اللواء نصر سالم لـ «الأسبوع»: ظهور حماس بالأسلحة يمكن أن يعطي إسرائيل الذريعة لتواصل الحرب مرة أخرى
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
علق اللواء نصر سالم، أستاذ العلوم الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، على مشهد تسليم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لـ حركة حماس، 3 أسرى إسرائيلين للصليب الأحمر، وسط حشد كبير ومنظم من قبل جنود حماس حاملين أحدث أنواع الأسلحة.
استعراض كتائب القسام للأسلحةأكد اللواء نصر سالم، في تصريح خاص لـ «الأسبوع»، أن المشهد سلاح ذو حدين، الأول، عبارة عن توجيه رسالة ردع للاحتلال الإسرائيلي، بأن قوات حماس، ما زالت بقدراتها من حيث العدد والتسليح، والذي يسبب اليأس والتعجيز للاحتلال، بأن رجال المقاومة ما زالوا أقوياء، ويمكنهم مواجهة الاحتلال المدعوم أمريكيًا، في ظل وجود رئيس أمريكي يتصرف تصرفات غير محسوبة وغير معلومة، ومن الممكن أن يفعل أي شيء في أي وقت.
وأضاف سالم: «ما قامت به كتائب القسام من استعراض للأسلحة أثناء تسليم الأسرى اليوم في مدينة دير البلح بقطاع غزة، ليس له داعي، لأن الحرب خُدعة، وإخفاء الأسلحة من أهم أوجه خداع العدو»، ناصحا حماس: «هذا التوقيت ليس وقت الردع بل وقت العمل على حل الدولتين وليس استثارة العدو، وهذا المشهد من الممكن أن يُضعف موقف المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية».
وأشار سالم، إلى أن مشهد حماس بالأسلحة يمكن أن يعطي حُجة لإسرائيل لتواصل الحرب مرة أخرى، كما يمكن أن يتخذه ترامب ذريعة لمواصلة السعي نحو تنفيذ مخططه بإخراج حركة حماس من غزة.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي إذا استأنف الحرب مرة أخرى سيستهدف الأبرياء الفلسطينين المتواجدين فوق الأنقاض وهو ما يؤدي إلى ارتفاع معدل الشهداء الفلسطينيين من 50 ألف شهيد إلى 100 ألف أو ربما أكثر، مشيرا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأي زعيم إسرائيلي آخر حين يخاطب شعبه، يخاطبهم بعدد القتلى الفلسطينين في عهده.
مبيعات عسكرية لإسرائيلوأشار رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وافقت على مبيعات عسكرية لإسرائيل بأكثر من 7 مليارات دولار تقريبًا، وهدف إسرائيل من هذه الصفقة استهداف عناصر المقاومة الفلسطينية، لافتًا إلى أنه بمجرد أن تستلم إسرائيل الأسرى المحتجزين لدى حماس، ستعمل على استئناف الحرب مرى أخرى.
وأكد سالم، أن العالم غير قادر على مواجهة الرئيس الأمريكي المتغطرس، الذي يتصرف بغطرسة القوة، حتى محكمة العدل الجنائية غير قادرة على مواجهته.
اقرأ أيضاًعاجل.. الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة في دير البلح بقطاع غزة
وزير الخارجية: أي تصورات لليوم التالي في غزة يجب أن تشمل عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع
«ترامب»: لا داعي للعجلة بشأن الوضع في غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين قطاع غزة ترامب دونالد ترامب الصليب الأحمر غزة حماس حركة حماس كتائب القسام مدينة دير البلح اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة 3 محتجزين إسرائيليين إلى أن
إقرأ أيضاً:
يديعوت: إسرائيل خسرت الحرب وحماس جرتها إلى حافة الانهيار
أشار الصحفي الإسرائيلي بن درور يميني، إلى أن إسرائيل "فازت في المعركة لكنها خسرت الحرب"، مشيرا إلى أن تل أبيب كان بإمكانها أن تبادر إلى وقف إطلاق النار مرات عديدة بدلا من أن يفرض عليها بالقوة، لتظهر للعالم أن حركة حماس هي الطرف الذي يسعى إلى استمرار الحرب وليس إسرائيل.
