قانون العفو .. هكذا يحقق آمال “النهيبية”بقلم جاسم الحلفي
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
آخر تحديث: 22 يناير 2025 - 10:02 م
قانون العفو .. هكذا يحقق آمال “النهيبية”
جاسم الحلفي
تلقيت صباح يوم الاربعاء اتصالاً من أحدهم، نقل لي ابتهاج أحد رموز “سرقة القرن” بإقرار قانون العفو، حيث قال له: (إنها رزقة من الله، وقد باركها لنا. هذا حقي الذي انتزعته من غياب عدالة الحكام، فهم يسرقون، ومن حقي أن آخذ حصتي من خيرات العراق.
بطبيعة الحال، وكما هو واضح من “عمق ايمان” هذا الفاسد، والذي هو نفس ايمان أي عضو في مجلس النواب صوّت مؤيدا قانون العفو العام في جلسة العار، مع رؤساء الكتل المتنفذة في العملية السياسية، انهم هم جميعا من صحّ بحقهم شعار حركة الاحتجاج: “باسم الدين باكونا الحرامية”.
كان حديث هذا اللص صادماً، علما أن حصته من سرقة القرن بلغت 500 مليار دينار، استثمرها بأسماء أخرى في عقارات بدبي وعمان وبغداد. هنا في بغداد، رهن العقارات للبنوك ليحصل على مبالغ اضافية، يدير بها أنشطته الاقتصادية بكل أريحية، في مشهد يعكس استغلال القوانين لتكريس الفساد بدلاً من محاربته.
في أقل من نصف دقيقة، أقرّ مجلس النواب الثلاثاء ثلاثة قوانين جدلية، أشعلت غضب الشارع العراقي. هذه السرعة الصادمة ليست علامة كفاءة، بل حصيلة توافق طائفي بين القوى السياسية المتنفذة، التي تكرس الانقسام المجتمعي وتغذي الفجوات الطبقية. لم تأتِ القوانين الثلاثة لتعالج أزمات البلاد، بل لتعزز التجزئة السياسية والاجتماعية في بلد يعاني أصلا من تمزق نسيجه الوطني.
وقد كشفت مقاطع فيديوية الطريقة التي مررت بها القوانين أمام نواب لم يكونوا في مقاعدهم، وأصوات لم تُحسب، حيث اكتفى رئيس المجلس بإعلان الموافقة بالأغلبية دون أي توثيق شفاف. وهذه الفوضى تضع مصداقية المؤسسة التشريعية على المحك، وتؤكد انحرافها عن دورها الأساسي في تمثيل إرادة الشعب وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وجاء تمرير القوانين الثلاثة بسلة واحدة، رغم عدم ترابطها، انعكاسا واضحا لسياسات “انطيني وأنطيك”، حيث أصبحت التشريعات أداة لصفقات سياسية تخدم فئة صغيرة من النخب الفاسدة. النهابون الذين يستولون على خيرات البلاد يجدون في هذه القوانين حماية وشرعية لأفعالهم، بينما يُترك الكادحون والمعوزون والفئات المهمشة دون أي غطاء قانوني يحمي حقوقهم أو يوفر لهم فرصاً للعيش الكريم.
هذا المشهد يؤكد الانحياز الطبقي الواضح في التشريعات، حيث تُصاغ القوانين لخدمة الحرامية على حساب الأغلبية المسحوقة. وهذا البرلمان ليس صوت الشعب، بل أداة بيد الفاسدين الذين يواصلون تكديس الثروات على حساب الفقراء والمحرومين.
وقد تأخرت الأحزاب الوطنية النزيهة والنخب المثقفة في أخذ زمام المبادرة للدفاع عن حقوق الشعب. وان على المثقفين أن يتجاوزوا حدود التنظير، وأن يلعبوا دوراً فاعلاً في توعية الجماهير وتحشيدها لمواجهة هذه الطغمة الجاثمة على صدور الشعب، والتي تمثل مصالح الفاسدين والنهابين فقط. فلا يمكن مواجهة هذا الواقع إلا من خلال احتجاجات شعبية واسعة، تتجاوز المطالب الجزئية، وتهدف إلى تغيير جذري في النظام السياسي.
ان على الشعب أن يستعيد زمام المبادرة بالنزول إلى الساحات بهدف التغيير.
