البناء على إنجازات السيب والسلام في الكرة الطائرة
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
أحمد السلماني
حقق ناديا السيب والسلام إنجازات مهمة في البطولة العربية للكرة الطائرة، رغم التحديات الكبيرة التي واجهتهما. وصول السيب إلى نصف النهائي بعد تجاوز عقبة قطر القطري المستضيف، ومنافسته القوية أمام الأهلي المصري، أحد أقوى الأندية العربية، يعكس تطور الكرة الطائرة في أنديتنا. وعلى الجانب الآخر، أظهر نادي السلام صمودًا كبيرًا في مجموعة صعبة وصعد لدور الثمانية، حيث اصطدم بالأهلي المصري ثم قدم مستويات مميزة في المنافسة على المراكز المتقدمة، ليحتل المركز السادس بعد مواجهة صعبة مع السويحلي الليبي.
هذه النتائج تُعطي مؤشرات إيجابية تستدعي البناء عليها بطريقة علمية ومنهجية لتعزيز تطور الكرة الطائرة العمانية، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
تعزيز الدعم الفني والمادي للأندية:لتكرار الإنجازات وتطويرها، يجب توفير الموارد المالية والفنية الكافية للأندية. الاستثمار في البنية التحتية مثل إنشاء صالات رياضية متطورة، وتوفير مدربين على مستوى عالٍ متخصصين في تطوير مهارات اللاعبين، يشكلان أساسًا لدفع عجلة التطور.
الاستفادة من الخبرات الدولية:لا بُد من الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في التصنيف العالمي، يمكن التعاون مع أندية ومدربين دوليين لإقامة معسكرات تدريبية مشتركة وورش عمل فنية لنقل الخبرات.
تطوير المسابقات المحلية:يُمثل وجود مسابقات محلية قوية وتنافسية العمود الفقري لأي تطور رياضي، ويتأتى ذلك من خلال زيادة عدد الأندية المشاركة في المسابقات وتقديم حوافز لها، ورفع مستوى التنظيم والمكافآت، واستقطاب محترفين أجانب يمكن أن يعزز من مستوى اللعبة ويزيد من شعبيتها.
وفكرة فتح باب المشاركة للفرق الأهلية والشركات في مسابقات خاصة بها وتأهيل الفرق المتوجة بها لمسابقات الاتحاد والوزارة سوف يثري اللعبة ويوسع من قاعدة انتشارها ويقوّي مسابقاتنا وأنديتنا وسينعكس ذلك على منتخباتنا.
الاهتمام بالفئات السنية:التطور يبدأ من القاعدة، لذلك يجب التركيز على تطوير فرق الناشئين والشباب في الأندية من خلال برامج تدريبية مخصصة واكتشاف المواهب في المدارس والجامعات، رعاية هذه الفئات ستضمن جيلًا جديدًا قادرًا على المنافسة في المستقبل، ويمكن تعزيز الاندية بالكوادر الفنية عالية التأهيل من أجل بناء قاعدة عريضة من اللاعبين لتمثيل انديتهم بدلا من تجوال لاعبي المنتخب بين الأندية لمن يدفع أكثر.
توسيع القاعدة الجماهيرية:زيادة شعبية اللعبة ترتبط بالتواصل مع الجماهير. تنظيم فعاليات رياضية مصاحبة للبطولات، واشراح الاعلام الرياضي ودعمه بما في ذلك منصات التواصل الاجتماعي لتغطية الفعاليات وابراز الاندية والنجوم، والعمل على بث المباريات محليًا يمكن أن يعيد الكرة الطائرة إلى الواجهة.
خطط طويلة الأمد للمنتخبات الوطنية:إن تحقيق أنديتنا إنجازات مشرفة ينبغي أن يكون الدافع الأكبر لتطوير منتخباتنا الوطنية التخطيط العلمي وتوفير الدعم الكامل للمنتخبات بمختلف الفئات، إلى جانب وضع برامج إعدادية قوية تتضمن معسكرات خارجية ومباريات ودية مع منتخبات قوية، سيساهم في رفع المستوى الفني والبدني للاعبينا.
الترويج لاستضافة البطولات:استضافة بطولات إقليمية وقارية على أرض سلطنة عمان يمكن أن تساهم في إبراز الكرة الطائرة العمانية دوليًا وتعطي فرصة للاعبينا للاحتكاك بأفضل الفرق، ما يسهم في تطوير مستواهم وزيادة شعبية اللعبة.
طموحات تتجاوز الحدود:إنجازات السيب والسلام أكدت أن الكرة الطائرة العمانية قادرة على المنافسة أمام أقوى الأندية العربية. ورغم الفوارق في التصنيف الفني مع الأندية المتقدمة، فإن ما تحقق يشير إلى وجود قاعدة صلبة يمكن البناء عليها. بالمثابرة والعمل العلمي المدروس، يمكن أن تتحول هذه الإنجازات إلى نقطة انطلاق جديدة تجعل عمان منافسًا قويًا ليس فقط على المستوى العربي، بل على المستويات القارية والعالمية وشكرا لنجوم السيب والسلام فقد بعثتم الأمل.
وأخيرًا.. الكرة الآن في ملعب كل المؤسسات المعنية بالرياضة واتحاد كل لعبة لتحقيق هذا الحلم.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
باراك يعلّق على إنجازات وتحديات الحرب مع إيران ويدعو لعزل نتنياهو
اعتبر رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك، أن "الإنجاز العملياتي الاستخباري في إيران مثير جدا للانطباع، هو نتيجة تخطيط بعيد الرؤية واستعدادات دقيقة وتنفيذ دؤوب، وهو كل ما لم يكن موجود في 7 تشرين الأول/ أكتوبر".
