"سامسونج" تدشن سلسلة "Galaxy S25".. عصر جديد في عالم الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
مسقط - الرؤية
كشفت سامسونج جلف للإلكترونيات عن إطلاق سلسلة هواتف Galaxy S25 في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تتضمن Galaxy S25 Ultra و+Galaxy S25 وGalaxy S25.
وترسي سلسلة Galaxy S25 معيارا جديدا للذكاء الاصطناعي في الهواتف المحمولة، لما تقدمه من تجارب استخدام هي الأكثر سلاسة حتى الآن، بالإضافة إلى وكلاء ذكاء اصطناعي متعدد الوسائط، حيث تشكل الخطوة الأولى في رؤية سامسونج لتغيير طريقة تفاعل المستخدمين مع هواتفهم والعالم.
وأطلقت سامسونج جلف للإلكترونيات سلسلة Galaxy S25 خلال حفل ضخم في فندق 25hours في دبي، حيث سلطت الضوء على أحدث ابتكاراتها في عالم التكنولوجيا من خلال سلسلة من التجارب التفاعلية، إذ استعرضت إدارة سامسونج الميزات الجديدة في الأجهزة، واحتفلت بالمواهب التي تحتضنها المنطقة والتي ترتقي بحدود الإبداع إلى آفاق جديدة مع Galaxy AI.
واستضافت الفعالية صانع الأفلام والمحتوى محمد عتال، الذي كشف عن أحدث فلم له تم تصويره بالكامل بهاتفUltra Galaxy S25 والمخترع الإماراتي علي اللوغاني ذو الـ 13 عاما، أصغر مخترع في الإمارات والمهتم بمجال الذكاء الاصطناعي.
وترتقي هواتف سامسونج الرائدة الجديدة بإمكانات Galaxy AI إلى مستوى غير مسبوق بفضل القدرات المتطورة لمعالجة الذكاء الاصطناعي على الجهاز، مع تعزيز تجربة التصوير عبر محرك ProVisual من الجيل الجديد، وتقديم أداء استثنائي مدعوم بمعالج Snapdragon® 8 Elite for Galaxy من Qualcomm.
قال دوهي لي رئيس شركة سامسونج جلف للإلكترونيات: "تعكس أعظم الابتكارات تطلعات مستخدميها، ولهذا حرصنا على تعزيز إمكانات Galaxy AI لتمكين الجميع من التفاعل مع أجهزتهم بأسلوب أكثر سلاسة وطبيعية، وتأتي سلسلة Galaxy S25 لتفتح المجال أمام نظام تشغيل للهواتف قائم على الذكاء الاصطناعي، وتُحدث تحولًا جوهريًا في طريقة استخدامنا للتقنية وأسلوب حياتنا بالكامل".
من جهته، أوضح فادي أبو شمط رئيس مجموعة الهواتف المحمولة لدى سامسونج جلف للإلكترونيات: "تجسد سلسلة هواتف Galaxy S25 سعي سامسونج المستمر للابتكار، حيث أطلقت مرحلة جديدة يتكامل فيها الذكاء الاصطناعي مع تجارب الهواتف المحمولة اليومية بكل سلاسة، وبإلهام من الرؤية الطموحة لدولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، قدمنا سلسلة هواتف تعمل على تحسين التواصل والقدرات الإبداعية، وتزود المستخدمين بتفاعلات أذكى وأكثر بداهة وطبيعية. وتدمج السلسلة تقنيات رائدة ونهجا يوازن بين الاستدامة والأمان، لترسي معيارًا جديدًا لأجهزة محمولة صُممت مع الأخذ بعين الاعتبار كل من المستخدم والبيئة".
ومع واجهة One UI 7 تعد سلسلة Galaxy S25 رفيق حقيقي يتميز بالذكاء الاصطناعي، وتوفر تجارب ذكاء اصطناعي مخصصة مع الحفاظ على الخصوصية في كل خطوة، وتُعتبر هذه السلسلة بداية لرؤية مشتركة مع Google لإعادة تشكيل نظام Android مع وضع الذكاء الاصطناعي في جوهره، وجمع المطورين والشركاء من جميع أنحاء العالم.
ويتيح وكلاء الذكاء الاصطناعي المزوّدين بإمكانات متعددة الوسائط لهواتف Galaxy S25 فهم النصوص والكلام والصور ومقاطع الفيديو، ما يضمن تفاعلات طبيعية وسلسة.
ومع التحديثات الأخيرة على خدمة Circle to Search وAI Select، بات من الممكن إجراء عمليات بحث فعّالة مع اقتراحات مدروسة للخطوات التالية. ولا حاجة بعد الآن للتنقل بين التطبيقات لمشاركة ملف GIF أو حفظ تفاصيل حدث معين.
وتمثل سلسلة Galaxy S25 قفزة نوعية في فهم اللغة الطبيعية، ما يسهل التفاعلات اليومية بشكل ملحوظ، وكل ما على المستخدم فعله هو طرح سؤال، وستتمكن بشكل حدسي من العثور على صورة معينة في معرض سامسونج أو ضبط حجم الخطوط في الإعدادات بكل سهولة.
وعند الضغط على الزر الجانبي لتنشيط ميزة Gemini، يتاح القيام بإجراءات متعددة عبر تطبيقات سامسونج وGoogle، أو في التطبيقات الخارجية مثل Spotify وWhatsApp.
