شاهد إثبات لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
حلت أمس الجمعة الذكرى المئوية لصدور قصة "شاهد إثبات" لأغاثا كريستي، التي تعد حبكة مشوقة لساردة بارعة لم تكتفِ بإعادة تشكيل الرواية البوليسية، بل رفعتها إلى مستوى عالمي لم يسبق له مثيل.
كريستي، التي وُلدت عام 1890 في جنوب إنجلترا، لم تكن مجرد كاتبة غزيرة الإنتاج، بل كانت أيضا مبتكرة في بناء الحبكات وتحريك الشخصيات داخل دوائر من الألغاز المترابطة.
تعتبر "شاهد إثبات" (Witness for the Prosecution) واحدة من أكثر القصص إتقانا وإثارة في مسيرة أغاثا كريستي، إذ تجمع بين التشويق القانوني والالتواءات الدرامية التي تضع القارئ والمشاهد في حيرة مستمرة حتى اللحظة الأخيرة. وما يميز هذه القصة ليس فقط الغموض المحيط بجريمة القتل، بل الطريقة التي تلعب بها كريستي على أوتار الإدراك البشري، حيث يتبدل مسار الحقيقة بلمحة عين، ويتحول البريء إلى مدان، والمجرم إلى ضحية، مما يجعلها واحدة من أعظم القصص التي تناولت المحاكمات القضائية في الأدب.
إعلانعندما نُشرت لأول مرة عام 1925 تحت عنوان "أيادٍ خائنة" (Traitor Hands)، لم تكن سوى قصة قصيرة ضمن مجموعة أعمالها الأولى، لكن سرعان ما أدرك النقاد والقراء أن هذه القصة تحتوي على مقومات درامية استثنائية، وهو ما دفع كريستي لاحقا إلى إعادة تقديمها في شكل مسرحية عام 1953، ثم اقتُبست إلى السينما بعد 4 سنوات في فيلم أخرجه بيلي وايلدر، ليصبح من أبرز الأفلام الكلاسيكية في تاريخ هوليود.
حبكة مستوحاة من عبقرية الخداعتكمن عبقرية "شاهد إثبات" في بساطة الفرضية وتعقيد التفاصيل، إذ تدور القصة حول شاب يُدعى ليونارد فاول يُحاكم بتهمة قتل أرملة ثرية، في حين تعتمد براءته بالكامل على شهادة زوجته كريستين، التي من المفترض أن تكون أكبر داعم له، لكنها تتحول إلى أخطر شاهد ضده. وبينما يعتقد الجميع أن الأدلة قاطعة، فإن كريستي، بأسلوبها البارع، تفاجئ القارئ والمنصة القانونية بمفاجآت غير متوقعة، تقلب موازين القضية رأسا على عقب.
هذه القصة لا تُعد مجرد عمل بوليسي، بل هي دراسة عميقة للطبيعة الإنسانية: كيف يمكن للخداع أن يكون وسيلة نجاة؟ وكيف تؤثر العواطف في الحكم على الحقيقة؟ تجسّد القصة صراعا خفيا بين الحب والواجب، بين الولاء والخيانة، وبين القانون والعدالة، لتضع القارئ أمام تساؤل وجودي: هل يمكن للعدالة أن تتحقق فعلا، أم أنها مجرد وهم يعتمد على براعة من يحكي القصة؟
مع نجاح القصة في صورة العمل المسرحي، كان من الطبيعي أن تنتقل إلى الشاشة الفضية، إذ قام المخرج الكبير بيلي وايلدر في عام 1957 بتحويلها إلى تحفة سينمائية، شارك في بطولتها تايرون باور، وتشارلز لوتون، ومارلينه ديتريش. لم يكن الفيلم مجرد اقتباس للقصة الأصلية، بل كان إعادة إبداع لها، إذ أضفى وايلدر لمسات من الإثارة والدراما جعلت المشاهدين يعيشون أجواء المحاكمة بكل توترها وتعقيداتها.
إعلانورغم مرور عقود على صدوره، فلا يزال الفيلم يحتفظ بمكانته بوصفه أحد أعظم الأفلام القانونية في تاريخ السينما، إذ يتقاطع فيه الأداء المذهل للممثلين مع الحوار الذكي والسيناريو المشدود، ليُقدَّم نموذجا نادرا للدراما القانونية التي تجمع بين التشويق النفسي والسرد السينمائي الرفيع.
