الإسبانية كارلا صوفيا جاسكون مهددة بخسارة جائزة أوسكار.. منشورات مسيئة السبب
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
أمام الفرصة الكبيرة التي كانت تحظى بها الممثلة الإسبانية كارلا صوفيا جاسكون بالفوز بجائزة أوسكار، عن فئة أفضل ممثلة في النسخة الـ97 من حفل توزيع الجوائز الشهير، عن دورها في فيلم Emilia Pérez، بعد ما حظي الفيلم بنصيب الأسد من الترشيحات للجائزة هذا العام في 13 فئة، أصبحت تلك الفرصة مهددة بشكل كبير أمام الممثلة، بعد ما تمّ تداول منشورات سابقة مسيئة لها عبر حسابها على منصة «X».
أشارت العديد من التقارير في المواقع الفنية الأمريكية إلى أنَّه كان يتمّ إعداد كارلا صوفيا جاسكون لتكون أول ممثلة متحولة جنسية في تاريخ الأوسكار، وذلك في ضمن إطار توجهات واهتمام أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة بالتنوع الثقافي والجندري في الترشيحات والفائزين، ولكنها فوزها أصبح مهددًا بعد ما تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي تغريدات عنصرية ومسيئة لها ضد الإسلام والمسيحية والكوريين والأفارقة، من بينهم جورج فلويد الذي تمّ قتله من قبل عناصر الشرطة الأمريكية في واقعة شهيرة، وصفته بـ«مدمن المخدرات محتال»، وهو ما يعتبر تجاوزا لحدودًا غير مقبولة في هوليوود.
ولم يقتصر تدوينات كارلا صوفيا جاسكون على السخرية من فئات المجتمع فقط، بل وصل إلى السخرية ضد سياسة التنوّع في حفل أوسكار 2021، إذ كتبت: «المزيد والمزيد من الأوسكار الذي يبدو وكأنه حفل للأفلام المستقلة والاحتجاجية، لم أكن أعرف ما إذا كنت أشاهد مهرجاناً للأفارقة والكوريين، أو مظاهرة لجماعة Black Lives Matter أو النسوية، وبصرف النظر عن ذلك، إنه حفل قبيح قبيح».
وكانت الصحفية الكندية سارة حاجي، أول من كشف عن تلك التغريدات، قائلة: «عندما يكون هناك شخص سيدخل التاريخ، وهو يمثل فيلمًا مبنيًا على ما يسمى بـ(القيم التقدمية) وهو لديه تاريخ من التغريدات العنصرية والمتعصبة، فإن هذا يفضح النفاق في كل هذا، لا يتعلق الأمر بالتمثيل الهادف، كل هذا مجرد تسويق. وهذا التسويق ينهار عندما يكون الشخص الذي يمثله مجرد شخص متعصب وعنصري».
ومع تداول تغريدات الممثلة الإسبانية على نطاق واسع قامت بغلق حسابها على منصة «X»، ولكن لم تهدأ حدة الانتقادات الموجهة لها حتى بعد إصدار اعتذار في بيان صحفي، وقالت خلاله: «أريد أن أعترف بالمحادثة التي دارت حول منشوراتي السابقة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تسببت في الألم، وباعتباري عضوًا في مجتمع مهمش، فأنا أعرف هذه المعاناة جيدًا وأشعر بالأسف الشديد لمن تسببت لهم بالأذى، لقد ناضلت طوال حياتي من أجل عالم أفضل»، وتابعت: «أعتقد أن النور سوف ينتصر دائمًا على الظلام».
وبعد سلسلة من التغريدات المهينة واعتذار فاتر، تواجه الممثلة شهرا صعبا قبل حفل توزيع جوائز أوسكار، حيث يأخذ الناخبون والصحافة المتخصصة هذا النوع من الآراء في الاعتبار، والتي يمكن أن تؤثر على الأصوات النهائية للأكاديميين، الذين سيتولون مهمة اختيار الفائزين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أوسكار أوسكار 2025 حفل توزيع جوائز أوسكار
إقرأ أيضاً:
أعداد القطط تفوق السكان..هذه الجزيرة الإسبانية الصغيرة تحتفظ بسحر البحر المتوسط لنفسها
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت الجزر المتوسطية في إسبانيا تجسّد نموذجًا مثاليًا لأسلوب الحياة والرفاهية.
ومن المرجّح أنك سمعت بأرخبيل البليار. وفي كل عام، يتوافد الملايين إلى جزر "مايوركا"، و"مينوركا"، و"إيبيزا" للتجوّل في البلدات، والاستمتاع بالشواطئ البكر، واحتضان أجواء الراحة والهدوء.
ولكن إذا اتجهت جنوبًا قليلاً، ستجد جزيرة إسبانية أخرى تحتفظ بسحر البحر الأبيض المتوسط ذاته، ولكنها تظل مجهولة.
إنّها جزيرة "نويفا تاباركا" الصغيرة والمسطّحة، التي تمتد بطول 1،800 متر ولا يتجاوز عرضها 400 متر في أوسع نقطة.
يعيش على الجزيرة حوالي 50 شخصًا على مدار العام، ما يجعلها أصغر جزيرة مأهولة بشكلٍ دائم في إسبانيا.
ورُغم صغر حجمها، تتمتع الجزيرة بطبيعة وثقافة غنية، وحماها موقعها المعزول من التوسّع العمراني العشوائي الذي شوّه جزءًا كبيرًا من ساحل "كوستا بلانكا" القريب.
