سبأ:

أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، تحرك في مشروعه الحكيم من خلال التثقيف القرآني والصرخة في وجه المستكبرين والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، في مواجهة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية والغربية غير المسبوقة على الأمة.

وأشار قائد الثورة في كلمته اليوم بالذكرى السنوية للشهيد القائد، بحضور علمائي ورسمي وشعبي، إلى أن الحديث عن استشهاد الشهيد القائد هو عنوان للقضية والمظلومية.

. مؤكدا أن ما قامت به السلطة في العام 2004م ضد شهيد القرآن، مؤسس مسيرتنا القرآنية وقائدنا الشهيد العظيم السيد حسين بدر الدين الحوثي كان عدوانا ظالما لا مبرر له ولا يستند إلى أي مستند لا شرعي ولا قانوني.

وأوضح أن شهيد القرآن لم يصدر منه ولا ممن انطلق معه في المشروع أي اعتداء ضد السلطة ولا أي تصرف يبرر لها العدوان والاستهداف والسعي لإبادة من تحركوا في إطار هذا المشروع.

وقال” ما قام به الشهيد القائد هو التثقيف القرآني وإطلاق الصرخة في وجه المستكبرين بشعار البراءة من أمريكا وإسرائيل، والدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وكان التحرك يتمثل في هذه العناصر الثلاثة، في مقابل الهجمة الأمريكية والإسرائيلية والغربية غير المسبوقة على الأمة الإسلامية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي خططت لها الصهيونية لتجعل منها ذريعة لحملة عدوانية شاملة تهدف إلى إحكام السيطرة على أمتنا واجتياح أوطانها وطمس هويتها والسيطرة على ثرواتها”.

وذكر قائد الثورة أن الأنظمة الرسمية لم تقف آنذاك موقف المتصدي لتلك الهجمة بل سارعت لفتح المجال والخضوع لأمريكا وفتح كل الأبواب أمامها في كل المجالات بما يمكنها من السيطرة التامة.

ولفت إلى أن السلطة في اليمن آنذاك كانت من المسارعين إلى ذلك تحت عنوان التحالف مع أمريكا لمحاربة الإرهاب، وفتحت للأمريكيين كل المجالات ليتدخلوا في كل شيء، حيث فتحت المجال للقواعد العسكرية في البلد والتدخل في الشؤون التعليمية والإعلام والخطاب الديني والمساجد والتدخل في الجانب العسكري والتغلغل والسيطرة على المؤسسة العسكرية والأمنية والشؤون الاقتصادية وفي كل المجالات بما يترتب على ذلك من مخاطر رهيبة تمكن العدو من اختراق كل شيء في البلد.

وأفاد بأن الأوساط الشعبية في بلدنا كان حالها كحال معظم الشعوب التي كانت متأثرة بالموقف الرسمي ومكبلة به، فيما النخب والأحزاب في معظمها كانت في موقف ضعيف، مع إقرارها بسوء ما يحدث، وبمخاطر السياسية الرسمية للسلطة بفتح المجال للأمريكي ليفعل ما يشاء.

وأكد السيد القائد أن ذلك لم يكن يمثل حلا لمصلحة شعبنا ولا خيارا منجيا من الخطر والتهديد الأمريكي، بل كان يساعد الأمريكي على السيطرة التامة بدون أي كلفة ولا أعباء ويمثل وسيلة لتمكين الأمريكي والإسرائيلي.

وبين أن شهيد القرآن تحرك بالمشروع القرآني إحساسا بالمسؤولية الدينية وإدراكا واعيا لخطوة ما يحدث ومن عواقبه السيئة، وما لذلك من عقوبة إلهية، لأن تفريط الأمة وتقبلها للأمريكي ليسيطر عليها ويطمس هويتها ويصادر حريتها ويفرقها لن ينجيها من شره أبدا، وستكون هناك عقوبة إلهية على التفريط باعتبار أن على الأمة مسؤولية دينية في الدفاع نفسها وعن كرامتها وأن تواجه الظلم الذي يستهدفها.

ولفت إلى أن الشهيد القائد كان يعي أهمية التحرك الصحيح كونه يمثل الحل للأمة أمام تلك الهجمة الشاملة التي تستهدفها في كل شيء، في حين أن الاستسلام والجمود والتنصل عن المسؤولية لن يدفع الشر عن الأمة.

وأشار إلى أن المواقف العملية في إطار المشروع القرآني كانت تركز على التثقيف القرآني وتوعية الأمة بحاجتها إلى الحلول القرآنية، لتحصينها من الاختراق الكبير من قبل الحملة الأمريكية الإسرائيلية الغربية التي تستهدف الأمة في كل شعوبها ثقافيا وفكريا وتستهدف حتى تغيير المناهج الدراسية من خلال إملاءاتها بما يحذف وما تتضمنه تلك المناهج، وهكذا كان الحال في بقية الانشطة التثقيفية والفكرية، كان هناك تدخل أمريكي وإسرائيلي للتأثير على هوية الأمة وفكرها وثقافتها وإعلاميا وكذلك عمل مكثف يسعى من خلاله الأعداء إلى تغيير فكر الأمة والتأثير على الرأي العام والتوجهات والولاءات والمواقف.

وأوضح قائد الثورة أن التثقيف القرآني كان عملا حكيما في مقابل تلك الهجمة الثقافية والفكرية والإعلامية والدعائية التي لها خطورة كبيرة جدا في التأثير على الأمة على مستوى الفكر والثقافة والوعي والولاءات.. لافتا إلى أن عمل الأمريكي والإسرائيلي يركز على الإفساد والإضلال الفكري والثقافي والفكر والموقف وكذلك على مستوى الولاء والتوجه، والمحاربة للفضائل والقيم العظيمة، والسعي لإفساد المجتمعات وإيقاعها في الرذائل.

وذكر أن الأعداء يعملون وفق مشروع تدميري هو المشروع الصهيوني وليس مجرد ردة فعل آنية لحظية محدودة، وهذه حقيقة مهمة للغاية لأن الكثير من أبناء الامة لا تزال نظرتهم إلى ما يفعله الأمريكي والإسرائيلي ومن يدور في فلكهم وكأنه مجرد مواقف لحظية وآنية رغم أنهم يعملون ضمن المشروع الصهيوني التدميري الخطير.

ولفت إلى أن الشعار كموقف يعبر عن حالة السخط، وهي مسألة مهمة عندما تترجم الأمة سخطها تجاه هجمة أعدائها عليها بما فيها من إجرام وطغيان وتعبر عن الرفض للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية بما يحصن وضعها الداخلي ويحميها من مساعي الأعداء لتحويلها إلى أمة موالية لهم.. موضحا أن الأمريكي يدفع بالأنظمة إلى تكميم الأفواه ومنع أي صوت يناهض الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.

واعتبر المقاطعة للبضائع الأمريكية والاسرائيلية سلاحا مفيدا لأن الأعداء يستفيدون من نهب ثروات بلداننا والاستفادة من شعوبنا الكبيرة لتسويق منتجاتهم وتوظيف الأموال لمحاربة الأمة في الوقت الذي يستخدمون العقوبات الاقتصادية كسلاح ضد البلدان.. لافتا إلى أن المقاطعة تمثل أيضا حافزا مهما للتوجه نحو البناء الاقتصادي والإنتاج المحلي والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

خطوات حكيمة ومشروعة

وأوضح قائد الثورة أن هذه الخطوات الثلاث التي تحرك بها الشهيد القائد هي خطوات حكيمة ومشروعة وليس هناك أي مبرر لاستهداف من يتحرك فيها، فهي تستند إلى القرآن الكريم، وكان من المفروض أن يلقى ذلك ترحيبا في بلد هويته إيمانية ودستوره يعترف بالشريعة الإسلامية كمصدر أساسي للتشريع، ويتغنى النظام فيه بالديمقراطية وحرية الكلمة وحرية التعبير.

وقال “لكن عندما انزعج الأمريكي وغضب ورأى أن هذا المشروع الحكيم الذي يمضي بخطوات عملية صحيحة هادفة مفيدة ونافعة ومؤثرة سيخرج بالأمة من حالة الصمت والجمود والقعود والاستسلام إلى حالة الموقف الذي يمكن أن يتنامى بقدر ما تتطلبه الظروف والمراحل، فرأى بأن هذا المشروع سيعيقه في الساحة، فاتجه كما هي عادته وأسلوبه إلى توريط السلطة والدفع بها لمحاربة المشروع القرآني تحت الاشراف الأمريكي ابتداء بالقمع الأمني من خلال السجون والاعتقالات والعنف والمعاملة القاسية”.

وأضاف ” تزامنت حملات الاعتقالات مع إجراءات عقابية بالفصل من الوظائف المدنية والحملات الدعائية المشوهة والمحاربة للمشروع القرآني، وكان ذلك المسار الخاطئ للسلطة في محاربة المشروع القرآني يتزامن مع كل ما كانت تفعله أمريكا على مستوى المنطقة بشكل عام، حيث اتجهت لاحتلال العراق بعد احتلالها لأفغانستان، فيما كان العدو الإسرائيلي يرتكب أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني”.

العدوان على المشروع القرآني

وأكد أن الأمريكي دفع بالسلطة في العام 2004م للعدوان العسكري على المشروع القرآني فاندفعت بكل تهور وعدوانية وحقد عجيب آنذاك لفتح باب عدواني ابتداء بالحرب الأولى، التي استهدفت بشكل أساسي شهيد القرآن ومؤسس مسيرتنا ومن معه في منطقة مران بمديرية حيدان في محافظة صعدة والمناطق المجاورة، كما استهدفت أيضا الحواضن الشعبية في المناطق الأخرى وشنت حملات في مناطق متفرقة بصعدة وغيرها لملاحقة المكبرين في منازلهم وقراهم بكل وحشية وجبروت وفقا للمدرسة الأمريكية من خلال استخدام كل وسائل القتل والتدمير من طائرات حربية ومروحيات وقوات برية من دبابات ومجنزرات وآلاف الجنود والتجييش للمرتزقة، وقامت باستهداف مران بالتدمير الشامل والقصف الجنوني ليلا ونهارا وأيضا بالحصار والتجويع ومنع دخول الغذاء والدواء.

وأشار السيد القائد إلى أن شهيد القرآن لم يكن لديه جيشا ولا أي تشكيل عسكري منظم أو مدرب والأهالي تحركوا معه للدفاع عن أنفسهم في مواجهة ذلك العدوان غير المبرر.. مبينا أن المعركة استمرت قرابة ثلاثة أشهر في مران التي تقدر مساحتها بخمسة كيلو مترات حتى أعلنت السلطة قتل شهيد القرآن ومن تصدى لعدوانها من الأهالي واعتقال وجرح آخرين.

فشل السلطة في القضاء على المشروع القرآني

وذكر قائد الثورة أن السلطة تصورت آنذاك ومعها الأمريكي أنها قضت على المشروع القرآني بممارساتها الإجرامية لتفاجأ بثبات السجناء والمعتقلين.. وقال” ثبت السجناء والتف بقية المنطلقين في خارج السجون حول العلامة السيد بدر الدين الحوثي في منطقة نشور همدان بصعدة”.

وأوضح أنه وبعد أشهر من الحرب الأولى اتجهت السلطة لاستهداف العلامة الكبير فقيه القرآن السيد بدر الدين الحوثي وفشلت في الحرب الثانية.. مؤكدا أن مسلسل الفشل والخيبة للسلطة استمر مع الإصرار على تكرار العدوان وفي كل مرة بوحشية وهمجية وبارتكاب جرائم كبيرة من القتل والسحل.

تورط السعودي في الحرب السادسة

وأشار السيد القائد إلى أن النظام السعودي تورط في الحرب العدوانية السادسة مع السلطة بدفع أمريكي لكنه فشل معها.. مؤكدا أن السعودي لم يأخذ العبرة من الحرب السادسة لينتبه في المستقبل، لتأتي المتغيرات في البلد ببركة ذلك الصمود وتلك التضحيات.

