شيخ العربية الذي حذر من تغييب الفصحى وسجن لمعارضته إعدام سيد قطب
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
ويعرف شاكر بأنه شيخ العربية وحامل لوائها، والخبير بعلوم العرب ومعارفهم، وأحد الكبار في ميدان تحقيق التراث، خاض حياته في معارك فكرية دافع فيها عن اللغة العربية وشعرائها، ودفع ثمن بعض مواقفه أعواما من عمره قضاها خلف قضبان السجن.
ومن المفارقات أن شاكر -الذي ولد لأسرة أزهرية تعود جذورها لصعيد مصر- بدأ حياته مهتما باللغة الإنجليزية ورسب في مادة اللغة العربية في الصف الرابع الابتدائي، إلّا أنه تحوّل إلى العربية بعد ذلك وبات من أبرز روادها.
وحول هذا التحول، يقول أستاذ الأدب العربي في كلية الآداب بجامعة القاهرة، فهر محمود شاكر إن الراحل -كما روى عن نفسه- كان مولعا بالإنجليزية وبعلم الرياضيات القديم، وعندما رسب في الرابعة ابتدائي أعطاه الأستاذ أبو الفضل هارون نسخة من ديوان الشاعر أبو الطيب المتنبي بشرح اليازجي ليقرأ بعض الأبيات حتى يدخل الامتحان في اللغة العربية، فحفظ الديوان.
وظل شاكر حتى نهاية فترة التعليم الثانوي مهتما بالرياضيات والإنجليزية، ولكن اهتمامه زاد باللغة العربية. ومن المفارقات -كما يواصل أستاذ الأدب العربي- أنه عندما أراد أن يدخل الجامعة المصرية كان يريد أن يدرس علم الفلك، ولأن هذا العلم لم يكن متوفرا سأل أستاذه الأديب طه حسين إذا كان بإمكانه الدخول إلى كلية الآداب قسم اللغة العربية.
إعلانورفض رئيس الجامعة الطلب، لأن القانون لا يسمح لطالب العلوم الرياضية أن يدخل إلى كلية الآداب، وأصر طه حسين على دخول تلميذه، وإلّا فإنه سيقدم استقالته.
وعن علاقة شاكر بطه حسين، يقول أستاذ الأدب العربي -وهو نجل العلامة الراحل- إن العلاقة بينهما بدأت عندما كان الأديب المصري يتردد على منزل الشيخ محمد شاكر (والد العلامة الراحل)، وبالتالي فقد تعارفا قبل الجامعة.
ويصف أستاذ النحو والعروض في كلية دار العلوم في القاهرة، محمد جمال صقر العلامة الراحل بأنه كان شاعرا وفنانا، وكان الشعر متغلغلا بداخله، في حركته وإحساسه ورد فعله، وكان يحقق الكتب تحقيقا شاعريا.
وبرع العلامة الراحل أيضا في تحقيق كتب التراث، ويقول صقر إنه كان يعيد قراءة الكتب ليقدمها للناس، وكان يحتكم في ذلك إلى تذوقه.
مرحلة السجن
وحسب فهر شاكر، فقد دخل والده السجن مرتين في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الأولى عام 1959، والثانية في عام 1965، وكانت على خلفية دخوله في خلاف طويل مع لويس عوض، وكان مستشارا ثقافيا لجريدة الأهرام، ومحمد حسنين هيكل الذي كان رئيس تحرير الأهرام وصوت الدولة في تلك الفترة.
وبعدها بدأ الخلاف حول قضية جماعة الإخوان المسلمين والاعتقالات التي حدثت في عهد عبد الناصر، حيث كان العلامة الراحل يرى أن هذه الاعتقالات لم تؤد إلى شيء، كما عارض حينها قرار إعدام سيد قطب.
وعن شخصية شاكر، يقول الداعية الإسلامي محمد العوضي إنه كان واضحا، وينشد هذا الوضوح في الكتابة ويعيب على الذين يتقصدون الغموض في الأسلوب، وأشار إلى ذلك في عدة كتب منها كتابه "أباطيل وأسمار". وكما كان واضحا في الكتابة، كان واضحا في المواقف، فلم يكن يحب المجاملة.
وخاض العلامة الراحل عدة معارك فكرية وأدبية، منها معركته مع دعاة اعتماد العامية وإحلالها محل العربية الفصحى، ويلفت جمال صقر أن الراحل كان يخشى ويحذر من تغييب الفصحى من الساحة، وهو ما يحدث الآن.
إعلانكما كان للراحل موقف حاد من الاستشراق، ويقول العوضي إنه كان يرى أن الاستشراق هو لافتة ثقافية للاستعمار وأيديولوجية كامنة.
29/1/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العلامة الراحل اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
العلامة مفتاح يتفقد سير العمل في مشروع صيانة شارع المقالح بمديرية السبعين
الثورة نت /..
تفقد القائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، ومعه أمين العاصمة الدكتور حمود عباد اليوم، سير العمل بمشروع صيانة وإعادة تأهيل شارع المقالح في مديرية السبعين بتكلفة 140 مليون ريال، بتمويل محلي.
واطلعا، ومعهما وكيل الأمانة لقطاع الأشغال والمشاريع المهندس عبدالكريم الحوثي، على تنفيذ الترميمات الاسفلتية بمساحة ألف و680 متر مربع بالمقاطع المتهالكة في شارع المقالح، والتي تنفذها الوحدة التنفيذية لصيانة وتطوير الطرق والأماكن العامة بالأمانة.
وأشار القائم بأعمال رئيس الوزراء في تصريح إعلامي إلى أهمية إعادة تأهيل شارع المقالح كاملا والذي بدأ عمليا بسفلتة الجزء الغربي وما حوله، باعتباره من الشوارع الحيوية على مستوى أمانة العاصمة.. آملا أن يتم إنجاز الأعمال في هذا الشارع وشارع سقطرى وبقية الشوارع المحيطة وكذا شارع خولان لتسهم في تسهيل تنقل المواطنين وإضفاء المظهر الحضاري على العاصمة.
وأكد أن نسبة الإنجاز في مشروع الخط الناقل للصرف الصحي في هذه المنطقة بلغت 80 بالمائة.. لافتاً إلى أنه وبمجرد الانتهاء من الخط الناقل ستبدأ عملية تنفيذ إمدادات الشبكة الداخلية للأحياء المستفيدة من المشروع.
وأشاد العلامة مفتاح بالجهود المبذولة من قبل قيادة أمانة العاصمة ووحدات العمل الميداني بالأمانة في تنفيذ هذه المشاريع.. حاثا على رفع كافة المخلفات الترابية من المنطقة الحيوية الرابطة بين شارع تعز وغرب شوارع المقالح وبينون و22 مايو وبيحان.
فيما أكد أمين العاصمة أن المشروع يأتي ضمن حزمة من المشروعات التي تنفذها الأمانة في مجال الطرق ومنها صيانة وترميم شارعي خولان وسقطرى وتنفيذ جسور خرسانية سطحية، بما يسهم في تحسين الشوارع العامة.
ووجه قطاع الأشغال والوحدة التنفيذية بتكثيف الجهود ورفع وتيرة العمل لإنجاز هذه المشاريع وفقاً للمواصفات الفنية والجودة المطلوبة، وبما يسهم في تسهيل حركة السير وخدمة المواطنين.
رافقهم مديرا مشاريع المبادرات المجتمعية بأمانة العاصمة المهندس أحمد المشرقي، والرقابة الفنية المهندس موسى المنصوري ونائب مدير الوحدة التنفيذية المهندس علي محرقة.