انتفاخ البطن.. هل من الضار حبس الغازات؟
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
عندما تزداد انتفاخات البطن وتسبب الألم وتبدأ في التأثير على نوعية حياتك، فمن الأفضل مناقشة الأمر مع طبيبك، يُعتبر الحديث عن ذلك أمرًا مخجلًا، لكن الجميع يطلقون الريح، وهذا أمر طبيعي تمامًا.
ويحدث انتفاخ البطن لأنه عندما تأكل الطعام، مع كل قضمة فإنك لا تدخل الطعام فقط بل الهواء أيضًا إلى جسمك، وبعضه يخرج من المعدة على شكل تجشؤات، أما الهواء المتبقي فيستمر في التحرك إلى الأمعاء، حيث يتم امتصاصه بواسطة البكتيريا، وهي بدورها تنتج الهيدروجين والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون والميثان، وبعد اختلاط الهواء بهذه الغازات، يميل خليطها إلى الخروج عبر الأمعاء.
وفي الأساس، انتفاخ البطن هو مؤشر على أن أمعائك تعمل وفي العادة، تخرج الغازات من الأمعاء من ثماني إلى عشر مرات في اليوم، قالت أخصائية أمراض الجهاز الهضمي ألكسندرا أليسوفا لموقع MedikForum: "سواء كانت الأصوات عالية أو هادئة، عديمة الرائحة أو ذات رائحة، فإن كل هذا يتوقف على ما تم تناوله خلال اليوم".
يمكن أن يرتبط انتفاخ البطن بلحظات محرجة إذا تفاقم في بيئة غير مناسبة، وهل هناك ضرر من الامتناع؟ وفقا للطبيبة، على الأغلب لا ولا توجد دراسات أو نتائج علمية حول هذا الموضوع، ولكن جسم الإنسان مصمم بطريقة لا تسمح له بالتوقف إلا لفترة محدودة من الزمن وفي نهاية المطاف، سوف تتسبب الغازات المتراكمة في حدوث ضغط لا يمكن السيطرة عليه بعد الآن.
وينبغي إيلاء اهتمام خاص للحالات التي يسبب فيها انتفاخ البطن الألم، ويصاحبه حرقة المعدة والانتفاخ، أو يثير إطلاق الهواء بشكل مستمر لا يمكن السيطرة عليه، ويمكن لبعض الأطعمة أن تسبب انتفاخ البطن بشكل متزايد: على سبيل المثال، الملفوف أو البقوليات، ويمكن أن يحدث أيضًا بسبب الإفراط في تناول المشروبات الغازية.
ويمكن للأطعمة النيئة مثل الفواكه والخضروات والحبوب ومنتجات الألبان أن تسبب زيادة في انتفاخ البطن. ومن بين المواد المثيرة للحساسية الأخرى البقوليات، والملفوف، والخبز الطازج، والبصل، وقد يرتبط تكوين الغاز المتزايد أيضًا بعدم تحمل اللاكتوز أو الفركتوز، ويوجد اللاكتوز في الكريمة والجبن القريش والآيس كريم، ويوجد الفركتوز في الفواكه الطازجة والفواكه المجففة والعديد من الحلويات والمشروبات المصنعة.
بالإضافة إلى ذلك فإن عدم اتباع عادة مضغ الطعام جيداً يساهم في زيادة تكوّن الغازات، إذا كنت تأكل بسرعة، فإنك تبتلع كمية من الهواء أكبر من المعتاد وهناك عامل آخر وهو قلة الحركة ونمط الحياة المستقر، وتساعد التمارين البدنية المكثفة كإجراء وقائي ضد انتفاخ البطن وهذا ينطبق بشكل خاص على أولئك الذين يتطلب عملهم الجلوس لفترات طويلة. قد تكون التمارين التي تعمل على شد واسترخاء عضلات البطن بلطف، مثل الدواسة أثناء الاستلقاء على ظهرك، مفيدة أيضًا.
إذا حدث انتفاخ البطن 20 مرة في اليوم أو أكثر، وزاد معه ألم البطن والانتفاخ، فقد يكون هذا علامة على عدم تحمل الطعام أو متلازمة القولون العصبي، إذا لم يساعد تغيير نظامك الغذائي في علاج انتفاخ البطن المتزايد، أو أصبح مزمنًا، فيجب عليك استشارة الطبيب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البطن انتفاخات البطن البكتيريا الغازات الأمعاء أمراض الجهاز الهضمي انتفاخ البطن انتفاخ البطن
إقرأ أيضاً:
كاتبة بين النازحين: نحن سكان غزة نمحى من التاريخ على الهواء
اعترفت الصحفية والشاعرة الفلسطينية الشابة نور العاصي بكل ألم وخجل -كما تقول- بأنها تفكر جديا في مغادرة غزة، لأن إسرائيل نجحت في خطتها للتهجير القسري بتدميرها كل الاحتمالات.
