إجحافا، فهو هاوية هول أخلاقي. ومن يتحلون بقدر من الشجاعة يخول لهم انتهاك القانون احتجاجا ـ
وكثير منهم ينفذون بالفعل عقوبات حبس بسبب أفعالهم ـ يستحقون منا أقصى درجات الاحترام.
ولكن حظر منظمة بأكملها بموجب قانون الإرهاب لا يعني مقاضاة أفراد معينين بسبب تجاوزات معينة. وفي حال مضي الحكومة في ما تعتزمه من تصنيف جماعة «الفعل الفلسطيني» باعتبارها منظمة إرهابية، فإن محض الانضمام إلى الجماعة من شأنه أن يمثل جريمة. وواقع الحال هو أن محض مناصرة الجماعة بالكلمات ـ وهو ما أفعله إذ أكتب هذه السطور ـ قد يمثل هو الآخر جريمة قانونية جسيمة، عقابها في القانون قد يصل إلى الحبس لأربعة عشر عاما. والتعاملات المالية مع أعضاء في الجماعة أو أنصار لها قد يكون أيضا غير قانوني، حتى لو أن الأفراد المعنيين لم يخرجوا على القانون إلا بانتمائهم إلى حركة احتجاجية أو بتعبيرهم عن مناصرتها.
بموجب القانون في المملكة المتحدة، يحظى وزير الداخلية بحرية تصرف واسعة النطاق في حظر أي منظمة «متورطة في الإرهاب». وحتى الآن، لم يستعمل هذا الإجراء ضد الجماعات المسلحة المنخرطة إما مباشرة أو المناصرة فعليا لصراع عنيف مسلح. ولكن المهم هو أن القانون يعرف الإرهاب تعريفا غامضا بالقدر الذي يجعله ينطبق على محض إتلاف ممتلكات أو قطع أنظمة إلكترونية حتى في ظل الغياب التام لأي تهديد للحياة البشرية أو السلامة العامة.
وفي حال مضي الحكومة قدما على هذا المسار، فإن أي شخص عادي في المملكة المتحدة سيكون معرضا من الناحية النظرية للحبس لمحض تعبيره عن مناصرة لفظية لعمل غير عنيف. وبعيدا عن المبدأ الأوسع، فإن من شأن هذا أن يمثل تقييدا لحرية التعبير يبعث على القلق.
ليست جماعة الفعل الفلسطيني بجماعة مسلحة. ولم تحمل قط مسؤولية أي وفيات ولا تمثل أي تهديد للشعب. والمناهج التي تتبعها تتعلق بتخريب ممتلكات، وهذا بلا شك أمر خارج على القانون.
لكن لو أن قتل ثلاثة وعشرين مدنيا في موقع توزيع مساعدات ليس إرهابا، فكيف يكون من المتوقع أن نقبل أن يكون نثر الطلاء على طائرة إرهابا؟ لقد عجزت المظاهرات الملتزمة بالقانون حتى الآن عن إيقاف الإبادة الجماعية. ومات وأصيب أكثر من خمسين ألفا من الأطفال الأبرياء. ففي أي ظروف قد يكون العصيان المدني مبررا أكثر مما هو الآن؟
ليس بوسعي إلا أن أقول إنني معجبة بمنظمة الفعل الفلسطيني ومناصرة لها قلبا وقالبا، وسوف أبقى كذلك، سواء أصبح الأمر جريمة إرهابية أم لم يصبح كذلك.
سالي روني روائية أيرلندية أثارت اهتماما عالميا حينما رفضت ترجمة أعمالها إلى العبرية اعتراضا على سياسات إسرائيل.
عن الجارديان البريطانية