عربي21:
2025-05-23@03:56:13 GMT

الإصلاح مفردات ومسالك وعمليات.. مشاتل التغيير (5)

تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT

من المهم أن نعلن تحفظنا على مسألة حصر الخيارات الإصلاحية من أعلى أو من أسفل، أو أن عملية الإصلاح هي في المستويات السفلية أو العُلوية، ولكن ما نراه أساسي للتركيز عليه هو الشروط الفكرية والثقافية لعملية الإصلاح والبنية التحتية اللازمة له، ومن ثم فإننا نرفض أنماطا من السلطة جرى التسويغ لها على ألسنة كثيرين من مثل "المستبد العادل"، أو "سلطان غشوم خير من فتنة تدوم"، أو "من اشتدت وطأته وجبت طاعته"، أو "ستون سنة بسلطان ظالم خير من ليلة بلا سلطان".



 إن هذا التسويغ الجامع بين متناقضات من الاستبداد والعدل أو المزيف لأوصاف من مثل الحاكم المفكر في إطار تزكية نماذج المستبد الجاهل المدّعي (أبو العريف) أو ذلك المستبد الذي يسوغ المجتمع في ضوء علاقة السيد بالعبد (دكاترة وعلماء السلطان)، يمكن الرد عليه بالتأكيد على أنه ليس هناك ما يسمى بالمستبد العادل، فالنقيضان لا يجتمعان (الاستبداد والعدل)؛ وكذلك فإن علاقات الاستبداد لا يمكن أن تنتج من خير، ولكنه في حقيقة الأمر هو نوع إن أتى بشيء يتعلق بـ"تنمية الناس" فإن ظاهره الرحمة، وباطنه من قبلهم العذاب.

وهي نماذج تحرك ضرورة الكشف عن كل ما يتعلق بالإصلاح الضال أو الإصلاح معكوسا، أو الإصلاح الزائف "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" (البقرة: 11).

لا بد وأن يكون لدى المجتمع القدرات والأجهزة القادرة على كشف كل غطاء زائف حول عملية استبداد السلطة وطغيانها في إطار قابليات الاستخفاف الفرعوني؛ إذا كان الفاسد في سعيه يريد أن يفسد كل شيء؛ ويهلك الحرث والنسل، فإن القائم بعملية الإصلاح وجب أن تكون عينه على أمرين: الدولة والمجتمع والعلاقة فيما بينهما فيصلح أمرهما، وعلى نموذج الإصلاح ذاته حتى لا يكسد أو يفسد
لا بد وأن يكون لدى المجتمع القدرات والأجهزة القادرة على كشف كل غطاء زائف حول عملية استبداد السلطة وطغيانها في إطار قابليات الاستخفاف الفرعوني؛ إذا كان الفاسد في سعيه يريد أن يفسد كل شيء؛ ويهلك الحرث والنسل، فإن القائم بعملية الإصلاح وجب أن تكون عينه على أمرين: الدولة والمجتمع والعلاقة فيما بينهما فيصلح أمرهما، وعلى نموذج الإصلاح ذاته حتى لا يكسد أو يفسد.

وهنا من الواجب علينا تأمل النموذج الفرعوني في العلاقة السياسيةبين الحاكم والمحكوم ضمن مسالك إفساد استطاعت أن تغتصب كل حقائق الإصلاح ومفرداته من الرشاد، ومن الطريقة المثلى، ومن إخراجهم عن جادة الصواب وما اعتادوا عليه، ولكن في تركيزنا على ذلك النموذج الفرعوني يجب ألا يلفتنا عن نموذج السامري في انحراف العملية الإصلاحية، ونشاطها في تزييف الشروط السابق الحديث عنها في عملية الإصلاح لحرف طبيعتها وتزوير عطاءاتها لتكر على أصل مقاصدها بالنقض والإهمال، وتسرق مفهوم الإصلاح ذاته وتغتصبه.