وأوضح يميني، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن النظر إلى العامين الماضيين من زاوية أوسع يظهر أن إسرائيل اقتربت في الأسابيع الأخيرة من الفشل التام، ليس عسكريا وإنما سياسيا واستراتيجيا، بعدما نجحت حماس في جرها نحو حافة الانهيار.
وأشار إلى أن المقاطعة الاقتصادية بدأت تؤثر على الواردات والصادرات، فيما لم يثبت الافتراض الإسرائيلي القائل بأن "الضغط العسكري سيؤدي إلى تنازلات" خلال العامين الماضيين.
وبين الكاتب أن الضغط الدولي، الذي غذته العمليات العسكرية، كاد يدفع بإسرائيل من حافة الانهيار إلى مرحلة الانفجار الكامل، مضيفا أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه جاء في لحظة حرجة، وأن مجرد إعلان إسرائيل وقف القتال، حتى وإن كان لأغراض دفاعية فقط، يعد "إنقاذا فعليا من الانهيار".
وأشار يميني في مقاله إلى أن الاتفاق، في حال نفذ فعليا، سيحقق لإسرائيل جميع أهداف الحرب، لكنه أوضح أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يوقع على اتفاق يتضمن "حق تقرير المصير" للفلسطينيين، أي إقامة دولة، بإرادته الحرة، بل "وُضع تحت تهديد السلاح رمزيا".
ومع ذلك، اعتبر أن "المشكلة الحقيقية تكمن في الأضرار المتراكمة"، قائلا إن إسرائيل "ربحت المعركة لكنها خسرت الحرب".
وأضاف الكاتب أن الإنجازات الاستراتيجية الكبرى التي حققتها إسرائيل ضد إيران وحزب الله بدأت تتلاشى بسبب الضرر المتزايد الذي لحق بمكانتها الدولية، مشيرا إلى أن الرفض المتزايد من عمّال الموانئ لشحن البضائع المتجهة إلى إسرائيل كان قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وأن معدات عسكرية حيوية لم تعد تصل إلى إسرائيل بالفعل.
وأكدت "يديعوت أحرونوت" على لسان يميني أن الاتفاق، إن ترسخ، لن ينهي العداء تجاه إسرائيل بشكل فوري، لكنه سيوقف التدهور الحاصل.
ورأى أن المهمة الصعبة الآن هي إعادة بناء مكانة إسرائيل الدبلوماسية، وهي مهمة يشك في قدرة الحكومة الحالية على إنجازها، معتبرا أنها "مهمة طويلة الأمد".
وقال الكاتب إن نتنياهو "وضع نفسه في موقع أصبح فيه الشيء الوحيد الذي يهم هو ما يقوله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب"، وبين أن نتنياهو وافق على اتفاق وقف إطلاق النار لأن ترامب "وضع سلاحا رمزيا على رأسه وأجبره على التوقيع"، مشيرا إلى أن ترامب أعلن أن رد حماس على الاتفاق كان إيجابيا، بل وصل إلى حد تصوير الحركة كـ"حركة سلام"، وبعد ذلك بساعات "أجبر نتنياهو مجددا على إصدار أمر بوقف القتال".
وسأل يميني في مقاله: "لماذا لم تبادر إسرائيل من تلقاء نفسها إلى أي خطوة؟"، معتبرا أنه كان بإمكانها إعلان وقف لإطلاق النار مرات عدة لتوضيح أن حماس هي من يسعى للحرب.
وأضاف أن "أسلحة حماس لم تنتصر في جباليا أو رفح، بل في الساحة الدولية: في الجامعات، وعلى مواقع التواصل، وفي الصحف، وفي النقابات العمالية"، مشيرا إلى أن الرأي العام في الولايات المتحدة بدأ يتحول من دعم إسرائيل إلى دعم الفلسطينيين، وهو ما دفع ترامب إلى التدخل والضغط على نتنياهو.
وختم الكاتب مقاله بالقول إن نتنياهو كان يعاني من "العمى السياسي"، موضحا أن كل ما كان يجب على إسرائيل فعله لتسجيل نقاط سياسية، أجبرت على القيام به بعد أن خسرت تلك النقاط بالفعل، واحدة تلو الأخرى.
وأضاف أن من المشكوك فيه أن يكون ترامب "الشخص المناسب لإنقاذ إسرائيل من نفسها"، لكنه رأى أنه "في الوقت الحالي، ولحين إشعار آخر، هو الشخص المناسب".