كيف يساهم مركز البحوث الزراعية في زيادة الإنتاجية وتقليص الفجوة الغذائية؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
تعد الزراعة من القطاعات الحيوية في مصر، حيث تساهم بشكل كبير في توفير الأمن الغذائي وفرص العمل، فضلاً عن دعم الاقتصاد الوطني. إلا أن هذا القطاع يواجه تحديات مستمرة تتعلق بمحدودية الموارد الطبيعية، وندرة المياه، والتغيرات المناخية، ومن هنا، يبرز دور مركز البحوث الزراعية كمؤسسة رائدة تسعى لتقديم حلول علمية وعملية لهذه التحديات، من خلال البحث العلمي والابتكار الزراعي الذي يمكن أن يكون له تأثير بعيد المدى على زيادة الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
تطوير المحاصيل الزراعية
يعد مركز البحوث الزراعية من أبرز المراكز البحثية في مصر التي تركز على تطوير المحاصيل الزراعية الأساسية، مثل القمح، والأرز، والشعير، والفول البلدي. من خلال هذه البرامج البحثية، يتم العمل على تحسين إنتاجية المحاصيل وجودتها، وتطوير أصناف جديدة تتسم بمقاومتها للأمراض والآفات الزراعية، فضلاً عن قدرتها على التحمل في ظل الظروف المناخية الصعبة.
أحد المشاريع المهمة التي يديرها المركز هو تطوير أصناف القمح المقاومة للأصداء، وهي سلالات جديدة قادرة على تحمل الأمراض الفطرية التي قد تضر بالمحاصيل، و أثبتت هذه السلالات فعالية كبيرة في زيادة الإنتاج المحلي من القمح وتقليص الاعتماد على الاستيراد.
تحقيق الأمن الغذائي:
من أبرز المهام التي يتولاها مركز البحوث الزراعية هو تحقيق الأمن الغذائي من خلال دعم إنتاج المحاصيل الاستراتيجية، مثل القمح والذرة والقطن، وفي السنوات الأخيرة، بذل المركز جهوداً كبيرة لتحسين إنتاجية الأراضي الزراعية عبر تبني التقنيات الحديثة في الزراعة، بما في ذلك الزراعة التعاقدية التي تضمن للمزارعين الدعم الفني والتمويل المناسب.
كما أن المركز يعكف على تطوير تقاوي الخضر ذات الجودة العالية، والتي تلعب دوراً حيوياً في توفير احتياجات السوق المحلية، وكذلك زيادة صادرات مصر من الخضروات، من خلال ذلك، يعزز المركز من فرص العمل ويزيد من العائد الاقتصادي للقطاع الزراعي.
تطوير الزراعة العضوية.. منتدى علمي يستعرض الفرص والتحديات في بني سويفاستخدام التكنولوجيا والابتكار الزراعي
يعتمد مركز البحوث الزراعية على التكنولوجيا الحديثة في تطوير أنظمة الري المتطورة، مثل الري بالرش والتقطير، وذلك لتحسين استهلاك المياه في الزراعة، و في وقت تعاني فيه مصر من ندرة المياه، تعتبر هذه الابتكارات بمثابة حل رئيسي لتحسين الكفاءة الإنتاجية وتقليل الفاقد في الموارد المائية.
يشرف المركز على تنفيذ أبحاث في مجال الزراعة العضوية، التي تزداد أهميتها في الأسواق العالمية، ويعمل على تطوير أساليب زراعية مستدامة تساهم في تقليل التأثيرات السلبية للزراعة على البيئة، مع تحسين جودة المنتجات الزراعية.
التعاون مع المزارعين والمستثمرين
يعمل مركز البحوث الزراعية على بناء جسور من التعاون بين المزارعين والمستثمرين، حيث يتم تنظيم دورات تدريبية وورش عمل تهدف إلى تعزيز الوعي الزراعي وتقديم الدعم الفني للمزارعين، و علاوة على ذلك، يساهم المركز في توفير التمويل الميسر للمزارعين، مما يعزز من قدرة القطاع الزراعي على تطوير نفسه.
