أثار تصاعد التوترات والأعمال القتالية في جبهات محافظة مأرب الغنية بالنفط (شمال شرق) من جديد، علامات استفهام عدة وسط مؤشرات على احتمالية عودة الحرب بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثيين.

التحركات والأنشطة العسكرية الأخيرة لجماعة "أنصار الله" الحوثيين في جبهات عدة وخصوصا جبهات مأرب، تشير إلى ترتيبات لبدء معركة عسكرية  ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، واحتمالات سيناريو الحرب أقوى من سيناريو السلام.



وكان الجيش اليمني قد أعلن قبل نحو أسبوع، عن مقتل وإصابة عدد من جنوده في هجمات نفذها الحوثيون على مواقع تابعة له في الضواحي الشمالية والجنوبية من مدينة مأرب، (المركز الإداري للمحافظة الغنية بالنفط ذات الاسم).

حرب ضروس مرتقبة
وفي السياق، توقع رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" (محلية)، سيف الحاضري "اندلاع حرب ضروس بين القوات الحكومية والحوثيين في جبهات مأرب، وربما تمتد إلى جبهات أخرى".

وقال الحاضري في حديث خاص لـ"عربي21" إن عودة الهجمات في جبهات مأرب ومحيطها بعد توقف حرب غزة، فميليشيات الحوثي ومن خلفها إيران تدرك أن اليمن هو مركز التواجد الرئيسي لها، وتسعى جاهدة إلى تحقيق أي انتصارات يمكن أن تعوض خسائرها في لبنان وسوريا.

وأشار رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم اليمنية : "نحن نترقب في مأرب معركة حاسمة أعد لها الحوثي"، مؤكدا أن "الاستعدادات من جانب قوات الجيش جارية وجاهزة لهذه المعركة القادمة".

وبحسب الحاضري فإن نوايا الحوثي واضحة جدا، وأنه "اتخذ قرار الحرب نتيجة للمخاوف التي أصيبت بها جراء هزيمة المشروع الإيراني في المنطقة".

وقال إن الهروب إلى الأمام من قبل الحوثيين أمر وارد"، موضحا أن المعركة القادمة لن تقتصر على مأرب فقط، بل ستشتعل في جبهات مختلفة.

وأضاف "الحوثيون يسعون إلى تحقيق أي اختراق سواء في مأرب أو في تعز أو الساحل الغربي ( جنوب غرب)"، مشددا على أن هذه المحاور ستكون ساحة لحرب ضروس وجولة حاسمة.

وارتفعت وتيرة الأعمال القتالية مؤخرا، في جبهات مختلفة بالبلاد بين مسلحي جماعة الحوثي وقوات الجيش اليمني التابعة للحكومة المعترف بها دوليا، وسط مخاوف من عودة الحرب في ظل تعثر عملية السلام برعاية الأمم المتحدة.



وفي وقت سابق من الشهر الجاري، حذرت جماعة الحوثي السعودية من مغبة تصعيد الجبهة داخل اليمن بعد هدوء دام نحو عامين.

وقال عضو ما يعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين، محمد علي الحوثي، في تصريحات أدلى بها في وقت سابق، إن "الصواريخ الباليستية اليمنية التي طالت أهدافاً حساسة في عمق الكيان الإسرائيلي قادرة على استهداف أرامكو مجددا. وكما فشلت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية في اعتراضها في أجواء يافا (تل أبيب)، لن تستطيع منعها من تحقيق أهدافها في عمق السعودية"، وفق الصحيفة اللبنانية.

وأضاف مخاطبا السعودية: "أي معركة مع شعبنا سنصفر اقتصادكم مثل ما اعتديتم على بلدنا وحاصرتموه وأوقفتم المرتبات"، على حد قوله

ومنذ مدة، تتكثّف مساع إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، آخرها جولة للمبعوث الأممي هانس غروندبرغ في كانون الثاني/ يناير الجاري، شملت العواصم صنعاء ومسقط وطهران والرياض.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مأرب الحوثيين اليمنية اليمن معارك الحوثي مأرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی جبهات

إقرأ أيضاً:

طهران تستعيد نبضها الهادئ بعد صخب الحرب

طهران- في صباح اليوم التالي لإعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بدأت العاصمة طهران -وهي المدينة الأكثر كثافة وحساسية في البلاد- تستعيد إيقاعها الطبيعي تدريجيا، بعد 12 يوما من الترقب والقلق والتأهب.

