شفق نيوز/ لطالما أحبّت زينة الدراسة (14 عاماً) من منطقة الحفّار في ناحية السنية بمحافظة الديوانية، وكانت تحلم بأن تصبح معلمة أطفال في منطقتها، وقد كانت في طريقها لتحقيق أهدافها حتى وصلت إلى مرحلة المتوسطة وتفاجأت بعدم وجود ثانوية قريبة من دارها لإكمال تحصيلها الدراسي.

تقول زينة لوكالة شفق نيوز، "كنت أستمتع بالذهاب إلى المدرسة كل يوم للدراسة واللقاء بصديقاتي والعمل على تحقيق حلمي، لكن اضطررت إلى ترك الدراسة منذ سنتين بسبب بُعد المدرسة عن منزلي، وعدم قدرة والدي على تحمل تكاليف تأجير وسيلة نقل، نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، فهو يعمل عامل بناء، ودخل العائلة محدود".

حال زينة، مثل العشرات الفتيات اللاتي انقطعن عن الدراسة بسبب المشكلة نفسها، وهي بُعد المدرسة عن مناطق سكنهن في القرى والأرياف.

الديوانية الأولى في الأمية

تسجل محافظة الديوانية أعلى محافظات العراق بأعداد الأمية بنسبة 22 في المائة، تليها دهوك بنسبة 18 في المائة، وفق المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبدالزهرة الهنداوي، الذي أوضح أن "الأمية تحتسب من بلغ عمر عشر سنوات ولم يلتحق بالمدرسة".

ويضيف الهنداوي لوكالة شفق نيوز، أن "الأمية في العراق تبلغ 12.3 في المائة، أغلبها عند النساء، بحسب آخر مسح أجري قبل سنتين"، ويستدرك قائلاً أن "هذه النسبة تعد منخفضة مقارنة بالسنوات العشر السابقة، ففي عام 2012 كانت نسبة الأمية 20.5 في المائة، وانخفضت عام 2022 إلى حوالي 12.5 في المائة".

ويعزو الهنداوي انتشار الأمية إلى "العامل الاقتصادي بالدرجة الأولى خاصة عند الأسر الفقيرة غير القادرة على تحمل تكاليف الدراسة، يليه العامل الأمني كما حصل عام 2014 وما نتج عنه من حرمان الكثير من الطلبة للتعليم، بالإضافة إلى عدم توفر المدارس في مكان قريب، خاصة بالنسبة لفتيات القرى والأرياف".

الحاجة إلى 8 آلاف مدرسة

يحتاج العراق إلى بناء 8 آلاف مدرسة، فيما أطلقت وزارة التربية بدورها على هذا العام (عام الأبنية المدرسية)، وبينما تؤكد سعيها "إحداث نقلة في هذا الملف، الذي يعد واحداً من أهم ملفات الوزارة"، بينّت استمرار العمل بمشروع الوزارة رقم واحد، ومتابعة المشاريع التي أنجزت من قبل المحافظات والجهات المانحة.

هذا ما أفاد به المتحدث باسم وزارة التربية، كريم السيد، لوكالة شفق نيوز، ويضيف أن "الوزارة استلمت في هذا العام نحو 450 مدرسة ودخلت إلى الخدمة، وهناك ألف مدرسة ضمن العقد الصيني المتابع من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وافتتح جزءاً منها قبل أيام في كربلاء، ومن المتوقع دخول - الألف مدرسة - جميعها الخدمة في نهاية العام".

وتابع السيد متحدثاً عن جهود الوزارة في مجال الأبنية المدرسية، أن "العمل على هذه المدارس يأتي تزامناً مع البرنامج الحكومي الذي يشمل ترميم بحدود ألفي مدرسة، وكذلك استملاك 3 آلاف قطعة أرض، وكانت الأولوية للمحافظات التي فيها مدارس كرفانية وطينية والتي فيها اكتظاظ سكاني كبير، مثل بغداد ونينوى والبصرة".

وعن الاهتمام بالقرى والأرياف، أشار السيد إلى "إنشاء مدارس جديدة في معظم الأرياف، كما كانت الأولوية في الترميم لمدارس الأرياف، ومدارس البنات، والمدارس الآيلة للسقوط".

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد المدارس في العراق طالبات فی المائة شفق نیوز

إقرأ أيضاً:

على أبواب المائة عام: الإخوان المسلمون بين الاستهداف والمراجعة المطلوبة

في الثاني والعشرين من آذار/ مارس 1928 تأسست حركة الإخوان المسلمين على يد الإمام حسن البنا وعدد من إخوانه في مدينة الإسماعيلية في مصر، بعد سنوات قليلة من إلغاء الخلافة الإسلامية في تركيا على يد الزعيم التركي كمال أتاتورك في الرابع من آذار/ مارس 1924، وبعد حوالي الثلاث سنوات تحتفل حركة الإخوان المسلمين على مرور مائة عام على تأسيسها، في حين مرت حوالي مائة عام وعام على إلغاء الخلافة.