ومن هنا يبدو لنا نموذج الإصلاح في دعوة النبي شعيب عليه السلام: "إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (هود: 88)؛ تذكرنا تلك الآية بعناصر ستة في عمليات الإصلاح؛ (إن أريد) الإرادة مبدأ الفعل الإصلاحي؛ (إلا الإصلاح) وضوح الهدف الإصلاحي الكامن في التعبير بأسلوب القصر؛ (ما استطعت) الاستطاعة والقدرات والوسائل المرتبطة بها؛ (وما توفيقي إلا بالله) التوفيق الإلهي بين الوعد بالمنن والعمل بالسنن؛ (عليه توكلت) حقيقة التوكل والسعي الدائب والأخذ بالأسباب؛ التوكل بين تواكل الفعل الإنساني وتوكل الأخذ بالأسباب و السعي الفعال؛ (وإليه أنيب) الإنابة، والمراجعة، والأوبة وعمليات التقويم الذاتي.

وكذا فإن الاستطاعة والقدرة والسعة والوسع؛ والاجتهاد فيما لا مزيد عليه؛ إنما تؤسس للإصلاح وفق الطاقة للفعل الإنساني والحضاري؛ والتي تزكي فكرة المشاتل الحضارية التي تفيض من ميدان الى ميدان، ومن مساحة الى مساحة، ومن مجال الى مجال، ومن ساحة الى ساحة، ساحة إدلب التي كانت مشتلا ومعملا لإصلاح كبير وشامل. ولعل هذا الفهم يجد ما يزكيه من اختصاص النبي شعيب في رسالته أنه بعث في قوم يطففون الكيل والميزان، وما يؤديه ذلك من فساد في كامل مساحات وعلاقات المجتمع.

ومن هنا وجب على نظريات الإصلاح أن تؤكد على هذا المربع الإصلاحي التربوي الحضاري في نظريات النبي عليه الصلاة والسلام الإصلاحية. هذا الأمر الذي يتعلق بالقيامة الإنسانية إنما يحرك معنى المسؤولية في نشاط هذا العمل الإنساني الذي يجب أن نقوم عليه، فنحرك هويات مؤسسية فرعية أخرى تتعلق بنظرية الفأس (اشترِ قدوما/ فأسا.. اذهب واحتطب)، ونظرية الرباط على الثغر (رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وأيضا الحديث: عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ). نعم "أنت على ثُغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك"، والثغرة موطن الضعف من الحدود، أو الثُلمة في الشيء، أو الفتحة في الثوب.

فإياك يا أخي أن تكونَ أنت سببا في الإساءة إلى الإسلام والمسلمين، ونظرية التصدق ولو بشق تمرة (اتقوا النار ولو بشق تمرة)، ونظرية الفسيلة (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها)، وليس علينا في حقيقة الأمر إلا أن نمارس مسالك هذا العمل الإصلاحي الفياض بعطاءاته ضمن الفهم، وتبدو لنا هذه الرؤية السفينة للعالم (حديث السفينة).

والكون مظلة لكل هذا الفعل الإصلاحي وفاعلياته الحقيقية لإنقاذ هذا الكون ضمن الإنقاذ الثاني الذي يمكن أن يكون إنقاذا كونيا شاملا، بعد أن ضاقت الحضارة التي افتتنت بزخرفها فخنقت مبادرات العمل الإصلاحي، فتحدثت مرة عن "موت الإله" ولم يكن ذلك في عرفها إلا مقدمة "لموت الإنسان". لا نجد أفضل مما عبر به رجاء جارودي في ندائه الثاني للأحياء بعد ندائه الأول، حينما أشار إلى "حفارو القبور" والذي أدى إلى افتقاد المعنى والمغزى في الحياة الإنسانية والرؤية الكونية والعمل الإصلاحي وفاعلياته.

ومن أهم هذه الأمور تقع هذه الأجهزة الثلاث تحوطها وسائط ثلاث أخرى؛ إن النظر الواعي والبصير لا بد أن يهتم بأجهزة الإصلاح المجتمعي والحضاري والسياسي والتي تتمثل في ثلاث أجهزة أساسية وثلاث أخرى وسيطة تشكل أطرا وسياقات مؤسسية لتفعيل وتشغيل هذه الأجهزة الثلاث؛ يقع على رأسها جهاز المناعة الذاتية الذي يحقق الحصانة بالنسبة لأي كيان ويدفع كل عدو أو خصم يريد النيل منه أو إضعافه وإنهاكه؛ إنه الجهاز المناعي في الكيان محركا كل طاقاته في الممانعة والمدافعة والمقاومة.

