تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق قصائد «بكائيات القلب الأخضر» تكشف عن تميز وتمكن وتفرد شاعر شاب دون العشرين من عمره
"... إذن لن تجئ ؟
ولو كان مابيننا البحر جئت
ولكنه الموت
وحدى إذن"
******
مقطع من قصيدة "بكائية" من ديوان بكائيات القلب الأخضر لمصطفى بيومي.
قد لا يعرف الكثير من متابعى قلم مصطفى بيومى وإبداعه المتنوع، أنه بدأ شاعرًا واعدًا، واحتفى به والد الشعراء فؤاد حداد، ونشر له قصيدة على صفحتين فى مجلة "روزاليوسف" عام ١٩٧٦، وكان دون الثامنة عشرة من عمره، تجربة ومرحلة استمرت سبع سنوات، ضمها ديوانه الوحيد "بكائيات القلب الأخضر"، وصدر الديوان فى طبعة محدودة فى فبراير١٩٨٤.
ضم الديوان ٣٢ قصيدة، موزعة على ثلاثة أقسام، الأول: ماتيسر من سورة الضياع، الثانى: صلوات للمطر والترحال، الثالث: تهليلات الموت والقيامة.
ويحرص الشاعر مصطفى بيومى وهو يقدم ديوانه للقراء على التأكيد أن «أزمة الشعر فى مصر ليست أزمة شعرية خالصة.. إنها محصلة لأزمات الواقع الذى يتيح للطير من كل جنس أن يغنى.. ويحرم الغناء على العشاق..." ويقدم ديوانه للقارئ على أنه "محصلة سنوات سبع من الغناء فى زمن الصمت.. من أجل الأيام القادمة الخضراء».
تجربة مصطفى الشعرية إذا وضعت فى السياق العام لتجاربه الإبداعية والحياتية – مر عليها أكثر من اربعين عامًا – تكشف عن تميز وتمكن وتفرد لشاعر شاب دون العشرين من عمره، قد نرصد فيه بعضًا من ملامح عالم الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، وقد كان الفتى مصطفى وقتها مفتونا به.. ويمكننا القول أن مقولة "عبد الصبور" الشهيرة "معذرة ياصحبتى.. قلبى حزين.. من أين آتى بالكلام الفرح؟" خير دليل ومعبر يدخل به القارئ للعالم الشعرى فى قصائد ديوان الفتى والشاب مصطفى بيومى.
الموت اللفظة والمعنى والقيمة.. أكثر الألفاظ والمعانى والقيم التى حضرت فى أغلب قصائد الديوان.. وهو أمر لافت يثير الدهشة.."غواية الموت" كيف ولماذا تسللت لوجدان القلب الأخضر.. قلب فتى دون العشرين؟!!.. قلب لايخاف الموت أو كما يقول: "من عرف العشق يومًا.. فليس يخاف من الموت..".
ويقرر مصطفى أن يتوقف عن كتابة الشعر، لكن هل يعنى ذلك أنه غادر عالم الشعر والشعراء؟ أقول بثقة: لا.. يكفيك أن تراه وتسمعه سابحًا فى عالم الشاعر العربى العباسى "الشريف الرضي"، أقرب الشعراء القدامى لقلب مصطفى، أو وهو يحدثك بشجن نبيل عن عالم صلاح عبد الصبور، ويعليه على رفاق مسيرته الشعرية.. أذكر كنا (عبدالرحيم وأنا) أقرب وأكثر تواصلًا مع شعر أحمد عبد المعطى حجازي، وأزيدك ليس بيتا من الشعر، بل "مئة بيت من الشعر العربى القديم" عنوان الكتاب الذى صدر لمصطفى عام ٢٠٢٠، لتكتشف "متانة" علاقته بالشعر، ولتشهد على مهارة ورقى ذائقته الشعرية المبدعة.
وهنا يبرز السؤال: لماذا كف مصطفى عن مواصلة "قرض" الشعر؟، وهو المالك بتمكن ودراية بأدوات ومهارات كتابة الشعر، قديمه وحديثه (عروضه وأوزانه وبحوره الخليلية، وصوره وموسيقاه الداخلية)؟.. مصطفى بيومى الذى كتب على غلاف ديوانه الوحيد "الشعر ضرورة.. وأعذب الشعر أصدقه.. والشاعر الحقيقى - كما أراه – لا ينبغى أن تروقه الحياة الكائنة.. بل يتطلع إلى الحياة كما يجب أن تكون..".