ولفت إلى أن دائرة الوعي الشعبي اتسعت فكانت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وما تلاها من هروب الأمريكان من صنعاء.. مبينا أن الأمريكي يدرك ومعه الإسرائيلي أهمية المشروع القرآني وتأثيره الكبير حتى في تقديم النموذج المفيد لبقية الأمة وإسهامه فيما يتعلق بواقع الأمة بشكل عام.

وأفاد بأن المشروع القرآني ليس مؤطرا في مستوى البلد، والمواقف الصهيونية كانت واضحة في حجم القلق الكبير عبر المجرم نتنياهو وغيره.. مشيرا إلى أنه تم الدفع بالسعودي ومن معه في التحالف ليتورطوا في عدوان شامل على بلدنا تحت إشراف أمريكي مباشر.

وقال” نحن خلال كل المراحل مظلومين مظلومية كبيرة جدا ولسنا ظالمين، ومعتدى علينا ولم نكن معتدين، وأداؤنا في دفع العدوان علينا والتصدي له مرتبط ومنضبط وفق تعليمات الله والقيم والأخلاق الإسلامية والقرآنية”.

وأضاف ” كان الأعداء يمارسون أبشع الجرائم بحقنا، وكل الشواهد والوثائق والحقائق كثيرة جدا تشهد لذلك، فالأعداء يتحركون وفق المشروع الصهيوني المحسوب على الدين زورا وبهتانا”.

المشروع الصهيوني هدفه تدمير الأمة

وأوضح قائد الثورة أن المشروع الصهيوني يقدم على أنه مشروع ديني، ولذلك ينطلق المنطلقون فيه بحماس واندفاع كبير جدا وله أهداف محددة هي تدميرية لأمتنا، في حين أن المشروع الصهيوني يعني احتلال أوطاننا ابتداء بفلسطين، وتدمير أمتنا والسيطرة عليها وبعثرتها والقضاء على وجودها الحضاري والمستقل.

وأفاد بأن وسائل المشروع الصهيوني وأساليبهم كلها عدوانية على كل المستويات، من تجزئة المجزأ وبعثرة المبعثر وإغراق أمتنا في الأزمات والحروب والفتن.. مشيرا إلى أن الأعداء يعملون على تنفيذ مشروعهم على مراحل وفق إنجازات تراكمية، ولذلك فإن تحركهم ليس ارتجاليا ولا ردة فعل ولا بحسابات مصالح محدودة.

وتساءل ” ما هو المشروع الذي ينبغي أن نتحرك فيه نحن كأمة مستهدفة وأي خيار نعتمد تجاه ذلك؟، هل خيار الاستسلام؟ ليس منجيا! هل خيار العمل مع الأعداء؟ هو تمكين لهم واستغلال وخسارة في الدنيا والآخرة”.. مؤكدا أن الخيار الأنجح والأقوى لمواجهة الأعداء هو المشروع الذي ينسجم أولا مع هويتنا الإسلامية والإيمانية وهذا أول ما ينبغي أن نحسب حسابه في المشروع الذي ننطلق على أساسه.

ولفت قائد الثورة إلى أن المشاريع التي لا تنسجم مع هوية الأمة لن تكون الأمة مستعدة للتضحية من أجلها بشكل كبير، ولن تتوفر الحوافز ولا الدوافع اللازمة لذلك، وعندما يكون هناك مشروع يستند إلى هوية هذه الأمة، إلى دينها، وعقيدتها، وما تؤمن به يمكن أن يمثل عاملا مهما مؤثرا في استنهاضها.

جمود الأمة تجاه المخاطر

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الأمة عانت من إشكالية الجمود تجاه المخاطر، والتفرج تجاه الكوارث، والتفريط في المسؤولية، ومنذ أن بدأ الصهاينة يتدفقون إلى فلسطين بحماية بريطانية كانت مشكلة الأمة هي الجمود وانعدام الوعي والمسؤولية، وهي إشكالية بارزة واستمرت في كل المراحل.. مبينا أن ضعف الوعي والمسؤولية والوازع الديني كانت إشكالية بارزة في مقابل الهجمة الأمريكية الإسرائيلية بعد العام 2000م.

وقال” تعاظمت حالة الجمود والاستسلام والغفلة للأمة وكبرت وصولا إلى مراحل التطبيع العلني لبعض الأنظمة”.. مشيرا إلى أن” الأمة فعلا مفتقرة إلى استنهاض قرآني يهز الضمير والوجدان ويحيي الشعور بالمسؤولية ويرفع مستوى الوعي ويوجد الدافع والوازع الديني الذي يحرك الأمة، وهو أرقى ما يمكن استنهاضها به”.

وتابع ” ليس هناك شيء يماثل القرآن الكريم في أن يكون في مضمونه وروحه وأثره مؤثرا في الأمة ومحييا لها من جديد”.. مؤكدا أن الأمة بحاجة ماسة جدا إلى إعادة ضبط مواقفها وتوجهاتها وولاءاتها وعداواتها وفقا للمبادئ والتعليمات والأخلاق الإلهية التي أتى بها الإسلام.

وذكر أن الأمة في حالة انفلات وفوضى في المواقف والولاءات والعداوات، تنطلق لتتبنى أي موقف دون أي اعتبار لا لمبادئ ولا لتعليمات إلهية ولا غير ذلك.. لافتا إلى أن الخيانة تتحول في واقع الأمة مع هذا الانفلات وهذه الفوضى إلى وجهة نظر، وتتحول العمالة للأعداء والقتال معهم ضد أبناء هذه الأمة إلى وجهة نظر.

وأكد السيد القائد أنه ومع الانفلات والفوضى تتحول الجريمة وممارسة الجريمة والطغيان إلى ممارسات عادية تقتضيها التكتيكات العسكرية بمثل ما هي الطريقة الأمريكية والإسرائيلية.. مبينا أن الولاءات تُشترى بالمال وبمكاسب سياسية محدودة زائفة، ومصالح مادية محدودة منتهية.

وأضاف ” المسألة ليست بسيطة بحيث يُعتمد فيها على وجهات نظر مجردة عن المبادئ والقيم والأخلاق في قضية فيها فلسطين والمسجد الأقصى وشعب فلسطيني مهدد بمصادرة حريته واستقلاله وكرامته”.. لافتا إلى أن فوضى الولاءات مسألة فيها خطر على مقدسات الأمة بشكل عام بما فيها مكة والمدينة ومساحة جغرافية واسعة مهددة بالاحتلال المباشر لأنها ضمن المشروع الصهيوني.

كما أكد أن الأمة بحاجة إلى إعادة الضبط في مواقفها لتبقى جزءا من دينها وأخلاقها ومبادئها وقيمها وترتكز على هويتها وتعليمات الله لها.. وقال” وصل الحال إلى درجة أن الأمريكي والإسرائيلي يحدد لك أنت كمسلم من تعادي، فتتجه لمعاداته بكل وسائل العداء إعلاميا وعسكريا وأمنيا، ويحدد لك من توالي ومن تسالم ومن تحارب”.

وأفاد بأن من أسوأ الضلال أن تصل الأمة إلى درجة أن تُوَجَّه في ولاءاتها وعداواتها ومن توالي ومن تعادي ومن تحارب ومن تسالم وتصل إلى درجة ألا تعرف من هو العدو الحقيقي لها.. مضيفا ” إن الحيوانات تعرف أعداءها من الحيوانات ولا ترتمي في أحضان من يعاديها، وهي حيوانات بغريزتها التي أودعها الله فيها”.

واستغرب من أن يصل واقع الكثير من أبناء الأمة دون مستوى الحيوانات إلى الاختلاط والاشتباه في مسألة من هو العدو ومن هو الصديق ومن يحاربون ومن يسالمون.. مؤكدا أن كل التحرك الأمريكي والإسرائيلي هو في إطار عناوين الولاء والعداء، ولذلك عندما تتحرك الأمة منفلتة في مواقفها لصالحهم فهي تشترك في كل ذلك.

وأوضح أن الموقف من الأعداء ليس مجرد وجهة نظر وعلاقات سياسية ومصالح مادية ومكاسب زائفة هنا وهناك بل له ارتباط مبدئي وأخلاقي وإنساني وديني.. مبينا أن النشاط العدواني اليهودي الصهيوني الأمريكي الإسرائيلي يتلخص في الإضلال والإفساد والظلم، والدين له موقف من كل ذلك.

المشروع القرآني وسيلة الأمة إلى البصيرة

وأكد قائد الثورة أن المشروع القرآني يعود بنا إلى القرآن الكريم للحصول على أعلى مستوى من الوعي والبصيرة والنور والحكمة والرشد والهداية التي فقدها معظم أبناء هذه الأمة.. مضيفا” نحن بحاجة ماسة أن نتعرف بوعي عال عن العدو، وعما ينبغي أن نعمل، عن مسؤوليتنا، عن الواقع الذي نعيشه، عن الأوضاع من حولنا، عن التهديدات والمخاطر، والوعي في كل شيء”.

وشدد على الحاجة لزكاء النفوس في مواجهة الإفساد اليهودي والهجمات الرهيبة جدا التي تهدف إلى إفساد الناس، فالأمة بحاجة إلى أن تتحصن بالقرآن الكريم لصون كرامتها الإنسانية والشعور بالمسؤولية والموقف من شر وعدوان وإجرام الأعداء.

وقال ” عندما نعود إلى القرآن الكريم نعرف بناء على هويتنا وانتمائنا للإسلام أننا أمة عليها مسؤولية كبيرة ولها دور حدده الله لها، أما إذا فرّطت الأمة في مسؤوليتها ولم تقم بدورها فستكون العواقب وخيمة عليها في مقام الجزاء والحساب في الدنيا وفي الآخرة”.

وتابع ” لدينا إرث الرسالة الإلهية، إرث الرسل والأنبياء، ونحن آخر الأمم، نحن معنيين بحكم هذا الانتماء لهذه المسؤولية أن نكون أمة تتحرك بالرسالة الإلهية، فدورنا كأمة هو دور عالمي لأن الرسالة الإلهية هي للعالمين ويقترن بهذا الدور معونة من الله”.

وأكد السيد القائد أن خير الأمة مرتبط بمدى ارتباطها بهذه المسؤولية وحملها لهذه الرسالة والتزامها بها.. مبينا أن “الدور انتقل إلى أمتنا الإسلامية عن أهل الكتاب بعد أن كان إلى أهل التوراة والإنجيل من قبلنا”.

وقال” انتقل هذا الدور عنهم، لماذا؟ بعد أن وصلوا هم في مستوى الانحراف عن الرسالة الإلهية والتحريف والتعطيل لها، إلى فقدان الأهلية بشكل نهائي لهذا الدور”.. موضحا أن “أهل الكتاب تحولوا إلى نقيض للدور الذي كان عليهم القيام به، تحولوا إلى مصدر للشر للإضلال لإفساد الآخرين، للإفساد في الأرض ولذلك فقدوا الأهلية للقيام بهذا الدور”.

وأشار إلى أن أهل الكتاب حاقدون لما جرى من انتقال ذلك الشرف والدور الكبير إلى هذه الأمة الإسلامية.. مبينا أن رسول الله صلى الله عليه ولله وسلم تحرك وبدأ من نقطة الصفر وبنى الأمة الإسلامية، حتى وصلت إلى صدارة الأمم بقيادة رسول الله وانهارت في مواجهتها كل تشكيلات الأعداء من اليهود أولا، من الوثنيين في الجزيرة العربية ثانيا، وتهاوت الإمبراطوريات من حولهن ثالثا.

وأكد السيد القائد أن الرسالة الإسلامية انتصرت في الساحة بذلك المشروع وتلك القيم وذلك الدور العظيم الذي يختلف عن سيطرة وعلو المستكبرين الظالمين الطامعين.. مشيرا إلى أن الأمة ضاعت عندما أضاعت مسؤوليتها المقدسة، فانحدرت الانحدار الكبير الذي استغله أولئك الأعداء التاريخيون من جديد.