ولكن الجزيرة ليست نائية، فهي رسميًا جزء من مدينة أليكانتي، وتقع على بُعد مسافة قليلة فقط من الساحل.
وتنطلق يوميًا عدّة عَبّارات تنقل الزوار إلى الجزيرة من ميناء "سانتا بولا".
يعود الطابع المميز للجزيرة الصغيرة إلى القرن الـ18.
لا تعود أصول السكان إلى السواحل القريبة، بل إلى مناطق بعيدة للغاية في قصة تاريخية تربط "تاباركا" بإيطاليا وشمال إفريقيا.
من القديم إلى الجديدبين عامي 1500 و1800، كان المرجان الأحمر المستخرج من جزيرة "تاباركا"، الواقعة على الساحل الشمالي لتونس، سلعة ثمينة ومطلوبة بشدة.
وفي القرن الـ16، حصلت عائلة لوميليني، من مدينة جنوة الإيطالية، على امتياز من الحكام المحليين في تونس لاستخراج المرجان هناك.
وبحلول منتصف القرن الـ18، بلغ عدد سكان المستوطنة ألفي شخص تقريبًا، معظمهم من جنوة.
ولكن كان لدى الحاكم العثماني للمنطقة المعروفة بتونس اليوم خطط أخرى.
في عام 1741، اجتاحت قواته جزيرة "تاباركا"، واستعبدت العديد من سكانها، ما أحدث صدمة في جميع أنحاء غرب البحر الأبيض المتوسط.
عَرَض ملوك إسبانيا وسردينيا اللجوء على من نجوا من الاجتياح، ودفعوا فدية لتحرير الذين تحولوا إلى أسرى.
أمّا من وصل منهم إلى إسبانيا، فعُرض عليهم مكان لبناء حياة جديدة، على جزيرة صغيرة.
آنذاك، كانت الجزيرة تُعرف باسم "Illa Plana" (الجزيرة المسطّحة)، وأُعيد تسميتها "نويفا تاباركا"، أو "تاباركا الجديدة" تخليدًا لاسم موطنهم السابق.
ولم يكن إنشاء المستوطنة الجديدة عفويًا، بل جاء وفقًا لأفكار "عصر التنوير" في ذلك الوقت، حيث كُلّف مهندسون عسكريون بوضع مخطط عمراني دقيق لا يزال واضحًا حتى اليوم.
وتتقاطع شوارع واسعة ومستقيمة بزوايا قائمة لتلتقي في ساحة مركزية. وكان هناك محيط محصّن لحماية المجتمع من القراصنة.
في عام 1986، أصبحت الجزيرة الإسبانية أول محمية بحرية في البلاد. ولا يزال ثلثا الجزيرة غير مطوّر ومحافظ عليه إلى حد كبير. كما تعد مياهها وصخورها وجزرها الصغيرة المجاورة ملاذًا طبيعيًا للحياة البحرية.
أمّا عن الثلث المعمّر من الجزيرة، فقد تكيّف مع السياحة، حيث تحولت العديد من المنازل التقليدية إلى أماكن إقامة قصيرة الأجل لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح.
زوار الجزيرةأوضحت ماريا ديل مار فاليرا، وهي صاحبة مطعم في الجزيرة ورئيسة جمعية "APEHA" التي تمثل مؤسسات الضيافة في مدينة أليكانتي، لـCNN أنّ الزوار الدوليين يشكّلون ما بين 80 إلى 90% من الوافدين.
يزور معظم السياح الجزيرة ليوم واحد فقط. ويتوفر حوالي 20 مشروعًا تجاريًا صغيرًا يخدم نحو 200 إلى 250 زائرًا، ويعد النشاط السياحي موسميًا تمامًا، رُغم اعتدال المناخ طوال العام.
وأضافت فاليرا: "لا أحد يأتي إلى هنا خلال فصل الشتاء".
وعند زيارة شبكة CNN لجزيرة "تاباركا" في أحد أيام الجمعة خلال أوائل الخريف، بدت الشوارع شبه خالية.
كانت القطط المتمددة تحت شمس الظهيرة تفوق عدد البشر بكثير، وأظهرت دراسة أنه في عام 2023، كان عدد قطط الجزيرة يعادل ضعف عدد السكان تقريبًا.
مع ذلك، خلال ذروة الصيف، قد تستقبل الجزيرة 6 إلى 7 آلاف زائر، ومن المحتمل أن العدد وصل إلى 10 آلاف في أحد الأيام المزدحمة، حسبما ذكرته فاليرا.
يشكو بعض السكان المحليين من أنّ الجزيرة تهمّش وتُنسى بعد مغادرة السياح، خاصةً فيما يتعلق بالخدمات العامة.
من جانبها، أشارت كارمن مارتي، وهي رئيسة جمعية سكان "تاباركا"، إلى كون نقص وسائل النقل بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني ومارس/ آذار، من الشكاوى الرئيسية.
وأضافت في حديثها لـCNN: "من الصعب أن تعيش حياة طبيعية عندما بالكاد تستطيع الذهاب إلى البر الرئيسي والعودة في اليوم ذاته".
واضطر بعض السكان المسنين إلى مغادرة الجزيرة بسبب صعوبة الحصول على رعاية طبية منتظمة.