من ساحات الاعتصام إلى قصور الفساد.. قادة نكبة فبراير في اليمن مطلوبون للمحاكمة
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
يطالب ملايين اليمنيين بمحاكمة ومحاسبة القيادات السياسية والعسكرية التي أفرغت الدولة اليمنية من محتواها، وقدّمتها فريسة سهلة للمشاريع والأجندة الدولية، تحت شعارات رنانة وخطب جوفاء تكررت في ساحات الاعتصام خلال ربيع 2011، مقابل تمكينهم من السلطة لخصخصتها، وتطويع القوانين لشرعنة نهب مليارات الريالات من المال العام، في أسوأ سجلٍّ للفساد والمحسوبية والتدمير المنهجي.
وكشفت السنوات الماضية عن حجم الفساد الذي غرقت فيه قيادات "نكبة 11 فبراير"، بعد أن تسلقوا إلى السلطة عام 2011، مستغلين نفوذهم لممارسة الفساد والمحسوبية والمناطقية على نطاق واسع.
وبعد أكثر من عقد، بات واضحاً أن هذه النخبة لم تكن سوى أدوات لمشاريع تدميرية، استخدمت الدولة لتحقيق مكاسب شخصية، بدلاً من تحقيق تطلعات الشعب الذي خرج إلى الشوارع مطالباً بالتغيير إلى مزيدٍ من الأفضل وليس العكس.
وتشير تقارير محلية ودولية إلى أن مسؤولي السلطة في عدن وصنعاء، سواءً في الحكومة المعترف بها دولياً أو مليشيا الحوثي، راكموا ثروات هائلة خلال سنوات قليلة، متجاوزين ما جمعه مسؤولون سابقون خلال عقود، في تناقض صارخ مع الشعارات التي رفعوها والخطب التي ألقوها في ساحات الاعتصام، حيث زعموا أنهم يمثلون الشعب ويسعون لتحقيق العدالة. ولا يزال موقع يوتيوب يحتفظ بمقاطع فيديو توثق أكاذيبهم، شاهدة على زيف ادعاءاتهم.
فساد علني
يرى مراقبون أن الفرق الجوهري بين الماضي والحاضر، أن الفساد كان يُمارس قديماً بحذر وخفاء، لأن هناك محاسبة حكومية للفاسدين وإن كانت ليست ممتازة. أما اليوم، فهو يُمارس علناً، بقوة السلاح والسلطة، دون أي محاسبة أو رادع قانوني. فقد أصبحت الجهات الرقابية شريكة في منظومة الفساد، بعدما تم توزيعها بين الفصائل المتناحرة، لتتحول مؤسسات الدولة إلى أدوات بيد الفاسدين.
وأدى الفساد المستشري والمحاصصة في السلطتين المتنازعتين بصنعاء وعدن، إلى انهيار الخدمات الأساسية، وضرب الاقتصاد الوطني في الصميم، ما أثر بشكل مباشر على حياة المواطن.
وبحسب خبراء اقتصاديين تحدثوا لوكالة خبر، فقدت العملة المحلية أكثر من عشرة أضعاف قيمتها منذ 2011، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود، وإغراق ملايين اليمنيين في دوامة الفقر والجوع.
الدولة.. شركة خاصة
ما يثير السخط أن القيادات التي استولت على السلطة باسم "الثورة"، حوّلت مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات عائلية، حيث احتكروا المناصب لأبنائهم وأقاربهم، واستأثروا بالبعثات الدراسية والمنح الخارجية لأنفسهم والمقربين منهم، لتُدار الدولة وفق مصالح ضيقة، بعيداً عن مبدأ تكافؤ الفرص أو الكفاءة.
كما أن القيادات، خصوصاً في الحكومة المعترف بها، استحوذت على موارد البلاد النفطية والغازية، عبر صفقات مشبوهة في السوق السوداء، أو عبر نهب الإيرادات تحت ذرائع دعم الجبهات والموازنات التشغيلية، والتي تصب جميعها لصالح قوى النفوذ نفسها. وإلا، فكيف فشلت هذه القيادات خلال أكثر من عشر سنوات في استعادة الدولة من قبضة مليشيا الحوثي، أو في معالجة الاقتصاد والخدمات المنهارة في المناطق التي تسيطر عليها؟
كذلك الأمر بالنسبة لمليشيا الحوثي التي كانت شريكاً في فوضى 2011، حيث باتت تنهب جميع إيرادات الدولة الجمركية والضريبية وغيرها منذ انقلابها في سبتمبر/ أيلول 2014، في الوقت الذي ترفض تقديم الخدمات أو تدفع مرتبات الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتها، لتصاب قياداتها بالتخمة من الفساد.