أما الجهاز الثاني فيتمثل في جهاز المراجعة والنقد الذاتي ليحفظ للكيان مسيرته الحقة والفاعلة في مواجهة أي قصور أو ضعف أو انحراف يشكل مع تراكمه استمراء لفعل الغفلة أو ارتكاب الخطأ والتغاضي عن القصور؛ ضمن رؤية كامنة لدى قياداته وأهله بقداسة الكيان وسياساته وحركته وتصرفاته، فيغطي على كل ذلك بمسوغات بالتقاط المعاذير وانتحال مسالك التبرير؛ فلا يفطن غالبا مع هذه الحال إلى ضرورات المراجعة والنقد الذاتي كل حين أو في أي أزمة تطرأ أو فرصة تلوح وقد فات وقتها.

كما الاستبداد واصطحابه الفساد كما هو صناعة فإن الإصلاح كذلك صناعة يقوم على أركان عدة تتفاعل في بنائه وبنيته، في سيرته ومسيرته، في تحولاته وسيرورته. ومن هنا وجب علينا أن نؤكد على أنه ليس فقط النماذج الإصلاحية في مواجهة نماذج الاستبداد والإفساد، ولكن علينا كذلك أن نؤكد على إمكانية انحراف عملية الإصلاح
أما الجهاز الثالث والأخير فيرتبط بالتجدد الذاتي حتى يحافظ الكيان على استمرايته النشطة وحركيته الحقة، فلا يصاب بتجمد قد يطوله أو تكلس قد يحوطه.

إن عناصر التجدد والاجتهاد ومسيرة الإحياء بلا إبطاء من خلال الاستجابات الفاعلة والدافعة والرافعة؛ أجهزة ثلاث تتكافل وتتكامل فعلا وفاعلية؛ تشكل أجهزتها المؤسسية الضامنة أجهزة الفاعلية الإصلاحية في بناء وصياغة الاستراتيجيات للفاعليات المجتمعية والحضارية. أما الأجهزة الوسيطة الناظمة لها سياقا والمؤسسة لها استمرارا؛ فتكمن في مؤسسات متعددة ومتنوعة من مؤسسات تحفظ مهمات التنبه والإنذار ومداخل الاستنفار؛ وأخرى تتعلق بالمتابعة والمراقبة والرقابة والمحاسبة؛ ومؤسسات أخرى تمارس كل مداخل ومسالك المبادأة الإيجابية والمبادرة القائمة والقدرة على المواجهة ضمن سياقات الاستعداد والاستمداد وقدرات التصحيح الذاتي.

وغاية الأمر أن كما الاستبداد واصطحابه الفساد كما هو صناعة فإن الإصلاح كذلك صناعة يقوم على أركان عدة تتفاعل في بنائه وبنيته، في سيرته ومسيرته، في تحولاته وسيرورته. ومن هنا وجب علينا أن نؤكد على أنه ليس فقط النماذج الإصلاحية في مواجهة نماذج الاستبداد والإفساد، ولكن علينا كذلك أن نؤكد على إمكانية انحراف عملية الإصلاح، ضمن هذا التكامل تأتي عملية الإصلاح كعملية حضارية وتربوية شاملة تزكي هذا النظر وهذا التفاعل ما بين المثلث المهم، فإن مثلث قاعدته الإصلاح لا بد وأن يحمل ضلعين أساسيين؛ السياسة بمضامينها الحضارية الشاملة، والفكر بمضامينه الإدراكية والوعي بعالم الأفكار الضرورية التي تشكل شروطا أولية لعملية الإصلاح التي تؤكد أن عملية الإصلاح لا تحتاج فقط للرجل الصالح في ذاته، ولكن تحتاج للرجل المصلح لغيره وجماعته وأمته. ويأتي قول البشير الإبراهيمي جوهريا ومصيبا: "الاصلاح ليس أقوالا إنما هو صناعة حضارية ممتدة، وأن الحديث المستمر من جانب أولى السلطان عن الإصلاح هو الشهادة على أنفسهم بأنهم أفسدوا".

x.com/Saif_abdelfatah

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإصلاحية الفكرية الاستبداد فساد استبداد الإصلاح فساد فكر تغيير مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیة الإصلاح أن نؤکد على ومن هنا

إقرأ أيضاً:

حكومة التغيير تقيم حفلا خطابيا بمناسبة عيد الوحدة 35

وفي الحفل أكد عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي أن الوحدة وجدت لتبقى، والشعب اليمني وحدوي ويجمعه اليمن الواحد.. لافتا إلى أن الوحدة هي نتاج تضحيات الشعب اليمني في الشمال والجنوب وثبات إرادته في تحقيق الوحدة والاستقلال والتحرر من الوصاية الخارجية.