وبين أن أمة الملياري مسلم تمتلك المقومات للنهوض بمسؤوليتها، وأول تلك المقومات هو القرآن الكريم الذي يؤهلها لذلك، كما أن لديها مقومات مادية، وبشرية ورقعة جغرافية مميزة جدا، وثروات هائلة، يهدر الكثير منها لصالح أعدائها.. مؤكدا أن الأمة عندما أضاعت مسؤوليتها كان لذلك نتائج كبيرة جدا وتركت فراغا كبيرا في الساحة العالمية.

أمريكا والصهيونية مصدر الشر

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن الحركة الصهيونية تتحرك في إطار توجه عالمي وهي مصدر شر يعاني منه الناس في مختلف الشعوب.. مشيرا إلى أن أمريكا ظلمت وأجرمت بحق الهنود الحمر، وتقوم بنهب ثروات الشعوب وتحرمها منها، كما قتلت أكثر من أربعة ملايين إنسان معظمهم من العالم الإسلامي خلال الـ 20 سنة الماضية وفق آخر إحصائية أمريكية.

ولفت إلى أن ما فعلته أمريكا مؤخرا أقل مما فعلته سابقا حيث قتلت الناس بالقنابل النووية والذرية.. مؤكدا أن أمريكا مصدر إجرام كبير وعدوانيتها واضحة وتتهدد البلدان وتضغط عليها عسكريا وتصنع أفتك السلاح المدمر وتستهدف به الأطفال والنساء والنازحين.

وقال “أمريكا مصدر نهب للثروات وحرمان للشعوب منها، وكل هذا تقترن به حقائق وأرقام وشواهد كثيرة جدا، وتستخدم أمريكا أسلوب الخداع، حيث تقدم الفتات الضئيل، وتحارب ومعها إسرائيل أي توجه لإقامة العدالة أو أي توجه صحيح.

كما أكد قائد الثورة أن القوى الأخرى في العالم لا تمتلك المقومات الأخلاقية والمعرفية للوقوف بوجه الشر الأمريكي والتصدي له، وهناك قوى في الساحة العالمية تناهض أمريكا وتنافسها لكن منافسة اقتصادية سياسية لا تمتلك المشروع الإلهي والقيم الإلهية.

وذكر أن هناك كيانات شُكّلت مثل محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية ومجلس أمن والأمم المتحدة، ودورها في الأساس هو ضد المستضعفين.. مبينا أن أمريكا فرضت على الجنائية الدولية عقوبات ولم تعد تحترم القضاء كما يقدمون أنفسهم.

ولفت إلى أن الكثير من الدول تسخر من الجنائية الدولية، وقراراتها لن تلقى لها أي قابلية في الواقع عند أكثر الدول، فيما تفتقر الساحة العالمية إلى إعادة الاعتبار للكرامة الإنسانية وللأخلاق وللعدالة ولإقامة القسط.

وأفاد بأن الصهيونية وأذرعها أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن يدور في فلكهم والنظام الغربي يشكلون خطورة على بقية الشعوب.. موضحا أن ترامب اتخذ قرارا بتغيير اسم الخليج المكسيكي إلى الخليج الأمريكي مصادرا على المكسيك حقوقها ومتجها إلى السيطرة على بلدان هناك.

وخاطب السيد القائد العرب والمسلمين “ما يريده الله لكم أرقى وأعظم مما تطمحون إليه من ارتهانكم لأعدائكم الذين لا يريدون لكم أي خير، فالله يريد لكم أن تكونوا سادة الأمم وقادة المجتمع البشري”.

وأضاف” في إطار أمريكا ومع إسرائيل لن تكونوا إلا عبيدا لهم، خانعين وظالمين ومفسدين وداعمين للمنكر وساقطين إنسانيا وأخلاقيا”.. مؤكدا أن مسؤولية الأمة تجاه الشعب الفلسطيني واضحة في أن تنصره وتوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضده في قطاع غزة.

وأشار قائد الثورة إلى أن القرآن الكريم مصدر للهداية ولتزكية النفوس والارتقاء بالناس إلى المستوى الراقي في الإنسانية والوعي وسمو الروح.. مبينا أن قوى الشر الظلامية خاسرة وهي تتجه بالمجتمع البشري وبمن يواليها من أبناء أمتنا إلى الخسران.

وقال” نحن نقف ضد منكر أمريكا وإسرائيل والصهيونية وباطنها وشرها وظلامها وطغيانها ونقف ضد المشروع اليهودي الصهيوني ولم نعبّد أنفسنا للطاغوت، وما نقدمه من تضحيات في هذا المشروع العظيم هي تضحيات محسوبة في سبيل الله تعالى وقربانا إليه، ولها نتائجها الطيبة، بينما الآخرون يخسرون”.

وأضاف” حساباتنا والحسابات التي ينبغي أن يحسبها كل أبناء أمتنا يجب أن تكون على أساس مبادئ الدين وقيمه وتعاليم الله تعالى، ولا ينبغي موالاة المستكبرين والاكتفاء من الإسلام بطقوس شكلية مفرغة من مضمونها الحقيقي”.. مؤكدا أن جبهة الكفر قبل الإسلام كانت تحج وتعمر المسجد الحرام ثم تتجه لحرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وجدد التأكيد على أن أمريكا وإسرائيل شر على المجتمع البشري يجب الوقوف ضده لا إخضاع الأمة له.

القضية الفلسطينية باقية

ولفت قائد الثورة إلى أن القضية الفلسطينية باقية وإخوتنا المجاهدون في فلسطين جبهة ثابتة أثبتت صمودها وثباتها وتماسكها وجدارتها بما تقوم به في طليعة الأمة لمواجهة العدو الإسرائيلي.. مؤكدا على ضرورة تقديم الدعم للمجاهدين في فلسطين ومساندتهم لا أن يتجه البعض لدعم أمريكا الداعمة لإسرائيل.

وأشار إلى أن أمريكا سخّرت كل إمكاناتها لدعم إسرائيل وإبادة الشعب الفلسطيني، وكل الدمار في قطاع غزة هو بقنابلها وقذائفها وبإشرافها ودعمها ومساندتها.. وقال” نحن مستمرون وثابتون على موقفنا ونهجنا وتوجهنا بحق وصدق وجد تجاه الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء”.

يمن الإيمان مستمر في موقفه

وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن “يمن الإيمان والمدد والسند مستمر في الدور المساند والداعم والواقف بجد مع فلسطين، ومستمرون في التحرك الشامل عسكريا وفي كل المجالات نصرة لفلسطين كما تحركنا على مدى 15 شهرا تحركا فعالا ضد العدو الإسرائيلي، في مختلف الظروف والأحوال من حر وبرد ومطر وفي الصوم ومع القصف ولم يتأثر بالحملات الدعائية المعادية، وكان للجبهة التثقيفية والتوعوية تحرك قوي استمرت ويستمر أبطالها من العلماء والخطباء والثقافيين المجاهدين بشكل مكثف وقوي”.

وأشاد بالتحرك القوي للجبهة الإعلامية وفرسان الإعلام الذين بذلوا جهدا عظيما في الميدان الإعلامي وتحركوا بشكل عظيم وفعال إلى درجة أن الأمريكي يصيح من قوة أدائهم وتأثيرهم.

وقال” مسيرتنا القرآنية من يومها الأول كانت محاربة بإشراف أمريكي مستمر، وعبرنا بفضل الله مراحل صعبة جدا، وتحققت الانتصارات الكبرى، وأصبحنا الآن في مستوى متقدم من القيام بدورنا في التصدي للشر والإجرام الأمريكي والإسرائيلي”.

وأضاف “نحن في هذه المرحلة نراقب ونتابع مجريات تنفيذ الاتفاق في غزة وتطورات الوضع في جنين والضفة، وثابتون على موقفنا المعلن الواضح في جهوزيتنا المستمرة واستعدادنا الدائم لنصرة إخوتنا في فلسطين، وإذا تورط العدو الإسرائيلي في النكث بالاتفاق والعودة إلى التصعيد والإبادة الجماعية سنعود إلى التصعيد”.

ومضى قائلا ” ثابتون على المعادلة التي سبق وأن أعلنها شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه فيما يتعلق أيضا بالمسجد الأقصى، وسنبقى على تنسيق مستمر مع إخوتنا المجاهدين في فلسطين ومحور الجهاد والقدس تجاه أي تطورات للوضع”.

وأكد قائد الثورة الجهوزية الدائمة والمستمرة للتصدي لأي عدوان أمريكي على بلدنا.. ناصحا الموالين لأمريكا ومن يسترضونها بالحذر من التورط، وقال ” أيها الأغبياء كونوا أذكياء ولو لمرة واحدة وفي موقف واحد وقرار واحد، دعوا أمريكا وإسرائيل وحرضوهما كما تشتهون، اتركوا أمريكا لتفعل ما تشاء في مواجهتنا، فلتصنف ولتحارب ولتفعل ما تريد أن تفعل سنواجه أمريكا بعون الله تعالى ونتصدى لأي عدوان منها مهما كان مستواه”.

كما نصح الموالين لأمريكا بالقول ” تفرجوا وتربصوا كما هي عادتكم في التربص، تربصتم على مدى 15 شهرا وخابت آمالكم وكانت حالة الحسرة واضحة عليكم”.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي هاشم شرف الدين الأمریکیة والإسرائیلیة الأمریکی والإسرائیلی على المشروع القرآنی العدو الإسرائیلی المشروع الصهیونی الهجمة الأمریکیة بدر الدین الحوثی الشعب الفلسطینی أمریکا وإسرائیل قائد الثورة أن القرآن الکریم الشهید القائد مشیرا إلى أن لافتا إلى أن أن الأمریکی السیطرة على شهید القرآن کل المجالات هذا المشروع أن المشروع هذا الدور هذه الأمة وأفاد بأن فی الساحة أن أمریکا فی مواجهة على مستوى على الأمة السلطة فی الکثیر من فی فلسطین الأمة فی ینبغی أن أن الأمة إلى درجة مبینا أن مؤکدا أن من خلال تحرک فی فی إطار کل شیء

إقرأ أيضاً:

(نص + فيديو) كلمة السيد القائد حول مستجدات العدوان على غزة وإيران

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبِين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

نتحدث اليوم عن تطورات العدوان الإسرائيلي الهمجي، الوحشي،ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وما يرتكبه العدو الإسرائيلي من إبادةٍ جماعيةٍ بشكلٍ يومي ضد الشعب الفلسطيني.

ونتحدث عن امتداد هذا العدوان على أُمَّتنا الإسلامية،عندما أقدم العدو الإسرائيلي بالعدوان الغاشم، السافر، الإجرامي، الوقح، على الجمهورية الإسلامية في إيران، والمعركة واحدة، والقضية واحدة، والأُمَّة واحدة.

العدو الإسرائيلي يستهدف أُمَّتنا جميعاً،عدوانه على فلسطين، على لبنان، على سوريا، عدوانه ما قبل ذلك على بلدانٍ عربيةٍ أخرى، عدوانه الذي يستهدف به اليمن، عدوانٌ ضد أُمَّتنا الإسلامية، العدو الإسرائيلي مهمته الرئيسية التي صُمِّم من أجلها، ويدعمه الغرب الكافر من أجلها، وفي المقدِّمة أمريكا، ومعها بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وأنظمةٌ أخرى، هي: الاستهداف لهذه الأُمَّة، والعمل على إخضاع هذه الأُمَّة والسيطرة عليها (أُمَّتنا الإسلامية)؛ ولـذلك فالقضية واحدة، والمعركة واحدة، ونحن أُمَّةٌ واحدة، يستهدفنا عدوٌ واحدٌ، مدعومٌ من جبهةٍ معاديةٍ لهذه الأُمَّة، بكل أسباب العداء ودوافع العداء، وتستخدم كل الوسائل في استهدافها لهذه الأُمَّة.