وعلى أبواب احتفال حركة الإخوان المسلمين على مرور مائة عام على التأسيس، وهذه الذكرى تحتاج للتحضير من أجل تحويل هذا الاحتفال إلى حدث عالمي كبير، تواجه هذه الحركة الإسلامية عملية استهداف مستمرة إلى اليوم، من خلال زج قياداتها في السجون، أو عبر توجيه الاتهامات لها بالارهاب في عدد من الدول العربية والإسلامية بسبب دعمها للمقاومة في فلسطين، أو عبر شيطنة صورتها من خلال الادعاء بأنها السبب الأكبر لبروز حركات التطرف والتشدد في الواقع الإسلامي، أو أنها وراء العديد من الصراعات الداخلية في عدد من الدول العربية والإسلامية، وصولا لتوجيه البعض لها اتهامات بأنها صنيعة القوى الغربية وأنها تخدم المشاريع الغربية في المنطقة وأن قادتها لديهم علاقات مع الدول الأجنبية.

نحتاج اليوم إلى اعادة قراءة هذه التجربة الإسلامية على ضوء كل التطورات والأحداث التي حصلت طيلة السنوات الماضية، كما تحتاج الحركة إلى إجراء مراجعة شاملة لتجربتها لتحديد الإيجابيات والسلبيات في مسيرتها ووضع رؤية جديدة للمرحلة المقبلة، وعدم انتظار الاحتفال بمرور مائة عام على التأسيس في العام 2028
كل هذه الاتهامات، بغض النظر عن مدى صحتها أو أنها مجرد تجنيات بهدف تشويه صورة الإخوان، تؤكد أن حركة الإخوان المسلمين لا تزال إلى اليوم محور الاهتمام الكبير على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي، وهي الحركة الإسلامية الأوسع انتشارا في العالم رغم بروز العديد من الحركات والتيارات الإسلامية في العالم وقيام جمهوريات وتجارب إسلامية في الحكم بعضها لا يزال مستمرا إلى اليوم، في حين أن البعض الآخر انتهى وترك آثارا سلبية في الواقع العربي والإسلامي.

ونظرا لأهمية هذه الحركة الإسلامية ودورها الكبير طيلة الأعوام المائة الماضية، وبانتظار ما يمكن أن يحصل في الذكرى المئوية لتأسيسها في العام 2028، نحتاج اليوم إلى اعادة قراءة هذه التجربة الإسلامية على ضوء كل التطورات والأحداث التي حصلت طيلة السنوات الماضية، كما تحتاج الحركة إلى إجراء مراجعة شاملة لتجربتها لتحديد الإيجابيات والسلبيات في مسيرتها ووضع رؤية جديدة للمرحلة المقبلة، وعدم انتظار الاحتفال بمرور مائة عام على التأسيس في العام 2028، أي بعد سنتين ونصف تقريبا.

ولا يمكن في مقال واحد إجراء تقييم شامل لهذه الحركة الإسلامية اليوم لأن ذلك يتطلب كتبا ودراسات ومؤتمرات وندوات، ويمكن إذا أحصينا الكتب والدراسات التي صدرت عن فكر الإخوان المسلمين وتجاربها في العالم العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي وعن مؤسساتها المتعددة، وصولا للشخصيات التي ساهمت في تأسيسها ومواكبتها طيلة السنوات المائة؛ لأصبح عندنا مكتبة ضخمة، إضافة لاستعراض الوسائل الإعلامية التي أسستها والمواقع الالكترونية التي تتابع حركاتها ومراكز الدراسات والأبحاث المتخصصة فقط بمتابعة الحركات الإسلامية ودورها في مختلف أنحاء العالم.

كل هذه المعطيات تؤكد أهمية الدور الكبير الذي لعبته حركة الإخوان المسلمين (بمختلف فروعها واتجاهاتها في العالم) على صعيد الحركات الإسلامية والعالم العربي والإسلامي، ونشر الفكر الإسلامي في العالم، وهذا يتطلب اليوم قراءة نقدية شاملة من أجل تقييم هذا الدور وتحديد نقاط القوة والضعف ومن أجل إطلاق رؤية جديدة في المرحلة المقبلة.

