بوابة الوفد:
2025-07-28@02:52:44 GMT

من وعد بلفور.. إلى وعد ترامب

تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT

المؤتمر الصحفى الذى تم عقده منذ أيام فى واشنطن، بين ترامب ونتنياهو هيذكره التاريخ، باعتباره ممكن أن يكون بداية النهاية لشكل الشرق الأوسط القديم كما نعرفه. ترامب هذه المرة لم يحاول المراوغة فى الحديث، ولا يتعامل بالسياسة، بل جاء بتصريحات أقل ما يقال عنها، هو أنها وعد بلفور جديد. الفلسطينيين هيمشوا من القطاع يعنى هيمشوا، وليس أمامهم خيار أخر، فإما الخروج أو الموت، وبعد خروجهم ليس هناك عودة مرة ثانية لأرضهم، لأن لو فكروا يرجعوا هيتضربوا ويقتلوا.

ومعنى هذا الكلام، ان الخطة الحقيقية أصبحت مكشوفة، وبدون خجل ولا يشعر بخوف وهو يتكلم عنها فى العلن، طرد الـ٢ مليون فلسطينى كلهم وإخلاء القطاع بالكامل من سكانه، ليس عدة آلاف مثلما كان يتردد قبل ذلك، وتوسيع مساحة اسرائيل العظمى، بالضبط مثل ما كان بيقول قبل ذلك: «اسرائيل صغيرة قوى ومحتاجين نكبرها شوية». وبعد ما الفلسطينيين يمشوا، أمريكا هى التى هتسيطر على القطاع ليست اسرائيل، وبنسبة كبيرة ممكن يرسلوا قوات هناك بشكل مباشر، لأجل أن تتولى مهمة القضاء تماما على حماس، وبعد ذلك هما اللذان هيتولوا عملية إعادة إعمار القطاع وتطويره، وتحويله لمنتجعات وأماكن سياحية على أعلى مستوى. ولما صحفى سأله هتستولى على القطاع بأى شكل، قال نصا: «نخطط لأن يكون ذلك كملكية دائمة.. يعنى أمريكا هى التى هتحتل القطاع وتمكن اسرائيل منه». أيضا أكد على كلامه، أن مصر والأردن هيقبلوا سكان من غزة، وانهم لن يرفضوا طلبه، ممكن يرفضوا طلب من بايدن، لكن ليس منه، بمنتهى العجرفة، كإنه نصب نفسه إله على البشر. طبعا نتنياهو كان قاعد مبسوط جدا بكلام ترامب، وعمال يضحك. وبعد المؤتمر قال على ترامب، أنه أهم صديق لإسرائيل فى تاريخها كله. ترامب خلال المؤتمر، قال إنهم بيناقشوا الإقرار بسيادة اسرائيل على الضفة الغربية، يعنى فلسطين هتختفى تماما من على الخريطة. فمن الواضح أن الموضوع دخل فى منعطف صدامى بشكل مباشر، وليس معه حل غير اتحاد العرب والثبات على الموقف بشكل كامل، وخصوصا وأن ترامب لا يفرق معه ولا يهمه كلام الدول. وبالفعل انسحب من الأنوروا ومجلس حقوق الانسان فى الأمم المتحدة، لأن من رأيه أنهم بيعادوا السامية. مصر بالفعل أعلنت انها لن تتنازل عن حقوق الشعب الفلسطينى، وعدم المساس بأرضه، ورافضة فكرة التهجير رفض قاطع، والخارجية السعودية أيضا أصدرت بيان قوى جدا قالت فيه، انها رافضة فكرة تهجير الفلسطينيين شكلاً وموضوعاً، وأن المملكة مستحيل تقيم علاقات مع اسرائيل، بدون اقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأخيراً رأى كاتب هذه السطور، أن مقترح الرئيس ترامب غير واقعى تمامًا، فالفلسطينيون سيتتشبثون بأرضهم، والمصريون والأردنيون شعوبًا وحكاما، يرفضون تصفية القضية الفلسطينية ولن يكونوا سببًا لذلك. فلماذا الرئيس الأمريكى ترامب يغلق حدوده تمامًا ويطرد المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ويريد أن يفرض علينا ما يرفضه هو لبلاده؟. وبالأحرى عليه أن يقوم بتهجير اليهود الذين احتلوا أرض فلسطين المغتصبة. الحل ليس اقتلاع شعب من أرضه، بل الحل العادل هو إعطاء حقوقهم المسلوبة منذ عام ١٩٤٨، وهو حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، سيكون الضمان لتحقيق الاستقرار فى المنطقة، وأى محاولات ظالمة سيجلب مزيدًا من الصراعات، ليس فقط فى منطقة الشرق الأوسط ولكن أيضاً فى العالم كله.

