الجديد في خطة ستيفاني خوري لحل الأزمة الليبية
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
يمكن تلخيص مبادرة ستيفاني خوري المكلفة بالبعثة الأممية في ليبيا سابقا، والنائبة الحالية للمبعوث الجديد، في ثلاث عناصر: لجنة استشارية مشكلة من ليبيين تضع مقترح لحل الأزمة، وحواري وظتي موسع، واعتماد المخرجات النهائية من الأجسام المعنية بذلك.
شكلت البعثة بإشراف خوري لجنة مكونة من 20 عضوا من الغرب والشرق والجنوب، مع ضم عضو عن كل مكون ثقافي (عرقي)، وسعة أعضاء من العنصر النسائي.
فكرة اللجنة الاستشارية طرحها المبعوث المستقيل عبدالله باتيلي، بغض النظر عما إذا كانت المبادرة من بنات أفكاره أم تم تمريرها من طرف خارجي نافذ في الأزمة الليبية، وها هي خوري تتبنى الفكرة، والغاية هي عدم تكرار خطة ستيفاني ويليامز التي شكلت لجنة بصلاحيات واسعة انتجت اتفاق تونس ـ جينيف الذي أوجد الاجسام التنفيذية الحالية، المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، مع حرص خوري على إضفاء لمسة ليبية على مضمون الاتفاق المأمول، وإبعاد شبهة الوصاية وخرق السيادة.
قيدت البعثة يديها ووضعت نفسها في دائرة الانتقاد بوضع شروط يتعذر الالتزام بها في تركيبة اللجنة الاستشارية، فاشتراط عدم الانتماء السياسي للأعضاء لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال ضم أكاديميين ليس لهم علاقة بالواقع السياسي الليبي البتة، وهذا ما لم تقم به البعثة، فجل أعضاء اللجنة هم من النشطاء، وهؤلاء في الغالب اصحاب اتجاهات سياسية.
التحفظ الثاني يتعلق بمهام اللجنة وصلاحياتها، فالمطلوب من اللجنة الاستشارية تقديم مقترحات لحلحلة كل النقاط محل الخلاف بين أطراف النزاع، على كافة الصعد السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا وإن كان يسهل بعض الشئ عملية التفاوض ويوفر بعض الوقت، إلا إن الإشكال والتحدي في الأزمة الليبية هو طبيعة الاستقطاب وأسبابه ومحركاته، ومنطلقات تلك الأطراف وأهدافها، ولأن أسباب النزاع قائمة ومستحكمة، فإن أي مقترح يمكن أن يخضع للمراجعة والتحوير بما يلائم غايات تلك الأطراف، لنعود إلى مربط الفرس في تشخيص الأزمة ومسبباتها والمنطلق الصحيح في معالجتها.
إن تحقيق اختراق مهم في الأزمة الليبية يبدأ من زحزحة أقطاب النزاع عن تمترساتهم التي تدور حول الفوز بأكبر نسبة من المكاسب، وفرض الإرادة المنفردة على الآخر المنازع، وقد يقع هذا من خلال ضغوط من طرف خارجي فاعل، أو هبة شعبية واسعة، أو من خلال تغيير عبر تدافع داخلي ضمن إحدى جبهتي النزاع أو كليهما.ما أدري هل تأمل البعثة في أن تمر مقترحات اللجنة الاستشارية دون تحوير يأجج النزاع حول مخرجاتها، وما الذي يجعلها واثقة من أن المقترحات يمكن ان تمرر دون جدل أو نزاع حولها، والشواهد حاضرة وعديدة على احتمال تكرار ما وقع سابقا.
على سبيل المثال، قوانين الانتخابات التي اتفق عليها أعضاء لجنة 6+6، والتي أعلن عنها في بوزنيقة المغربية في يوليو 2024م، تم التعديل عليها من قبل مجلس النواب، برغم الاتفاق مبدئيا بين مجلس النواب والمجلس العلى للدولة أن تكون مخرجات لجنة 6+6 نهائية ولا تقبل التعديل والتغيير.