لم تصمت المدينة خلال أيام التصعيد بالكامل، لكن الحركة كانت قد خفّت في الشوارع، وأُغلقت الدوائر واعتُمد العمل عن بعد، وتغيّرت تفاصيل يوميات الناس الذين تعاملوا مع القصف بحذر وواقعية.

أما الآن، فعادت الحياة لتتقدم خطوة بخطوة في المؤسسات العامة والأسواق والمراكز الثقافية، في وتيرة متدرجة -لكنها واضحة- تعبّر عن رغبة شعبية في طي صفحة المواجهة، ولو مؤقتا، والانصراف إلى تفاصيل أكثر ارتباطا بالمعيشة اليومية.

عودة النبض

في شارع "انقلاب" المعروف بمكتباته ودور النشر، استعادت الأرصفة زوارها المعتادين من الطلاب والباحثين والقرّاء، وفتحت مكتبات مثل "نشر ثالث" و"نشر ني" أبوابها صباحا، وعاد باعة الكتب المستقلون إلى أماكنهم على الأرصفة.

يقول مهدي -وهو بائع كتب منذ أكثر من 20 عاما- إن "الناس بدؤوا يعودون ويسألون عن كتب جديدة، ربما لأنهم يريدون ما يُبعدهم عن نشرات الأخبار".

وبالقرب من هناك، وتحديدا في شارع "نوفل لوشاتو"، استأنفت بعض المسارح تدريباتها، ورغم أن الحركة لا تزال خفيفة، فإن العاملين في المجال الثقافي يرون في ذلك مؤشرا على عودة نوع من الحياة المدنية إلى الواجهة، بعد أن خيمت الأجواء الأمنية لأيام طويلة.

مكتبة في شمال طهران تضيء أنوارها بعد توقف صوت الحرب (الجزيرة) عودة تدريجية

في مبنى الأحوال المدنية وسط طهران، اصطف المواطنون لإنهاء معاملاتهم الإدارية. ولم تعد الزحمة لتصبح معتادة بعد، لكن الحركة تشير إلى ازدياد ملحوظ في عدد المراجعين.

تقول نيلوفر عباسي -وهي موظفة في القسم الخاص بتسجيل الولادات- "لم نتوقف أيام الحرب، لكن عدد الناس كان قليلا، اليوم نلاحظ أن الناس عادت لأعمالها المعتادة، وكأنهم بحاجة إلى استعادة الإيقاع العادي، حتى لو لم ينته التوتر بالكامل".

إعلان

وفي أحد البنوك الحكومية في ساحة فردوسي، عاد الازدحام تدريجيا. يقول أحد المراجعين ساخرا: "اشتقنا لزحمة طهران، كنت أقطع الطريق من شرق المدينة إلى غربها في نصف ساعة، الآن عدنا إلى الساعتين، لكن لا بأس، الزحام علامة صحة في هذه المدينة".

الزحمة عادت لشارع ولي عصر، حيث عُلقت بيارق سوداء استعدادا لاستقبال شهر محرم (الجزيرة) هدوء وتنفس

رغم أن العام الدراسي انتهى منذ أسابيع، فإن أثر الحرب لم يكن بعيدا عن الأطفال، ففي مركز ثقافي في ضاحية "سعادت آباد"، تنظم مجموعة من المتطوعين ورشا فنية للأطفال.

تقول سارة قاسمي، وهي مسؤولة في المركز: "لم نناقش الحرب مع الأطفال مباشرة، لكن كنا نلاحظ أثرها في رسوماتهم وسلوكهم، بعضهم رسم صواريخ، وبعضهم رسم بيوتا مهدمة، الآن بدؤوا يرسمون طيورا وأشجارا، وهذه إشارات صغيرة، لكنها مهمة".