البداية في الحديث، من الحديث عن تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزَّة:

هذا الأسبوع شهد عدداً كبيراً من الجرائم البشعة،يعتبر من أشد الأسابيع في الإجرام الإسرائيلي، اليهودي، الصهيوني، ضد الشعب الفلسطيني، وممارسات القتل والإبادة، ولـذلك فقد استُشهِد وجُرِح في هذا الأسبوع ما يزيد عن (الثلاثة آلاف ومائة فلسطيني)، معظمهم من النساء والأطفال كما هي العادة.

العدو الإسرائيلي يركِّز على الإبادة الجماعية بشكلٍ عام؛ ولـذلكفهو في عدوانه يستهدف بشكلٍ متعمدٍ ومقصود الأطفال والنساء، والجميع في قطاع غزَّة؛ وبـذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى: أكثر من (خمسةٍ وخمسين ألف وستمائة شهيد)، وأكثر من (مائة وتسعة وعشرين ألف وخمسمائة جريح)؛ ليبلغ العدد الإجمالي مع المفقودين: أكثر من (مائة وخمسة وتسعين ألف) من أبناء الشعب الفلسطيني، شهداء، وجرحى، ومفقودين، منذ بداية العدوان قبل ستمائة واثنين وعشرين يوماً، وهذه محصلة كبيرة فيما يتعلَّق بقطاع غزَّة، نطاقٍ جغرافيٍ محدود، وهي تكشف عن:

-        حجم الإجراماليهودي الصهيوني، وأنه- فعلاً- إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة.

-        وفي المقابل حجم المأساةالكبيرة للشعب الفلسطيني المظلوم، ومدى معاناته، وحجم مظلوميته الكبيرة.

العدو الإسرائيلي، بارتكابه لتلك الأعداد الفظيعة من المجازر،الآلاف من المجازر، التي هي في نطاق وفي إطار الإبادة الجماعية، وممارساته لأعلى مستويات القتل الجماعي، واستخدامه في عملياته الإجرامية، ووسائله لإبادة الشعب الفلسطيني، لمصائد الموت، التي صمَّمها الأمريكي وينفِّذها العدو الإسرائيلي، هو يسعى إلى المزيد من الإبادة الجماعية، وبشكلٍ كبير، مستخدماً هذه الوسيلة الخطيرة جدًّا؛ لأنه بتحكمه بمسألة المساعدات، وفق الفكرة المشتركة بينه وبين الأمريكي، وهي فكرة عدوانية، ظالمة، غاشمة، هو بذلك جعل منها- فعلاً- مراكز للإعدام، وللإبادة، وللقتل، وجعل منها مصائد للموت، فالشعب الفلسطيني الذي يتضوَّر جوعاً في قطاع غزَّة، يضطر الكثير منه (الآلاف) للذهاب إلى تلك المراكز؛ بهدف الحصول على الغذاء الضروري مع الجوع الشديد، وحينما يتجمعون بالأعداد الكبيرة، وهم بأعداد كبيرة، يقوم بالاستهداف لهم بشكلٍ جماعي، أحياناً بالغارات الجوية، وأحياناً بالقصف المدفعي، وأحياناً بإطلاق الرصاص بشكلٍ مباشرٍ وعشوائي، وأصبحت مصائد الموت ومراكز الإعدام تلك من أكثر الأماكن خطورةً، ومن أكثر الأماكن التي يقتل فيها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وبشكلٍ يومي.

في كل يوم هناك مآسٍ كبيرة،وتظهر المشاهد المأساوية، المحزنة والمؤلمة جدًّا لأبناء الشعب الفلسطيني، الذين يذهبون بضغط الجوع الشديد، الجوع يهدِّدهم بالموت من شدة الجوع، فيضطرون للذهاب؛ بغية الحصول على تلك المساعدات الغذائية، ثم إذا بالعدو أيضاً (العدو الإسرائيلي) يستهدفهم أحيانا- كما قلنا- بالرصاص الحي المباشر، وأحيانا أيضاً بالقصف المدفعي... بكل وسائل الإبادة والقتل، والمشاهد محزنة جدًّا ويومية، وفي نفس الوقت مشاهد تشهد على مدى عدوانية الأمريكي والإسرائيلي معاً؛ لأن الأمريكي داعم للعدو الإسرائيلي، وشريك في هذه الفكرة، التي يجعلون فيها من مسألة المساعدات الإنسانية مصيدةً للإبادة الجماعية، وهذا تشويه كبير للعمل الإنساني، وإساءة كبيرة جدًّا إلى العمل الإنساني، ومحاولة للالتفاف على مسألة الغذاء، تقديم الغذاء والعمل الإنساني والمساعدات، بطريقة وحشية، وإجرامية، ووقحة، وظالمة، ومستهترة بالكرامة الإنسانية وحق الإنسان في الحياة.

ولـذلك ينبغي أن يكون هناك نشاط كبير،وتحرُّك مستمر وواسع، للضغط بالإيقاف لهذه المهزلة البشعة، التي يستخدمها العدو الإسرائيلي، ومعه الأمريكي، ضد الشعب الفلسطيني.

ليس العدو الإسرائيلي من تكون عبره المساعدات،هو ليس في مستوى أن يقوم بمثل هذا العمل الإنساني، هو عدوٌ متوحش، مجرم، معتدٍ، يسعى إلى الإبادة للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة بكل وضوح؛ ولـذلك هو جعل من هذه المساعدات وسيلةً للإبادة نفسها، للإبادة نفسها، وهذه مسألة مهمة جدًّا، ينبغي أن يكون هناك نشاط واسع دولي بشكلٍ عام، إنساني، وضغط من العالم الإسلامي؛ لأن المعاناة كبيرة جدًّا للشعب الفلسطيني، الشعب الفلسطيني يتضوَّر جوعاً، هناك مجاعة بكل ما تعنيه الكلمة، وتضطرهم حالة الجوع الشديد وانعدام الغذاء للذهاب للحصول على المساعدات، ما إن يذهبون، والعدو متربصٌ بهم، ومجهزٌ لعملية القتل والإبادة لهم، ويتكرَّر هذا بشكلٍ يوميٍ وبشكلٍ واضح، وهناك توثيق لتلك الجرائم، يشاهده الناس في التلفزيونات.

العدو الإسرائيلي أيضاً مستمرٌ في منع دخول الوقود إلى قطاع غزَّة،وهذا مؤثِّرٌ على الشعب الفلسطيني حتى في مسألة مياه الشرب، وتشغيل المحطات التي هي بهدف نقل المياه، محطات الآبار، لنقل المياه إلى الشعب الفلسطيني، كذلك فيما يتعلَّق بمسألة نقل القمامات عبر الشاحنات المخصصة لذلك، وهذا معناه: أن تتكدَّس القمامات في كل مكان، وأن يتضرَّر الشعب الفلسطيني نتيجةً للأوبئة؛ فالشاحنات المعنية بنقل النفايات وترحيلها لا تمتلك الوقود اللازم لذلك.

العدو الإسرائيلي مستمرٌ أيضاً في عمليات النسف للمباني والمربعات السكنية،فما سلم من قصف الطيران، يقوم بنسفه وتدميره بالكامل، وفي هذا الأسبوع نسف مربعات سكنية وأحياء سكنية بشكل كامل، وهذا يأتي في سياق مساعيه العدوانية والإجرامية لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزَّة، إبادة جماعية من جهة، تدمير للمساكن، إنهاء لكل مقومات الحياة، هذه كلها أعمال عدوانية إجرامية، هادفة لتحقيق الهدف العدواني الكبير للعدو، وهو: التهجير للشعب الفلسطيني من قطاع غزَّة.

فيمــا يتعلَّـق بالوضـــع في القــــدس، ومــا يتعـلَّق بالمسجــد الأقصـى:

هناك تطورات خطيرة فيما يتعلَّق بالمسجد الأقصى،العدو الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى بعد صلاة فجر يوم الجمعة، وقام بطرد المصلين من المسجد وأغلقه، ولا يزال المسجد الأقصى مغلق بالكامل، وتحوَّل محيطه إلى ثُكْنة عسكرية، مع انتشار مستمر لقوات العدو الإسرائيلي عند بواباته، يمنعون الناس من الدخول إلى الصلاة، يمنعون من الصلاة حتى على عتباته، وفي نفس الوقت لم يبق في المسجد الأقصى من نشاط، من إحياء، من إقامة للصلاة، إلَّا لعدد محدود جدًّا من العاملين والموظفين في دائرة الأوقاف الإسلامية، يُسمح لهم فقط بالدخول لأداء أعمالهم وللصلاة في المسجد الأقصى، فأصبحت منحصرةً على الموظفين، القائمين بأعمالهم هناك.

هذا الإغلاق للمسجد الأقصى،ومنع الناس من الصلاة فيه، خطوة عدوانية متقدِّمة من جانب العدو الإسرائيلي، وهو يحاول أن يستغل ما يجري من أحداث حالياً، وما هو قائمٌ من توتر كبير، من أجل أهدافه فيما يخص المسجد الأقصى، وله أهدافه الواضحة العدوانية تجاه المسجد الأقصى.

مدينـــة القــدس كذلـك محاصــرة،ومقطعة الأوصال بأربعة وثمانين حاجزاً، تعيق حركة أبناء الشعب الفلسطيني، وتفصل القدس عن محيطها في الضِّفَّة الغربية، وهذا أيضاً يأتي في هذا السياق، هناك تركيز من العدو على أن يكون له خطوات متقدِّمة عدوانية تجاه المسجد الأقصى، كذلك فيما يتعلَّق بتنفيذ مخطط الاغتصاب الاستيطاني الكبير، شمال (حي الشيخ جراح) في القدس، هو في نفس هذا السياق: في مساعي العدو لتهويد المدينة.

كل هذه الخطوات خطوات تتعلَّق بالمسجد الأقصى،الذي هو من أهم المقدَّسات الإسلامية، وينبغي ألَّا يغفل المسلمون أبداً، مهما كان هناك من أحداث وتطورات، عمَّا يريد العدو أن يُقْدِم عليه تجاه المسجد الأقصى، وما يُنَفِّذ من خطوات عدوانية، للوصول إلى هدفه العدواني، في السيطرة التَّامَّة عليه، وهدمه، وتغيير معالمه، وتهويده.

فيمــا يتعلَّـق بالضِّفَّـــة الغربيـــة:

العدو الإسرائيلي مستمرٌ أيضاً في عدوانه، واعتداءاته بكل أشكالها:

-        اختطافاتحتى لخطباء وأئمة المساجد.

-        مهاجمةمن قطعان المغتصبين، الذين يطلق عليهم عنوان [المستوطنين]، كذلك على البلدات الفلسطينية، بكل وقاحة، وإجرام، وبلطجة، وإحراق للممتلكات... وغير ذلك.

-        قوات العدو الإسرائيلياستولت على عددٍ كبير من المنازل في بعض القرى في (قضاء جنين)، وشرَّدت أهلها إلى العراء، ولم يسمحوا لهم حتى بأخذ شيءٍ من مقتنياتهم.

-        المغتصبوناستخدموا جرافات لتنفيذ عمليات التجريف في أراضي بلدات فلسطينية.

وهكـذا يستمرونفي كل اعتداءاتهم، وظلمهم، وإجرامهم اليومي ضد الشعب الفلسطيني.

كذلـك فيمــا يتعلَّـق بالأســرى:

شهد هذا الأسبوع أعمال إجرامية،وممارسات إجرامية، ضد الأسرى في السجون الإسرائيلية؛ بذريعة فرح الأسرى وابتهاجهم بالرد الإيراني، والعدو الإسرائيلي يغتاظ من هذه المسألة، ويتصرف بعدوانية كبيرة حتى خارج السجن.