مثال آخر هو ملف المصالحة الوطنية الذي اسند إلى المجلس الرئاسي وفق اتفاق تونس- جنيف، فقد دخل مرحلة جديدة من التأزيم تضاف إلى الخلاف الذي وقع بين المكونات السياسية (فبراير وسبتمبر)، حيث تدخل مجلس النواب في مضمونه وعدل قي قانونه الأمر الذي أثار حفيظة الرئاسي ليصبح هذا الملف أحد دوائر التنازع بينهما.
أقول إنه من المهم أن يتجدد العقل المفكر والمنتج للحلول، ومن المهم أن تبتكر المبعوثة أفكارا عبر حوارات رصينة، لكن هذه الأفكار ستصطدم بجدار التأزيم المتمحور حول أقطاب تريد أن تكيف المشهد وفق خياراتها ومصالحها.
وعليه فإن تحقيق اختراق مهم في الأزمة الليبية يبدأ من زحزحة أقطاب النزاع عن تمترساتهم التي تدور حول الفوز بأكبر نسبة من المكاسب، وفرض الإرادة المنفردة على الآخر المنازع، وقد يقع هذا من خلال ضغوط من طرف خارجي فاعل، أو هبة شعبية واسعة، أو من خلال تغيير عبر تدافع داخلي ضمن إحدى جبهتي النزاع أو كليهما.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مبادرة ليبيا الأزمة ليبيا الأمم المتحدة أزمة سياسة مبادرة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة أفكار صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللجنة الاستشاریة فی الأزمة اللیبیة من خلال
إقرأ أيضاً:
القومي للمرأة يناقش حماية المرأة من مخاطر الإنترنت في عصر الذكاء الاصطناعي
في إطار انطلاق فعاليات حملة الـ16 يومًا من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة، شاركت لجنة البحث العلمي والتكنولوجيا والأمن السيبراني بالمجلس القومي للمرأة في ندوة بعنوان “حماية المرأة من مخاطر الإنترنت في عصر الذكاء الاصطناعي”. والتى نظمها مركز إعداد القادة بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
شهدت الجلسة الأولى التي أدارها د. محمد حجازي مشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين، حيث تناولوا مجموعة من المحاور الجوهرية المتعلقة بفهم التهديدات السيبرانية وتأثير التكنولوجيا على المجتمع وحقوق المرأة، بالإضافة إلى مناقشة الإطار التشريعي والتنظيمي المرتبط بالأمن الرقمي.
وقدمت الدكتورة داليا يونس عضوة اللجنة، رؤية أكاديمية مستقبلية وتحليلاً تقنيًا للتحديات السيبرانية المتطورة.
فيما اشارت سارة فخري عضوة لجنة الشباب ، إلي الجوانب الاجتماعية والقانونية لحماية الفئات الأكثر عرضة للمخاطر، خاصة الأطفال والأمهات في البيئة الرقمية.
واستعرض المهندس طارق شبكة عضو اللجنة، دور القطاع الخاص وغرف الصناعة في تعزيز حماية المستخدمين وتطوير أدوات الأمن السيبراني.
كما تناول الدكتور محمد حجازي عضو اللجنة، الأبعاد القانونية والتشريعية للجرائم الإلكترونية، واستراتيجيات الحماية العملية والقانونية لصور العنف السيبراني ضد المرأة إلى جانب حماية الملكية الفكرية في العصر الرقمي.
و قد اكدت الدكتورة ماريان عازر رئيسة لجنة البحث العلمي و التكنولوجيا و الامن السيبراني ان هذه الندوة تهدف الي تسليط الضوء على المخاطر الرقمية المتنامية التي تواجه المرأة في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب طرح استراتيجيات فعّالة للوقاية والحماية من التهديدات الإلكترونية. و اكدت ان اللجنة حريصة علي التعاون مع كافة مؤسسات الدولة و القطاع الخاص من اجل نشر الوعي.