"إنجيل لينكولن" في مكتبة الكونجرس| تعد هذه النسخة من الكتاب المقدس جزءًا من تراث تاريخي هام يعكس القيم الدينية
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حمل إنجيل لينكولن العديد من التساؤلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي خاصه بعد أن استخدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حفل تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه ليس الأول فهناك من والرؤساء الذين قسموا عليه، بالإضافة إلى السياق التاريخي الذي جعله جزءًا مهمًا من مراسم التنصيب الرئاسية في الولايات المتحدة.
إنجيل لينكولن: تاريخ وحكاية
يعود تاريخ إنجيل لينكولن إلى 1861، عندما استخدمه الرئيس أبراهام لينكولن في حفل تنصيبه الأول كرئيس للولايات المتحدة في 4 مارس من ذلك العام. كانت هذه النسخة من الكتاب المقدس مملوكة شخصيًا للينكولن، وقد استخدمها في القسم الدستوري ليبدأ ولايته الأولى في البيت الأبيض.
هذا الإنجيل كان يُعتبر فريدًا ليس فقط بسبب ارتباطه بلينكولن، ولكن أيضًا لأنه كان متاحًا لاستخدام الرؤساء في مراسم التنصيب المستقبلية. ومنذ ذلك الحين أصبح له دور رمزي عميق في السياسة الأمريكية، حيث يُستخدم في بعض الأحيان في مراسم التنصيب لتأكيد العهد الدستوري والرغبة في القيادة بشرف وصدق.
الرؤساء الذين استخدموا إنجيل لينكولن
1. باراك أوباما:
2009: استخدم الرئيس باراك أوباما إنجيل لينكولن في حفل تنصيبه الأول بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2008. هذه المرة كانت تاريخية لأنها كانت أول مرة يتولى فيها رئيس من أصول إفريقية منصب رئيس الولايات المتحدة.
2013: استخدم أوباما نفس الإنجيل في حفل تنصيبه الثاني بعد فوزه في انتخابات 2012، مما جعل هذه المرة الثانية التي يُستخدم فيها الإنجيل في تنصيبه.
اختيار أوباما لإنجيل لينكولن كان رمزيًا، حيث أشار إلى أهمية التغيير والتقدم في أمريكا، مع الإشارة إلى إرث لينكولن في مكافحة العبودية والمساواة العرقية.
دونالد ترامب:
2017: استخدم الرئيس دونالد ترامب إنجيل لينكولن في حفل تنصيبه، مما جعله ثالث رئيس أمريكي في التاريخ الحديث يستخدم هذه النسخة من الكتاب المقدس. كانت هذه المرة مهمة نظرًا لأنها كانت بداية فترة رئاسة ترامب، التي شهدت تغيرات كبيرة في السياسة الأمريكية.
ترامب اختار إنجيل لينكولن نظرًا لدوره في تاريخ الأمة الأمريكي ورمزيته في الحفاظ على القيم الأمريكية الأساسية، بما في ذلك الحرية والديمقراطية.
السياق التاريخي لاستخدام إنجيل لينكولن
إن استخدام إنجيل لينكولن في مراسم التنصيب ليس مجرد تقليد، بل هو مرتبط بعدة عوامل تاريخية ودينية:
1. الارتباط بالتاريخ الأمريكي: عندما استخدم لينكولن هذا الإنجيل في حفل تنصيبه الأول في 1861، كانت البلاد في خضم الحرب الأهلية الأمريكية، وكانت الأمة ممزقة بين الشمال والجنوب. كان لينكولن بحاجة إلى التأكيد على الوحدة والمساواة، وكان الكتاب المقدس يمثل رمزًا للوحدة الوطنية.
2. القسم على الكتاب المقدس: يُعد أداء القسم على الكتاب المقدس من الممارسات الشائعة في أمريكا، حيث يُعتبر تعبيرًا عن التزام الرئيس بالقيم الدستورية والأخلاقية التي تحدد كيف يجب أن يُدار الحكم في البلاد.
3. التقاليد الأمريكية: يرتبط استخدام الكتاب المقدس في مراسم التنصيب بإيمان الأمريكيين العميق بالدين كمكون أساسي في حياتهم السياسية والاجتماعية. وباختيار إنجيل لينكولن، يُؤكد الرؤساء على التزامهم بالقيم التي ارتبطت بتأسيس الأمة الأمريكية، مثل الحرية والعدالة والمساواة.
مكتبة الكونجرس واحتفاظها بالإنجيل
اليوم، يُحفظ إنجيل لينكولن في مكتبة الكونجرس في واشنطن العاصمة. هذه النسخة من الكتاب المقدس تعد جزءًا من تراث تاريخي هام يعكس القيم الدينية التي تم تبنيها في أمريكا منذ تأسيس الجمهورية. وتُعرض النسخة الآن للجمهور في مكتبة الكونغرس كجزء من مجموعة الوثائق الرئاسية والأثرية التي تحكي قصة تطور الأمة.
رمزية الكتاب في سياق الرئاسة الأمريكية
استخدام إنجيل لينكولن في حفل التنصيب يرمز إلى استمرارية القيم التي شكلت الأمة الأمريكية، وهو لا يعكس فقط التزام الرئيس الديني، بل يعكس أيضًا الإيمان بأن القيادة يجب أن تكون مبنية على المبادئ الأخلاقية العالية والعدالة. إن تكرار استخدام هذا الكتاب في التنصيب الرئاسي يعكس أهمية الروابط بين الدين والديمقراطية في التاريخ الأمريكي.
إن إنجيل لينكولن ليس مجرد كتاب مقدس، بل هو قطعة تاريخية ذات قيمة رمزية عميقة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. من خلال استخدامه في حفلات التنصيب الرئاسية، يتجسد الالتزام بالقيم التي تأسست عليها الجمهورية الأمريكية، من الحرية والمساواة إلى العدالة. وبذلك، يبقى هذا الإنجيل شاهدًا على تواتر اللحظات التاريخية التي شكلت مستقبل الأمة الأمريكية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إبراهام لينكولن دونالد ترامب فی مراسم التنصیب الأمة الأمریکی فی حفل تنصیبه
إقرأ أيضاً:
طبق المصريين الشعبي يخطف الأضواء عالميا.. الكشري تراث إنساني معتمد
في إنجاز ثقافي جديد يعزز حضور مصر على خريطة التراث العالمي، أعلنت منظمة اليونسكو إدراج طبق الكشري المصري ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لعام 2025، ليصبح العنصر الحادي عشر المسجَّل باسم مصر.
وأكدت الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزير الثقافة للتراث الثقافي غير المادي، أن إدراج طبق الكشري على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو يُعد اعترافاً دولياً واضحاً بالهوية الثقافية المصرية.
اتفاقية صون التراث الثقافيوأشارت إلى أن هذا الإدراج يأتي ضمن إطار اتفاقية "صون التراث الثقافي غير المادي للإنسانية" لعام 2003، التي كانت مصر من أوائل الدول المنضمة إليها، وتضم حالياً 185 دولة مشاركة.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلاميين محمود السعيد ومنة فاروق في برنامج "ستوديو إكسترا" على قناة "إكسترا نيوز"، أوضحت إمام أن تسجيل أي عنصر تراثي لا يعني امتلاكه حصرياً، بل يمثل تأكيداً دولياً على ارتباطه بثقافة الدولة التي تقدمت به.
وأضافت أن مصر تمتلك بالفعل عشرة عناصر مسجلة في اليونسكو، لكنها لم تتضمن أي شيء متعلق بالمطبخ المصري، وهو ما دفعها للتفكير في اختيار طبق يعكس الهوية المصرية، ورغم ميلها المبدئي لتسجيل الفول المدمس لرمزيته الاجتماعية، فإن الرغبة الشعبية الواسعة مالت نحو الكشري، وهو ما لمسَت أهميته خلال مشاركتها الحالية في الهند، حيث لاقى الإعلان احتفاءً كبيراً من الحاضرين.
خريطة التراث الدوليوأكدت إمام أن إدراج الكشري يمثل مكسباً حقيقياً للمصريين، لأنه يجسد اعترافاً عالمياً بثقافتهم ويعزز حضور مصر على خريطة التراث الدولي، تماماً كما تفعل مختلف الدول عند تسجيل عناصرها التراثية.
الاحتفال بطهي الكشريوأشارت إلى أن التفاعل الدولي مع الخبر كان لافتاً، إذ تلقت دعوات من مصريين بالخارج للاحتفال بطهي الكشري، إضافة إلى دعم كبير من السفارة المصرية في نيودلهي التي نظمت مأدبة خاصة بالكشري احتفالاً بهذا الإنجاز الثقافي.
إدراج الأكلة الشعبية بقائمة التراث الثقافي غير المادي 2025
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” إدراج “الكشري المصري” على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لعام 2025، وذلك خلال اجتماعات اللجنة الحكومية للتراث غير المادي المنعقدة في العاصمة الهندية نيودلهي.
وأعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن سعادته بتسجيل الكشري المصري ليصبح العنصر الحادي عشر المسجَّل باسم مصر على قوائم التراث غير المادي، وهو تأكيد جديد على مكانة التراث المصري وقدرته على الإلهام والتجدد، وعلى تقدير المجتمع الدولي لهذا التراث الذي حافظ عليه المصريون عبر السنين.
وأكد وزير الثقافة أن إدراج “الكشري المصري” يعكس الاهتمام بثقافة الحياة اليومية للمصريين، التي تمثّل جزءًا أصيلًا من الهوية، وقال إن “الكشري” أول أكلة مصرية يتم تسجيلها، وستشهد السنوات القادمة تسجيل المزيد من العناصر المرتبطة بممارسات اجتماعية وثقافية تتوارثها الأجيال وتُعبّر عن روح المشاركة والتنوع داخل المجتمع المصري.
وأضاف الدكتور هنو أن هذا الإدراج يعكس نجاح الجهود التي تبذلها الدولة المصرية في توثيق تراثها وحمايته، مؤكدًا استمرار دعم الوزارة لكافة العناصر التراثية، وتعزيز التعاون مع المجتمعات المحلية والممارسين والجماعات التي تحافظ على هذه الممارسات الحية.
وفي كلمة الوفد المصري أمام اللجنة الحكومية للتراث غير المادي عقب التسجيل، وجّهت الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزير الثقافة للتراث غير المادي وممثل مصر باتفاقية التراث غير المادي، الشكر والتقدير إلى اللجنة على اعتماد إدراج عنصر “الكشري… طبق الحياة اليومية” ضمن القائمة التمثيلية للتراث الإنساني.
وأكدت أن هذا الإدراج يعكس التزام مصر الدائم بالعمل مع الممارسين داخل المجتمعات المحلية ومن أجلهم، مشيرة إلى أن إعداد ملف الترشيح اعتمد على تعاون وثيق مع الجماعات والأفراد الذين يمارسون هذا العنصر يوميًا، مما أتاح إبراز تنوعه وثراءه، ودوره كعنصر اجتماعي موحَّد يعكس تواصلًا مستمرًا داخل البيئات الطبيعية والاجتماعية.