مع كل هذه الوحشية والإجرام الإسرائيلي، لا يزال هناك صمود عظيم، وعمليات بفاعلية وثبات من قِبَل إخوتنا المجاهدين في قطاع غزَّة:

-        كتائب القسامبالاشتراك مع سرايا القدس نفَّذت يوم الاثنين عملية مهمة، واستهدفت ناقلتي جند للعدو.

-        كذلك سرايا القدسنفَّذت قصفاً بقذائف الهاون، على تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي.

-        كتائب القسامنفَّذت المزيد أيضاً من العمليات، ومنها: عمليات اشتركت فيها مع بقية الفصائل، مع فصائل من الفصائل المجاهدة في قطاع غزَّة.

وهذا التعاون بين كل الإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة،والعمل المكثَّف، والصمود العظيم، يُقَدِّم نموذجاً راقياً، في ظل ظروفٍ في غاية الصعوبة، وانعدامٍ للإمكانات؛ لكنَّه يعبِّر عن إرادة، عن إيمان، عن ثبات، عن استبسال في سبيل الله تعالى، عن صبرٍ عظيم، وهذا له ثمرته العظيمة والمهمة.

فيمــا يتعلَّـق بلبنـــان:

العدو الإسرائيلي مستمرٌ في اعتداءاته،بما في ذلك بالقصف الجوي، الذي يعتدي فيه على الشعب اللبناني ويستهدفه، كان هناك:

-        عِدَّة عملياتعدوانية بالقصف الجوي خلال هذا الأسبوع في لبنان، وأسفرت عن شهداء وجرحى.

-        اعتداءاتحتى على المواطنين في ظروف الحياة اليومية:

ضد الصيادين، وترهيبهم، ومضايقتهم، واستهدافهم في أعمالهم. حتى ضد رعاة الأغنام والمواشي. واستهدف العدو حتى مزرعةً للدواجن.

فالعدو الإسرائيلي هو خطر على الناس،عدائه الشديد وحقده، مع إفلاسه إنسانياً، وأخلاقياً، وقيمياً، وعدم التزامه بأي ضوابط، أو قوانين، أو أنظمة، أو أعراف، وما هو عليه من التوحش والحقد والإجرام؛ يجعله كل ذلك يعمل بطريقة مختلفة عن كل الناس في كل الدنيا، يستهدف الجميع، هو عدوٌ لكل الناس، أيّاً كان نشاطك في هذه الحياة، ومهما كان اعتيادياً، وفي الإطار المعيشي، وخارج نطاق أي عمل عسكري، أو مواجهة، فهو يعاديك؛ أنت راعٍ للأغنام، هو خطرٌ عليك، وعدوٌ لك، ويُشَكِّل تهديداً لك حتى في أغنامك، وفعل هذا في سوريا، أخذ الكثير من الأغنام، والمواشي، والأبقار، واغتصبها، وأخذها ونهبها على أهلها، عدوٌ لك في مزرعتك، عدوٌ لك وأنت تمارس مهنة الصيد في البحر، وتجعل منها وسيلةً لكسب معيشتك ورزقك، فهو خطرٌ على الناس في كل واقع حياتهم، عدوٌ سيءٌ وظالمٌ بكل ما تعنيه الكلمة.

في ســوريـــا كــذلـك: كــان مــن أبـــرز مــا حـــدث في هــذا الأسبـــوع:

-        أن نفَّذ العدو الإسرائيلي عملية عسكرية كبيرة في (ريف دمشق)،وهذا تطور خطير، في (ريف دمشق الغربي)، عملية كبيرة، تتألف من: دبابات، وناقلات جند، وآليات، وبغطاء من الطائرات المسيَّرة، واتَّجه إلى مناطق في (ريف دمشق الغربي)، نفَّذ فيها عمليات ترويع للأهالي، ومداهمات للمنازل بعد منتصف الليل، واختطافات للأهالي، وأعدم أحد الشبان، واختطف سبعة آخرين بينهم شاب مُعَاق.

انظروا إلى هذه الممارسات الإجرامية، العدوانية،بالرغم من أن الوضع في سوريا معروفٌ، في التَّوجُّهات، في المواقف، في محاولة ألَّا يكون هناك أي شيء إطلاقاً يستفز الإسرائيلي، في محاولة طمأنته، أنه لن يُستَهدف بأي شكل من الأشكال من سوريا... وغير ذلك، مع كل ذلك هو يعامل الناس بهذه المعاملة: يذهب إلى منازلهم بعد منتصف الليل، يداهم منازلهم، يختطف، يضرب، يعتدي، يُعْدِم... يرتكب مختلف أنواع الجرائم.

-        توغَّل في قرى أخرى أيضاًفي ريفي القنيطرة الجنوبي والشمالي: قام بعمليات اختطافات، أنشأ نقاط تفتيش... اعتداءات متنوعة.

-        وكذلكاعتداءات تتعلَّق بتنفيذ غارات.

-        استباحةللأجواء السورية بشكلٍ كامل، استباحة لها وكأنه ليس لها أي حُرْمة أبداً، وهي من الأجواء التي يستبيحها في العدوان على إيران، كما هو الحال في أجواء الأردن وأجواء العراق.

فيمــا يتعلَّـق بالمظاهـــرات الداعمــــة والمسانـــدة لِغَــــزَّة:

-        كان هناك مظاهرات في:المغرب، وموريتانيا، وإندونيسيا، وتونس.

-        في المغـــرب:يوم الجمعة الماضي كان هناك مظاهرات في مدن كثيرة، وخروج شعبي جيد.

-        في أوروبا، وأمريكا، وبقيَّة بلدان العالم:خرجت مظاهرات دعماً لغزَّة في ثمانية عشر بلداً. وهذا شيء مهم، ينبغي أن يبقى الصوت الإنساني، المساند للشعب الفلسطيني المظلوم، قوياً في مختلف البلدان.

-        في هولنــــدا:كان هناك مظاهرات كبيرة، أكثر من (مائة وخمسين ألف متظاهر) في (لاهاي – بهولندا) خرجوا في مسيرةٍ ضخمة، هذا شيء مهم.

-        وكذلك في بلجيكا:خرجت تظاهرة كبيرة، نحو (مائة ألف متظاهر) خرجوا في واحدة من أكبر المسيرات التي شهدتها بلجيكا.

وهذه المظاهرات، وهذه الأصوات مهمةٌ جدًّا.

فيمـا يتعلَّــق بالعــدوان الإســـرائيلي الغـــادر على الجمهوريــة الإسلاميـــة في إيـــران:الذي بدأ من الساعة:(3:26)، قبل فجر يوم الجمعة، السابع عشر من شهر ذي الحجة، فهو تطورٌ خطير على مستوى المنطقة بكلها.

ما قبل هذا العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران،قام الأمريكي- وبأسلوب الخداع- بالدخول في مفاوضات مع الجمهورية الإسلامية في إيران، بواسطة عمانية، حول موضوع (الملف النووي)، الذي عادة ما يُكَرِّر الغرب الأخذ والرد والنقاش حوله، ويجعل منه مشكلةً كبيرة، ويجعل منه ذريعةً في مواقفه العدائية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، مع أن كُبريات الدول الغربية: أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا... ودول أخرى أيضاً في بقية العالم: الصين، روسيا، الهند... بلدان أخرى، والعدو الإسرائيلي أيضاً، كلهم يمتلكون السلاح النووي، وينتجون السلاح النووي، في مقابل أن الجمهورية الإسلامية تؤكِّد مراراً وتكراراً أنها لا تريد إطلاقاً أن تنتج السلاح النووي، ولا أن تمتلكه، ولا أن تستخدمه، وأن ذلك محظورٌ في رؤيتها الدينية، وفي موقفها الشرعي، في اعتبارات تتعلَّق بالشريعة الإسلامية، وتؤكِّد على ذلك، وأتاحت المجال للرقابة على منشآتها النووية، الرقابة القوية، وكذلك حملات التفتيش... وغير ذلك من الإجراءات، التي حرصت بها أن تطمئن مختلف البلدان والدول أنها لا تسعى إطلاقاً لامتلاك سلاحٍ نووي، ومع ذلك لم ينفع كل ذلك؛ لأن المسألة هي غير ذلك بالنسبة للموقف الغربي.

الموقف الغربي يزعجه من الجمهورية الإسلامية عِدَّة نقاط مهمة وجوهرية، وذات أهمية لكل بلدان أُمَّتنا الإسلامية؛ لأنه موقفٌ من أي بلدٍ إسلامي:

-        يزعجه من إيران في المقام الأول: التحرر الإيراني،أن إيران ليس بلداً خانعاً وخاضعاً للغرب؛ بل هو بلدٌ متحرِّرٌ مستقلٌ، ويبني نهضةً إسلاميةً على أساسٍ من استقلاله، فليس كبعض الأنظمة والبلدان التي هي في حالة تبعية وخنوع وخضوع للغرب، في توجُّهاتها السياسية، في مواقفها؛ بل تجعل كل نشاطها، وكل سياساتها، وكل توجُّهاتها، تحت سقف ما يريده الغرب؛ وهـذا أمرٌ مزعجٌ للأعداء.

-        أيضاً من أهم الدوافع العدائية للغرب ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، هو: الموقف الداعم للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، والذي ثبتت فيه الجمهورية الإسلامية بشكلٍ مستمر ولم تتراجع عنه إطلاقاً، وهو مبدأ من مبادئها الإسلامية؛ وهـذا مقلق بالنسبة للأعداء: تبنيها لقضايا الأُمَّة، لقضايا المظلومين والمستضعفين، وهذا من أكبر أسباب الحقد ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.

-        ثم عوامل أخرى:تتعلَّق بنهضتها العلمية، سنتحدث عنها بالتفصيل.

ولـذلك فعادةً ما يجعل الغرب عنوان (الملف النووي) كعنوان وذريعة،لكن هناك أسباب أخرى؛ لأنه- كما قلنا- الجمهورية الإسلامية تُقَدِّم كل الضمانات، تُقَدِّم كل الآليات المتاحة، التي يمكن من خلالها الاطمئنان إلى أنها لا تسعى إلى امتلاك سلاحٍ نووي، ولا تعمل لإنتاج سلاحٍ نووي، مع أنَّه- في واقع الحال- لو جئنا إلى مسألة بعيدة عن الاعتبارات التي تأخذ بها الجمهورية الإسلامية: الاعتبارات الشرعية والإسلامية والقيمية، لكن من حيث امتلاك السلاح النووي، لماذا يتاح لأمريكا أن تمتلك السلاح النووي وتستخدمه؟ من يشكِّل خطراً على المجتمع البشري، ومن ليس أميناً في أن يمتلك مثل هذا السلاح، هو الأمريكي في المقدِّمة والإسرائيلي.

الأمريكي استخدم السلاح النووي والذرِّي لإبادة المجتمعات البشرية،حصل هذا في اليابان، ومعروف ما فعله الأمريكي في اليابان، فتلك الدول هي التي يشكِّل امتلاكها للسلاح النووي خطراً على المجتمعات البشرية.

إذا كان التعاطي مع هذه المسألة، من باب ما يشكِّله هذا السلاح من تهديد للمجتمعات البشرية،فأول من ينبغي أن يُمنَع من امتلاك السلاح النووي، هو العدو الإسرائيلي؛ لأنه عدوٌ متوحش، متفلت من كل القيم، والأخلاق، والقوانين، والمواثيق، ومن كل الاعتبارات، يرى الناس جميعاً ما يفعله ذلك العدو من إجرام ضد الشعب الفلسطيني، وما يفعله في قطاع غَزَّة من استهداف حتى للأطفال، قَتَل الآلاف من الأطفال عمداً، بل إنه يجعل الأطفال حتى الرُّضَّع، من أهدافه الأساسية للإبادة الجماعية، لقتلهم، يسعى لذلك، ويجعلهم هدفاً للقتل بتعمُّد.