محافظ المنوفية الأسبق

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الخارجية السعودية تهجير الفلسطينيين دولة فلسطينية

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: غزة تتضور جوعا وأقصى اليمين الإسرائيلي يحلم

#سواليف

إنها لحظة انقسام حاد؛ في جانب، هناك الواقع اليومي الساحق لـ قطاع #غزة، إذ بلغ حجم #المجاعة_الجماعية في هذه الأرض المحاصرة مستويات مأساوية، وفي الجانب الآخر، هناك #رؤية_سريالية يروّج لها سياسيو أقصى اليمين في إسرائيل.

بهذه العبارات استهل الكاتب بواشنطن بوست إيشان ثارور مقالا له، موردا أن أعضاء في #الحكومة_الإسرائيلية يتبنون رؤية مستوحاة من الرئيس الأميركي دونالد #ترامب لغزة مليئة بالأبراج اللامعة، والسياحة الفاخرة، والأحياء النظيفة، ولكن من دون فلسطينيين.

وكتب ثارور عن #المجاعة في القطاع، قائلا إنها بلغت مستوى أن العاملين في المجال الطبي والإنساني المكلّفين بإغاثة المجوعين بالكاد يستطيعون الصمود بأنفسهم، ومنظمات الإغاثة إما فرغت مخازنها أو توشك على النفاد، بعد أكثر من 4 أشهر من الحصار، مضيفا أن الأمم المتحدة كشفت عن أن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة يقضي عدة أيام من دون طعام.

مقالات ذات صلة جيش الاحتلال يقرر هدنة مؤقتة في غزة لإدخال المساعدات 2025/07/26

واستمر الكاتب في عرض حالة التجويع الشامل في غزة، موضحا أن كل يوم يجلب معه صورا جديدة لأطفال هزلى وأُسر يائسة تبحث عما يسدّ الرمق وسط أنقاض غزة، ووفيات متزايدة من كل الأعمار.

رؤية سريالية

وفي الجانب الآخر، يقول ثارور، هناك الرؤية السريالية، ومنها ما طرحته وزيرة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، جيلا غمليئيل، التي نشرت هذا الأسبوع مقطع فيديو مُنتجا بتقنية الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي يُصوّر كيف يمكن أن تبدو غزة ما بعد الحرب.

استحضر هذا الفيديو نسخة سابقة مشابهة نشرها ترامب على منصته “تروث سوشيال” في فبراير/شباط الماضي، ظهرت فيها شخصية شبيهة للملياردير الأميركي إيلون ماسك وهو يأكل الحمص من وعاء خبز، وتماثيل ذهبية لترامب، وأغنية بعنوان “غزة ترامب”.

احتفى المقطع، الذي لا يتجاوز الدقيقة، باقتراح ترامب للمساعدة في إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى منطقة أبراج شاهقة، وسياحة مترفة، وأحياء سكنية جديدة نظيفة، واليخوت الفاخرة تخترق شواطئ القطاع على البحر المتوسط، ويبتسم سكان يهود فوق أطباق من الحمص، وسكان غزة الأصليين، أو معظمهم، لا يظهر لهم أثر.