بذخ الفاسدين
لم يقتصر الفشل على الاقتصاد والخدمات، بل امتد إلى المؤسسة العسكرية والأمنية، التي تعرضت لتدمير ممنهج، جعلها غير قادرة على حماية البلاد من التدخلات الخارجية والمليشيا الحوثية، خصوصاً بعدما تم إعادة تشكيلها وفق معايير سياسية ومناطقية بحتة، بحيث أصبحت كل مجموعة تتمترس خلف مشروعها الخاص.
في الوقت الذي يعاني فيه أكثر من 80 بالمئة من اليمنيين من الفقر، تعيش القيادات التي تصدرت المشهد منذ 2011 في رفاهية مطلقة، متنقلة في الخارج بين القصور والفنادق الفاخرة، تاركة الشعب يواجه الجوع والحرب وانعدام الخدمات، بينما يحصل الموظف في مناطق الحكومة الشرعية على رواتب متآكلة تُدفع بشكل غير منتظم، بينما يحظى المسؤولون بامتيازات بالعملة الصعبة، تُمكنهم من العيش برفاهية خارج البلاد.
ويشير مراقبون إلى أن إحدى أكبر الكوارث التي خلفتها نكبة فبراير هي الحرب الحوثية التي اندلعت كنتيجة مباشرة للفوضى التي شهدتها البلاد في 2011.
هذه الحرب هجّرت أكثر من 5 ملايين يمني، ليصبحوا لاجئين ونازحين داخل بلدهم وخارجه، وحولت اليمن إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، حيث أصبح المواطنون وقوداً لصراعات السلطة والنفوذ.
اليوم، وبعد 14 عاماً مما سُميت "ثورة"، يبدو المشهد أكثر قتامة من أي وقت مضى. فلا تنمية، ولا عدالة، ولا استقرار، بل دولة منهارة، وشعب محطم يبحث عن قوت يومه، وسط صراعات لا نهاية لها.
وأما المشاريع الدولية التي دعمت هذه الفوضى، فلم تحقق سوى الخراب والانهيار، فيما بقيت القيادات التي صنعت الكارثة محصنة من المساءلة والمحاسبة.
وعلى الرغم من كل هذه الكوارث، لا تزال هذه القيادات تطمع بالمزيد من النهب والتجويع والإذلال بحق الشعب اليمني، مستمرة في تسويق الوهم بأن "ثورتهم" لا تزال قائمة. لكن الشعب، بمن فيه شخصيات دينية وسياسية محسوبة على تلك القيادات نفسها، أصبح جلّ مطالبه محاكمة ومحاسبة هذه العصابات، التي باعت الوطن مقابل السلطة والثروة.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
عاجل: حزب البعث في اليمن يتهم المجلس الانتقالي بتنفيذ انقلاب مسلح في حضرموت والمهرة ويطالب بإعادة القوات إلى مواقعها
قالت قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي اليوم الخميس إن سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على محافظتي حضرموت والمهرة وقصر المعاشيق في عدن تمثل “إعلان حرب” و“انقلاباً مسلحاً” خارج إطار السلطة الشرعية، متهمة المجلس بفرض واقع جديد بقوة السلاح وتقويض الشرعية والوحدة الوطنية.
وأوضح الحزب في بيان له وصل موقع مأرب برس نسخة مه "أنه وقف أمام ما وصفه بـ“التطورات الخطيرة” في المحافظات الشرقية، مشيراً إلى أن إجراءات الانتقالي شملت نزع علم الجمهورية اليمنية من المؤسسات المدنية والعسكرية و“تجاوز اتفاق الرياض والمرجعيات السياسية بما فيها قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية”.