مسرحية لندنيةوما زال عرض مسرحية "شاهد إثبات" من إنتاج لويد مستمرا منذ 8 سنوات في لندن. ولكن بدلا من عرضها في المسرح، يجري تقديمها في قاعة مقاطعة لندن، وهي مبنى حكومي سابق يسمح للجمهور بالجلوس كما لو كانوا في قاعة محكمة.
وقالت لويد "لا يوجد شيء مخيف في الأمر من وجهة نظر الجمهور. كل ما في الأمر أنكم تخوضون التجربة في وضع مختلف".
وأعدت كريستي -كاتبة الروايات البوليسية الأكثر مبيعا في العالم، إذ بيع ما يقدر بنحو ملياري نسخة من رواياتها مترجمة إلى 44 لغة- بنفسها النص لتحويله إلى عمل مسرحي قُدم أول عروضه عام 1953. وبعد بضع سنوات في 1957، تم تحويل النص إلى فيلم من إخراج بيلي وايلدر وبطولة مارلينه ديتريش وتشارلز لوتون وتايرون باور. وحولتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى مسلسل تلفزيوني عام 2016.
وقالت لويد في حديثها عن جاذبية الرواية الدائمة إنها تتطرق إلى بعض الموضوعات الخالدة عن "إصدار البشر أحكاما بعضهم على بعض".
وتوفيت كريستي عام 1976، لكن أعمالها لا تزال حاضرة بقوة.
من المقرر عرض مسرحية "شاهد إثبات" على خشبة المسرح حتى 28 سبتمبر/أيلول 2025.
وزارت أغاثا كريستي كثيرا من المناطق في العالم، مما أثرى تجربتها الروائية، من مصر إلى العراق إلى سوريا والأردن وفلسطين وإيران، وكل هذه الأماكن نجد لها صدى في رواياتها، إذ تحدثت عن مدينة البتراء والمسجد الأقصى وقبة الصخرة وذكرت مدينة بيت لحم ومنطقة الجزيرة السورية وتحدثت عن نهر النيل ومعابد الأقصر وأدمجت حضارة الفراعنة في بعض أعمالها.
إعلانكما زارت بغداد ومدينة أور الأثرية عاصمة الدولة السومرية، واشتهر بيت شعبي لها في العاصمة العراقية كانت تهوى المكوث فيه، وفيه كتبت بعض نصوصها، وصنفته وزارة الثقافة العراقية ضمن البيوت التراثية التي يمنع هدمها أو التعديل عليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات شاهد إثبات
إقرأ أيضاً:
القصة كاملة لـ «قتل» تاجر الذهب أحمد المسلماني في البحيرة.. «فيديو»
أحمد المسلماني.. أثارت جريمة قتل تاجر الذهب أحمد المسلماني في البحيرة غضب المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، حيث قٌتل على يد شخصين في حادث اعتداء عنيف.
ما قصة قتل تاجر الذهب أحمد المسلماني في البحيرة؟تعرض تاجر الذهب، أحمد المسلماني، قبل أيام، لـ حادث اعتداء عنيف في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، حيث وقعت الجريمة عندما استدرجه شخصان، أحدهما كان يعمل لديه سابقًا بحجة تصفية خلافات مالية.
وبمجرد وصول تاجر الذهب أحمد المسلماني، انهالا عليه بعدة طعنات باستخدام أسلحة بيضاء، وتسبب ذلك في إصابته بجروح غائرة في الصدر والرقبة والرأس، وهتك في شرايين القلب ونزيف داخلي حاد.
وتم نقل تاجر الذهب أحمد المسلماني في حالة حرجة إلى أحد المستشفيات الكبرى بالإسكندرية، حيث خضع لعدة عمليات دقيقة لمحاولة إنقاذه، لكن حالته الصحية تدهورت، وتم إعلان عن وفاته صباح اليوم الخميس 12 يونيو 2025.