وأشارت الوزيرة الإسرائيلية إلى “ضرورة #الهجرة_الطوعية” لسكان غزة #الفلسطينيين.

ترحيل

ولم تكن وحدها في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي دعت إلى هذا المصير. فمنذ الأيام الأولى التي تلت هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023، سعى عديد من الساسة الإسرائيليين ليس فقط إلى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل صوّروا أكثر من مليوني فلسطيني في غزة كأنهم “سكان أعداء” ينبغي ترحيلهم.

وأوضح ثارور أن إفراغ غزة من سكانها برز مجددا يوم الثلاثاء خلال مؤتمر لأقصى اليمين في الكنيست، حيث وصف المشاركون غزة بأنها موقع مثالي لحل أزمة الإسكان في إسرائيل، كما كانت المستوطنات في الضفة الغربية، ودعوا إلى عودة المستوطنين اليهود إلى القطاع.

وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو أحد أبرز رموز أقصى اليمين في حكومة نتنياهو، خلال المؤتمر الذي حمل عنوان (ريفيرا غزة- من الحلم إلى الواقع): “سنحتل غزة ونجعلها جزءا لا يتجزأ من إسرائيل”.
ريفيرا غزة

ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن بعض الخطط المطروحة تشمل إنشاء مدينتين منفصلتين داخل القطاع الضيق، إلى جانب منطقة سياحية تحتوي على فنادق شاطئية، ومناطق صناعية وزراعية جديدة. وأكد سموتريتش وجود خطط لـ”نقل سكان غزة إلى دول أخرى”، مشيرا إلى أن ترامب نفسه يدعم هذا التوجه.

ويوم الخميس، استمر تصعيد الخطاب، فقد أعلن وزير التراث الإسرائيلي أمنحاي إلياهو -وهو سياسي يميني متطرف كان قد اقترح في بداية الحرب استخدام قنبلة نووية ضد غزة- أن “غزة كلها ستكون يهودية”.

وقال لإحدى المحطات الإذاعية: “الحكومة الإسرائيلية تُسابق الزمن لمحو غزة من الوجود”، واصفا الفلسطينيين بأنهم “نازيون مغسولو الأدمغة”. وأضاف: “الحمد لله، نحن نمحو هذا الشر. نحن ندفع هذه الفئة السكانية التي تربت على كتاب كفاحي” في إشارة إلى كتاب أدولف هتلر.

وقال إلياهو في المقابلة نفسها: “لا توجد مجاعة في غزة”، واعتبر التقارير بشأن الجوع دعاية معادية لإسرائيل. وأضاف: “ليس علينا أن نقلق بشأن الجوع في غزة. فليقلق العالم بشأنه”.

مقالات مشابهة

  • اسرائيل تطلق سراح بعض نشطاء "حنظلة".. ومؤشرات عن كون البقالي ضمن المفرج عنهم
  • ترامب: قدمنا مساعدات لغزة وعلى إسرائيل اتخاذ قرار واضح بشأن القطاع
  • ترامب يدعو إلى محاكمة هاريس بتهمة دعمها من مشاهير بشكل غير قانوني
  • ترامب: قدمنا 60 مليون دولار لإدخال أغذية إلى غزة ولا مجاعة في القطاع
  • انتظار رسمي لردّ برّاك من اسرائيل.. وعون يعوّل على الحوار مع حزب الله
  • محللون: نزع سلاح غزة أهم عند ترامب من حياة مليوني فلسطيني
  • صوت النواب في مواجهة إرث الإمبراطورية.. هل تُصحِّح بريطانيا جريمتها؟
  • واشنطن بوست: غزة تتضور جوعا وأقصى اليمين الإسرائيلي يحلم
  • الجلفة: توقيف شابين وحجز قرابة 9 آلاف قرص مهلوس
  • إسرائيل تسعى لمصادرة السفينة مادلين بشكل دائم