وقال البيان إن سيطرة الانتقالي بقوة السلاح “تهدد السلم الاجتماعي وتمزق النسيج الوطني وتنعكس سلباً على الاستقرار الاقتصادي”، محذّراً من مخاطر ما اعتبره “فرض أمر واقع جديد خارج إطار الدولة” وما قد يترتب عليه من “خدمة للمليشيات الحوثية ومشاريع الفوضى”.
وقال الحزب إن التحركات الأحادية “أضعفت الثقة بالشرعية” واتُهمت – بحسب البيان – بأنها جرت “بدعم من إحدى الدول الشقيقة المشاركة في التحالف العربي”، من دون تسميتها، واصفاً ذلك بأنه “سلوك غير مقبول”.
ودعا حزب البعث إلى “إعادة القوات الوافدة من خارج حضرموت والمهرة إلى ثكناتها وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه”، مشدداً على ضرورة العودة إلى طاولة الحوار ووقف ما وصفه بثقافة الإقصاء والتمترس.
كما دعا البيان إلى عودة مؤسسات الدولة إلى العاصمة المؤقتة عدن واستئناف مهامها الدستورية، والاتفاق داخل الشرعية على إطار خاص لمعالجة القضية الجنوبية في أي مفاوضات سلام قادمة.
وأكد الحزب أن “المعركة الوطنية الحقيقية” هي مواجهة جماعة الحوثي، مطالباً بتوحيد القوات المسلحة ودمج التشكيلات المختلفة في الجيش الوطني وإعادة تأهيلها لخوض معركة “استعادة الدولة”.
وأشاد البيان بموقف رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي “الرافض للإجراءات الأحادية”، كما ثمّن جهود دول التحالف العربي في دعم الشرعية، مع التأكيد على ضرورة عدم إنشاء أي علاقات خارجية لا تمر عبر الحكومة اليمنية.
مأرب برس يعيد نشر نص البيان
بيان حول أحداث حضرموت والمهرة
يا أبناء شعبنا اليمني المجاهد.
وقفت قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي أمام التطورات الخطيرة والاحداث المتسارعة في محافظتي حضرموت والمهرة وفي قصر المعاشيق، وما رافقها من فوضى وتقويض للشرعية والوحدة الوطنية؛ نتيجة الإجراءات والتصرفات الأحادية اللامسؤولة التي قام بها المجلس الانتقالي، أحد مكونات مجلس القيادة الرئاسي وفق اتفاق الرياض، وذلك لقيامه بالسيطرة بقوة السلاح على محافظتي حضرموت والمهرة وقصر المعاشيق ونزع علم الجمهورية اليمنية في جميع المؤسسات المدنية والعسكرية، وشوارع المدن والمنافذ والمطارات، متجاوزا الاجماع الوطني، واتفاق الرياض في نقل السلطة ونقل صلاحيات الرئيس عبده ربه منصور لمجلس القيادة الرئاسي كما يتجاوز كل الاتفاقات والمرجعيات بما فيها المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة بالشأن اليمني وفي مقدمتها قرار مجلس الامن 2216، ، وفرض أمر واقع جديد خارج إطار السلطة الشرعية يدق أخر مسمار في نعش السلطة الشرعية المعترف بها دوليا ويؤسس لفصل جديد لصراع مركب ومعقد.
يا أبناء شعبنا اليمني الصابر.
إن سيطرة المجلس الانتقالي بقوة السلاح على شرق اليمن وجنوبه بشكل أحادي وخارج إطار الدولة يعد إعلان حرب ويمثل خرقاً صريحا لمرجعيات المرحلة الانتقالية، يضرب أسس الدولة الموحدة ومؤسساتها وقرارها الأمني والعسكري وإجراء يهدد السلم الاجتماعي ويساهم في تمزيق النسيج الإجتماعي ومحرك أساسي لزيادة وتأجيج العنف، كما يهدد التعافي الاقتصادي الذي شهده الاقتصاد الوطني، وينسف كل ما تحقق من إصلاحات اقتصادية واستقرار في سعر العملة الوطنية، ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية وينذر بانزلاق خطير نحو مسارات لا تخدم إلا مشاريع الفوضى وتقويض الشرعية الدستورية والإضرار بالمصلحة الوطنية العليا ونتائجه السلبية تصب في خدمة المليشيات السلالية والمشروع "الصهيو-صفوي" الذي يهدد كيان الأمة.