والرأى عندى للرد على هذا السؤال يذهب إلى أن الفتى /الشاب تكشف له أنه يعايش ويواجه "كونًا خلا من الوسامة"، فرأى أن يهيئ قلمه وكلمته لمواجهة مباشرة وحادة مع عالم "قاسٍ وموحش" ورديء فى الكثير من قيمه ومعاييره وسلوكه ومسالكه - عالم لا يصح أن نكتفى بتفسيره وهجائه.. بل علينا أن نسعى لتغييره، وعندها ربما أيقن أن حال الشاعر وحيله وأدواته، تبدو كسلاح "خفيف"، لن يسعفه فى معارك المواجهة الفكرية والإبداعية، التى عقد العزم على خوضها، لهدم جدار الخوف وأقانيم الجمود والتخلف، واقتلاع أشواك الكراهية والغطرسة وزيف الرايات المخادعة.. إنه "واقع" شديد الواقعية لن يجد معه نفعًا خطاب المجاز وتهاويم الصور.
إن الدافع الرئيس، والحافز المحرك والملهم لقدرة ورغبة مصطفى على الكتابة، والشعار الناظم لمجمل مشروع مصطفى الإبداعى والبحثى هو: "أنسنة العالم، وجعله صالحًا للحياة، أو على الأقل لائقا للموت".
وفى هذه السطور، لا أسعى لقراءة نقدية لديوان مصطفى - أعد أن أُنجزها لاحقًا- لكن سطورى الحالية مجرد إطلالة عاجلة وتعريف أولى ببكائيات القلب الأخضر.. قلب مصطفى بيومي..
تلك السطور حوار وعتاب مع الصديق ورفيق العمر
ها أنذا راحل
وهاهو درب الحياة
سيمتد.. يمتد
ألقاك فى آخر الدرب
نمضى معاُ..
وأهمس فى أذنيك
أنت أجمل من كل شئ سوى الموت
.............
أسميك باسمى
أسميك ظلى..
أسميك موتى
أسميك موتى"
******
فى اللقاء الأخير قبلت رأسك، ورجوتك أن تبقى
******
"لكنى رحلت دونما وداع
ياليتنى نتظرت
ياليتنى انتظرت»
******
ليتك أنتظرت يا صاحبى
******
"وأدركت أنى أموت
وأن الوصول لعينيك مثل الوصول إلى النهر صعب
وأنك لن تحزنى"
******
لا.. يامصطفى
لقد حزنت لموتك كل المعانى والقيم التى دافعت عنها.. كل الحروف التى كتبت.. كل الأهل والصحاب.. كل الأحلام الخضراء التى بشرت بها.
الكل حزين وموجوع لرحيلك.
******
"هل ضاع منكم؟
لقد ضاع منا
وقد كان يوما هنا.. ومات"
******
ولا أخرى.. يا مصطفى
فمثلك لا يضيع.. باقٍ فى العقول والقلوب
باقٍ فى أولادك وأحفادك وتلاميذك ومحبيك
باق عطاؤك... وباقية محبتك.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القلب الأخضر مصطفى بیومى
إقرأ أيضاً:
توظيف الشعر في التصميمات الإبداعية.. بالعدد الجديد من مصر المحروسة
كتب- محمد شاكر:
صدر العدد الأسبوعي الجديد رقم 280 من مجلة "مصر المحروسة" الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وترأس تحريرها د. هويدا صالح.
يتضمن العدد مجموعة من الموضوعات الثقافية المتنوعة، المقدمة بإشراف الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة، والإدارة المركزية للوسائط التكنولوجية برئاسة د. إسلام زكي.
وفي مقال رئيس التحرير تكتب الدكتورة هويدا صالح عن "توظيف ثقافة الشعر في التصميمات الإبداعية البصرية"، حيث تحاول مقاربة و تحليل الشعر لا بوصفه أدبا فقط، بل كوسيلة ثقافية للإدراك والتعبير، والكشف عن الإمكانيات التي يتيحها لإثراء التفكير في الإبداع التصميمي المرتكز على الإنسان. في زمن يعتمد فيه الابتكار بشكل متزايد على الأساليب متعددة التخصصات، ويفيد من الروافد الإبداعية والمعرفية المختلفة يفتح تلاقي ثقافة الشعر والتصميم الإبداعي مجالا خصبا للاستكشاف، فالشعر بجذوره في التعبير الرمزي والإيقاع والاستعارة، يقدم أدوات ومنظورات يمكنها أن تتحدى التفكير التقليدي في التصميم، بل في الإبداع البصري بصفة عامة وليس التصميم فقط.
وفي باب "كتاب مصر المحروسة" تقدم سماح ممدوح حسن عدة نصائح علمية لكيفية تعمل من المنزل بدون الشعور بالاكتئاب، فبعد انتشار العمل من المنزل، بدأت تظهر آثاره النفسية على كثير من الموظفين، خصوصا الشعور بالوحدة والعزلة، وبينما قد يبدو العمل من البيت حلما في البداية، إلا أنه قد يتحول إلى عبء نفسي إذا لم يدار بشكل صحيح. لذا تقدم مجموعة من النصائح العملية لتجنب الاكتئاب الناتج عن العمل من المنزل، واستعادة التوازن النفسي والاجتماعي.
