عرفت الكونغو الديمقراطية، الثلاثاء مظاهرات عنيفة، أقدم خلالها متظاهرون غاضبون على مهاجمة سفارات عدة دول غربية وإفريقية بينها فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية، ورواندا و أوغندا.

واندلعت هذه المظاهرات الغاضبة، احتجاجا على سيطرة حركة "إم 23" على مدينة غوما الإستراتيجية شرق الكونغو الديمقراطية".



وتجمع المحتجون في نقاط مختلفة في كينشاسا للتنديد بحصار حركة "إم 23" لمدينة غوما، والدعم المزعوم الذي تقدمه رواندا للحركة.




وتتهم الكونغو الديمقراطية، رواندا، بدعم "حركة 23 مارس" (M23) ومحاولة احتلال أراضيها الغنية بالمعادن مثل الذهب وغيره.

وتصاعدت خلال الأيام الأخيرة حدة المعارك بين الجيش الكونغولي ومسلحي الحركة الذين تمكنوا من توسيع مناطق سيطرتهم في شمال كيفو، قبل أن تعلن الحركة اليوم الثلاثاء سيطرتها على كامل مدينة غوما الإستراتيجية بعد قتال عنيف.

استدعاء سفير رواندا

وكانت الكونغو الديمقراطية استدعت أمس دبلوماسييها في رواندا، إثر احتدام المعارك في الشرق الكونغولي بين الجيش ومتمردي حركة "أم23" التي تتهم رواندا بدعمها.

وتزامنت هذه الخطوة مع تصريح للمتحدث باسم الجيش الكونغولي سيلفان إيكينجي، قال فيه إن رواندا "مصممة على الاستيلاء على مدينة غوما"، وإن الجيش مصمم كذلك على "صد العدو".

وعلى إثر التطورات الميدانية المتلاحقة بالشرق الكونغولي، اندلعت مظاهرات غاضبة بعدة مدن في الكونغو الديمقراطية، أحرقوا خلالها مداخل سفارات دول غربية، ودول إفريقية يتهمونها بدعم المتمردين.

في غضون ذلك دعا الاتحاد الإفريقي إلى "وقف فوري" للمعارك بشرق الكونغو، وحض الطرفين المتقاتلين على "الالتزام الصارم بوقف إطلاق النار" الذي اتفقا عليه في وقت سابق.




ومن جانبه دعا الاتحاد الأوروبي حركة "أم23" إلى "وقف تقدمها والانسحاب فورا"، وذلك في بيان وقعته دول الأعضاء السبع والعشرون.

"تحديات لا يمكن تصورها"

وفي خضم هذا التصعيد واستمرار القتال العنيف في مدينة غوما الكونغولية ومحيطها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء وضع المدنيين المحاصرين وسط النيران المتبادلة، والذين قالت إنهم يواجهون "تحديات لا يمكن تصورها" مع فرار مئات الآلاف من العنف، بما في ذلك 700 ألف شخص كانوا يعيشون في مخيمات النازحين على مشارف المدينة.

وقال قال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يانس لاركيه، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن زملاءه في المدينة أبلغوا عن وجود "العديد من الجثث في الشوارع".

وقال لاركيه إن المستشفيات في غوما أصبحت مثقلة بتدفق الجرحى، كما تعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وانقطعت خدمة الإنترنت.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، شيلي ثاكرال، إن الأسر التي تفر من القتال "تواجه تحديات لا يمكن تصورها".

وأضافت: "كل خطوة من رحلتهم محفوفة بالمخاطر، الطرق مسدودة والموانئ مغلقة وأولئك الذين يعبرون بحيرة كيفو يخاطرون بحياتهم في قوارب مؤقتة، وقد تم إفراغ بعض مواقع النازحين داخليا حيث كان القتال أكثر عنفا".

من جهتها قالت الدكتورة أدلهيد مارشانج، منسقة الاستجابة الطارئة لأزمة جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى منظمة الصحة العالمية، إن مئات الأشخاص في المستشفيات حاليا، ومعظمهم مصابون بطلقات نارية وشظايا، مما يزيد خطر الإصابة بعدوى ثانوية بشكل كبير.

 ماهي حركة "أم23"؟

هي حركة مسلحة متمردة تنشط في المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية وبالأخص في مقاطعة كيفو التي تحد كل من أوغندا ورواندا.

تأسست هذه الحركة سنة 2012 على يد منشقين على الجيش الكونغولي، بحجة أن الحكومة المركزية في العاصمة كينشاسا لم تف بالتزاماتها معهم وفقا لاتفاقية سلام أبرمتها معهم عام 2009 وأنهوا بموجبها تمردهم وانضموا إلى القوات المسلحة للبلاد.

وتمكنت الحركة خلال السنوات الأخيرة من السيطرة على العديد من المناطق في الكونغو الديمقراطية، خصوصا في شرق البلاد الذي تنتج مناجمه كميات كبيرة من الذهب، بالإضافة إلى العديد من المعادن الأخرى.