المعطيات تؤكد أهمية الدور الكبير الذي لعبته حركة الإخوان المسلمين (بمختلف فروعها واتجاهاتها في العالم) على صعيد الحركات الإسلامية والعالم العربي والإسلامي، ونشر الفكر الإسلامي في العالم، وهذا يتطلب اليوم قراءة نقدية شاملة من أجل تقييم هذا الدور وتحديد نقاط القوة والضعف ومن أجل إطلاق رؤية جديدة في المرحلة المقبلة
وطبعا قد يحتج البعض أن ظروف حركة الإخوان المسلمين اليوم، ولا سيما في الدولة التي تأسست فيها أي مصر، لا تسمح بإجراء هذه المراجعة الشاملة، لأن قادة الحركة في السجون ويواجهون ظروفا صعبة، كذلك تتعرض الحركة اليوم لحملات استهداف كبيرة في دول لعبت فيها أدوارا مهمة طيلة العقود الماضية، كما يجري اليوم في الأردن والامارات العربية المتحدة وتونس والسودان وليبيا واليمن والسعودية على سبيل المثال، لكن ذلك لا يمنع من التقاء قادة ومفكري هذه الحركة المنتشرين في أنحاء العالم من أجل إطلاق حملة مراجعة وتقييم لدورها ومستقبلها، وإطلاق مبادرات مختلفة قادرة على مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها اليوم.

وهناك العديد من الأسئلة التي يمكن طرحها على طاولة النقاش الفكري والتنظيمي والسياسي والمستقبلي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

أولا: ما هي نتائج هذه التجربة الإسلامية بمختلف اتجاهاتها وتنوعاتها بعد مائة عام على التأسيس، واين أخطأت واين أصابت؟

ثانيا: أي مشروع إسلامي ينبغي طرحه اليوم لمواجهة مختلف التحديات؟ وهل لا يزال المشروع الإسلامي الذي طرحه الإمام حسن البنا وقادة ومفكرو الإخوان هو المطلوب اليوم؟

ثالثا: هل الوصول إلى السلطة وإقامة الحكم الإسلامي لا يزال هو الهدف المطلوب، أو قيام حكم العدالة والمواطنة وصولا لإقامة نظام تكاملي أو تعاوني بين الدول العربية والإسلامية؟

رابعا: أين موقع القضية الفلسطينية ومواجهة المشروع الصهيوني في سلم أولويات الحركة الإسلامية اليوم في ظل التطورات والمتغيرات الكبيرة التي تحصل؟ وهل الوصول إلى السلطة يتقدم على مشروع المقاومة أو العكس؟

خامسا: كيف يمكن التعامل مع كافة التجارب الإسلامية في الحكم اليوم؟ وهل هذه التجارب تمثل أهداف الإخوان المسلمين، وأين نلتقي معها وأين نختلف؟

سادسا: كيف يمكن مواجهة الصراعات والحروب المختلفة وخصوصا الصراعات المذهبية والطائفية وانتشار العنف؟ وهل يمكن وقف هذه الحروب والصراعات؟

سابعا: هل يمكن الخروج من الصراعات مع السلطات القائمة في بعض الدول العربية والإسلامية، والاكتفاء بالعمل الدعوي والتربوي والاجتماعي والابتعاد عن الصراعات السياسية؟

ثامنا: أي مشروع حضاري إسلامي يمكن أن نقدمه للعالم اليوم؟ وما هي تفاصيل هذا المشروع في كافة وجوهه العلمية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية؟

هذه بعض الأسئلة والإشكالات التي يمكن ان تطرح في المرحلة المقبلة وتكون مدخلا لإحياء ذكرى مرور مائة عام على تأسيس حركة الإخوان المسلمين، وكي تتحول هذه الذكرى إلى محطة لإجراء مراجعة شاملة لكل الحركات الإسلامية اليوم.

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • وزيرة التضامن تتفقد تجديدات مؤسسة الفتيات بالعجوزة
  • رئيس لجنة فلسطين النيابية لصراحة نيوز: النكبة جرح مفتوح لا تنهيه العقود
  • على أبواب المائة عام: الإخوان المسلمون بين الاستهداف والمراجعة المطلوبة
  • "الحمصاني" يكشف لـ "إكسترا نيوز" آخر استعدادات الحكومة لافتتاح المتحف المصري الكبير
  • أسرة “صراحة نيوز” تُعزي الزميل محمود المجالي بوفاة عمه
  • بشتغل سواقة .. زينة تفاجئ جمهورها بمنشور مثير
  • تنظيم قافلة الإصحاح البيئي لمحو الأمية بالقنطرة غرب للوصول للصفر الافتراضي
  • انطلاق مسيرة دعم وتمكين الفتيات بمركز شباب أبنوب
  • جمعية تنظيم الأسرة بدرعا تطلق “نادي الفتيات” لتمكين وتنمية مهارات الشابات
  • ممثلة مسد في واشنطن لشفق نيوز: بوادر لتخفيف العقوبات الأمريكية والضغط لإعلان دستوري جديد في سوريا