السلطات الليبية تفرض حظراً على فناني الراب
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
طرابلس
أصدرت السلطات الليبية قراراً جديداً يمنع فناني الراب من إنتاج أو بث أغانٍ، إلا بشرط عدم مخالفة الآداب العامة وخدش الحياء العام وانتهاك قيم وأخلاق المجتمع الليبي.
وقالت وزارة الداخلية التابعة للحكومة المكلفة من البرلمان في بيان إن القرار جاء بعدما شهدت الفترة الأخيرة انتشاراً لأغاني الراب، يحتوي بعضها على كلمات نابية تنتهك القيم المجتمعية أو تشجع على استغلال القاصرين أو التحريض المباشر للأشخاص على ارتكاب جنحة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وتحريض الفئات العمرية دون سن الـ18 على الدعارة ومساعدتهم على الانتحار أو التمرد على الأسرة والمجتمع.
وأوضحت أن القرار جاء تطبيقًا للقانون الليبي، الذي ينص في عدد من نصوصه التشريعية على المحافظة على الآداب العامة، وكذلك للإعلان الدستوري الذي يلزم الدولة باحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، على ألا يخل ذلك بالآداب العامة ولا يتعارض مع الدين الإسلامي.
وانطلاقًا من ذلك، أكدت الوزارة أنه لا يجوز تقديم العروض المسرحية أو التمثيلية أو الموسيقية أو الراقصة أو الغنائية في أي مكان أو عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي إلا بعد الحصول على الموافقة من الأجهزة المختصة.
يذكر أن الداخلية في ليبيا أعلنت في نوفمبر الماضي (2023) عودة “شرطة الآداب” إلى الشوارع بعد انتشار الظواهر المنافية لقيم المجتمع، ما أثار حينها موجة انتقادات. كما منع جهاز الحرس البلدي بمدينة بنغازي في ديسمبر الماضي الاحتفال برأس السنة الميلادية وأعياد الكريسماس.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: داخلية راب ليبيا
إقرأ أيضاً:
بذرة فنان
حينما يحاول الإنسان التعبير عن شعور أو إحساس أو موقف، فإنه قد يلجأ إلى المنطق والبيان في التعبير عن ذلك مستخدما اللغة المنطوقة أو المكتوبة أو الفعل أو حتى الإشارة، فإذا كان الشعور فياضا والإحساس مرهفا والموقف يحمل رؤية معينة يكون الحماس لها قويا؛ فليس أمام المرء سوى أن يختار لونا من الآداب أو الفنون يعبر من خلاله عن شعوره أو إحساسه أو موقفه.
ومع اختلاف الثقافات والحضارات عرفت الأمم المختلفة ألوانا عديدة من الآداب والفنون، وكان من الطبيعي أن تزدهر بعض هذه الآداب والفنون في كل أمة، بينما لا يزدهر بعضها في أمم أخرى؛ فالحضارة الأوروبية ـ على سبيل المثال ـ عدّت اللوحة والتمثال والعمارة ومختلف الفنون التشكيلية فنها الراقي، بينما الحضارة اليابانية وجدت فنها الراقي في تصميم الحدائق.
وقد تطورت الفنون والآداب المختلفة بتطور الحياة الإنسانية ذاتها، كما أن هذا التطور أدى إلى ظهور فنون جديدة لم تكن معروفة من قبل؛ ففن النحت الذي عرفه الإنسان البدائي تطور كثيرا إلى أن صار على ما هو اليوم كفن له أصوله ومدارسه الفنية المختلفة، وفنون المسرح التي عرفها الإنسان في العصر اليوناني القديم، بعد إرهاصات سابقة لهذا العصر، تطورت كثيرا وأفادت من مستحدثات التكنولوجيا والفكر الإنساني إلى أن وصلت هذه الفنون إلى ما هي عليه اليوم. وفي الوقت ذاته فإن التطور التكنولوجي والفكري للإنسان أدى إلى ظهور فنون جديدة في العصر الحديث لم تكن معروفة من قبل؛ مثل فنون الراديو والسينما والتليفزيون، وقد تبلورت هذه الفنون بعد تطورها المستمر إلى أن أصبحت فنونا مستقلة قائمة بذاتها.
إن تطور الفنون المختلفة وارتباط ذلك بتطور الإنسان ذاته يؤكد، بوضوح، ارتباط الفنون المختلفة بحياة الإنسان وبمفردات هذه الحياة، ومن ثَّم بالمجتمع الإنساني وبالبيئة الحضارية بوجه عام. وبالتالي فإن الفنان يرتبط بمجتمع ما وببيئة حضارية معينة بصورة أو بأخرى، وهذا الارتباط يمثل علاقة الفنان بمجاله في الحياة والتجارب التي يتولد عنها الشعور والإحساس والموقف الذي يعبر عنه بفنه؛ إذ لا يمكن أن ينفصل العمل الفني عن مجاله وإلا أصبح بلا معنى.
وفي النهاية، فبذرة الفنان لا يمكن أن تنفصل عن مجتمعه بقيمه وعاداته وتقاليده؛ إذ يُعد، هو في حد ذاته، نتاجا لهذه القيم والعادات والتقاليد ومتأثرا بها بصورة أو بأخرى، كما أن العمل الفني قد يعكس صورا من حياة الفنان، ولكن هذا لا يعني أنه تعبير عن حياته؛ لأن شخصيته وتجاربه في الحياة ليست هي التي تحدد العمل الفني وتعطيه كيانه، وإنما الذي يحدد ذلك العمل هو عقله وتجاربه الفنية، وعلى قدر نضوج هذا العقل وتمكّن الفنان من فنه تكون قيمة العمل الفني.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة
[email protected]