قالت الرئاسة الروسية "الكرملين" إن جزءا كبيرا من أوكرانيا، يريد أن يكون روسيا، تعليقات على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن العاصمة كييف قد تصبح روسية "يوما ما".

ما اللافت في الأمر؟

تأتي التصريحات الروسية بعد كلمات الرئيس الأمريكي الذي يرغب بدوره بضم عدد من الدول والمناطق الجديدة إلى بلده، على غرار غرينلاند، وكندا، إلى جانب أطماعه بالسيطرة على قناة بنما، وتغييره اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا"، ومؤخرا عرضه السيطرة وامتلاك قطاع غزة الفلسطيني.



مؤخرا

عبر ترامب عن رغبته بأن تحصل بلاده على معادن نادرة من أوكرانيا  مقابل المساعدات التي تقدّمها لكييف.

ويريد ترامب من تصريحاته أن تحصل واشنطن بأسرع وقت ممكن على ما أنفقته من مئات المليارات من أوكرانيا التي دعمتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، في وجه روسيا.



ويريد الرئيس الأمريكي الاطمئنان على أمواله قبل أن تخسر أوكرانيا الحرب ربما، وقبل أن تتحول إلى أراض روسية في نهاية الأمر.

وأوضح "أريد استرداد هذه الأموال (...) على الأقل بهذه الطريقة لا نشعر بأننا أغبياء".

ماذا ضمت روسيا حتى الآن؟

القرم 2014‏

ضمّت روسيا في عام 2014  شبه جزيرة القرم بعد استفتاء لم يعترف به المجتمع الدولي، حيث دخلت قوات خاصة ‏موالية لروسيا البرلمان هناك في شباط/فبراير 2014 وتم انتخاب حكومة مؤيدة لموسكو.‏

وفي آذار/ مارس صوت 79% من سكان القرم لصالح الانضمام إلى روسيا وصادق بوتين على الضم بعد يومين من ‏الاستفتاء.‏

ويعتبر 60% من سكان القرم من الروس، فيما الربع تقريبا من الأوكران، والبقية من التتار.‏

وفي أيار/ مايو 2018 ربطت روسيا شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي لروسيا من خلال جسر كيرتش البالغ طوله 19 ‏كليومترا، وتعرض لهجوم خلال الحرب تبنته كييف.‏

لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا ‏ 2022‏

أجرى الانفصاليون في المناطق الأربعة استفتاءات لم تقبلها أوكرانيا، أسفرت عن الموافقة على الانضمام إلى روسيا.‏

وفي شباط/فبراير 2022، اعترف بوتين باستقلال مناطق الانفصاليين وبرّر الغزو الذي شنّه في 24 شباط/فبراير على ‏أوكرانيا بأنه ضرورة لإنقاذ الشعوب الناطقة بالروسية من إبادة مزعومة.‏

وكانت منطقة لوغانسك تعدّ قبل الحرب نحو 2,1 مليون نسمة. وتتشارك حدودًا من ثلاث جهات مع روسيا.‏

وكانت منطقة دونيتسك المجاورة حيث نظّم استفتاء أيضًا، تعدّ قبل اندلاع الحرب 4,1 ملايين نسمة وعاصمتها التي ‏تحمل الاسم نفسه هي ثالث أكبر مدينة في البلاد.‏

وتضمّ زابوريجيا التي يحدّها البحر الأسود، أكبر محطة للطاقة النووية في البلاد وتطلّ على نهر دنيبرو وكان عدد ‏سكانها قبل الحرب 1,63 مليون نسمة.‏

أما خيرسون فقط سقطت بيد الروس في أول أيام الحرب، وكانت تُعد ذات أهمية كبرى للقطاع الزراعي الأوكراني.‏

ماذا قالوا؟

 قال ترامب: أريد أن تكون أموالنا مؤمّنة لأنّنا ننفق مئات مليارات الدولارات. ربما يتوصل الأوكرانيون إلى اتفاق وربما يصبحون روسا يوما ما.

قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الوضع في أوكرانيا "يتوافق إلى حد كبير مع كلمات الرئيس ترامب"، وإن بعض مناطق أوكرانيا أصبحت روسية بالفعل.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ضم مناطق لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون إن روسيا ستدافع عن أراضيها وإن على أوكرانيا احترام الإرادة الشعبية.



قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إن قرار موسكو ضم أربع مناطق من بلاده "باطل"، وطالب الغرب بضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

قال الرئيس الأمريكي السابق، جود بايدن، تعليقا على ضم المناطق الأربع، إنه لا يمكن لبوتين أن يستولي على أراضي جيرانه، وإن واشنطن مستمرة في احترام وحدة أراضي أوكرانيا، وإن روسيا داست على ميثاق الأمم المتحدة.

قالت وزارة الخارجية البريطانية عن الضم، إنها ترفض الضم غير القانوني الذي تمارسه روسيا بحق أراض أوكرانيا ذات سيادة.

