الثورة نت:
2025-06-27@06:08:25 GMT

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

 

 

توصلت الفصائل الفلسطينية المقاومة مع حكومة الكيان الغاصب، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، على أن يسري هذا الاتفاق من يوم الأحد 19يناير 2025م وخلال الفترة الرخوة التي تمتد من يوم الأربعاء تاريخ إعلان التوصل لاتفاق إلى يوم الأحد فترة تقرب من خمسة أيام، وخلال هذه الفترة سوف تكثف إسرائيل من عملياتها العسكرية في قطاع غزة وقد ظهر ذلك جليا خلال معطيات الواقع رغم حرص الوسطاء – الذي يبدون رغبتهم في وقف إطلاق النار بدءا من صباح يوم الخميس 16يناير – إلا أن إسرائيل لن تستجيب لهذا النداء لأنها تدرك مرارة الهزيمة أمام الصمود الأسطوري لغزة ولذلك سيكون هناك توحش غير مسبوق في ممارسة القتل والتدمير .


لم تكن المعركة في غزة متكافئة بين حركة حماس وفصائل المقاومة وبين الكيان من حيث القدرات والعتاد ومن حيث التقنيات الحديثة لكن يظل الإيمان بالحرية وبالحق وبالكرامة هو العتاد القادر على تحقيق معادلة الوجود في الجغرافيا، فالكثير من الكتاب والمحللين السياسيين يتحدثون عن فشل الكيان الغاصب في تحقيق أهدافه المعلنة وأبرز تلك الأهداف القضاء على حماس وحركة المقاومة الإسلامية، وقالوا إنه ليس هناك من راية بيضاء رفعت رغم الدمار الواسع والقتل والتوحش والحصار والجوع على مدى أكثر من خمسة عشر شهرا من بدء العدوان على قطاع غزة .
القنوات الفضائية العربية تتحدث عن ضغوط ترامب على رئيس الوزراء الصهيوني للوصول إلى هذا الاتفاق ويغفلون العوامل المساعدة التي ساهمت في تعزيز الصمود وعملت على قلب معادلة الحرب ومنها الدور اليمني الذي كان عاملا مهما في تحقيق القدر الكافي من القناعات بضرورة وقف العدوان على غزة ومثل هذا التوجه ليس أكثر من تهرب من وخز الضمير للأنظمة العربية التي كانت من القاعدين، وفي موقع المراقب الصامت الذي لم يواجه مسؤوليته الأخلاقية والقومية والدينية، كما يفرض عليه الضمير الأخلاقي الإيماني .
لم يكن العدوان عابرا بل ترك آثارا كبيرة، ولم يكن الصمود الأسطوري لفصائل المقاومة نصرا كاملا بل أكد على القوة الكبرى للإيمان بالأرض وبالحرية وبالكرامة وبقدرتها على تغيير معادلة الوجود والانتصار، وقد قال صمود غزة معاني كبرى للعالم، ولعل أفصح عبارة قالها أن الحق والحرية والكرامة معاني تمثل قوة قاهرة لا يمكن هزيمتها بالترسانة العسكرية ولا بالإلغاء والفناء والدمار، ولذلك سيذهب النظام الدولي إلى تغيير سياسته تجاه القضية الفلسطينية، وقد بدأت مؤشرات ذلك من خلال تصريحات ترامب وفريقه الذين يؤكدون على فكرة السلام باعتبار أن تجربة الحرب لم تكن مجدية في تحقيق الأهداف، وستعود فكرة مشروع إبراهام إلى الواجهة خلال الفترة القادمة، ونحن نسمع اليوم عن التطبيع مع المملكة العربية السعودية لما تمثله المملكة من رمزية دينية ذات أثر في تغيير القناعات عند الشعوب العربية والإسلامية، ومثل ذلك سيحد بشكل أو بآخر من أثر قوة الإيمان بالقضية الفلسطينية في نفوس الشعوب، مما يساعد إسرائيل على تفكيك النظم وفرض ثنائية الهيمنة والخضوع على المنطقة العربية وقد تتحول إسرائيل بمثل ذلك إلى دولة مركزية تتحكم بالمسارات وتمارس سياسات الغطرسة .
الخارطة السياسية اليوم حدث فيها تغيير عميق، فالتمدد في الجولان وفرض واقع جديد في لبنان، وخروج فصائل المقاومة من المعادلة السياسية في مستقبل غزة، كما يدل الواقع من خلال بنود الاتفاق، وخروج سوريا من خط المقاومة واضطراب أحوالها حاضرا ومستقبلا، وحركة التطبيع التي يجري الترويج لها إحياء لمشروع إبراهام، كل تلك المتغيرات سوف تترك أثارا واضحة على مسار القضية الفلسطينية وغالب الظن أن ملامسة جوهر القضايا والاعتراف بالحق وتوفير الحرية وحفظ الكرامة هي المعيار الذي سوف تتحدد على مضامينه ملامح المستقبل في قطاع غزة وفي فلسطين وفي المنطقة العربية كلها .
الحرب لم تنته بعد ولكنها في طور التهيؤ لمرحلة جديدة، ولن تكون غزة ساحتها بل ستذهب إلى قوى التحرر في المنطقة وربما نشهد حربا صلبة مؤقتة أو حربا ناعمة مستمرة حتى تبلغ الاستراتيجيات الدولية أهدافها، فالمتغيرات التي حدثت خلال عام ونصف العام من بدء العدوان على غزة، تركت سؤالا مفتوحا لم تجب عليه الاستراتيجيات حين وضعها الباحثون السياسيون، وهم اليوم في طور التعامل مع تلك الظواهر وفي طور الإجابة عن أسئلتها بما يتفق مع مصالح النظام الدولي الذي يدير صراعا مع قوى التحرر في العالم .
ربما كان القادم من الأيام والأعوام أكثر توحشا وإلغاء مما مضى وأكثر توغلا في تفاصيل الوجود الإنساني للأمم والشعوب لأنه سيعتمد حرب الأفكار وحرب الحياة والتمدن وحرب هدم التطبيقات الثقافية وحرب الهجمة الثقافية، وملامح مثل ذلك بدأت في المجتمعات الغربية وهي في طور التبلور في كل العالم وبما يحقق فردية الفرد، وفردية المصالح المشتركة، والفصل الثقافي والحضاري، وتجزئة الهويات وتهجينها في إطار هوية كونية، حينها تكون مفردات القوة التي أشرنا إليها في السياق قد تلاشت وذابت، فيفقد العالم قدرته على المقاومة لمشاريع العولمة والرأسمالية التي تريد مجتمعات متحررة لا تعترف بالقيمة ولا بالنوع بل تعترف بالربح كقيمة مثلى تحدد علاقة الفرد بالأشياء من حوله .
علينا أن ندرك أن الحرب بدأت ولا بد لنا من الاستعداد لها بما يحقق وجودنا في خارطة العالم ولا بد من بناء القدرات الذهنية والفكرية إلى جانب القدرات العسكرية، ما لم فالأمة مهددة بالانقراض .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اتفاق وقف إطلاق النار يسجل انتصاراً استثنائياً لإيران