وفي باب "ملفات وقضايا" يقدم مصطفى علي عمار تحقيقا بعنوان "سيدات عربيات ملهمات.. نساء غيرن مجتمعاتهن بطرق مبتكرة"، حيث تلعب المرأة العربية، بتمكينها وتفانيها، دورا حاسما في تغيير المجتمعات العربية، وتثبت أن القوة والابتكار يمكن أن يغيرا مجرى التاريخ. في ظل التحديات والصعوبات، استطاعت النساء العربيات أن يخرجن من دائرة التقليد والتحديات الاجتماعية، لتعزيز التغيير الإيجابي في مجتمعاتهن. هذا التحقيق يستعرض دور المرأة في تغيير المجتمعات العربية، من خلال دراسة قصص نجاح ملهمة لنساء عربيات رائدات، ويفحص التحديات والفرص التي واجهنها، هذه القصص الملهمة تعد شهادة على قوة الإرادة والتمكين، وتظهر كيف يمكن للمرأة أن تغير مجتمعاتها بطرق مبتكرة. من خلال تحليل هذه القصص، يمكننا فهم أهمية التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، وتأثيره على التغيير المجتمعي. كما يمكننا استكشاف التحديات التي واجهت هؤلاء النساء، وكيف استطعن التغلب عليها.
وفي باب "آثار" يكتب الدكتور حسين عبد البصير عن "أسرار معبد الملك أمنحتب الثالث"، الموجود في موقع كوم الحتان في قلب البر الغربي لمدينة الأقصر، والذي يُعدُّ أحد أهم الكنوز الأثرية في مصر القديمة، وأحد أضخم معابد الدولة الحديثة وأكثرها فخامة، وقد شهد الموقع على مدار السنوات الأخيرة جهودًا حثيثة للحفاظ على ما تبقى من هذا الصرح العظيم وإعادة إحياء ملامحه الأصلية، ما أسفر عن اكتشافات مذهلة ساهمت في تسليط الضوء على عبقرية المصريين القدماء في العمارة والنحت.
وفي باب "فن تشكيلي" تجري سماح عبد السلام حوارا خاصا للمحلة مع التشكيلية نرمين حكيم، التي تسعى من خلال أعمالها إلى التجريب والاستكشاف، تلك الأعمال التى تصفها بالملاذ الآمن، وعلى تعدد مشاركتها الجماعية وأخرها بجاليرى باشون عبر معرض "أشكال وألوان" أو عروضها الفردية تكشف عن مدى انشغالها بماهية المنظر الطبيعى بحلول تجريدية.
وفي باب "كتب ومجلات" تقدم هبة أحمد معوض قراءة في كتاب "القراءة التأويلية لدى نصر حامد أبو زيد" للدكتور خالد القرني، فمن منطلق أن التأويل يعني فهم الفهم، أو بشكل أكثر دقة هو إعادة بناء الحقائق وتصورها، وإقامة علاقات جديدة بين الذات والمواضيع المدروسة، أراد "القرني" أن يقرأ اعمال "أبو زيد" قراءة تأويلية، تُبنى على علم ودراية لترجيح أحد المعاني اللفظية على المعاني الأخرى، ليستنبط المعنى الخفي، من خلال ثمانية مؤلفات تشكّل أبرز نتاج أبو زيد الفكري، تبدأ بـ إشكاليات القراءة وآليات التأويل وتنتهي بـ الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية، تتضح معالم المشروع النقدي الذي خاضه نصر، والذي لم يكن في جوهره سوى محاولة لتجاوز الجمود النصي والدخول في أفق الفهم الحي للنصوص.
وفي باب "خواطر وآراء" تواصل الكاتبة أمل زيادة رحلتها إلى "الكوكب التاني"، حيث تطرح قضايا اجتماعية يومية تناقش فيها القارئ الذي تطلب منه في بداية كل مقال أن يرافقها إلى كوكب آخر، هروبا من مأساوية الواقع، وتضع حلولا متخيلة لما تناقشه من قضايا.
اقرأ أيضًا:
"الدستورية" تنظر دعوى طعن على 4 مواد في قوانين الإيجار القديم - تفاصيل
السيسي يستعرض جهود خفض التضخم وتوفير النقد الأجنبي
وزيرة لموظفي وحدة الصف: ريحوا الناس ومتعقدوش الدنيا عليهم
الحجز غدا.. أماكن وحدات سكن لكل المصريين 7
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
مجلة مصر المحروسة الإلكترونية هويدا صالح الهيئة العامة لقصور الثقافة محمد ناصفتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الأربعاء 21-5-2025 الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
توظيف الشعر في التصميمات الإبداعية.. بالعدد الجديد من "مصر المحروسة"
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك