تشييع جثمان الشهيد العميد فتحى سويلم فى مشهد جنائزي مهيب بالدقهلية
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
في مشهد جنائزي مهيب شيع الآلاف بالدقهلية جثمان الشهيد العميد فتحى سويلم والذي استشهد أثناء تأدية واجبه، أثناء محاولته تهدئة خلاف نشب في أحد البنوك بمحافظة الفيوم.
خرجت جنازة الشهيد من مسجد النصر بالمنصورة ، وسط تكبيرات الرجال والشباب، وعزفت الموسيقى العسكرية لمديرية أمن الدقهلية خلف الجنازة، حيث طغت أصوات الأهالي عليها.
وتعلق الشباب أقاربه بسيارة الإطفاء التي تحمل جثمان الشهيد، ولم يتوقف الأهالي عن السير في الجنازة حتى وصلت إلى مقابر جديلة بالمنصورة، وطالب الأهالي بإطلاق اسم الشهيد على مدرسة بقريته.
وشارك اللواء مجدى عبدالعزيز، مدير الأمن وعدد من القيادات الأمنية ، في الجنازة، وخرج الجثمان من المسجد وحمله الجنود على سيارة عسكرية تتقدمها الموسيقى العسكرية حتى وصلت إلى ميدان الشهداء بالمنصورة، وأطلق 21 طلقة تحية للشهيد.
وكانت قد تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على محام حر، المتهم بقتل العميد فتحي عبد الحفيظ سويلم، أثناء فض مشاجرة ببنك شهير في مدينة الفيوم، مستخدما سلاحا أبيض كان بحوزته.
وكان اللواء أحمد عزت مدير أمن الفيوم قد تلقى إخطارًا من مأمور قسم أول الفيوم يفيد ورود بلاغ من مدير فرع بنك شهير بمدينة الفيوم، يفيد بأن أحد العملاء أشهر سلاحا أبيض وهدد الموظفين العاملين بالبنك لصرف عائد ادخاري قبل موعده، وانتقلت الشرطة إلى موقع البلاغ وأثناء محاولتهم السيطرة على الموقف والقبض على المتهم " مؤمن.م. ع " 37 سنة، محام حر، أصاب العقيد فتحي عبد الحفيظ سويلم إصابة بالغة أدت إلى استشهاده كما أصيب 3 آخرين من أفراد الشرطة، وتم إلقاء القبض على المتهم ونقل جثمان الشهيد إلى مستشفى الفيوم العام.
ونعى اللاعب السابق لنادي الأهلي والزمالك، نادر السيد، زوج ابنة خالته العقيد فتحى سويلم الذي توفي أمس الثلاثاء 21 يناير 2025.
وكتب نادر عبر حسابه على منصة "فيسبوك": "البقاء والدوام لله كان إنسان جميل، زوج اختي، بنت خالي منى عمريه، وأبو فريدة وتيا".
وأضاف: "وفاة في مهمة وطنية وضحى بنفسه علشان الحق وحماية الناس في بنك مصر فرع الفيوم، دعواتكم وربنا يتقبله من الشهداء، فخورين بيه طول العمر، الله يرحمه ويتقبله بمغفرته".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مستشفى الفيوم ا مدينة الفيوم مديرية أمن الدقهلية الدقهلية المنصورة الموسيقى القيادات الأمنية أثناء محاولته سابق جثمان الشهید
إقرأ أيضاً:
الشهيد اللواء الركن ايهاب محمد يوسف
من شهداء الوطن ( ١٩٠٠٧ ):
○ كتب: د. Mhmd Elzein
رجال حول القوات المسلحة (32)
الشهيد اللواء الركن ايهاب محمد يوسف إستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
العميد م. د. محمد الزين محمد — 30/5/2025
بهذه الدعاء المبارك “أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه”، ختم الشهيد اللواء الركن إيهاب رسالته الأخيرة لدفعته وقيادته وأسرته يوم الخميس أمس القريب… كلمات لم تكن مجرد وداع، بل كانت وصية رجل أدرك دنو الرواح، وعجلة الرحيل فقابله بصدق الموقنين، العابدين ولسان حاله قول الشيخ قريب الله رضي الله عنه
أهلا وسهلا باللقاء والاجتماع بذي البقاء
يوم أموت به سعيد والله ذاك اليوم عيد
فيه الهنا فيه المزيد فيه الحياة بلا شقاء
علم أيهاب ان ما عند الله خير وأبقى فعمل لذاك اليوم ، اتخذه الله شهيدا في أيام مباركات، من شهر ذي الحجة، في الثاني منه لعام 1446هـ، الموافق 29 مايو 2025.
لم يكن اللواء إيهاب رجلاً عادياً، بل كان فريدا ونادراً في كل شئ، وقد جمع بين الإيمان والعلم، والفكاهة والصرامة، كان عالماً في مهنته، كما كان عابدا متبتلا. وخاشعا لله ، ومقاتلاً جسورا لا يهاب الموت وله من اسمه له نصيب، عرف اللواء إيهاب بطهارة الظاهر وصفاء الباطن. كما عُرف بنظافة اليد واللسان، يقابلك بوجهٍ طلق، يسبق سلامه ويواددك بسماحة وملاطفة . كان من أولئك القلائل الذين يألفون ويؤلفون، ومن الذين تطيب المجالس بتٱنسهم وتسامرهم، ويشتاق الناس للحديث عنهم بعد الرحيل.
شهد له الجيران، وأهالي الحي، ورفاق الطفولة والميدان بكل ما هو جميل وخليق برجل كمثله تراه في الأفراح باسماً، وفي الأتراح مواسياً، لا يتأخر عن الناس، ولا يُشعِرهم بثقله، بل يملأ المكان خفّةً وأُنساً وذوقاً لطيفا.كان من معدن الفضل وحسن الخلق، وله في قلوب من عرفوه محبة وأثر لا يزول، ولا يمحوه الزمن. كثير الحياء وضيئا في أخلاقه، وودودا عند خلانه. كثير التواضع يخفض رأسه أدبا وتقديرا لمن حوله، وكنت أداعبه بأغنية الحاج سرور (الطرفو نايم وصاحي.. صاحي كانعسان) فيزداد ضحكاً وخجلاً.
ثبت عند حصار سلاح الإشارة، ذلك الحصار الطويل الذي استمر لعامين، كان ثابتا ثبوت الجبال الراسيات، بل هو من الذين ثبّتوا القوات بقوة شكيمته، وقوة جنانه وجسارة قتاله يقول تعالى (يثبت الله الذين ٱمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) .
التقى بابنه عبد القادر في قلب معركة الصمود بسلاح الإشارة، بعد أن أعدّه كما أعدّ عبد الحليم ومحمد، فقد غرس فيهم حب الدين والوطن و معاني الرجولة و الجندية والعقيدة والصبر. أي رجال هؤلاء وأي أبناء هؤلاء الذين يلتقون في ميادين المعارك والشرف وغيرهم في موائد الخلاعة والخنوع!!!.
تنقّل بين جبهات العمل العسكري، من الاستوائية إلى سلاح الإشارة، ألى أكاديمية نميري العسكرية العليا، ثم قائداً ومديراً لـ معهد نظم المعلومات، فكان حيثما حلّ نافعا و مثالا للجندية المتقنة، والعقلية المنضبطة، والروح القيادية
تعود جذوره الى قبيلة الكواهله بمنطقة أمغد والتي عرفت بالأنفة والشموخ أحفاد عبد الله ود جاد الله، كسار قلم ماكميك بولاية الجزيرة المعطاءة. نشأ وشب وترعرع في أمدرمان الثوره الحاره الاولى.
من أبناء الدفعة أربعين، تلك الدفعة الاستتثنائة والتي لا نعرف سرّها، كأنها صُنعت للتضحية والإستبسال والشهادة فمن أولهم الشهيد الملازم يوسف سيد، إلى آخرهم اللواء إيهاب، تتساقط نجومهم في الميدان، لا بالمرض ولا بالهوان، بل شهداء في سبيل الله والوطن، كأنهم تواصوا على الموت وقوفاً. أي دفعة هذه؟ وأي تربية تلقّوها؟ وأي صبر جالدوه!، وها هي قافلتهم تمضي، بكل رتبهم، إلى مقامات العز والخلود.
كانت ترتيبات القيادة العامة ودفعته أن يكون من ضمن حجاج بيت الله الحرام هذا العام، ولكن رفعه الله مقاما رفيعا اذ اتخذه شهيدا عنده . قال تعالى (ويتخذ منكم شهداء).
الحق عندما بدأ الحجاج ينفرون للتحرك للحجاز كان هو يتحرك لتثبيت الموقف العملياتي مما جعله يستمر في الخوي قائداً وكأنه يقول كما قال عبد الله ابن المبارك
يا عابدَ الحَرَمينِ لوْ أبصرْتَنا لَعلمْتَ أنّك في العبادةِ تَلْعبُ
مَنْ كان يَخْضِبُ خدَّهُ بدموعِهِ فَنُحُورُنا بِدِمَائِنا تَتَخَضَّبُ
لم يمت اللواء إيهاب، بل انتقل من موقع القيادة في الدنيا إلى معسكر الشهداء عند الله، حيث لا حصار هناك، ولا ضغينة، ولا تعب… بل رضوانٌ من الله أكبر .لقد أديت الذي عليك، ومضيت كما يمضي العظماء.