وذكر السامعي أن الذين خرجوا يوم أمس في عدن في مظاهرات هم مع الوحدة، واليمن سيبقى موحداً رغم أنف كل انفصالي.

بدوره أكد رئيس مجلس الوزراء أحمد غالب الرهوي، أن الوحدة اليمنية ناضل من أجلها الآباء والأجداد ثم الحركة الوطنية اليمنية التي قدمت قوافل من الشهداء وصولا إلى الثاني والعشرين من مايو الذي استعاد فيه الشعب اليمني وحدته رسميا.

وأفاد بأن الوحدة إرادة شعب وليست إرادة أحزاب أو جماعات أو أفراد.. موضحا أن الشعب اليمني أعلن الوحدة قبل أن تعلنها القيادة السياسية، وذلك بإزالة براميل الشريجة وفرض التنقل بين الشطرين آنذاك بالبطاقة الشخصية.

وأشار إلى أنه لم يكن أمام التيار السياسي في الشطرين من خيار سوى اللحاق بإرادة الشعب اليمني الذي أعلن الوحدة مبكرا.. مبينا أن العالم اليوم هو عالم التكتلات الكبيرة وليس التفتت والتمزق.

وقال” علينا أن نحافظ على هذه الوحدة وألا نلتفت لمن يتحدث باسم الفيدرالية أو الكونفدرالية، فامر الوحدة وصيغتها قد حسمها الدستور النافذ وأكد عليها دستورنا الأعظم القرآن الكريم في قوله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)”.

ولفت الرهوي إلى أن مشروع الدستور الذي حاول البعض تمريره في مؤتمر الحوار الوطني دون عقد اجتماع لكل أعضاء المؤتمر ولجانه، أجهض في وقته وأصبح في خبر كان.

وأضاف” نعم هناك أخطاء وممارسات خاطئة ولكن يمكن حلها، وكما قال السيد القائد ستحل القضية الجنوبية بالعدل، فعلينا أن نجتمع حول وحدتنا وأن تتضافر جهودنا من أجل الحفاظ عليها لأن فيها خيرنا وقوتنا وعزتنا وفلاحنا”.

وتابع ” علينا التمسك بوحدتنا وأن ننظر إليها نظرة استراتيجية وأن نعزز ثقافتها ونرفع من شأنها وأن نبتعد عن الأخطاء وأن نخطو خطوات وحدوية حقيقية”.. معتبرا الدفاع عن الوحدة واجبا وطنيا ودينيا فهي الأصل وما دونها هو الطارئ الذي سيزول.

وتطرق رئيس مجلس الوزراء إلى الأوضاع الكارثية والمأساوية المؤلمة والموجعة التي تمر بها المحافظات والمناطق المحتلة من قبل السعودي والإماراتي.. مشيدا بخروج المرأة اليمنية المشرف في عدن للمطالبة برحيل المحتل وأعوانه من المحافظات والمناطق المحتلة.

وجدد مباركته للموقف المشرف الذي يجسده الشعب اليمني بخروجه الأسبوعي نصرة ودعما لأهلنا وإخواننا المظلومين في غزة وتقديمه الانموذج الأبرز والأقوى عربيا ودوليا.. لافتا إلى هذا الموقف الشعبي والعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية يجسد صدق الموقف وروح المسئولية الدينية والأخلاقية والإنسانية لشعبنا العزيز في إسناد إخوانه، والذي يعد شرفا كبيرا لا يضاهيه شرف.

وفي الفعالية التي حضرها نواب رئيسي مجلسي النواب والشورى، وعدد من أعضاء مجالس الوزراء، والنواب، والشورى، تقدم ناطق حكومة التغيير والبناء- وزير الإعلام هاشم شرف الدين، بالتهاني والتبريكات لأبناء الشعب اليمني ورثة الحضارة وأهل الإيمان والحكمة، حماة الدين والعروبة المدافعين عن القيم والإنسانية، وإلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط بالعيد الوطني الـ35 لإعادة تحقيق الوحدة المباركة.