الثورة نت/..

يمثل اتفاق وقف اطلاق النار بين الكيان الاسرائيلي وإيران انتصارًا استثنائيًا لطهران، ويؤكد أن القوة العسكرية هي وحدها من يصنع النصر، ويقزم العدو ويدفعه للتراجع خطوات إلى وراء بعدما كان قد أظهر نفسه جيشا لا يقهر.

قبل الاعلان عن اتفاق وقف اطلاق النار أطلقت إيران دفعات صاروخية متتالیة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، مخلفة عشرات القتلى والجرحى والمفقودين وكذلك دمارا هائلا بمساحة كبيرة، فيما كان العدو الإسرائيلي قد استهدف في العاصمة طهران منازل سكنية ومناطق مدنية، وأعلن في طهران شهداء وإصابات.

وأبلغ وصف للهجمات الصاروخية الإيرانية الشرسة والدمار الواسع النطاق الذي خلفته الصواريخ الإيرانية في الأراضي المحتلة هذا الصباح هو ما نقل عن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، قوله : “لقد ترك هذا الصباح بلا شكّ مرارة في قلوب الإسرائيليين”.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، أن “اتفاقًا لوقف إطلاق النار جرى بين الكيان الإسرائيلي وإيران”، على حد قوله.

من جانبها، ذكرت إذاعة العدو الإسرائيلي أن نتنياهو، أبلغ وزراء حكومته المتطرفة باتفاق وقف إطلاق النار مع إيران، وأمرهم بعدم الإدلاء بتصريحات.

وجاء في بيان المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني أن “هذا النصر الإلهي ثمرةً لهذا الوعي الشعبي، ولجهاد المجاهدين، وقيادة الإمام الحكيمة، وهو ما أجبر العدو على التراجع، والاعتراف بالهزيمة، ووقف هجماته من جانب واحد”.

وأضاف البيان: “في هذا السياق، تُعلم أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الشعب الإيراني العظيم والباسل، بأن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبدون أدنى ثقة بأقوال الأعداء، ما تزال بأُهبة الاستعداد، ويدها على الزناد، للرد الحازم والموجع على أي عمل عدواني محتمل”.