فبهذه الحسابات:حسابات منع أي بلد من امتلاك السلاح النووي؛ لما يمثله- مثلاً- من خطورة، فالخطر هو أن يمتلكه العدو الإسرائيلي، أن يمتلكه الأمريكي، الذي استخدمه لإبادة الناس في اليابان، إبادة المدنيين، ضد المدن الآهلة بالسكان، وليس ضد معسكرات، أو جبهات قتال... وهكذا بلدان أخرى ليس لديها ضوابط شرعية، ولا إيمانية، ولا أخلاقية.

فالأعداء هم قلقون من أن تمتلك إيران القدرة، القدرة النووية،بعيداً عن مسألة السلاح النووي، وأي قدرة في أي مجال: القدرة العسكرية، القدرة العلمية، طالما وهي تتَّجه الاتِّجاه المتحرر، المتبنِّي لقضايا الأُمَّة والمظلومين والمستضعفين، تتَّجه الاتِّجاه الإسلامي، على أساسٍ من الانتماء الإسلامي، هذه هي الحقيقة، هم يعادون الجمهورية الإسلامية كل هذا العداء لهذه الأسباب.

العدوان الإسرائيلي الغادر،الذي أتى- كما قلنا- وهناك سياق مفاوضات، والأمريكي يبشِّر بأنها مفاوضات متقدِّمة، حتى اللحظة الأخيرة التي قدَّم فيها غطاء للعدوان، فحاول أن يصوِّر أنَّ هناك مأزقاً في هذه المفاوضات، أو تعثراً.

على كلٍّ، العدوان هذا هو فضيحة لأمريكا،وحُجَّة عليها؛ لأنها مارست ما يسمى بـ [الخداع الاستراتيجي]، يعني: أصبح أداؤها في المفاوضات جزءاً من العدوان، ومن أساليب التمهيد لهذا العدوان؛ بهدف أن يكون مفاجئاً.

العدوان استهدف قيادات عسكرية، ومنشآت نووية، وعلماء نوويين، منشآت عسكرية،ثم امتد إلى بقية المنشآت الحكومية، والخدمية، والمطارات المدنية، والمنشآت الاقتصادية والخدمية، استهدف الشعب الإيراني، الشعب الإيراني يقدِّم الشهداء من مختلف فئات الشعب، هناك شهداء حتى من الرياضيين، شهداء من الفنانين... شهداء من مختلف أبناء الشعب الإيراني.

الخلايا الإجرامية المرتبطة بالموساد، من الخونة والعملاء،كان لهم دورٌ أيضاً في تنفيذ هذا العدوان ضد الجمهورية الإسلامية، وتزامن مع العدوان العسكري هجمة إعلامية، وحرب نفسية، وأمَّل العدو أنَّه سيحقق إنجازاً كبيراً بهذا العدوان ضد الجمهورية الإسلامية، لكنه فشل، وفشل هذا العدوان واضح، مسألة أنَّه يلحق خسائر وأضرار، هذا شيء يحصل في الحروب عادةً، لكنه لن يحقق الأهداف التي يسعى الأمريكي والإسرائيلي إلى تحقيقها.

الصمود الإيراني هو أكثر من مسألة صمود،صمود، وتماسك، وتحمل للضربة، واتِّجاه للرد الفاعل، المدمِّر، القوي، الرد بفاعلية عالية جدًّا ضد العدو الإسرائيلي، ومستوى الرد الإيراني في حجمه، في قوته، في فاعليته، في تأثيره، جعل العدو الإسرائيلي في وضعٍ غير مسبوق، يعني: لم يسبق للعدو الإسرائيلي حتى في كل جولاته العدوانية التي دخل فيها في معركة مع العرب، مع الأنظمة العربية، مع الجيوش العربية، مع أي طرف، منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وإلى اليوم، لم يسبق أن كان في وضعية مثل هذه الوضعية التي هو فيها مع الرد الإيراني.

الرد الإيراني المدمِّر، والقوي، والفعَّال،بزخمه الكبير، زخم ضخم، مئات الصواريخ، وبينها: صواريخ بالستية، صواريخ فرط صوتية، قادرة على اختراق منظومات العدو في الدفاع الجوي، ودقيقة في الإصابة، وقوية في التدمير؛ ألحقت بالعدو الإسرائيلي دماراً هائلاً، وخسائر كبيرة، حالة الذعر والخوف والرعب شملت الأعداء الصهاينة في كل أنحاء فلسطين، وهم في حالة رعب كبير جدًّا، وخوف كبير، إلى درجة أنَّ البعض منهم باتوا يهربون بالتهريب عبر زوارق إلى قبرص، والحالة واضحة جدًّا، مع أنَّ العدو الإسرائيلي يسعى بكل جهد إلى التعتيم الإعلامي، ويمنع عمليات التصوير، ما يحصل من تصوير هو خارج نطاق المنع، بمعنى: حالات محدودة يُنفِّذها البعض وينشرونها، وإلَّا فالحالة الغالبة السائدة هي حالة الرضوخ لإجراءات المنع، والخوف من التصوير؛ نتيجةً للعقوبات التي يتوعَّد بها العدو الإسرائيلي، بل إنه يتَّخذ إجراءات عدائية وظالمة حتى ضد بعض أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يظهر منهم الفرح والسرور عندما يشاهدون الصواريخ وهي منهمرة، التي تستهدف العدو الإسرائيلي.

فيمــا يتعلَّـق بالحالــة الداخليــة للجمهوريــة الإسلاميــة الإيرانيـــة:فهي حالة أيضاً مطمئنة، عزَّزت من حالة التضامن بين أبناء الشعب الإيراني، والتيارات في داخل الشعب الإيراني، كذلك على مستوى التفاعل الشعبي: هو تفاعل كبير جدًّا، وشيء طبيعي، حالة العدوان حالة مستفزة أصلاً، مستفزة جدًّا، وردة الفعل تجاهها هي ردة فعل مقاومة، مجاهدة، غاضبة، مستاءة؛ ولهـذا فالعدو الإسرائيلي- بعدوانه- هو يحقق نتائج عكسية لما يريد، الشعب الإيراني لن تكون آثار هذا العدوان عليه أن يتَّجه للاستسلام، والخنوع،  والرضوخ؛ بل أن يستاء، وأن يغضب، وأن ينفعل، وأن يتحرَّك في إطار الدفاع ورد الفعل المشروع، الطبيعي، الفطري، والذي هو في إطار أيضاً الواجب الإسلامي، وليس فقط في إطار الحق المشروع، أكثر من ذلك: في إطار الواجب الديني، والإنساني، والوطني... على كل الاعتبارات.

الجمهورية الإسلامية هي تمتلك كل عناصر القوة والثبات المعنوية والمادية،العدو الإسرائيلي لن يتمكَّن من إلحاق الهزيمة بها، أو السيطرة عليها.

ما يقوله [ترامب] من هراء وتهريج،حينما يطرح مسألة الاستسلام غير المشروط على إيران، هذا هراء وتهريج، وكلام- فعلاً- غير عقلائي، خارج عن نطاق ما يقوله العقلاء.

الشعب الإيراني مُسْتَفَز بهذا العدوان،مستاء وغاضب، ومُتَّجه- كما قلنا- لتعزيز تعاونه، ووحدته الداخلية، وموقفه الواحد والقوي في التَّصَدِّي لذلك العدوان، وهو يمتلك كل مقومات البقاء، والثبات، والصمود، والرد القوي والمؤثِّر، وكل عوامل النصر، كل عوامل النصر.

إيران بلدٌ إسلاميٌ كبيرٌ وأصيل، ودولةٌ مسلمةٌ حُرَّةٌ ناهضة وقوية،ليس حالها كحال العدو الإسرائيلي والصهاينة، الذين هم لفيف من شُذَّاذ الآفاق، بجوازَي سفر، وأمتعة محزومة على مدار الوقت في حقائب جاهزة للمغادرة، وأي هجوم عليهم يصنِّفونه على الفور بخطر وجودي، هذا هو حال العدو الإسرائيلي، حال الصهاينة اليهود، الذين ليس لهم وجود أصيل ولا ثابت، من شذاذ الآفاق، في حالة احتلال واغتصاب، أي هجوم عليهم، أي مشكلة تحصل لهم، قالوا: [خطر وجودي]، [خطر وجودي]! هم في حالة جهوزية للمغادرة على الدوام.

إيران كبلد إسلامي أصيل، وقوي، وكبير،يمتلك نهضةً علميةً متقدِّمة، ونموذجية، وبنية اقتصادية قوية، قائمة على مبدأ تحقيق الاكتفاء الذاتي، وموارد اقتصادية ضخمة ومتنوعة.

العدو الإسرائيلي اعتدى-وبشراكةٍ أمريكية، ودعمٍ أمريكي- على إيران؛ حقداً- من ضمن الدوافع والأسباب- حقداً على نهضتها العلمية الشاملة، كأنجح نموذج متميِّز يمكن أن يُحتذى به في العالم الإسلامي، إيران نموذج ملهم، وفاعل مؤثِّر في العالم الإسلامي وغرب آسيا، وحقداً على علمائها، ومفكريها، والعقول النيِّرة التي تزخر بها؛ ولـذلك من ضمن الأهداف للعدو الإسرائيلي في إيران: العلماء، يستهدف العلماء في الفيزياء، العلماء في المجالات العلمية، يعتبرهم مشكلةً كبيرة، وعدواً أساسياً، فهو حقود على أنَّ في إيران علماء يمكن أن يسهموا في نهضتها.

الأعداء حاقدون، لا يتحمَّلون أن تكون هناك أي نهضة داخل هذه الأُمَّة،يغتاظون جدًّا حينما يجدون إيران تحقِّق نسبة نمو علمي من بين أعلى النسب في العالم، وحقَّقت مرتبةً متقدِّمة علمياً على المستوى العالمي، في مجالات: الطب، والهندسة، والتقنيات، وحَقِدُوا على إيران حين أصبحت من أقوى دول العالم على صعيد التعليم الجامعي... وفي مختلف العلوم، وإيران تقود نهضة حديثة، وصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في معظم احتياجاتها، وحرَّرت شعبها من الخضوع للآخرين، وهذا مما أغاظهم: النهضة الإيرانية، والتي هي- في نفس الوقت- عامل من عوامل القوة للجمهورية الإسلامية في إيران.

إيران تمتلك قدرات عسكرية ضخمة،ليست ضعيفةً في مجال الاقتصاد، ولا في مجال القدرة العسكرية، هي تمتلك قدرات عسكرية ضخمة، ومتطوِّرة، وبزخم كبير، وترسانتها الصاروخية هائلة، هي عَمِلت على مدى عقودٍ من الزمن وفق المبدأ القرآني الكريم في الآية القرآنية المباركة:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال:60]، إيران كانت في حالة إعداد وبناء عسكري، وبناء للقدرات العسكرية، وتراكَم الإنجاز في هذا الجانب، وتَرَاكَمَت القدرات في هذا الجانب؛ ولـذلك لديها قوة عسكرية ضخمة على مستوى الإمكانات التسليحية.

وعلى مستوى القدرة العسكرية في الجانب البشري،هناك قوة عسكرية ضخمة في الحرس الثوري، في الجيش، في التعبئة، ومبنية على أساس الإيمان، ومؤهَّلة، وكفؤة، تمتلك المهارة القتالية، الخبرة والمعرفة العسكرية، والروح المعنوية التي تتغذى بالإيمان.

كـذلك فيمــا يتعلَّـق بالشعـب الإيــراني،هو شعب كبير، وشعب حي، يمتلك عقيدة التَّحَرُّر والإيمان، والانطلاقة الإيمانية، ويؤمن أيضاً بالثورة الإسلامية.