وتقول الحركة، إنها تدافع عن مصالح التوتسي خاصة ضد مليشيات الهوتو العرقية مثل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي أسسها الهوتو الذين فروا من رواندا بعد مشاركتهم في حملة إبادة جماعية عام 1994 لأكثر من 800 ألف من التوتسي.

دعوة للتفاوض

ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية على العودة إلى التفاوض لإرساء السلام.

وخلال انعقاد جلسة مجلس الأمن، أدانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ما وصفته بدعم رواندا لتقدم المتمردين من حركة 23 مارس. وتنفي كيجالي منذ وقت طويل دعمها للحركة.

وقال المجلس في بيانه إنه "يندد بالتجاهل الصارخ المستمر لسيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية وسلامة أراضيها بما في ذلك الوجود غير القانوني لقوات خارجية في شرق البلاد".

وقال المجلس إنه "يشعر أعضاء مجلس الأمن بقلق بالغ إزاء استمرار حدوث أنشطة تشويش وتزييف على نظام تحديد المواقع العالمي (جي.بي.إس) لدعم عمليات حركة 23 مارس في منطقة نورث كيفو ما يمثل خطرا وشيكا على سلامة الطيران المدني ويؤثر سلبا على توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين من السكان".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الكونغو رواندا أفريقيا الاتحاد الافريقي الكونغو رواندا جوما المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة مدینة غوما

إقرأ أيضاً:

مصطفى شردي: تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل.. واستهداف منشآت نووية يهدد بتوسيع رقعة الحرب

أكد الإعلامي مصطفى شردي أن المواجهة بين إيران وإسرائيل دخلت مرحلة من التصعيد غير المسبوق، مع استمرار تبادل القصف بين الطرفين وتوسّع دائرة الأهداف المستهدفة.

وقال شردي، خلال تقديمه برنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة، إن إيران أعلنت، قبيل انطلاق الحلقة، عن تنفيذ هجوم صاروخي جديد على إسرائيل، يُعد الخامس عشر في سلسلة هجماتها الأخيرة، موضحا أن الهجوم الرابع عشر كان قد استهدف مستشفى داخل إسرائيل، ما أثار إدانات دولية واسعة.

وأضاف أن التقارير تشير إلى رصد صاروخ جديد في طريقه إلى إسرائيل، في وقت تشن فيه تل أبيب ضربات جوية وصاروخية مكثفة على مواقع داخل إيران، من بينها منشآت حيوية كمصانع لتصنيع الصواريخ الباليستية، ومرافق مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، مثل مصانع تخصيب اليورانيوم ومنشآت إنتاج الماء الثقيل.

وأشار شردي إلى أن الإعلام الإسرائيلي نشر مقاطع فيديو توثق استهداف منشأة لتصنيع الماء الثقيل، واصفًا ذلك بأنه تطور بالغ الخطورة، نظراً لما تمثله هذه المنشأة من أهمية في المشروع النووي الإيراني.

وتابع قائلا : الموقف الأمريكي يثير التساؤلات، إذ وصف تصريحات الإدارة الأمريكية بأنها "ناعمة" مقارنة بحجم التصعيد، مؤكدًا أن إسرائيل تمارس ضغوطًا على واشنطن من أجل التدخل العسكري المباشر.

البيت الأبيض : ترامب سيتخذ خلال أسبوعين قرارا بشأن مهاجمة إيرانخبير عسكري: ترامب خلق بيئة سياسية وإعلامية تهيئ لضرب إيرانخبير أمريكي: انقسام داخل الإدارة الأمريكية بشأن التدخل العسكري ضد إيرانجهود أوروبية للتهدئة بين إيران وإسرائيل.. مستشارة للاتحاد الأوروبي توضح

وقال شردي: "الرئيس الأمريكي يؤكد مرارًا أنه لا يرغب في الدخول في حرب، لكننا نلاحظ تصاعدًا إعلاميًا ملحوظًا قد يكون تمهيدًا لتحريك الرأي العام نحو قبول تدخل أمريكي محتمل في هذا الصراع الملتهب."

طباعة شارك مصطفي شردي إيران إسرائيل أمريكا

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي الذي يستبيح المستشفيات ويختبئ خلفها
  • جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا توقعان مسودة اتفاق سلام
  • مصطفى شردي: تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل.. واستهداف منشآت نووية يهدد بتوسيع رقعة الحرب
  • برعاية أميركية.. توقيع مسودة اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية
  • الإبادة في غزة مستمرة.. مجازر جديدة واستهداف متعمد لطالبي المساعدات
  • قرار عاجل من فيفا يحسم مصير الكونغو في مجموعة المغرب
  • بعد مالي وإثيوبيا.. رواندا تستعين بالمغرب في المجال العسكري
  • ضرب منشآت وإخلاء سفارات ورفع سقف التهديد في الحرب بين إيران والاحتلال
  • المغرب يعين ملحقين عسكريين في سفارات استراتيجية
  • الجيش السوداني: كادوقلي تصد هجوم متمردي الحركة الشعبية