تعد مصر من أبرز الدول الداعمة لاستقرار لبنان، حيث لا تتوانى في تقديم كافة أشكال الدعم السياسي، الاقتصادي والإنساني، تماشيا مع التزامها الثابت بالحفاظ على أمن لبنان واستقراره في ظل التحديات والأزمات التي يمر بها. 

وخلال السنوات الماضية، لعبت مصر دورا محوريا في تعزيز الاستقرار اللبناني من خلال سلسلة من التحركات على مختلف الأصعدة، وهو ما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين والدولتين.

الدور المصري في دعم لبنان

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر قامت بدور واضح وفعال في الملف اللبناني خلال الفترة الماضية، وأكد أن التحركات المصرية لم تقتصر على الدعم السياسي، بل شملت أيضا مبادرات اقتصادية وإنسانية مهمة. 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هذه المبادرات تمثل التزام القاهرة القوي بمساعدة لبنان في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، والعمل على توفير استقرار الأوضاع في ظل الأزمات التي يشهدها لبنان من توترات أمنية واقتصادية.

في خطوة جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية، التقى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، مع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في بيروت.

وأكد الوزير عبد العاطي- خلال هذا اللقاء أن مصر تقف إلى جانب لبنان بكل قوة، داعمة سيادته وأمنه واستقراره، كما شدد على استعداد مصر لتقديم كافة أشكال الدعم للبنان لمساعدته في مواجهة التحديات الراهنة.

 وأعرب الوزير عن تقدير مصر العميق للدور الروحي الذي يؤديه البطريرك للحفاظ على نموذج التعايش المشترك والوحدة الوطنية في لبنان، وهو ما يساهم في تعزيز السلم الأهلي والوفاق الوطني.

دور مصر في المرحلة السياسية الجديدة

من جانب آخر، أكد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي أن بداية عهد الرئيس اللبناني جوزيف عون تشكل فرصة كبيرة لتعزيز دور المؤسسات الوطنية اللبنانية بما يسهم في إيجاد توافق وطني شامل.

وأكد أهمية عدم إقصاء أي مكون لبناني من المشاركة في العملية السياسية لتحقيق الاستقرار المنشود، كما شدد على أن مصر ستواصل دعمها الكامل للبنان في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه السياسي، مؤكدا أن مصر تولي أهمية كبيرة لتعزيز العلاقات بين المؤسسات الوطنية الدينية في كل من مصر ولبنان.

فيما يتعلق بالأحداث الأمنية في لبنان، أعلنت وسائل الإعلام عن تعرض لبنان لعدة غارات من قبل الاحتلال الإسرائيلي في مناطق مختلفة مثل البقاع وعكار.

وهذه الهجمات أسفرت عن استشهاد لبنانيين وإصابة آخرين، وقد أكدت مصر على موقفها الثابت في دعم لبنان في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، مشددة على ضرورة الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه.

مواصلة تعزيز العلاقات المصرية-اللبنانية

وفي إطار حرص مصر على دعم لبنان في مختلف المجالات، أجرى الدكتور بدر عبد العاطي مكالمة هاتفية مع الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية. 

وهنأ الوزير المفتي بانتخاب الرئيس جوزيف عون وتكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة. 

وأعرب عن تطلع مصر إلى دعم العلاقات الثنائية بين البلدين وتنشيط التعاون الاقتصادي والثقافي بينهما بعد تشكيل الحكومة.

وزير الخارجية: نثق في أن لبنان سيتعافى من أزمتهعبد العاطي: مصر حريصة على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان

تستمر مصر في تقديم الدعم الشامل للبنان لمساعدته في اجتياز التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهه، ويعد هذا الدعم استمرارا لعلاقات تاريخية قوية بين البلدين، حيث تسعى مصر من خلاله إلى الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره وتحقيق التقدم والازدهار لشعبه.

إسرائيل تزعم مواصلة تمويل إيران لفصائل لبنان بحقائب مليئة بالنقدعون: لبنان متمسك بانسحاب إسرائيل في 18 فبراير ويرفض أي مماطلة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر إسرائيل لبنان الرئيس السيسي الاحتلال المزيد عبد العاطی لبنان فی

إقرأ أيضاً:

بيان مشترك لبناني- فلسطيني: اتفاق على ضبط السلاح وتعزيز استقرار المخيمات

اتفق الرئيس اللبناني ميشال عون، ونظيره الفلسطيني محمود عباس ، اليوم الأربعاء، 21 مايو 2025، على جملة من النقاط الحاسمة التي تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في لبنان، وخصوصًا داخل المخيمات الفلسطينية.

 حصر السلاح بيد الدولة

وأكد الجانبان في بيان مشترك، على ضرورة حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، معتبرين أن "زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة قد انتهى"، في خطوة تعكس توافقًا لبنانيًا–فلسطينيًا غير مسبوق في هذا الإطار.

وجدد الجانب الفلسطيني التزامه بعدم استخدام الأراضي اللبنانية كنقطة انطلاق لأي عمليات عسكرية، مؤكدًا احترامه التام لسيادة لبنان وحرصه على أمنه واستقراره.