قال حلف شمال الأطلسي إن الحلف لن يعترف أبدا بضم روسيا أربع مناطق أوكرانية، ووصف ذلك بأنه أكبر محاولة ضم قسري لأراض أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

الصورة الأوسع

وتخشى كييف أي تسوية لا تتضمن التزامات عسكرية حازمة، مثل العضوية في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو نشر قوات لحفظ السلام، مقدّرة أنه خلافا لذلك، سيتمكن الكرملين من التحضير لهجومه التالي.

من جهته، أعرب بوتين مرارا عن استعداده للتفاوض، شرط أن تلتزم أوكرانيا مطالبه وهي التنازل عن أربع مناطق في جنوب البلاد وشرقها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014 والتخلي عن فكرة الانضمام إلى الناتو. لكنها شروط اعتبرتها كييف غير مقبولة.



وقال زيلينسكي في وقت سابق من هذا الشهر إنه مستعد لإجراء مفاوضات مباشرة مع بوتين "إذا كان هذا هو الترتيب الوحيد الذي يمكننا من خلاله إحلال السلام لمواطني أوكرانيا وعدم خسارة المزيد من الأرواح".

وسيلتقي زيلينسكي نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس الجمعة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن.

كذلك سيوفد ترامب إلى أوكرانيا في الأسبوع التالي مبعوثه الخاص كيث كيلوغ المكلّف إعداد خطة لوضع حد للحرب.

ماذا ننتظر؟

ربما ننتظر في الأيام المقبلة مفاوضات روسية أوكرانيا لإنهاء الحرب، بسبب تكلفتها الكبيرة على أوكرانيا التي ستفقد أبرز داعميها عسكريا وماليا، إلى جانب اتفاقات أوكرانيا أمريكية لتعويض ما دفعته إدارة بايدن لتمويل الحرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب بايدن اوكرانيا بايدن ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس الأمریکی

إقرأ أيضاً:

روسيا تتهم حكومة الدبيبة بدعم أوكرانيا.. هل تحشد ضدها دوليا؟

طرح اتهام روسيا رسميا للحكومة الليبية في طرابلس برئاسة، عبدالحميد الدبيبة بدعم اوكرانيا وتنفيذ عمليات مسلحة في منطقة الساحل الكثير من التساؤلات حول تداعيات هذه الاتهامات وما إذا كانت موسكو ستقوم بحشد موقف دولي ضد الحكومة الليبية لإسقاطها.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية رسميا بأن هناك أدلة جديدة تثبت أن حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة الدبيبة تتعاون مع أوكرانيا لتنفيذ هجمات "إرهابية" في دول منطقة الساحل، وأن قوات الأمن التابعة لحكومة الدبيبة تعاونت مع المسلحين في أوكرانيا، وأن هذا التعاون شمل قيام النظام في أوكرانيا بتوريد طائرات مسيرة هجومية، وإجراء تدريبات بإشراف مدربين من إدارة الاستخبارات الرئيسية التابعة لوزارة الدفاع في كييف، وفق الوزارة.

وسطاء ومسارات معقدة
وكشف تقرير سابق لمجلة "أجانب" المتخصصة في الشؤون السياسية والأمنية الدولية، أن "حكومة الدبيبة حصلت مؤخرًا على دفعات من طائرات مسيرة أوكرانية الصنع، يُعتقد أنها وصلت إلى طرابلس عبر مسارات معقدة، بينها طريق مر عبر الأراضي الجزائرية".

وذكرت أن "جزءا من هذه المسيرات دخل ليبيا عن طريق وسطاء في أذربيجان، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن دفعات منها نُقلت عبر الحدود الجزائرية، بمساعدة خبراء أوكرانيين في التشغيل والصيانة يُشتبه في دخولهم طرابلس في إطار تعاون تقني غير معلن.

ووفق المجلة، فإن المسيرات استُخدمت في تنفيذ عمليات استطلاع وهجمات دقيقة داخل العاصمة ومحيطها، لتعزيز قدرات حكومة الدبيبة.



صمت حكومي رسمي
ورغم أن هذه الاتهامات رسمية وجاءت لأول مرة على لسان الخارجية في روسيا إلا أن حكومة الدبيبة وأجهزتها الأمنية المقصودة في الاتهام التزمت الصمت حتى كتابة التقرير، ولم تصدر أي بيانات توضيحية رغم ردود الفعل المحلية على الاتهامات.

وجاءت هذه الاتهامات قبيل أيام من إحاطة المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه أمام مجلس الأمن الدولي والمتوقع أن تستعرض فيها العراقيل التي تقابل خارطة الطريق الأممية والتي تقضي بتغيير الحكومتين في ليبيا والذهاب نحو الانتخابات.

