صدى البلد:
2025-12-14@20:12:20 GMT

كريمة أبو العينين تكتب: بنتنافس على الإنسانية

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

فى ظل واقع تطل فيه الهمجية برأسها الوقح ووجهها القبيح وتتطاول على مقدرات الشعوب والاوطان ، وتطيح بكافة القيم الإنسانية ارضا .

فى ظل كل ذلك جاءت طاقة نور انتشلتني من هذا البغض الانجلو امريكى ، والغطرسة الاسرائيلية ؛ فقد تابعت لقاء للرائع العظيم الدكتور مجدى يعقوب وهو يتحدث عن رسالته وعمله الطبى واصراره على العودة الى الوطن وتقديم كافة خبراته وماتبقى من عمره فى خدمة وطنه وابناء الوطن .

 

الحديث كان آسرا بكل ماتحمله الكلمة من معانى ، فهذا الدكتور نموذجا للتواضع ، فبرغم كونه من أبرع الاطباء واكثرهم شهرة وعالمية وحاصلا على وسام فارس البريطانى الذى يعد ارقى وسام تمنحه الملكة البريطانية ، بل وانه طبيب الملوك كما يحمل فى بياناته الكثيرة المتعددة ، فهو قد اجرى عملية قلب لملكة بريطانيا الراحلة.

ولك ان تتخيل كم الثقة التى تجعل من ملكة دولة عظمى وكان يطلق عليها الامبراطورية التى لاتغيب عنها الشمس ، تجعلها تتخطى موروثات عرقية ويكون الدكتور مجدى يعقوب طبيبها ومعالجها وتمنحه وسام فارس تقديرا لجهوده ولنجاحه المهنى.

 دكتور مجدى وبتواضع جم قال لمحدثته التى كان يظهر على ملامحها كم الانبهار وعدم تصديقها انها تجلس وجها لوجه مع طبيب القلوب العالمى مجدى يعقوب قال لمنى الشاذلى:  بنتي صوفي بتدرس في فيتنام عن فيروس بيصيب الاطفال بنسبة كبيرة حوالي ٥٠٠ طفل في اليوم، ويستكمل حواره متبسما بابتسامته الجميلة الأثر ويقول صوفى بتقولى : شوف يابابا انا بعالج كام واحد فى اليوم  وانت بتعالج كام واحد ؟

وقبل ان يكمل حواره قاطعته الشاذلى وقالت وليتها ماقالت : بنتك بتقلل من عملك يادكتور .. وماأجمل رد يعقوب وأعذبه فقد قال بثقة وعفوية زادت من حديثه جمالا : لا طبعا بس انا وهي بنتنافس علي الإنسانية. 

 التنافس على الانسانية ذلك ماقاله طبيبنا الخلوق ولم يرد باستعلاء ويقول من قبيل الفخر والزهو : انا الطبيب العالمى الذى يهتز له عرش العالم الغربى من اقصاه الى اقصاه ، ولم يقل ان ابنتى الطبيبة النادرة التخصص والتى يرفع لها العالم القبعة وينحني لتفوقها وتميزها ؛ بل قال جملة تدرس فى ارقى الجامعات " انا وبنتى بنتافس فى الانسانية " جملة مانعة مانحة وصفت القيم التى يتمتع بها طبيبنا العظيم والتى أورثها لابنته ؛ فهو لايسعى ولاهى ايضا لضجيج اعلامى ، ولا شهرة ، ولا حتى مكاسب مادية ؛ فقط يحفر اسمه واسمها فى ملف الانسانية ليخلد ويضيف الى رصيده أرصدة كبيرة تليق باسمه وعطاءه ومسيرته التى تستكملها ابنته.

 حوار يعقوب مع الشاذلى كان له أثرا جميلا فى نفسى أفسده ماسمعته من طبيب اخر وللاسف له شعبية على وسائل التواصل الاجتماعي ؛ فقد ظهر يتحدث عن الشهر الفضيل "شهر رمضان " القادم قريبا ، ويزيد ويتحدث عن فضل الصوم واهميته وضرورة الالتزام بالصوم والتحمل ، وفى اثناء حديثه قاطعته واحدة من المتصلات وقالت له : متى  يكون من حقنا الافطار ؟ تحدث كثيرا عن الموانع وقال متباهيا من يعطيك رخصة بالافطار لابد ان يكون طبيبا ويشخص كل مايراه يعرضكى للخطر اثناء الصوم ، ولابد ان يكون طبيبا مسلما ، فردت عليه المتصلة وقالت : انا عملت عملية قلب مفتوح والدكتور قالى متصميش ابدا . 

فقال لها خلاص اسمعى كلامه ؛ فقالت له : الدكتور مسيحى وهو دكتور مجدى يعقوب . هنا جاء الرد المزلزل وقال لها : لايعتد برخصته لابد من طبيب مسلم .

وهنا دارت بيا الدنيا وماجت ؛ ماهذا الحديث وماهذا الكلام ؟ وكيف يسمح بهذا اللغط والتقليل من قامات العظماء وادخال الدين فى المنع والمنح لمفاهيم طبية وبديهيات علمية لايختلف عليها اثنان ، سواء كانا مسلمان او على اى ديانة اخرى بل حتى لو كان بلا دين ، الطب علم والعلم يتساوى فى مفاهيمه وتحصيله الكل بغض النظر عن دينهم ، فهل المسلم معه بنود تحليل وتحريم طبية لايدركها من كان على غير دينه ؟ وهل غير المسلم سيستفيد اذا لم يقل ماتعلمه من مفاهيم طبية لمريضه حول افطاره أو صيامه ؟ 

نحن أمام معضلة اخلاقية ليس إلا ، ويجب مواجهتها بحزم وشدة من اجل الانسانية التى يتنافس فيها كل انسان يدرك معنى ان يكون انسانا ينتمى لانسانية ذات قيم واخلاق رفيعة وتليق برسالة حب الوطن والمواطنين.