لجنة مشتركة لتحسين أوضاع المخيمات

كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة لبنانية–فلسطينية لمتابعة أوضاع المخيمات والعمل على تحسين ظروف العيش فيها، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق الأمني بين الجانبين لمنع أي توترات داخل أو حول المخيمات.

وشدد الرئيسان على أهمية تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان عدم تحول المخيمات إلى ملاذات آمنة للمجموعات المتطرفة.

وأعاد الطرفان التأكيد على رفض كل مشاريع التوطين والتهجير، والتمسك بـ حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، بما يضمن عودتهم إلى ديارهم.

دعوة دولية لوقف العدوان على غزة
ختامًا، وجه الرئيسان نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري من أجل وقف الحرب على غزة، ووضع حد للمعاناة الإنسانية المستمرة.

وكان الرئيس الفلسطيني عقب وصوله اليوم إلى لبنان، اجتمع مع مع رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، مثمنا مواقف لبنان الشقيق، رئيسا وحكومة وشعبا، الداعمة لحقوق شعبنا المشروعة وقضيته العادلة في المحافل الدولية كافة، وإن الشعب الفلسطيني يقدر عالياً كل التضحيات الجسام التي قدمها لبنان دولةً وشعباً للقضية الفلسطينية، وتحمل تبعاتها منذ النكبة في العام 1948 وإلى يومنا هذا.

واكد الرئيس أن شعبنا الفلسطيني في لبنان، هو ضيف مؤقت إلى حين عودته لوطنه فلسطين، وأن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هي تحت سيادة الدولة والجيش اللبناني، ونؤكد على موقفنا السابق، بأن وجود سلاح المخيمات خارج إطار الدولة، هو إضعاف للبنان، ويتسبب بالضرر للقضية الفلسطينية أيضاً، وأننا مع لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية والحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته.

وأعرب الرئيس عن اعتزازه الكبير بالعلاقات الأخوية التاريخية التي تجمع بين فلسطين ولبنان، مؤكدا حرصه على تطويرها والارتقاء بها لمواجهة التحديات الراهنة، ولما فيه مصلحة للبلدين والشعبين الشقيقين.

وبحث الرئيسان خلال الاجتماع عددا من الملفات المتعلقة بالشأن الفلسطيني وأوضاع أبناء شعبنا اللاجئين في لبنان، وسبل توفير الحياة الكريمة لهم تحت سيادة القانون اللبناني لحين عودتهم إلى أرضهم ووطنهم، عند تجسيد دولتنا الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية.

وأطلع سيادته، نظيره اللبناني على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وما يتعرض له شعبنا من حرب إبادة جماعية، وحصار وتجويع، خاصة في قطاع غزة.

وجدد الرئيس عباس التأكيد على أن الأولوية الآن لوقف الحرب على شعبنا، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال من قطاع غزة، ووقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، وإطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي في مدة زمنية محددة، لتنفيذ حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية على أرض دولة فلسطين، والاعتراف الدولي بها وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

وشدد على ضرورة تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها المدنية والأمنية في قطاع غزة، وأن يكون السلاح فقط بيد الدولة، مؤكدا أن القطاع جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين، والتي هي صاحبة الولاية السياسية والقانونية عليه كباقي الأرض الفلسطينية.

وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد على مواصلة العمل من أجل توحيد الصف الفلسطيني على أساس الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وعلى أساس برنامجها السياسي، والشرعية الدولية، ومبدأ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يُطلق النار على وفد دبلوماسي عند مدخل جنين و"الخارجية" تُعقّب الرئيس عباس يصل لبنان في زيارة رسمية لـ 3 أيام محافظة القدس تُحذّر من تصعيد خطير ستشهده المدينة بالأيام المقبلة الأكثر قراءة ترامب من قطر: لدينا بعض الأخبار الجيدة اليوم وربما غدا ضباط إسرائيليون يحذرون من مجاعة واسعة بغزة ما لم تدخل المساعدات فورا نتنياهو وكاتس يهاجمان ماكرون بسبب مطالبته بوقف الحرب بن طارق: تحقيق السلام العادل لا يتم إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • العقوبات الأميركية الجديدة على السودان.. اقتصادية أم سياسية؟
  • في إطار متابعة الأزمات… الوزير حيدر يبحث أوضاع النقل ويلتقي لجنة الإنقاذ
  • «ملتقى الجاهزية والدبلوماسية» يعيد تعريف فن إدارة الأزمات
  • استعدادات لتصعيد.. نقابة موظفي القطاع الخلوي تطلق سلسلة تحركات قريباً
  • دمشق تعود إلى الواجهة.. تحركات بريطانية واستئناف الطيران وتوافق سوري أردني على أمن الحدود
  • تحركات أوروبية ودولية تجاه غزة.. خبراء لـ "الفجر": الدعم رمزي والمطالبات بتفعيل الضغط على إسرائيل
  • وزير الخارجية: مصر تنتهج مبدأ الاتزان الاستراتيجي في العلاقات السياسية الخارجية
  • سلطنة عمان ودورها المحوري في أمن الملاحة البحرية
  • بيان مشترك لبناني- فلسطيني: اتفاق على ضبط السلاح وتعزيز استقرار المخيمات
  • الدكتور الربيعة: المملكة في طليعة الدول الداعمة للعمل الإغاثي والمشاركة الفعالة في حل الأزمات الإنسانية