فهل تحشد روسيا موقفا دوليا داخل مجلس الأمن لإسقاط حكومة الدبيبة والتسريع بتغييرها بسبب دعمها لأوكرانيا؟

لن تحدث أي تداعيات
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي إن "اتهامات الخارجية الروسية للحكومة في طرابلس بدعم أوكرانيا أعتقد أنها مجرد تصريحات إعلامية عبر المتحدثة باسم الوزارة الروسية وأنها ستذهب مع الريح فإن الدول الكبرى تهمها مصالحها وفقط".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "روسيا بالذات لها مصالح كبيرة في ليبيا وأن تحقيق مصالحها هذه يتطلب تواصلها مع الحكومتين في طرابلس وبنغازي، كما أن تاريخ العلاقة مع أوكرانيا ليس وليد اليوم وخاصة في مجال التعاون العسكري، حيث كانت ليبيا تستورد قطع غيار ومعدات الطائرات الروسية عندما تضامنت روسيا مع الغرب في حصار حادثة "لوكيربي"، وفق معلوماته العسكرية.

صدام وصراع روسي - أمريكي
في حين أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعات الليبية، رمضان بن طاهر إن "ما يجري في جوهره ليس خلافا بين حكومة الدبيبة وروسيا، بل جزءا من صراع أوسع بين الولايات المتحدة وروسيا على الجغرافيا الليبية، ويعكس هذا الاتهام غضب روسيا من محاولات واشنطن احتكار الملف الليبي وتوسيع نفوذها عبر توظيف أطراف متعددة".

وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أنه "حتى الآن، لا توجد أدلة مادية تؤكد صحة الاتهامات الروسية، ما يجعلها أقرب إلى أداة ضغط سياسي منها إلى كشف حقائق استخباراتية، فموسكو تستخدم هذا الخطاب لردع طرابلس عن أي تعاون محتمل مع أوكرانيا، ولتوجيه رسالة مباشرة إلى واشنطن بأنها لن تسمح بإقصائها من المشهد الليبي أو من عمقها الإفريقي"، حسب تقديراته.

وأضاف: "وبالتالي، المشهد الليبي اليوم يعكس اشتباكا استراتيجيا بين قوتين دوليتين، يفوق قدرة أي فاعل محلي على التحكم بمسار الأحداث"، كما صرح.

اظهار ألبوم ليست



تحركات ليست في صالح موسكو
الأكاديمي والكاتب الليبي، فرج دردور قال من جانبه إن "الأخبار عن تعاون حكومة الدبيبة مع أوكرانيا تفتقد إلى الدقة، فلا أعتقد أن العلاقة قد تجاوزت شراء بعض المعدات العسكرية من كييف، خاصة أن الأخيرة غارقة في حرب وجودية مع روسيا وليست في باب أنها تخوض حروبا أخرى خارج أراضيها بالاشتراك مع أيا كان".

وأوضح أن "تصريحات وزير خارجية روسيا الأخيرة لم تشر أن موسكو اتخذت موقفا معاديا ضد حكومة الدبيبة، بل أكد أن بلاده لازالت تحتفظ بحالة من التوازن بين البرلمان في الشرق وحكومة الدبيبة في الغرب، ولم يشر لوجود توتر في العلاقة بين بلاده وحكومة الدبيبة، حسب كلامه.

وتابع دردور لـ"عربي21": "لابد أن روسيا تتفهم أن حاجة حكومة الدبيبة لشراء السلاح لا يمنعها من التعامل حتى مع الطرف المعادي لروسيا، مادام في مصلحة ليبيا ولا يضر بشكل مباشر بموسكو ومصالحها، وليس في صالح روسيا أن تفقد التوزان في علاقاتها الدبلوماسية التي تدعيه، لأن هذا يفقدها عامل المنافسة في ليبيا مع أميركا وأوروبا"، وفق قوله.

مقالات مشابهة

  • روسيا توجه تحذيرات للدول الغربية بشأن أزمة أوكرانيا
  • فاينانشال تايمز: أمريكا تبادلت معلومات استخباراتية مع أوكرانيا لاستهداف روسيا
  • زيلينسكي يربط اتفاق غزة بحرب روسيا بأوكرانيا بمكالمة مع ترامب.. ماذا قال؟
  • لماذا ترتفع أسعار الذهب ومن الذي يشتريه؟.. نخبرك ما نعرفه
  • زيلينسكي يدعو ترامب للتفاوض بشأن أوكرانيا بعد اتفاق غزة
  • روسيا تتهم حكومة الدبيبة بدعم أوكرانيا.. هل تحشد ضدها دوليا؟
  • ميلانيا ترامب تكشف عن قناة اتصال مفتوحة مع بوتين بشأن أطفال أوكرانيا
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: وقف الحرب بداية جيدة.. ونوجّه الشكر لمصر التي أنقذت الدم الفلسطيني
  • روسيا تُرجئ قمة عربية روسية في موسكو بسبب اتفاق غزة
  • أوكرانيا تعرض دعم ترامب لجائزة نوبل إذا توسط في السلام مع روسيا