سلام على المتنافسين فى الانسانية وعلى رأسهم الطبيب مجدى يعقوب وابنته صوفى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجدي يعقوب الإنسانية كريمة أبو العينين المزيد مجدى یعقوب

إقرأ أيضاً:

اسماء عبدالعظيم تكتب: «حين سبقنا التطوير.. ونسينا الإنسان»

في السنوات الأخيرة تغيّر شكل التعليم عندنا، تبدّلت المناهج، وتقدّمت التكنولوجيا، وظهر ما يسمّى بالمنظومة الحديثة، لكن شيئًا واحدًا لم يتغير… الإنسان. فالطفل الذي لم يُهَيّأ، والمعلم الذي لم يُدرَّب، ووليّ الأمر الذي فوجئ بما لا يفهمه، جميعهم وجدوا أنفسهم داخل تجربة أكبر منهم، تجربة تبدو متطورة على الورق لكنها متعبة على الأرض.

أردنا أن ندخل التعليم عصر الحداثة قبل أن نُدخل الإنسان نفسه في التجربة. أردنا أن نلحق بالعالم بينما نسينا أن الخطوة الأولى تبدأ من الداخل، من النفس، من التربية، من الوعي الذي يسبق كل تطور. وهكذا أصبح المشهد مضطربًا، كمن يبني بيتًا بأدوات ذهبية على أرض غير ممهدة… فيبدو البيت جديدًا، لكنه لا يصمد.

لم تكن المشكلة في الكتب ولا في الامتحانات ولا في شكل الفصول. المشكلة كانت في الفلسفة. يوم قررنا أن نغيّر طريقة التعليم بينما تركنا التربية تتآكل بصمت. المعلم الذي كان قدوة أصبح منهكًا، يواجه نظامًا لا يعرف كيف يحتويه. والطالب الذي كان يدخل المدرسة ليبحث عن معنى أصبح يدخلها ليواجه قلقًا لا يعرف سببه. ووليّ الأمر الذي كان سندًا أصبح يسير في طريق لا يرى بدايته ولا نهايته.

سقطت التربية قبل أن يسقط الدرس، وتاه التعليم لأنه فقد بوصلته. فما قيمة العلم إذا غابت عنه الروح؟ وما فائدة التطوير إذا دخل الطفل المدرسة حاملًا خوفًا بدلًا من شغف؟ وما جدوى المنظومة الحديثة إذا كان الإنسان القديم لم يُعَدّ لها بعد؟

التعليم ليس سباقًا في تغيير المناهج، ولا استعراضًا للأجهزة، ولا ضوءًا يلمع فوق منصة. التعليم هو الإنسان، وهو القلب الذي يحتضن الفكرة قبل أن تصل إلى العقل، وهو السلوك الذي يتربى قبل أن تُفتح أول صفحة في الكتاب. التعليم رحلة أخلاقية قبل أن يكون رحلة معرفية، وهو بناء للضمير قبل بناء الدروس.

إن خسارتنا الكبرى اليوم ليست في مستوى التحصيل ولا شكل الامتحان، بل في أننا نُخرج جيلًا يعرف الكثير ولا يشعر بشيء. جيلًا يحفظ المعلومات لكنه لا يعرف كيف يضعها داخل ضمير حي، ولا كيف يرى الإنسان قبل المادة، ولا كيف يفهم أن العلم رسالة وليس عبئًا.

وبداية الإصلاح لن تأتي من تعديل المناهج، بل من إعادة الروح إلى الإنسان نفسه: معلم يشعر بقيمته قبل أن يُطلب منه العطاء، وطفل يجد من يفهمه قبل أن يحاسبه، ووليّ أمر يعرف الطريق بدلًا من أن يسير فيه معصوب العينين. نريد مدرسة تُعيد تشكيل النفس قبل شرح الدرس، وتزرع الأخلاق قبل أن تقدّم المعلومة، وتُعيد للتربية مكانتها التي كانت أصل كل شيء.

وعندها فقط… حين يعود الإنسان إلى قلب العملية التعليمية، سيصبح الطريق واضحًا، وسيعود التعليم كما يجب أن يكون: بناءً للعقل، وتزكيةً للروح، وتأهيلًا لجيل يعرف أين يقف… وإلى أين يسير.

 

مقالات مشابهة

  • النائب محمد أبو العينين ينعي محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: حرب الهوية 2
  • كريمة أبو العينين تكتب: الكوكايين السلوكي
  • تعلن محكمة شرق إب أن على المدعى عليه يعقوب محمد الحاج الحضور إلى المحكمة
  • البابا تواضروس: الهاتف المحمول أنهى عصر «الإنسانية».. والجماهير تصفق لـ«شخصيات فارغة»
  • د. هبة عيد تكتب: نعيب زماننا والعيب فينا
  • النائب أبو العينين ينعى وفاة النائب أحمد جعفر
  • محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب ينعي النائب أحمد جعفر.. فيديو
  • اسماء عبدالعظيم تكتب: «حين سبقنا التطوير.. ونسينا الإنسان»
  • طبيب عروس المنوفية: لم يوجد اثار دماء علي جسد المجني عليها.. ووالدة المتهم: الدكتور زقني من التوك توك