رُعبٌ غيرُ مألوف في مغتصبات العدو
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
لطف البرطي
لحظات لم يعتَدْها الكيانُ الصهيوني المحصَّن والبعيد؛ فمشاهد الخراب، وحالات الإصابة، والهلع والهروب نحو الملاجئ، تثير الكثيرَ من التساؤلات حول الأنظمة الدفاعية للعدو وعجزها في التصدي للصواريخ والطائرات المسيَّرة اليمنية.
ليس خافيًا على الجميع أن اليمن هي جبهة إسناد كبيرة وعظيمة لإخواننا في غزة المحاصَرة، وأن العمليات المتتالية تحدث رعبًا غيرَ مألوف بالنسبة لـ “إسرائيل” والمغتصبين.
التفاصيل تأتي على لسان الناطق العسكري للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع الذي تحدث في بيانات كثيرة عن العمليات وأهدافها والوسائل التي استخدمتها القوات المسلحة اليمنية لتنفيذ وتصاعد الهجوم المكثّـف على “يافا” المحتلّة بالصواريخ والطائرات المسيرة بشكل يومي.
إن استمرار هذه العمليات اليمنية إلى عمق “يافا” المحتلّة دفعت الكيان للتفكير في كيفية التعامل مع الجبهة اليمنية، وما هي الطرق المناسبة لردعهم، ووقف هذه العمليات المساندة لغزة، وهذا هو التحدّي الكبير للصهاينة أمام اليمن وقواته الباسلة.
كذلك يذكُرُ رئيس الشاباك الإسرائيلي عاموس يادلين أن على الكيان اتِّخاذ استراتيجية شاملة ضد من وصفهم “بالحوثيين” وحشد الحلفاء لمواجهتهم، فهم الطرف الأكثر استعدادًا لتحمُّل المخاطر.
هذه الحيرة الإسرائيلية في التعامل مع الهجمات اليمنية لغزة، وصلت حتى وضع العدوّ أهدافًا جديدةً منها ممارسةُ الضغوط الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية الجديدة ضد حكومة صنعاء، بل وصل الأمرُ إلى تحديدِ أهداف مدَنية واقتصادية والبنى التحتية لقصفها عسكريًّا، كجزء من الضغط الإسرائيلي على حكومة صنعاء لوقفِ عملياتها المساندة لغزة.
ومع ذلك تخشى “إسرائيل” أن تدخُلَ في حرب استنزاف مع اليمن، ولذلك تقترحُ بذل المزيد من الجهود للحيلولة دون الوصول إلى هذه الحرب؛ لأَنَّ هذا سيعرِّضُها للعديد من المخاطر؛ ولهذا تظل اليمن الجبهَةَ الأكثَرَ رعبًا وخوفًا للعدو الإسرائيلي وللمغتصبين، وستظلُّ كذلك باستمرار حتى تحريرِ فلسطين كُـلّ فلسطين، كما قال السيد القائد عبد الملك الحوثي “يحفظه الله”.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
القوة اليمنية تُرعب الكيان.. تهديدات صنعاء تهزّ حيفا وتعطّل الصناعة الصهيونية
يمانيون | تقرير
أخذت التهديدات اليمنية طابعاً استراتيجياً متصاعداً، ليتحوّل أثرها من ضربات موجعة في البحر الأحمر إلى ارتدادات اقتصادية وأمنية مباشرة داخل عمق كيان الاحتلال، وسط اعتراف صريح من وسائل الإعلام الصهيونية بتأثير تلك الضربات على قطاع الصناعة الحيوي، وبداية تحول شامل في نظرة العالم إلى “إسرائيل” كمنطقة غير آمنة.
الصحافة الاقتصادية الصهيونية، وفي مقدمتها صحيفة “غلوبس”، أطلقت صافرات الإنذار من خطر داهم يهدد منظومة الموانئ الصهيونية. وكشفت الصحيفة أن ميناء حيفا تحديداً بات عرضة لعزلة تجارية دولية متزايدة، نتيجة التهديد اليمني المباشر بفرض حصار بحري واسع النطاق.
مسؤولون في الموانئ الصهيونية اعترفوا بشكل واضح أنهم يتلقون اتصالات واستفسارات من شركات شحن عالمية بشأن الوضع الأمني، وطلب ضمانات بعدم تعرض سفنهم للخطر. وهذا التطور، حسبما أوردت الصحيفة، ينذر بشلل اقتصادي وشيك قد يصيب ميناء حيفا، الذي يمثل أحد الشرايين الحيوية في شبكة الاقتصاد الصهيوني.