وتذكّر الكاتبة التي نزحت من شمال غزة مرتين -في مقال لها بموقع ميديا بارت الفرنسي- بأنها نشأت على الاعتقاد أن غزة ليست مجرد مكان، بل هي روحها وتاريخها وهويتها، وهي لم تر فيها سوى معاناة مغلفة بالقداسة، وحرب مغلفة بالدفء، ودمار محاط بشعور لا يتزعزع بالانتماء، كما تقول.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مقال بتلغراف: هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل أوروباlist 2 of 2واشنطن بوست: الشرع يواجه تحدي الأجانب الذين ساعدوه في الإطاحة بالأسدend of listومع ذلك، وبعد كل ما عانيناه -تقول نور العاصي- وبعد ليال لا تنتهي من القصف والجوع والتشرد والجثث المدفونة تحت الأنقاض، أترك الآن فكرة "ماذا لو غادرت؟" تكبر في ذهني، ككثير من الشباب الأذكياء المتجذرين في هذه الأرض، وهم يفكرون الآن في المستحيل، "فنحن نحلم ببناء شيء ما في الخارج، لأن كل ما نبنيه هنا مدمر ماديا وروحيا".
"تطهير ديمغرافي"
وتقول بنت حي التفاح بشمال شرق غزة، بكل ألم، إن إسرائيل نجحت في إستراتيجيتها الشيطانية المتمثلة في التهجير القسري من خلال الصدمة بجعل غزة غير صالحة للسكن، "فقد حولوا المنازل إلى أهداف، والمستشفيات إلى مقابر، والمدارس إلى أنقاض، جوعونا وشردونا وقصفونا مرارا وتكرارا. لم يكن هدفهم قتلنا فحسب، بل أرادوا قتل إرادتنا في البقاء".
إعلانوتتابع "يؤلمني أكثر من أي صاروخ أو جرح أن أقول إنهم يدفعوننا إلى الرحيل، وقد بدأنا نضعف، لا في حب غزة، بل في إيماننا بأننا نستطيع العيش هنا، وسلاحهم الحاسم في ذلك ليس القنابل، بل اليأس".
ما تفعله إسرائيل في غزة ليس حربا، بل تطهيرا عرقيا وإبادة جماعية -كما تقول الكاتبة- فقد "دمروا كل شيء عمدا والعالم يراقب، والكاميرات تصور، وشاحنات المساعدات تصل محملة بفتات المساعدات والشعارات الزاهية، والمجتمع الدولي المتستر بلغة الدبلوماسية والديمقراطية، لم يعد متواطئا فحسب، بل هو المسؤول".
وذكّرت الكاتبة بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عملية "عربات جدعون"، مشيرة إلى أنها اسم توراتي لمجزرة معاصرة، تعني غزوا عسكريا شاملا لمدن غزة المتبقية -كما تقول الكاتبة- "فها هي رفح التي كانت يوما مدينة جميلة ومزدهرة، قد محيت تماما، وخان يونس تحت الغزو الآن، ودير البلح تختنق تحت وطأة النازحين".
لا نموت بصمت
وأشارت الشاعرة إلى أن ما تريده إسرائيل هو إجبارهم على الاستسلام، وجعل الجيل القادم من الفلسطينيين يعتقد أنه لا يوجد ما يستحق المرء البقاء من أجله، لأن "بيوتنا غبار، ومدارسنا خراب، وشهاداتنا ودفاترنا وحتى أحلامنا ترقد تحت الأنقاض".
وتضيف نور العاصي: "نشهد شيئا يتجاوز القسوة، حيث الأطفال يحرقون أحياء، وتنتزع الأطراف من أجسادهم الصغيرة، نحن شعب غزة، نُمحى من التاريخ على الهواء، ومع ذلك لم يُتخذ أي إجراء، لأن العالم قد باع روحه للسياسة والتطبيع".
وذكّرت الشابة الفلسطينية بأنها لا تكتب هذه السطور بوصفها صحفية، بل بوصفها ابنة لم تعد قادرة على ضمان سلامة والديها، وأختا تسمع دوي الانفجارات وتتساءل هل ستكون هي الضحية التالية، هي الطالبة التي تحول تعليمها إلى رماد، والإنسانة التي تصرخ في الفراغ، متوسلة لأي شخص أن ينظر إلى هذه الحقيقة ولا يغض الطرف عنها.
إعلانوختمت نور العاصي عمودها بأن حقوق الإنسان والقانون والأخلاق يجب أن تحفظ في غزة، وأن العالم الذي يشاهدنا نختفي دون أن يفعل شيئا، لا يدافع حقيقة عن شيء، "فنحن لا نموت بصمت، نحن نوثق دمارنا، وإذا سقطت غزة فلن تسقط في الظلام، بل ستسقط في دائرة الضوء، ويمضي العالم مفضلا النسيان".