وأضاف باراك في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" أن "هذا مصدر تفاخر لنا جميعنا وتعزيز كبير للردع ومكانتنا في المنطقة، والفضل للطيارين والموساد والاستخبارات العسكرية والمخططين ومتخذي القرارات الحاليين، وأيضا لهرتسي هليفي ويوآف غالنت وحتى لنفتالي بينيت ويائير لابيد".
وقال "جميعنا ندرك أننا في بداية امتحان طويل ومؤلم. الإنجاز الأول حقا يمس بدرجة كبيرة الموارد والإمكانيات، بما في ذلك مجال الطاقة، وبالطبع المعنويات الإيرانية. ولكن بالنسبة للتهديد الذي يتمثل في أن إيران ستصل في التوقيت الذي تحدده لتفجير منشأة نووية في الصحراء من أجل إثبات قدرتها أو رغبتها في بناء سلاح نووي أول وعشرة أمثاله بعد ذلك، هذا التهدد كان وما زال ماثلا أمامنا".
وأوضح أنه "في 2018 عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي بتشجيع من إسرائيل، كانت إيران بعيدة عن ذلك حوالي 18 شهرا، والآن هي دولة عتبة نووية.. لقد ضربنا منشآت مادية للمشروع النووي وتضررت أيضا منشآت وقدرات، ولكن لم تؤجل قدرتها إلا لبضعة أسابيع من أجل التوصل إلى السلاح النووي، لأنه توجد لديهم مادة متفجرة لعشر قنابل ومعرفة كيفية إنتاجها. جيل المنشآت القادم تم بناءه بعمق 800 متر"، (حسب الوكالة الدولية للطاقة النووية فانهم يخفون هناك الأجزاء الحساسة للبرنامج).
وأكد أن "الحقيقة هي أنه أيضا الأمريكيين لا يمكنهم الآن تأخير وصول الإيرانيين إلى السلاح النووي لأكثر من بضعة أشهر، وإذا كان الأمل في أن ضربة إسرائيل ستعيد إيران إلى طاولة المفاوضات سيتحقق، فهذا جيد. ولكن إذا لم يكن الامر كذلك فإن الطريقة الوحيدة بالنسبة للولايات المتحدة لمنع إيران من التوصل إلى السلاح النووي ستكون إعلان حرب على النظام نفسه حتى يتم إسقاطه، وإسرائيل لا يمكنها فعل ذلك لوحدها. وحسب تقديري فان ترامب لن يدخل إلى معركة كهذه، فقراره هزيمة الحوثيين مثلا صمد لستة أسابيع تقريبا".
وأوضح "ربما حتى أننا سنسرع العملية، إذا اختارت إيران الانطلاق نحو السلاح النووي بذريعة أن العدوان الإسرائيلي (التي هي حسب منشورات أجنبية دولة نووية لم توقع على اتفاق منع انتشار السلاح النووي) يخلق عليها تهديد وجودي ولا يترك لها أي خيار عدا عن الاندفاع نحو السلاح النووي".
وأشار إلى أنه "بنظرة إسرائيلية يوجد منطق للعملية: لن نقف في الجهة المقابلة عندما حانت اللحظة الأخيرة للقيام بمحاولة لمنع وجود سلاح نووي عسكري لإيران، حتى لو كان شك في أن ننجح. من كان يجب ان يعمل في أعقابنا هو الولايات المتحدة، التي كل رؤسائها في الجيل الأخير تعهدوا بأن لا تصبح إيران دولة نووية، واذا قامت إيران بتسريع السير نحو السلاح النووي فإن الولايات المتحدة هي المذنبة في ذلك".
وأكد أن "أجواء النشوة في الشارع وفي البث وفي إعلان نتنياهو عن إزالة التهديد النووي الإيراني، كل ذلك سابق لأوانه وبعيد عن الواقع/ ومثلما أشار وبحق رئيس الأركان إيال زامير، فإنه يجب علينا الحفاظ على التواضع وعلى ارتباط متزن بالواقع".
وأضاف "أمامنا حقا امتحان ثقيل وطويل ومؤلم. عندما نكون في داخله فإنه من المهم وجود استعداد لدينا جميعنا للتشارك في حمله. ولكن يجب أن نطالب القيادة بحكمة ومسؤولية بإدارته. يجب أن نطالب بأنه على خلفية هذا الإنجاز سيتم البدء في عملية فورية لتحرير المخطوفين وإنهاء الحرب في غزة".
وأوضح أنه "إذا كان يمكن أيضا القيام بالتطبيع مع السعودية، وأن تتوقف الحكومة على الفور عن الانقلاب النظامي والسعي الحثيث لتفكيك المجتمع الإسرائيلي. كلما استمر بفضل الحرب تحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية فعلية فإنه من الضروري مواصلة العمل على استبدال الحكومة ورئيسها، صحيح، حتى في الحرب. أيضا في بريطانيا تم استبدال حكومة تشمبرلين بحكومة أفضل منها في ظل أزمة دينكرك في لحظة حاسمة لا مثيل لها".
وختم باراك بالقول: "الامتحان امامنا. مطلوب منا التفكير من البداية، عيون مفتوحة، استعداد للعمل معا بقدر الإمكان ومواجهة أيضا في الداخل اذا اقتضى الأمر".