وقال” إننا نحتفي اليوم بهذه المناسبة المباركة للتأكيد على أن وحدة اليمن باقية شامخة كجبالنا وخالدة كعراقة تاريخنا، فهي ليست مجرد اتفاق سياسي، أو لحظة تاريخية عابرة، بل قضية راسخة ثابتة بكل الاعتبارات، وهي قدرنا وهويتنا ومستقبلنا ولا تراجع عنها ولا مساومة عليها”.

وأشار إلى أن الأخطاء التي رافقت مسيرة الجمهورية اليمنية لم تكن بسبب الوحدة بل بسبب الأنظمة السابقة والقوى التقليدية التي كانت وظلت مرتهنة للخارج قبل وأثناء وبعد إعلان الجمهورية اليمنية وحتى الآن، أولئك الذين لم يفهموا معنى الوحدة ولم يقدروا قيمتها ولم يعملوا على ترسيخها.

وذكر شرف الدين أن البلد عانا من معالجات خاطئة أعاقت مسيرة الوحدة منذ نشأتها مثل الإقصاء والقضاء على الشراكة، وتكريس الهيمنة المركزية ثم استغلال مطالب حقوقية للدعوة إلى الانفصال، وصولا إلى المطالبة بالفيدرالية وبتلك الطريقة الغريبة المريبة في فرض الأقلمة.

وأكد أنه لولا ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر لكان أمكن فرض مؤامرة التقسيم، لكن الثورة العظيمة أنقذت اليمن من براثن الفتنة وحافظت على وحدته، ثم حاولت دول تحالف العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي على اليمن استهداف الوحدة من خلال محاولة فرض تقسيم البلد بالقوة لكنها فشلت بفضل الله وحكمة قائد الثورة وصمود أحرار الوطن.

وأفاد وزير الإعلام بأن اليمنيين أثبتوا للعالم أجمع، أننا شعب لا يلين ولا يستسلم، شعب يتصدى للغزاة ويقاوم الاحتلال ولا يرضخ للظلم.. مؤكداً أنه يعز علينا أن يبقى جزء من وطننا يعاني تحت نير الاحتلال وتتعاظم فيه باستمرار معاناة شعبنا في كافة المجالات الاقتصادية والمعيشية والخدمية والأمنية والاجتماعية وغيرها.

وتطرق إلى الأوضاع في المحافظات المحتلة وما يعانيه المواطنين فيها مقارنة بالمناطق الحرة.. لافتا إلى أن أبناء المحافظات المحتلة يدركون حقيقة أن العدو المحتل لا يملك سوى مشاريع النهب والظلم بأشكالها المتنوعة، وأن من يساعده في الداخل هم مجرد خونة باعوا وطنهم وشعبهم وباعوا ضميرهم وشرفهم من أجل حفنة من الدولارات يختلفون ويتصارعون عليها تاركين الشعب يئن تحت الغلاء وتوقف الخدمات كالكهرباء وغيرها.

ولفت وزير الإعلام إلى أن جميع أبناء الشعب في كافة المحافظات يدركون اليوم أن القرار الوطني المستقل هو هنا في صنعاء، قلب اليمن النابض ورمز وحدته ومنارة عزته، ويدركون أن الدولة هي هنا في صنعاء محفوظة برعاية الله وعونه وتوفيقه ومسندة بالقيادة الحكيمة وحكومة التغيير والبناء التي رغم التحديات والظروف الصعبة حققت عددا من الإنجازات الواضحة التي لمسها المواطنون.

وأضاف:” ها هو التاريخ اليوم يسجل لبلدنا وشعبنا العزيز كل يوم ودوناً عن بلدان وشعوب العالم أجمع أعظم صور الشرف والبطولة وأجل أعمال الشهامة والمروءة وأقدس أفعال التضحية والفداء في مواقف ثابت ومبدئي في إسناد الأشقاء من أبناء الشعب الفلسطيني من منطلق إيماننا وتمسكنا بالقيم الإنسانية والأخلاقية والدينية”.