ونجحت الأجهزة الأمنية في ضبط الجناة خلال ساعات من ارتكاب الجريمة، وبعد التحقيقات الأولية، اعترف المتهمان بالتخطيط المسبق للحادث بدافع الانتقام.
وتباشر النيابة العامة التحقيق، ووجهت إلى المتهمين تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وقررت حبسهم على ذمة القضية، وأمرت بتشريح الجثمان لمعرفة أسباب الوفاة.
وأوضح التقرير الطبي أن المجني عليه أحمد محمود المسلماني، يعاني من جرح قطعي كامل في الذراع الأيسر، يشمل قطع في الأوتار والأوردة مع اشتباه في قطع الشريان، وجرح قطعي في الرأس بطول 15 سم وجرح في الأنف وآخر في الرقبة من الخلف بطول 7 سم.
فيديو قتل تاجر الذهب أحمد المسلماني في البحيرةوانتشر فيديو قتل تاجر الذهب أحمد المسلماني في البحيرة عبر مواقع السوشيال ميديا، وظهر من خلاله تعتدي المجرمين عليه بالضرب والطعن بالأسلحة البيضاء، قاصدين قتله، وتوفي أحمد المسلماني، تاجر الذهب، داخل أحد المستشفيات الخاصة في محافظة الإسكندرية، متأثراً بإصابته.
وانتقلت الأجهزة الأمنية لموقع البلاغ، وبالفحص تبين إصابة أحمد المسلماني، أحد تجار الذهب بمحافظتي البحيرة والإسكندرية، على يد فارس.ع.م، وشخص آخر، وحرر محضر بالواقعة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن البحيرة، من إلقاء القبض على المتهمين، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، وحرر محضر بالواقعة، وتولت جهات التحقيق التي باشرت التحقيقات في الحادث.
أنكر المتهم «سيف الدين.أ» (19 عامًا) أمام النيابة العامة، الشروع في قتل المجني عليهما أحمد المسلماني وصديقه أحمد الديباني، مؤكدًا أنه لم يشارك في الاعتداء ولم يكن بحوزته أي سلاح أبيض، وأنه كان متجهًا للقاء صديقه المتهم الأول «فارس» في شارع السوق بمدينة رشيد لحظة وقوع المشاجرة.
وقال المتهم إن المجني عليه أحمد المسلماني نزل من سيارته وبدأ في توجيه السباب إلى المتهم الأول، وتطور الأمر إلى اشتباك بالأيدي، قبل أن يتدخل شخص ثالث - حسب رواية المتهم - ويضرب المجني عليه بجسم غير معلوم، ما أدى إلى إصابته في يده.
وأضاف المتهم أنه حاول فض الاشتباك ودفع الطرفين للابتعاد، ثم غادر المكان مسرعًا، وسلّم نفسه لاحقًا لمركز الشرطة بعد استشارة محاميه.
وفي مواجهته باتهامات النيابة بحيازة سلاح أبيض (مطواة) والشروع في القتل، أنكر سيف الدين التهم المنسوبة إليه، مجيبًا مرارًا: «محصلش»، مشيرًا إلى أنه لا توجد خلافات سابقة تجمعه بالمجني عليه.
وجاء في أقواله أمام النيابة: «كنت رايح أقابل فارس، وقال لي استناني عند محل العابد في شارع السوق، لقيت عربية ماشية وفارس جيه في وشها، وبدأ الكلام بينهم، بعدها نزل أحمد المسلماني من العربية وشتَم فارس وقاله “مش هسيبك”، ومسكوا في بعض. نزل كمان واحد من العربية وبدأ يشد في فارس. أنا رحت أحوشهم، وفارس ضرب المسلماني بحاجة في إيده. معرفش إيه هي، بس شُفت إيده الشمال كلها دم، وبعد كده ركبوا العربية ومشيوا، وفارس جري، وأنا جريت كمان».
اقرأ أيضاًأشجان تساعد الكف في الحصول على الذهب.. ملخص الحلقة الـ 18 من مسلسل شهادة معاملة أطفال
خلص عليه بغرض السرقة.. مقتل سائق «توك توك» على يد «سمكري» بأوسيم
بعد سقوط إمبراطور الذهب.. ما حقيقة غلق محلات الصاغة وهل يتأثر سعر الأصفر؟