الذعر في مطار اللد.. والصناعات تتألم
إلى جانب الحصار البحري، يشير الإعلام العبري إلى تأثير مدوٍ للحظر الجوي الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على مطار اللد المحتل (المعروف بـ”بن غوريون”). صحيفة “غلوبس” أكدت أن إلغاء الرحلات الجوية الدولية، ومنها رحلات الخطوط البريطانية إلى يافا المحتلة، لا يضرب قطاع الطيران وحده بل ينسحب تأثيره على كامل القطاع الصناعي، الذي يعتمد في إمداداته على حركة النقل الجوي.
الموقع العبري “يكودنيك” ذهب أبعد من ذلك، موضحاً أن شركات التأمين بدأت بتصنيف الكيان الصهيوني كمنطقة عالية الخطورة منذ لحظة إطلاق أولى الصواريخ اليمنية باتجاه العمق المحتل. وأكد أن الحظر الجوي فرضه اليمنيون فعلياً على المطار المركزي للكيان، دون أن يتمكن العدو من التصدي له أو مواجهته.
ولم يعد يُقرأ هذا التصعيد اليمني في سياق رد الفعل الآني أو التكتيكي، بل بات جزءاً من استراتيجية ردع متقدمة تنفذها صنعاء بدقة عالية وتخطيط بعيد المدى. الهجمات اليمنية على مطارات الكيان وموانئه لم تعد مجرد رسائل إنذارية، بل أصبحت أداة لفرض إرادة سياسية وموقف مبدئي واضح من العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة واليمن معاً.
المحللون الصهاينة أنفسهم يعترفون بأن الردع اليمني تجاوز التوقعات، وأن منظومة “القبّة الحديدية” و”السهم” فشلت في حماية العمق الاستراتيجي للكيان من الضربات الجوية اليمنية.
ذعر في الداخل المحتل.. وغضب من حكومة نتنياهو
التهديدات اليمنية وسّعت من نطاق الاحتقان داخل كيان العدو. الصحف العبرية تتحدث عن سخط شعبي متزايد تجاه حكومة نتنياهو، التي باتت عاجزة عن حماية الاقتصاد الصهيوني أو تأمين الأجواء من الطائرات والصواريخ القادمة من اليمن. وطالب الإعلام العبري القيادة السياسية في تل أبيب بوقف سياسة الإنكار والتحرك العاجل لمواجهة التهديد اليمني المتصاعد، بعدما تُركت شركات الطيران وحدها في مرمى الخطر.
وما يجري اليوم هو تحول جوهري في توازن القوى في المنطقة. اليمن، المحاصر والمستهدف منذ سنوات بعدوان أمريكي صهيوني مباشر وغير مباشر، فرض واقعاً جديداً على الصهاينة وعلى العالم. لم تعد “إسرائيل” قادرة على لعب دور القوة التي تضرب دون أن تُضرب، بل أصبحت في وضع دفاعي غير مسبوق، أمام قوة يمنية ذات إرادة حديدية وامتلاك نوعي للردع.
إن دخول ميناء حيفا ومطار اللد في دائرة الاستهداف اليمني، واهتزاز قطاع التأمين والنقل الدولي في الكيان، يعني أن صنعاء استطاعت بالقوة وبالموقف أن تفرض نفسها كفاعل إقليمي غير قابل للتجاوز. ولم تعد رسائل التحذير اليمنية تُقرأ فقط في تل أبيب، بل باتت العواصم الغربية تدرك جيداً أن الأمن البحري والجوي في المنطقة لم يعد محكوماً بالإرادة الأمريكية أو الصهيونية وحدها.
الكيان في مواجهة “الإرادة اليمنية”
تهديد اليمنيين بالوصول إلى حيفا لم يعد مجرد تصريح إعلامي، بل بات حقيقة مقلقة لمراكز القرار الصهيونية. ومع كل صاروخ يُطلق من صنعاء، ومع كل طائرة مسيّرة تعبر الأجواء المحتلة، تتآكل صورة الكيان في العالم، ويهتز النظام الأمني الذي طالما ادعت “تل أبيب” تفوقه.
ما تقوم به اليمن اليوم هو إعادة كتابة معادلات الردع في المنطقة، وإثبات أن الشعوب الحرة قادرة على فرض كلمتها على القوى العاتية مهما امتلكت من ترسانة عسكرية أو دعم سياسي غربي.
لقد دخل الكيان في مرحلة القلق الوجودي من بوابة اليمن، وليس من غزة وحدها.. وصنعاء تقول بوضوح: ما دام العدوان قائماً، فإن الضربات قادمة، والردع يتعاظم، والطريق إلى حيفا مفتوح.