لجريدة عمان:
2025-08-03@04:33:07 GMT

ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع

توشك المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس أن تصل إلى ذروتها بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغم أن جانب دولة الاحتلال غير مأمون بناء على التجارب التاريخية وبناء على تجارب مفاوضات الحرب الحالية، لكن المؤشرات والتسريبات التي رشحت خلال الأيام الماضية والمشهد العام في المنطقة والمزاج الأمريكي كلها تشير إلى أن إسرائيل مضطرة هذه المرة إلى التوقيع قبل بدء الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي ترامب.

إن هذه الخطوة كان يمكن أن تحدث منذ أكثر من عام لولا تعطش رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة للدماء ولولا الأحقاد التي تستعر في نفوسهم ضد الشعب الفلسطيني، ولو حدثت في ذلك الوقت لكان يمكن لآلاف الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب أن يكونوا من بين الذين سيفرحون بالقرار وهم يعودون إلى قراهم المدمرة ليبحثوا عما تبقى من ذكرياتهم وألعابهم وبعض طفولتهم.

لكن قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء لا يفهمون معنى الطفولة ولا قدسيتها حتى خلال الحرب ومن باب أولى لا يفهمون معنى أن تعود الأمهات الثكلى بأطفالهن فلا يجدن حتى قميصا فيه رائحة طفلها قد يخفف بعض حزنها أو يوقف دموع عينها المبيضة من الحزن والبكاء.

من حق الفلسطينيين أن يشعروا بالنصر رغم كل الخسائر التي منوا بها: خسائر في الأرواح التي قد تصل الآن بعد أن تتلاشى أدخنة الحرب إلى نحو 50 ألف شهيد وأكثر من 200 ألف جريح وبنية أساسية مهدمة بالكامل وغياب كامل لكل مظاهر الحياة الإنسانية وانعدام كامل للمواد الغذائية والطبية.. وشعور النصر مصدره القدرة على البقاء رغم الإبادة التي عملت عليها قوات الاحتلال، الإبادة المدعومة بأعتى الأسلحة الغربية التي جربها العدو خلال مدة تصل إلى 18 شهرا.

في مقابل هذا لا أحد يستطيع أن ينكر أن الموازين في المنطقة قد تغيرت بالكامل خلال هذه الحرب، والمنطقة في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ليست هي المنطقة التي كانت عليها قبل يوم 7 أكتوبر.

وإذا كانت إسرائيل قد صفَّت الكثير من خصومها في هذه الحرب وفككت محور المقاومة وأثخنت الكثير من جبهاته وآخرها الجبهة السورية إلا أنها كشفت عن ضعفها في المواجهات المباغتة، وفضحت أسطورة أجهزتها الأمنية وقبتها الحديدية.

وفي مقابل ذلك فإن حركة حماس رغم ما تعرضت له من خسائر فادحة في رجالها وقياداتها الميدانية إلا أنها أثبتت في الوقت نفسه أنها منظمة بشكل دقيق ومعقد وأنها قادرة على الصمود وتجديد نفسها وتقديم قيادات جديدة.

والأمر نفسه مع حزب الله ومع إيران التي دفعتها هذه الحرب إلى دخول مواجهة مباشرة لأول مرة في تاريخها مع إسرائيل، ولا شك أن تلك المواجهات كشفت لإيران نفسها عن مواطن الضعف في منظوماتها كما كشف مواطن القوة.

ورغم أن بعض الخبراء يرون أن حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله يمكنهم تجديد قوتهم خلال المرحلة القادمة إلا أن الأمر يبدو مختلفا في سوريا التي يظهر أنها خرجت من المحور تماما سواء كان ذلك على المستوى الأيديولوجي أو حتى مستوى العمل الميداني واللوجستي.

وأمام هذا الأمر وتبعا لهذه التحولات ما ظهر منها وما بطن فإن الموازين في المنطقة تغيرت بالكامل، ولا يبدو أن ذلك ذاهب لصالح القضية الفلسطينية في بعدها التاريخي أو في جوهر ما تبحث عنه وهو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المحتلة ولو على حدود 5 يونيو 1967.

لكن هذا لا يعني أن المقاومة ستنتهي أو تنتهي نصرة القضية الفلسطينية من الشعوب الحرة المؤمنة بالقضية، بل ستزهر في كل مكان في فلسطين أشكال جديدة من المقاومة والندوب الذي أحدثتها الحرب في أجساد الفلسطينيين وفي أرواحهم، ستبقى تغلي وستكون بذورا لمواجهات أخرى أكثر ضراوة وأكثر قوة وإصرارا على النصر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يهجّر تجمعا بدويا في الضفة للمرة الثانية في شهر

أفاد مسؤول فلسطيني، اليوم الجمعة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين شرعوا في تهجير فلسطينيين من عرب المليحات غربي مدينة أريحا في الضفة الغربية للمرة الثانية خلال شهر.

وأوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية مؤيد شعبان، في بيان، أن إجبار هذه العائلات الفلسطينية على النزوح قسرا يأتي ضمن خطة استيطانية واسعة تنفذها حكومة الاحتلال لتهويد المنطقة كونها الطريق الرئيسي بين أريحا والمحافظات الفلسطينية الأخرى.

وأشار شعبان إلى أن هذه الخطوة تخالف حكما قضائيا إسرائيليا أقر بحق هذه العائلات في العيش على أراضيها.

وقال إن نزوح العائلات الفلسطينية "جاء تحت ضغط وإرهاب المستوطنين المسلحين، وبحماية من جيش الاحتلال، خاصة أن الاعتداءات بحق التجمع تصاعدت بشكل كبير"، مبيّنا أن مستوطنين حرقوا منازل وممتلكات في المنطقة.

تهجير عرب المليحات يأتي ضمن خطة واسعة لتهويد المنطقة (رويترز)

وكان سكان المنطقة أجبروا على النزوح قسرا في 4 يوليو/تموز الماضي إثر سلسلة هجمات نفذتها عصابات المستوطنين.

وهُجر 38 تجمعا بدويا في الضفة الغربية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، جراء تصاعد اعتداءات المستوطنين، وفق إحصاءات رسمية.

وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في اعتداءات المستوطنين المتطرفين، حيث شنّوا في الأسابيع الأخيرة هجمات متعددة على بلدات شرقي رام الله، وأحرقوا مركبات واعتدوا على منازل فلسطينية.

وبموازاة حرب الإبادة في غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1011 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.. الاحتلال يتوعد بمواصلة الحرب في غزة
  • سرايا القدس تعلن استهداف مقر قيادة للاحتلال بخان يونس
  • فتح: التظاهرات ضد مصر بتل أبيب محاولة مشبوهة لتحييد دورها المحوري في دعم غزة
  • القادسية يقترب من حسم صفقة عبدالإله العمري
  • الاحتلال يهجّر تجمعا بدويا في الضفة للمرة الثانية في شهر
  • أولمرت يصف حرب غزة بـغير المشروعة ويتهم نتنياهو بارتكاب جرائم حرب
  • نيوم يوقع مع المدافع ناثان زيزي
  • كيف نفهم إستراتيجية روسيا في البحر الأسود؟
  • المعبقي يكشف سر تحسن العملة والحكومة تنشر معلومات عن المؤسسات التي قيل أنها لا تورد الى البنك المركزي
  • كامل إدريس.. من “سويسرا” إلى “بورتسودان”