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عبر حسابه على منصة “إكس” أن “العمليات العسكرية للقوات المسلحة الإيرانية الجبارة استمرت في معاقبة الكيان الإسرائيلي على عدوانه حتى اللحظة الأخيرة، حتى الساعة الرابعة فجرا”.

وقالت وكالة “رويترز” إن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حصل على موافقة إيران على مقترح وقف إطلاق النار الأمريكي بعد اتصال هاتفي مع ترامب.

واستهدف الحرس الثوري الإيراني قاعدة العديد في قطر بهجوم صاروخي مدمر وقوي” ضمن عملية “بشائر الفتح”، ردا على هجمات نفذها الجيش الأمريكي فجر الأحد، على 3 مواقع نووية أمريكية.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه إذا تمكنت “إسرائيل” وإيران حقا من التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار فسيكون هذا أمرا مرحبا به، معربا عن الأمل في أن أن يكون وقفا مستدامًا.

وقال بيسكوف في تصريحات صحفية تعليقًا على وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل: “هذا ما دعت إليه روسيا منذ بداية هذا الصراع. لذلك ينبغي الترحيب بهذا التطور. ونأمل أن يكون هذا وقفا دائما لإطلاق النار.لقد حثثنا منذ البداية على استبعاد الحلول العسكرية، وتجنب أي هجمات غير مبررة على دولة (لها سيادة) كإيران. وأن يتم حل المشكلات القائمة عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية”.

في سياق متصل، أكد بيسكوف ردا على سؤال صحفي أنه لم يجر أي نقاش حول ردود فعل إيرانية عسكرية محتملة على الضربات الأمريكية خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وقال “عراقجي لم يبلغ بوتين بخطط إيران لشن هجوم على القواعد الأميركية”.

كما أوضح أن تقرير وكالة “رويترز” حول نقل عراقجي رسالة إلى بوتين من خامنئي غير صحيح في جوهره، تقرير رويترز هذا لا يتوافق مع الواقع.

وأكد بيسكوف أن روسيا دعمت إيران بموقفها الواضح بشأن الوضع في الشرق الأوسط وتعتزم مواصلة تطوير العلاقات مع طهران.

الناطق باسم حركة “أنصار الله”، مُحمّد عبد السلام، قال: “نحيي إيران قيادة وشعبا وجيشا على خوض حرب الـ 12 يوما بكل قوة وبأس واقتدار مع تضحيات كبيرة وذلك هو ثمن إرادة الاستقلال والحرية والمواقف المبدئية من القضية الفلسطينية.

وأضاف: «أن إيران أولى الدول الإسلامية وبترسانتها الذاتية واجهت عدوًا مدججًا بأحدث الأسلحة الغربية، ولم تكن المعركة مع إسرائيل بما تمثل كقاعدة أمريكية متقدمة فحسب بل كانت مع أمريكا وآخرين من دول الغرب التي اصطفت إلى جانب المعتدين».

وأردف: «أن احتفاظ إيران بحقوقها النووية السلمية ومواقفها المبدئية يؤكد فشل العدو من تحقيق أهدافه المعلنة، وأن جرائمه المرتكبة بحق الكوادر العلمية والعسكرية وقصف المنشآت المختلفة لن تحقق له أهدافه في منع إيران من حقوقها المشروعة».

وأكد أن «ما يحمي سيادة دول المنطقة ويعيد الاعتبار لها أن تغادر ساحة الخلاف، وتلتقي على كلمة سواء وتدرك بأنها جميعا مهددة من قبل كيان تريده أمريكا عصى غليظة تضرب به أي دولة تطمح للقوة والعزة والاستقلال».

مقالات مشابهة

  • الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلال الحرب
  • مباحثات هاتفية لولي عهد السعودية مع رئيسي وزراء باكستان والعراق
  • عاجل.. ترامب: اتفاق قريب جدا بشأن حرب غزة
  • اتفاق وقف إطلاق النار يسجل انتصاراً استثنائياً لإيران
  • كيف سينعكس وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل على الحرب في غزة؟
  • رشاد عبد الغني: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يؤكد رؤية مصر التي تنادي بالحلول السياسية لا الحروب
  • العراق يرحب بالمبادرة التي أفضت لوقف إطلاق النار بين إيران و”اسرائيل”
  • ترامب يصب غضبه على إسرائيل ويُبدي عدم رضاه عن إيران بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار
  • حزب الاتحاد: يجب تحصين المنطقة من سيناريوهات الانفجار التي تهدد الشرق الأوسط
  • السعودية تُعلق على اتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي التصعيد في المنطقة