فهذه الطغمة الحاكمة، التي لا تمثل سوى نفسها، جعلت من العراق ساحة مفتوحة للفساد. ولا حل إلا بإزالتها، وبناء نظام سياسي ديمقراطي حقيقي يحقق العدالة الاجتماعية، ويعيد توزيع الثروات بما يخدم الطبقات الكادحة، التي يفرض عليها اليوم تسديد أثمان الفشل السياسي والاقتصادي.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
تدشين خطة طوارئ أمنية بمحافظة صنعاء” صور”
الثورة نت /.
دشّنت إدارة أمن محافظة صنعاء، اليوم، خطة الطوارئ الأمنية، التي تتضمن عددًا من الإجراءات، بهدف مواكبة المستجدات وتعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على السكينة العامة في مختلف مديريات المحافظة.
وشهدت الفعالية استعراضًا رمزيًا لوحدات من مختلف التشكيلات الأمنية التابعة لأمن المحافظة، أظهر خلاله رجال الأمن مستوى عالياً من الجاهزية والانضباط.
وفي التدشين أشاد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال الرويشان، بالجهود الكبيرة التي يبذلها رجال الأمن بمحافظة صنعاء.. لافتا إلى أهمية موقع المحافظة الاستراتيجي كطوق للعاصمة ما يجعل من استقرارها ركيزة رئيسية لأمن العاصمة.
ونوّه بمستوى الجاهزية والانضباط لدى مختلف الوحدات الأمنية، والذي يعكس مدى وعي قيادة وأفراد أمن المحافظة بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، خصوصاً في ظل التحديات الراهنة التي يسعى العدو من خلالها إلى استهداف الجبهة الداخلية وزعزعة أمن واستقرار البلاد.
وعبّر الفريق الرويشان عن الاعتزاز بالموقف المشرّف للقيادة والشعب اليمني إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من جرائم إبادة في ظل تواطؤ دولي وصمت عربي مخز.. مؤكداً أن الشعب اليمني ثابت في موقفه المبدئي الداعم للمقاومة الفلسطينية مهما بلغت التحديات والضغوط.
وقال “إن هذا الاستعراض الأمني المهيب، الذي دشّنت به وحدات من أمن محافظة صنعاء خطة الطوارئ، يوجّه رسالة تضامن إلى الشعب الفلسطيني، ويؤكد وقوف الشعب اليمني، قيادة وشعباً وقوات مسلحة، إلى جانبه في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي”.
كما عبر الفريق الرويشان عن الشكر لقيادة وزارة الداخلية وقيادة أمن المحافظة على ما يبذلونه من جهود متواصلة في تطوير أداء الوحدات الأمنية وتعزيز قدراتها.
من جانبه، هنأ نائب وزير الداخلية اللواء عبد المجيد المرتضى، قيادة وأفراد أمن محافظة صنعاء بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ناقلاً لهم تهاني قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ووزير الداخلية اللواء عبد الكريم الحوثي.. مثمّناً التزامهم بالتواجد في مواقعهم خلال إجازة العيد لحماية المواطنين وتعزيز الأمن.
وأكد أهمية رفع مستوى الحس الأمني واليقظة لإحباط المخططات المعادية.. مشدداً على ضرورة تنفيذ خطة الطوارئ بالشكل الذي يحقق أهدافها في حفظ الأمن والاستقرار.
بدوره، أوضح مدير أمن المحافظة العميد مجاهد عايض، أن خطة الطوارئ الأمنية تشمل انتشاراً واسعاً للوحدات الأمنية في مختلف المديريات، ورفع مستوى الجاهزية للتعامل مع أية طوارئ أو تحديات أمنية، وإفشال كل المحاولات التي تستهدف المواطنين أو الإضرار بالأمن العام.
وأشار إلى أن الاستعراض الأمني الذي نفذته تشكيلات أمن المحافظة، يعكس جاهزية رجال الأمن واستعدادهم لتنفيذ توجيهات وزارة الداخلية، لمواجهة أي تهديدات، بما في ذلك التصدي للعدوان الأمريكي الصهيوني، ومساندة الشعب الفلسطيني.
وعبّر العميد عايض عن الشكر لقيادة وزارة الداخلية على اهتمامها المستمر بتطوير أداء الأجهزة الأمنية في المحافظة وتوفير احتياجاتها.
حضر التدشين قائد قوات الأمن المركزي بالمحافظة العقيد عبد الحق السراجي، ومدراء القيادة والسيطرة العقيد جلال هادي، وشرطة المرور العميد عبد الرحمن العتاكي، وفرع الدفاع المدني العقيد محمد جعفر، وحراسة المنشآت المقدم مطهر المتوكل ومدراء أمن المديريات، وعدد من الضباط ومنتسبي الأجهزة الأمنية بالمحافظة.