وفي شمال المدينة، تحديدا في منطقة "تجريش"، عاد السكان لزيارة السوق الشعبي، بينما بدت المقاهي في "سعادت آباد" و"فرشته" أكثر ازدحاما من الأيام الماضية. وتقول ليلى (30 عاما)، وهي مهندسة معمارية، إنها جاءت اليوم إلى المقهى مع صديقاتها "للتنفّس، لا أكثر".

وتضيف -في حديثها للجزيرة نت- أنه "خلال الأيام الماضية، كنا نتابع الأخبار طوال الوقت، الآن نحتاج لما يشبه الاستراحة، لا أحد يثق بأن الهدنة دائمة، لكن لا أحد يريد أن يبقى في جو الحرب".

وإذا كانت الحرب قد تركت آثارها النفسية على سكان المدينة، فإن طهران -كما يبدو- اختارت أن تردّ عليها بهدوء، بالعودة إلى العمل، وإلى المقاهي والكتب، وإلى مكاتب الدولة، والأسواق والازدحام وسائر أمور الحياة.

عودة مع قلق

عند ساحة "آزادي"، شوهدت، صباح الأربعاء، عشرات العائلات التي عادت إلى طهران من مدن في الشمال والشرق الإيراني، التي كانت أقل تعرضا للقصف وأصبحت ملجأ مؤقتا خلال فترة التصعيد، بعضهم وصل بسيارات خاصة، وآخرون عبر الحافلات.

يقول السيد رضا (50 عاما)، وهو موظف حكومي عاد إلى منزله في "يافت آباد" برفقة أسرته، "غادرنا لأجل الأولاد، اليوم عدنا، ليس لأن كل شيء انتهى، بل لأنه لا أحد يمكنه أن يبقى بعيدا عن بيته طويلا، البيوت ليست مجرد مأوى، إنها ما يذكّرنا بأن الحرب مؤقتة".

متجر لبيع الورد عاد ليفتح أبوابه (الجزيرة)

 

ورغم ارتياح الناس النسبي لوقف إطلاق النار، فإن القلق لا يزال حاضرا، فقد عبّر مواطنون كُثر عن خشيتهم من تجدّد المواجهة في حال لم تُترجم الهدنة إلى اتفاق أوسع.

تقول الطالبة الجامعية نازنين، التي تستعد للسفر هذا الصيف، "أنا متفائلة، لكن حذرة، ما حدث هذا الشهر مختلف عن كل ما سبق، لذلك الناس يشعرون أن ما بعده لن يكون كما قبله".

أما سائق سيارة الأجرة محسن، فيرى أن "الناس يريدون فقط أن يعملوا، ويعيشوا حياتهم، ويبتعدوا عن التوتر"، مضيفا أن "السياسة ليست بأيدينا، لكن الروتين، والعمل، والأسواق، والدراسة، هي ما تجعلنا نستمر".

مقالات مشابهة

  • طهران تستعيد نبضها الهادئ بعد صخب الحرب
  • الذهب يستقر والدولار يكافح مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط
  • مليشيا الحوثي تدفع بتعزيزات عسكرية إلى أطراف مأرب وسط تحركات تنذر بجولة حرب جديدة
  • أنا كمال.. أنا قادم! أزمة المؤتمر تتصاعد في حزب الشعب الجمهوري
  • نيويورك تايمز: ازدهار المقاهي اليمنية في أمريكا لكن الحرب في اليمن أثرت على عملها؟ (ترجمة خاصة)
  • توكل كرمان: إيران خرجت منتصرة في الحرب مع إسرائيل كما خرج الحوثي منتصراً في الحرب مع أمريكا
  • الحوثيون: عملياتنا العسكرية ضد إسرائيل مستمرة رغم وقف الحرب مع إيران
  • انتحار موظف وعامل في عدن ومأرب
  • هل تؤثر التوترات الإقليمية على حركة السياحة؟.. خبير يوضح
  • تحليل عبري: الحوثي كورقة أخيرة بيد إيران.. هل ستحاول الأولى العودة إلى الحرب في ظل الضربات الإسرائيلية؟