كما يتمثل دور المركز في تقديم المشورة الزراعية للمستثمرين، مما يسهم في تحسين بيئة الاستثمار في القطاع الزراعي، ويشجع على إدخال تقنيات الزراعة الحديثة في مشاريعهم.
البحوث الحيوانية والإنتاج الزراعي
لا تقتصر جهود مركز البحوث الزراعية على المحاصيل الزراعية فحسب، بل يمتد نشاطه ليشمل البحوث الحيوانية، حيث يتم العمل على تطوير سلالات جديدة من الأبقار والماعز التي تتسم بالإنتاجية العالية، كما يقوم المركز بتقديم برامج تدريبية للمزارعين في مجال إنتاج الألبان والدواجن، مما يسهم في تحسين جودة المنتجات الحيوانية في مصر.
في ظل الحاجة المستمرة لتوسيع المساحات الزراعية، يساهم مركز البحوث الزراعية في مشاريع استصلاح الأراضي الجديدة، مثل الدلتا الجديدة وتوشكى، ويعكف المركز على دراسة إمكانية استخدام التقنيات الحديثة في هذه الأراضي لضمان أقصى استفادة من الموارد المتاحة وزيادة إنتاجيتها.
التصدير ودور المركز في السوق العالمية
ويعتبر دعم صادرات مصر الزراعية من الأهداف الاستراتيجية للمركز. من خلال برامج البحث والتطوير، يعمل المركز على تحسين جودة المحاصيل المصرية لزيادة قدرتها التنافسية في الأسواق العالمية، وتشير الإحصائيات إلى أن الصادرات الزراعية المصرية شهدت نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، ويعتبر مركز البحوث الزراعية أحد المحركات الرئيسية لهذا النجاح.
كلية الزراعة.. منارة علمية تحتفي بتراثها الأكاديمي ومستقبلها الواعدالبرامج البحثية الخاصة بمحاصيل القمح
تفقد الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، البرامج البحثية الخاصة بمحاصيل القمح والشعير والفول البلدي والألياف والعلف، بالإضافة إلى برنامج إنتاج تقاوي الخضر وموقع الإنتاج الحيواني، وكذلك تجارب تربية أصناف القمح المقاومة للأصداء، وذلك في محطة بحوث سخا بمحافظة كفر الشيخ. جاءت هذه الزيارة ضمن توجيهات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، لتعزيز البحث العلمي الزراعي في مصر لمواكبة التطورات الحديثة وتحقيق الأمن الغذائي.
كما قام رئيس مركز البحوث الزراعية بتفقد حقول إكثارات التقاوي بالمزرعة البحثية، في إطار جهود تحسين الإنتاج الزراعي.
وفي ختام جولته التفقدية، أشاد عبد العظيم بالجهود المبذولة من قبل إدارة المحطة البحثية، وبالتوسعات الجارية التي تهدف إلى استيعاب المزيد من السلالات المتميزة في إنتاج الألبان القادمة من محطة النوبارية، وذلك لتعظيم الاستفادة من الإمكانات المتاحة في محطة بحوث سخا التي تُعدّ قلعة للبحث العلمي الزراعي في مصر.