إن ما قام به المجلس الانتقالي الجنوبي من تصرفات خارج الإجماع الوطني، وبدعم من إحدى الدول الشقيقة ضمن التحالف العربي والذي تربطها ببلادنا علاقة اخوية، يعد انقلاب مسلح لا يمكن تبريره، كما لا يمكن تجاهل تداعياته الكبرى على كافة الأصعدة وما يترتب عليه من فقدان الثقة بالسلطة الشرعية وهو إجراء وتصرف غير مقبول وسلوك مرفوض
يا جماهير شعبنا اليمني الحُرّ الأبي المجاهد
ان الحفاظ على الشرعية والانتصار في معركة استعادة الدولة يستوجب وحدة وطنية حقيقية بعيدا عن الصراعات الفئوية والمناطقية ويتطلب موقفا وطنيا شجاعا يقدم مصلحة اليمن فوق جميع الحسابات والاعتبارات، فالإرادة الوطنية الجامعة اقوى من أي سلاح وامتن من أي تدخل وأكثر بقاء من كل الازمات العابرة وشعبنا قادر على ان يحمي حاضره ويصنع مستقبله ومن هذا الايمان العميق يؤكد حزب البعث العربي الاشتراكي القومي على ما يلي:
أولا: رفض كل الإجراءات الأحادية التي قامت بها قوات المجلس الانتقالي في السيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة وقصر المعاشيق ورفض أي غطاء سياسي أو دبلوماسي لتحركات المجلس الانتقالي، التي تتجاوز صلاحيات الدولة وتعزيز حضورها وصلاحيات رئيس مجلس القيادة الرئاسي ويدعو لإعادة القوات الوافدة من خارج محافظتي حضرموت والمهرة إلى مناطقها وثكناتها العسكرية التي قدمت منها، وإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها.
ثانيا: العودة إلى طاولة الحوار وحل كافة المسائل الخلافية عن طريق الحوار باعتبار ما حدث امر ممكن اصلاحه والتوافق بعيدا عن ثقافة الإقصاء والكراهية والتمترس، وعودة كل مؤسسات الدولة الى العاصمة المؤقتة عدن للقيام بمهامها الدستورية والقانونية، مع عدم التدخل في شؤون الحكومة ومنازعتها صلاحيتها، والاتفاق على إطار خاص للقضية الجنوبية يطرح من قبل السلطة الشرعية بكل أطرافها في أي مفاوضات سلام قادمة.
ثالثا: يؤكد الحزب أن المعركة الوطنية الحقيقية المقدسة هي معركة الشعب للقضاء على التمرد الحوثي والتي تتطلب تلاحم كافة أبناء الشعب اليمني خلف القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية وإعادة النظر في بُنية مجلس القيادة الرئاسي وآليات عمله وتوحيد كل الكيانات المسلحة ودمجها في الجيش الوطني وإعادة تأهيلها وحشد الطاقات والإمكانات لصالح المعركة الوطنية المقدّسة لاستكمال معركة التحرير واستعادة مؤسسات الدولة وهزيمة تنظيم الحوثي الإرهابي
رابعا: تثمين موقف رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي؛ لموقفه الرافض للإجراءات الأحادية التي من شأنها تقويض المركز القانوني للدولة، ومنازعة الحكومة لسلطاتها الحصرية.
خامسا: تثمين موقف الأشقاء للجهود المبذولة في دعم الشرعية ويؤكد الحزب على أهمية إقامة علاقات متوازنة مع دول التحالف العربي ويؤيد الحزب الدعوة بعدم السماح بأي علاقات مع الخارج لا تمر عبر الحكومة وان تكون الحكومة هي البوابة والنافذة الوحيدة لتلقي الدعم الخارجي والتأكيد لدول الجوار ان أمن واستقرار اليمن جزءً لا يتجزء من أمن واستقرار المنطقة، وان يجري التعامل مع اليمن على هذا الاساس وليس على اي اساس آخر، ووضع حداً لعبث بعض الأشقاء من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالسعي لتصفية حساباتها على أرض اليمن في ظل ظروف الحرب والمعاناة ودون مراعاة لروابط الإخاء والجوار.
صادر عن قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي
20 جماد الآخرة 1447هـ ، الموافق 11 ديسمبر 2025