وكذلك القيادة الراشدة،إيران لديه قيادة راشدة، مؤمنة وحكيمة وقوية، متمثلة بمرشد الثورة الإسلامية السَّيِّد/ علي الخامنئي "حَفِظَهُ الله".

بنية النظام الإسلامي في إيران قوية جدًّا، ومعه جيلين من:العلماء، والقادة، والكوادر الكفؤة والمؤهَّلة، ليس عنده نقص في هذا الجانب، أو أنَّ استشهاد قيادة عسكرية، أو شخصية، أو كادر في مجال مُعَيَّن، سيؤثِّر عليه، حينما يُسْتشَهد البعض، هناك الآلاف غيرهم، ولهم دورهم، وكفاءتهم، وإمكانية أن يقوموا بدور كبير ومؤثِّر.

العدوان على إيران لن يضعف إيران،دعك من مسألة أن يهزمها، أو يدفعها للاستسلام، بل سيزيد إيران قوةً على كل المستويات، حتى على مستوى التفاعل والوعي الشعبي، الأعداء يكشفون حقيقتهم للشعب الإيراني، ولاسيَّما لجيل الشباب، الذين لم يدخلوا ما قبل ذلك في مواجهات عسكرية، ومخاطر عسكرية، هم يشاهدون ما عليه الأعداء من غطرسة، من إجرام، من حقد، من وحشية؛ لأن الأعداء هم يكشفون حقدهم على الشعب الإيراني، على إيران بشكلٍ عام، ليست مشكلتهم فقط مع النظام الإسلامي، النظام الإسلامي هو يعني الشعب، هو امتداد للشعب الإيراني، هو ليس منفصلاً عن الشعب الإيراني، حالة منفصلة عن الشعب الإيراني.

فالعدوان الإسرائيلي فاشل،بالرغم من أنَّه مدعوم، مدعومٌ من الغرب بشكلٍ كبير على كل المستويات: مدعوم سياسياً، إعلامياً، مادياً، بالقدرات العسكرية، وبالشراكة في عمليات الاعتراض، محاولات الاعتراض للرد الإيراني بالصواريخ، ما قام به العدو الإسرائيلي من قصف بعض المنشآت، لن يحقق له النتائج في الأهداف التي يسعى لها، حتى في مسألة القضاء على القدرات في المجال النووي، لن يتمكَّن الإسرائيلي من تحقيق هذا الهدف أبداً.

الرد الإيراني فعَّال، ومدمِّر،وواضحٌ مدى لتأثير له على العدو الإسرائيلي، حتى في عملية اليوم، التي هي عملية قوية، قالت عنها بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها: [أكبر عملية من منذ بداية العمليات في الرد الإيراني]، إلى الآن (أربع عشرة موجة) من موجات القصف الصاروخي في الرد الإيراني، بزخم كبير، بعمليات هادفة، مؤثِّرة، تضرب أهدافاً مؤثِّرةً على العدو الإسرائيلي، في الجانب العسكري، وفي الجانب الاستخباراتي، وفي التصنيع العسكري، أهداف حسَّاسة، وأهداف مؤثرة على العدو.

عملية اليوم كانت من أهم العمليات،والعدو الإسرائيلي يصيح منها، ويحاول أن يُحَرِّف الحقائق بشأنها، ويحوِّلها وكأنها استهدفت إحدى المستشفيات العسكرية الإسرائيلية، مستشفى عسكري كان بالقرب من أهداف ذات أهمية كبيرة، وحساسية استخباراتية تابعة للعدو الإسرائيلي؛ ولكنَّـه غير مؤهَّل لأن يتكلم عن مثل هذه المسائل، عندما يتضرر مستشفى عسكري من موجة الانفجار على مستوى الزجاج للمستشفى، في مقابل ما يفعله العدو الإسرائيلي تجاه المستشفيات في قطاع غَزَّة، وهو يقتحمها، وهو يقتل كوادرها الطِّبِّيَّة والصِّحِّيَّة، ويقتل المرضى ويبيدهم، ويستهدف حتى الحَضَّانات التي فيها الأطفال، ويدمِّرها، وينسفها، ويعطِّل بشكلٍ كامل الخدمة الصِّحِّيَّة في قطاع غَزَّة، هل من هو بهذا الشكل مُؤَهَّل أن يأتي ليتحدث مع الآخرين عن أنهم استهدفوا مستشفى؛ لأنه تأثَّر- وهو مستشفى عسكري- بموجات انفجار على أهداف مشروعة، من حق الإيراني أن يستهدفها.

الأمريكي يطرح طرحاً سخيفاً جدًّا، حينما يتحدث عن الاستسلام غير المشروط،وطرح غير واقعي، يعني: لا يمكن أن يتحقَّق إطلاقاً؛ لكنه- في نفس الوقت- يكشف حقيقة توجُّهات الأعداء: توجُّهات الأمريكي، وتوجُّهات الإسرائيلي؛ لأن هذا ما يرغبون به، وما يسعون له تجاه هذه الأُمَّة بكلها، هم يريدون من كل المسلمين أن يكونوا مستسلمين لهم، خانعين لهم، خاضعين لهم، واستسلام- كما يقولون- غير مشروط! استسلام كامل، يعني: أن تكون هذه الأُمَّة الإسلامية مستباحة بالكامل لهم، وألَّا يكون هناك اعتراض على أي شيء يعملونه بها، مهما كان إجرامياً، وعدوانياً، وغير مشروع؛ مهما كان ظلماً، وطغياناً، وإفساداً؛ مهما كان بشعاً، وسيئاً؛ ألَّا يكون هناك أي موقف إطلاقاً؛ ولـذلك ينبغي من مثل هذه الأحداث بأهميتها، وما فيها من المآسي، ما فيها من أحداث كبيرة جدًّا، أن تصنع حالة الوعي لدى أُمَّتنا بشكلٍ كبير.

كذلك في الموقف الغربي، مثلاً:موقف بريطانيا، موقف ألمانيا، وفرنسا، مجموعة الدول السبع، التي تطلق على نفسها هذا العنوان، ومعها أستراليا من خارج أوروبا، كلها تتبنى الموقف الإسرائيلي في العدوان على الجمهورية الإسلامية في إيران، وبشكلٍ وقح ومفضوح، هذا مهمٌ بالنسبة لأُمَّتنا، وكذلك بالنسبة لبعض التيارات في الشعب الإيراني، أن ترى الأوروبيين على حقيقتهم، أن ترى كيف هو الفرنسي على حقيقته، كيف هو البريطاني على حقيقته، وهو يتبنى عدواناً عليهم، عدواناً غادراً، سافراً، واضحاً، كل الشعب الإيراني يعرف أنَّه عدوان سافر، غادر، ظالم، ليس له ما يبرِّره إطلاقاً، ويستهدف الشعب الإيراني، يستهدف قدراته، إمكاناته، دولته، نظامه، مقدِّراته، منشآته، كلها للشعب الإيراني، ما يُسْتَهدف في إيران كله للشعب الإيراني، ثم يأتي البريطاني، والفرنسي، والألماني... ومن معهم، ليقولوا: [هذا من حق إسرائيل، إسرائيل تدافع عن نفسها]!

العدو الإسرائيلي، الذي يأتي إلى منطقتنا ليحتل،وينهب، ويغتصب، ويقتل، ويبيد، يقتل الأطفال والنساء، والكبار والصغار، يعتدي على شعوب هذه المنطقة وبلدانها، يُسمُّون كل ما يفعله: [دفاعاً عن النفس]! وكأنه في بلد منحاز هناك، وبلداننا تذهب إليه لتهاجمه، مع أنَّه الذي هو في حالة عدوان من يومه الأول على شعوب أُمَّتنا، بدءاً بالشعب الفلسطيني المظلوم، والمعتدى عليه.

العدو الإسرائيلي كله حالة عدوان،كيانه حالة عدوان، تواجده في منطقتنا في إطار احتلال، وقتل، وارتكاب جرائم، في حالة عدوان دائمة؛ ومع ذلك كأن الشعب الإيراني، وكأن الشعب الفلسطيني، وكأن بلدان هذه الأُمَّة ذهبت إلى بلد في قُطرٍ من أقطار الأرض، والعدو الإسرائيلي جالسٌ فيه، لا يعتدي على أُمَّتنا، ولا يقربها بشيء، ولا يفعل ضدها أي شيء، وقامت بمهاجمته!

مستوى التنكُّر للحقائق الواضحة، والدجل والتزييف الذي يمارسه الغرب، وفي المقدِّمة:رؤساؤه، زعماؤه، قادته، في هذا المستوى من الانكشاف الواضح، يكشف- فعلاً- عن حقيقتهم، وسوئهم، وعدوانيتهم؛ لأنهم يتبنُّون كل ما يفعله العدو الإسرائيلي ضد أُمَّتنا، هم- فعلاً- في حالة تبنٍ، حينما يقولون: [أنهم يدعمون العدو الإسرائيلي فيما فعلوه ضد أُمَّتنا]، ثم يُسمُّونه كذباً ودجلاً: [دفاعاً عن النفس]! وهم يعرفون هم أنه في حالة عدوان، لكنهم في هذا في حالة تبنِّي لعدوانه، لإجرامه، لتوجهاته، لسياساته، هم يريدون له أن يفعل ما يفعل ضد أُمَّتنا؛ لأنهم أرادوا أن يكون رأس حربة في العدوان، والتَّسَلُّط، والظلم، والاحتلال، والقتل، والإبادة، والاغتصاب، والنهب ضد أُمَّتنا، فهم يكشفون عن حقيقتهم، وهذا ما ينبغي أن يعرفهم به العالم، وأن تعرفهم شعوبنا بهذه الصورة؛ لأن من أهم ما نستفيده من الأحداث: هو الوعي، هو المعرفة، هو الفهم الصحيح.

استهداف الأعداء لإيران-وفي المقدِّمة العدو الإسرائيلي، الذي هو ذراع للصهيونية وللغرب- يهدف إلى: إزاحة العائق الأكبر من قَبْل الإسرائيلي؛ بهدف:

-        السيطرةالإسرائيلية على منطقتنا.

-        ولتصفيةالقضية الفلسطينية.

-        وتنفيذالمخطط الصهيوني.

-        وتثبيتمعادلة الاستباحة.

هذه أهداف أساسية من هذا العدوان على الجمهورية الإسلامية في إيران،هم يرون في إيران أنه أكبر عائق أمام تنفيذ هذا المخطط: أن يفرض العدو الإسرائيلي سيطرته التَّامَّة على كل بلدان هذه المنطقة، على شعوب هذه المنطقة، على الشعوب المسلمة في العالم العربي وغير العرب، من البلدان الأخرى الموجودة في هذه المنطقة، هم يريدون للإسرائيلي أن يسيطر سيطرةً كاملة، ويريدون أن يثبِّتوا معادلة الاستباحة: أن تكون هذه الأُمَّة مستباحة في الدم، والعرض، والأرض، والممتلكات، وفي المقدَّسات أيضاً، في الدين والدنيا، وأن تكون مهدرة الدم، مستباحة بكل أشكال الاستباحة، وفي نفس الوقت هم يعملون على تنفيذ المخطط الصهيوني، وهم مستعجلون في محاولة تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني، والاتِّجاه للسيطرة على بقية البلدان.

وفعلاً لو كان حجم هذه الهجمة التي حصلت ضد الجمهورية الإسلامية على بلدٍ عربي، كيف سيكون وضعه؟هل كان سيتحمَّل، يتماسك بهذا المقدار؟ ولاسيَّما البلدان التي لم تبنِ واقعها على أساس التَّصَدِّي للعدو الإسرائيلي، ومواجهة الخطر الصهيوني، وشطبت هذا من اهتماماتها بشكلٍ كامل، وهذا خطر عليها؛ لأن المفترض عند كل العرب أن يكون العدو لهم هو العدو الفعلي والحقيقي وهو الإسرائيلي، ثم أن تكون البنية العسكرية، والقدرة بشكلٍ عام، والتصميم للوضع الاستراتيجي على كل المستويات، فيما يؤهِّل هذه الأُمَّة ويبنيها لمواجهة ذلك الخطر.