كما أشاد بالبرامج البحثية والجهود المستمرة من قبل الباحثين في النهوض بالإنتاج الزراعي، وطالبهم ببذل المزيد من الجهد والعمل لرفع مستوى الإنتاج والجودة، بهدف تقليص الفجوة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية في مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القطاعات الحيوية الزراعة المحاصيل الزراعية تطوير المحاصيل الزراعية الأمن الغذائي دور مركز البحوث الزراعية الابتكار الزراعى مرکز البحوث الزراعیة الأمن الغذائی الحدیثة فی على تطویر من خلال فی مصر
إقرأ أيضاً:
رئيس البنك الزراعي المصري يستقبل وفداً من أنجولا لبحث سبل التعاون
التقى محمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري، وسامي عبد الصادق، وغادة مصطفى، نائبا الرئيس التنفيذي، وفداً من جمهورية أنجولا، برئاسة الدكتور باولو كونسيساو مستشار مجلس الإدارة بصندوق دعم التنمية الزراعية وممثلين عن وزارات الزراعة والغابات، والمالية، والصناعة والتجارة،
وحضر فعاليات الزيارة من جانب وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور سعد موسى المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية والدكتورة منى القصير، المدير العام بالعلاقات الزراعية الخارجية، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين، والاستفادة من خبرات البنك في دعم وتمويل القطاع الزراعي لتعزيز قدرات صغار المزارعين، كما اطلع الوفد على دور البنك في تحفيز الاستثمار ومساهمة القطاع الخاص في القطاع الزراعي، لتحقيق التنمية الزراعية والريفية ودعم الاقتصاد الوطني.
ضم الوفد الأنجولي، كل من المهندس جويا كاسيندا فاوستينو، رئيس قسم محطة التنمية الزراعية بمعهد التنمية الزراعية التابع لوزارة الزراعة والغابات، والدكتور جواو سوندا، مستشار تمويل مشروع التنمية الزراعية التجارية بمكتب الدراسات والتخطيط والإحصاء (GEPE) التابع لوزارة الزراعة والغابات، والدكتور تيلمو دو روزاريو كويلو ألكسندر، رئيس قسم الدراسات والتخطيط التابع لمكتب الدراسات والعلاقات الدولية بوزارة المالية، والدكتورة نيلي هاميلتون دابرو أفيلينو عضوة مكتب الدراسات والتخطيط والعلاقات الدولية التابع لوزارة المالية، والدكتور كارلوس فيجيريدو شيليكاس، رئيس قسم الزراعة في مديرية رصد ومساعدة المزارعين من صندوق دعم التنمية الزراعية، والدكتور كارلوس جاما فني في المديرية الوطنية لريادةالأعمال وتطوير الأعمال بوزارة الصناعة والتجارة، والدكتورة تاسيانا ايفاريستو، فنية في المديرية الوطنية للتجارة بوزارة الصناعة والتجارة.
وخلال اللقاء أعرب الوفد الأنجولي، عن تقديرهم لجهود البنك الزراعي المصري في دعم وتمويل القطاع الزراعي، مؤكدين أن الهدف من الزيارة هو الاطلاع بشكل أساسي على آليات التمويل الزراعي وبرامج إقراض صغار المزارعين، ما يسهم في نقل خبرات البنك والاستفادة منها في جمهورية أنجولا، كونه أعرق البنوك المتخصصة في التمويل الزراعي في أفريقيا.
من جانبه، رحب محمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي للبنك الزراعي المصري، بالوفد الأنجولي متمنياً لهم زيارة مثمرة وبناءة، تأكيداً للعلاقات التاريخية الراسخة التي تربط مصر وأنجولا، كما استعرض أبو السعود الدور التنموي للبنك الزراعي المصري في دعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق التنمية الزراعية والمستدامة في ظل اهتمام وتوجه الدولة نحو تعظيم الاستفادة من القطاع الزراعي.
وأعرب عن ترحيبه بتبادل الخبرات مع الجانب الأنجولي، تماشياً مع توجه الدولة لتعزيز مسارات التعاون بين مصر والدول الصديقة، بما ينعكس على تحقيق التنمية في البلدين وفي القارة الأفريقية.
وأطلع أبو السعود الوفد الأنجولي على نتائج الاستراتيجية الطموحة التي نفذها البنك لتطوير كافة قطاعاته، وسعيه المستمر نحو التحول الرقمي لتعزيز مكانته كأحد أكبر البنوك المتخصصة في تمويل المشروعات الزراعية والأنشطة الصناعية والخدمية المرتبطة بها.