وأكد أنه وبرغم حجم العدوان الأمريكي وما رافقه من اعتداءات بريطانيا والكيان الصهيوني الغاصب ورغم نوعية الجرائم التي طالت المدنيين والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية إلا أن حكومة التغيير والبناء تمكنت بفضل الله وعونه من مواجهتها والتغلب عليها وإعادة تشغيل أهم تلك المنشآت وبصورة قياسية.

وقال شرف الدين ” استطعنا بفضل الله أن نؤثر تأثيراً غير مسبوقاً على العدو الإسرائيلي، وأن القادم أعظم، والوزن الإقليمي الدولي لليمن يتعاظم يوماً تلو آخر، وأن اسم اليمن الذي ارتفع عالياً لدى معظم البلدان والشعوب سيبقى مرتفعاً على الدوام”.

وتطرق إلى مواقف الشعوب العربية والإسلامية المخزية والمتخاذلة والمتواطئة تجاه مظلومية الأشقاء في غزة، مقارنة بموقف بلدنا الشجاع، وكذا بين الموقف العروبي والإسلامي للأحرار في صنعاء والمناطق الحرة وبين موقف الخونة والعملاء في المناطق المحتلة الذين يقفون في صف العدو الأمريكي والصهيوني ويساعدونهما في تنفيذ مخططهما الخبيث.

وأكد الثقة الكبيرة في أن شعبنا العزيز في المحافظات الحرة والمحتلة سيحمي الوحدة وسيواصل النضال وسيقدم التضحيات حتى تحرير كل شبر من أرض الجمهورية اليمنية.. داعياً الجميع إلى اليقظة والوعي الكامل، والتضامن الشعبي والحرص على تماسك النسيج المجتمعي والعمل الوطني الوحدوي تحت راية القيادة القرآنية.

وذكر وزير الإعلام أن التوحد هو أمر إلهي وحصن يحمينا، تنفيذاً لقوله سبحانه وتعالى ” واعتصموا بحبل الله جمعياً ولا تفرقوا”.. مؤكدا على أهمية عدم السماح للأعداء المتربصين وللجيران الحاقدين وللخونة المنافقين أن يمزقوا وطننا وأن يفرقوا شعبنا، فالوحدة أمانة في أعناق الجميع للحفاظ عليها وصونها وتوريثها للأجيال.

كما ألقيت كلمة عن قبائل اليمن من قبل الشيخ ضيف الله رسام، أكد فيها على أهمية الحفاظ على الوحدة وحمايتها من العملاء ومن يسعون إلى تمزيق وحدة اليمن.

كما أكد أن القبائل اليمنية على أهبة الاستعداد للدفاع عن الوحدة، وأنها في أعلى درجات الجهوزية لتنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وأي قرار يتخذه للحفاظ على الوحدة اليمنية وحمايتها والتصدي لأي تهديد داخلي أو خارجي.

تخللت الحفل الذي حضره محافظو المحافظات، ووكلاء الوزارات والمؤسسات والقيادات الأمنية والعسكرية، قصيدة للشاعر بديع الزمان السلطان، وأوبريت ولوحة فنية تغنت بحب الوطن ووحدته ومنجزه العظيم.

مقالات مشابهة

  • حكومة التغيير تقيم حفلا خطابيا بمناسبة عيد الوحدة 35
  • روبيو يرفض سؤالا حول علاقة ترامب التجارية مع الإمارات.. علينا التعامل معهم
  • كلية الطيران والدفاع الجوي تحتفي بذكرى الوحدة اليمنية
  • «علينا أن نبدأ من الصفر».. أول تعليق لـ«هانز فليك» بعد تمديد عقده مع برشلونة
  • مصر: صندوق النقد لا يفرض علينا شروطاً.. وبرنامج الإصلاح كان سينفذ أيضاً بدون الصندوق
  • مدبولي لـ صدى البلد: النقد الدولي لا يضع على مصر شروط ولا يفرض علينا شيء
  • أمة النهوض.. مشاتل التغيير (19)
  • الاستبداد الشبكي وزمن الصمت العربي
  • اتهام مباشر للإصلاح بالوقوف خلف عملية اغتيال الشيخ “العملسي” في حضرموت
  • فان دي فين لاعب توتنهام: نستحق التتويج بالألقاب.. وحان وقت التغيير