ينبغـي لكـل الـدول الإسلاميــة في العــالم العــربي وغــيره:

-        الثبات على موقفهاالمعلن من العدوان الإسرائيلي على إيران. موقف جيد على المستوى العلني: إدانات ووضوح في إدانة العدوان على إيران.

-        أن يستمر الدعملموقف الجمهورية الإسلامية في الدفاع عن نفسها، وفي الرد على العدوان الإسرائيلي إعلامياً، سياسياً.

-        وألَّا تخنع ولا تخضعهذه البلدان لأمريكا؛ لأن الأمريكي يحاول أن يؤثِّر على مواقف البلدان، وأن يُضْعِف إدانتها وموقفها، وأن يُدَجِّنها لصالح الموقف الإسرائيلي.

ينبغي للدول العربية المستباحة أجواؤها، وفي المقدِّمة: العراق، أن تسعى لمنع العدو الإسرائيلي من استباحة أجوائها؛لأن هذا اعتداء عليها هي، البعض البلدان تُصْدِر تصريحات ومواقف: أنَّها لا تريد أن تكون طرفاً في هذا الصراع كما يقولون. لا مشكلة، الإيراني ليس بحاجة إلى موقف هذا أو ذاك، عنده كل المقومات والقدرات، لكن عندما يكون جو البلد الذي يُصدر نظامه مثل هذا الموقف مستباحاً للإسرائيلي، فهو لم يحقِّق ما أعلن عنه من حياد، وإن لم يكن في إطار موقف متبنٍ لما يفعله العدو الإسرائيلي؛ لكنَّه في حالة أنَّ العدو الإسرائيلي معتدٍ عليه هو هو، بغض النظر عن الإيراني، والموقف الإيراني، استباحة أجواء الأردن اعتداء على الأردن، استباحة أجواء سوريا اعتداء على سوريا، استباحة أجواء العراق استباحة للعراق، واعتداء على العراق، وعلى سيادة العراق، وعلى استقلال العراق؛ ولـذلك يفترض أن يكون هناك سعي لمنع هذه الاستباحة، إذا عجزت تلك البلدان، فأن تتبنَّى مواقف، وليس أن تتَّجه للتبرير، لا يجوز لأحد أن يُبَرِّر مثل ذلك، بمقدورها أن تفعل مواقف مُعَيَّنة: مواقف سياسية، مواقف اقتصادية، مواقف معينة، أكثر من مسألة البيانات والتصريح، وفي أقل الأحوال أن تكون المسألة واضحة لها ولشعوبها، أنها في وضعية هي انتقاص للسيادة، هي وضعية استباحة، هذا مهم؛ حتى في حالة العجز، يعني: أن يكون الشعب العراقي واضحاً أنَّه في وضعية مستباح السيادة، ومنقوص السيادة، وأنَّ عليه أن يسعى ولو في المستقبل للخروج من هذه الوضعية، أن لا يبقى الوضع كما هو؛ كذلك في حالة سوريا، في حالة الأردن.

من المهم لكل أبناء أُمَّتنا، ولكل شعوبنا، أن تسهم هذه الأحداث في رفع مستوى الوعي تجاه حقيقة الأعداء، وعناوينهم المخادعة،هذه مسألة مهمة جدًّا، وتجاه الخيارات والتَّوجُّهات الصحيحة التي تبني الأُمَّة، وتجاه عناصر القوة، وكذلك أن تتَّجه لتعزيز حالة الإخاء والتعاون بين أبناء العالم الإسلامي، فهذه الأُمَّة في مستوى بلدانها وشعوبها وإمكاناتها، لا ينقصها العُدَّة، ولا العدد، ولا الإمكانات، ينقصها الوعي، وينقصها الشعور بالمسؤولية، والتحرُّك على أساس ذلك، يعني: أُمَّة كبيرة.

أن يكون التَّوَجُّه الغربي هو: تمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة على هذه المنطقة بكل من فيها،من شعوب وبلدان إسلامية وعربية، هذا شيء مخزٍ، لا ينبغي أبداً القبول به على الإطلاق؛ أُمَّة كبيرة، مئات الملايين، تمتلك كل الإمكانات والقدرات، ويسعى حفنة من اليهود المجرمين، الطغاة، للسيطرة التَّامَّة عليها، وإذلالها، وإخضاعها، واستباحتها، ونهب ثرواتها ومقدراتها، واحتلال أوطانها، وتدمير مقدَّساتها، والإهانة لها، والإذلال لها، والسيطرة عليها بشكلٍ كامل، ومصادرة دينها ودنياها.

القرآن الكريم هو أرقى مصدر للوعي،يرتقي بالأُمَّة في وعيها، مع حقائقه الواضحة في الميدان، ومصاديقه المتجلية في الواقع، وشواهده اليومية من الأحداث، وهو كلمة سواء بين المسلمين، والقرآن فيه حديث واضح وصريح عن اليهود: عن عدائهم لهذه الأُمَّة، عن سوئهم، عن شرِّهم، عن إجرامهم، عن طغيانهم، عن نقاط ضعفهم، وفيه هداية للأُمَّة: ماذا ينبغي عليها لتكون في مستوى المواجهة لهم، والتَّصَدِّي لخطرهم، والغلبة والانتصار عليهم.

فيمــا يتعلَّـق بعمليــات الإسنــاد، مـن يـمـن الإيمــان والجهــاد والحكمــة، في (معـركة الفتـح الموعـود والجهـاد المقـدَّس):

-        استمرت العمليات العسكريةفي هذا الأسبوع في القصف الصاروخي.

-        الحظر في الملاحة البحريةعلى العدو الإسرائيلي ( في البحر الأحمر، ومسرح العمليات الممتد إلى خليج عدن والبحر العربي) مستمر وحاسم، ومسيطر بشكلٍ تام.

-        الأنشطة الشعبيةمستمرة بكل أنواعها، من: وقفات، وندوات، وفعاليات.

-        أنشطة التعبئة العامةكذلك مستمرة.

-        الخروج المليونيمستمر بزخمٍ عظيم، وتفاعل صادق، ووفاء بكل ما تعنيه الكلمة.

هذا التَّحَرُّك لشعبنا العزيز الواعي،المنطلق من منطلقٍ إيماني، استجابةً لله تعالى، وجهاداً في سبيله، وابتغاءً لمرضاته، بقدر ما هو مساندة ونصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وخروج من حالة الخزي والتفريط العظيم، الذي له عواقب خطيرة في الدنيا والآخرة، هو- في نفس الوقت- سبب للنصر، وعامل بناء وتأهيل، وارتقاء إيماني وأخلاقي؛ ولهـذا أهميته وبركاته:

-        فيالنفوس.

-        فيرضا الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

-        فيالهداية الإلهية.

{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}[العنكبوت:69]،{إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد:7]، على المستوى النفسي والمعنوي:{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[الكهف:14]،{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}[الفتح:4].

كل الأعمال التي نؤدِّيها في سبيل الله تعالى،وهي مهمةٌ جدًّا لنا نحن؛ لأن الله غنيٌ عنَّا، مهمةٌ لنا في أن نكون في عِزَّة وكرامة، وأن نكون في حالة انتصار، وقوة، ومنعة، ودفع للعدو عنَّا؛ هي من ضمن أنشطتنا في الحياة، ليست أعمالاً فوق الطاقة، ولا فوق الجهد، ما ينبغي أن يعمله الناس في سبيل الله، هم يعملون أعمالاً شبيهةً له كأعمال، كأنشطة، كجهود: قتال، إنفاق، خروج، حركة، ذهاب، إياب، في شؤون حياتهم المختلفة، وأمور ودوافع مختلفة، يخرجون، يتحرَّكون، يغضبون، يذهبون؛ ولكن ما هو في سبيل الله له قيمة عالية، أهمية كبيرة في الدنيا والآخرة، وقدسية عظيمة؛ ولـذلك الخروج الأسبوعي هو مهم جدًّا المليوني في المظاهرات، الكثير من الناس كم يخرج يومياً ويذهب ويجيء، وقد يُكَلِّف نفسه مشواراً كبيراً، طويلاً عريضاً، ووقتاً طويلاً لجلب البصل إلى منزله، الخروج في سبيل الله، في إطار موقف عظيم ومقدَّس، هو جزءٌ من جهاد شعبنا، يستحق مِنَّا الاستمرار بشكلٍ أسبوعي.

موقفنا ثابتٌ مع الشعب الفلسطيني، ومع أحرار أُمَّتنا، ومع الجمهورية الإسلامية في إيران،مع الشعب الإيراني المسلم، ضد العدو الإسرائيلي، وفي مواجهة العدو الإسرائيلي، وأيضاً في مواجهة الأمريكي، الأمريكي عندما يشترك في العدوان على فلسطين بأكثر من مسألة الدعم: بالعدوان المباشر، أو يشترك في العدوان على الجمهورية الإسلامية في إيران، أو على أيِّ بلدٍ مسلم يدخل في مواجهةٍ معه؛ فنحن ننظر هذه النظرة الواسعة: أننا أُمَّةٌ واحدة، علينا مسؤوليةٌ واحدة، علينا أن نعالج في واقع أُمَّتنا حالة الفرقة والشتات، التي يستغلها الأعداء لاستهداف شعوب أُمَّتنا.

الخروج المليوني الأسبوعي لشعبنا العزيز هو بحضور كبير،وازن، ومهم، ومؤثِّر، له نتائج مهمة جدًّا، جزءٌ من الجهاد في سبيل الله تعالى، له الأثر النفسي والتربوي، وله بركاته المعنوية.

أدعو شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني العظيم، يوم غد إن شاء الله تعالى، في العاصمة صنعاء (في ميدان السبعين)، وفي بقية المحافظات والمديريات:

-        نُصرةًللشعب الفلسطيني المظلوم.

-        وضدالطغيان الأمريكي والإسرائيلي على أُمَّتنا الإسلامية.

-        وتأييداًلموقف الجمهورية الإسلامية، في ردها على العدوان الإسرائيلي، ودفاعها عن نفسها وعن هذه الأُمَّة.

-        وتضامناًمع الشعب الإيراني المسلم.

-        استجابةًلله تعالى.

-        وجهاداًفي سبيله.

-        وابتغاءًلمرضاته.

نَسْألُ اللَّهَ "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ المَظْلُوم، وَلِجُمْهُورِيَّة إِيرَان الْإِسْلَامِيَّة.

وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

 

???? كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على #غزة و #إيران والتطورات الإقليمية والدولية 23 ذو الحجة 1446هـ 19 يونيو 2025م#سيد_القول_والفعل#لن_نترك_غزة#أمة_واحدة pic.twitter.com/6rwqdUPOLZ

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) June 19, 2025

مقالات مشابهة

  • مسيرات حاشدة في الضالع إسناداً لغزة وإيران ضد الإجرام الأمريكي والصهيوني
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد حول مستجدات العدوان على غزة وإيران
  • قائد الثورة يدعو للخروج يوم غد الجمعة نصرة للشعب الفلسطيني وتأييدًا للرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي
  • السيد القائد يدعو لمليونية غدا .. نصرة لغزة وتأييدا للرد الإيراني
  • قائد الثورة يدعو للخروج المليوني الأسبوعي نصرة لفلسطين وتأييدًا للرد الإيراني على العدو الإسرائيلي
  • السيد القائد: مع كل الوحشية الإسرائيلية لا يزال في غزة صمود عظيم
  • السيد القائد: العدوان على ايران تطور خطير ..!
  • السيد القائد: غزة شهدت اشد الاسابيع اجراما ..
  • ايران : قائد الثورة يعين العميد محمد كرمي قائدا للقوات البرية للحرس الثوري
  • السيد الخامنئي: نحذر أمريكا من عواقب الانخراط في الحرب