وتُعزز هذه التفاعلات البديهية من خلال التوسعات في أدوات Galaxy AI الشهيرة التي تركز على التواصل والإنتاجية والإبداع. ويتيح Galaxy S25 تنظيم المكالمات بفضل ميزة تفريغ النصوص والتلخيص المدمجة في الجهاز والمدعومة بالذكاء الاصطناعي. ويمكن تفعيل ميزات Writing Assist مثل الترجمة في أي نصوص ظاهرة على الشاشة. وتفتح خاصية Drawing Assist آفاقاً جديدة لإحياء الأفكار من خلال مزيج من أوامر توليد الرسومات والنصوص والصور.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عندما يقفز الذكاء الاصطناعي على حواجز اللغة؟
مؤيد الزعبي
لطالما كانت اللغة حاجزًا يقف بين الإنسان والشعوب الأخرى، وفي الوقت ذاته كانت بوابةً لاكتشافهم، والبعض يجدها رحلة يخوضها ليتعلّم ويتعرّف ويكتسب المهارة التي تمكّنه وتُميّزه عن غيره بامتلاكه لغة الآخر، وكثيرًا ما كانت اللغة مصدر رزق؛ إذ شكلت مهارة الترجمة أو التحدث بلغة أجنبية مسارًا مهنيًا لكثيرين، لكن اليوم، ومع التطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي واقتحامها عالم الترجمة من أوسع أبوابه، يبدو أن الأبواب القديمة بدأت تُغلق أمام المترجمين، فيما تُفتح في المقابل أبواب جديدة أمام البشرية بأكملها؛ أبواب الاستكشاف والتفاعل الثقافي.
وقد أصبح بإمكاننا بفضل هذه التقنيات أن نتعرف إلى ثقافات جديدة، ونمارس طقوسًا مختلفة، ونتذوق ألوانًا من الفنون والموسيقى، ونتحاور مع عقول وأفكار من شتى بقاع الأرض، ونبني صداقات تتجاوز الحدود والمسافات، في تواصلٍ لم تعرفه البشرية بهذه السهولة من قبل.
مع كل هذا الانفتاح المذهل، يحق لنا أن نتساءل: هل يمثل هذا التطور نعمةً تُقرّبنا أكثر وتعمّق تواصلنا الإنساني؟ أم أنه يحمل وجهًا آخر، يخفي في طيّاته خطر ذوبان الخصوصية الثقافية واللغوية التي تضمن تنوع الحضارات واستمرارها؟ أود أن أتحاور معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح، لنتأمل معًا الوجهين المختلفين لهذا التحول التكنولوجي الذي يعيد صياغة علاقتنا بالعالم وبأنفسنا.
حضرتُ قبل أيام حفل إطلاق منتجات شركة IFLYTEK أثناء معرض جايتكس في دبي؛ حيث عرضت سماعات وأجهزة ترجمة فورية محمولة تتحوّل بها محادثاتك مع شخص يتكلم لغة مختلفة إلى لغتك الأم، ويتحول الحوار الفوري إلى حوارٍ بلا فواصل أو حواجز لغوية تقريبًا. وهذه التقنية لا تنهي فقط الحاجة إلى مترجم بشري في بعض السياقات؛ بل تفتح أمام البشر بابًا جديدًا للتعرّف على عوالم وثقافات، وكم من دولة فكرت السفر إليها وكانت اللغة هي الحاجز الوحيد الذي يقف أمامك، ولكن مع الذكاء الاصطناعي بات الأمر ممكنًا وسهلًا، ولن أخوض اليوم في دقة الترجمة فمثل هذه التقنيات مازالت في طور التقدم والتطوير وستصل يومًا لما نصبوا إليه من ترجمة دقيقة وسلسة.
الذكاء الاصطناعي بات اليوم يتعرف فوريًا على اللهجات واللهجات الفرعية، وليس فقط يمكنه فهم اللغة الرسمية؛ بل طريقة النطق ومخارج الحروف أيضًا، ويومًا بعد يوم تصبح الآلة أكثر قدرة على فهم اللهجات واللغات، ومع استخدام الأجهزة المحمولة أو السماعات سيجعل الترجمة ترافقك في الطريق، في الاجتماعات، في السفر، في التبادل الثقافي، وأيضًا في المكالمات الهاتفية بحيث تتم الترجمة فوريًا في أذنك، والأجمل من كل هذا أن الذكاء الاصطناعي يتيح لك ليس فقط فهم ما يقول الآخر، بل أيضًا تلمّس إحساسه، ثقافته، عادات التعبير، وذلك من خلال محاكاة الذكاء الاصطناعي لصوت ونبرة المتكلم، وهذا يخلق احتكاكًا ثقافيًا أكثر عمقًا مما لو اعتمدنا فقط على وسيط بشري أو على الترجمة الكتابية التقليدية، وتخيل كيف يمكن نقل التجربة لتصبح تجربة تفاعلية يومية نستخدمها في كل شيء من حولنا، من موسيقى وأفلام ونقاشات ومحاضرات وندوات.
مع كل هذا السحر.. ثمة تساؤل يجب أن نعود لطرحه؛ هل هذا التطور نعمة للتعرف على ثقافات جديدة وللتقريب بين البشر، أم أنه يحمل في طيّاته مخاطر؟ هل ستُمحى خصوصية اللغة الأصلية وتختفي الفوارق التي تُميز الشعوب في طريقة التعبير؟ وهل سيصبح “التنوّع اللغوي والثقافي” مجرد تاريخ مسحته التقنية والآلة؟
هذه التساؤلات جميعها مهمة؛ فنحن كبشر حاولنا قدر المستطاع أن نحافظ على ثقافاتنا وتاريخنا عبر اللغة، ولطالما كانت اللغة بحد ذاتها ثقافة لها أسلوبها الذي يميزنا ويكسبنا نوعًا من الخصوصية، ولكن كل هذا معرض للذوبان في ظل تقنيات ستعطينا القدرة على التواصل بشكل أفضل من جانب وتسلبنا خصوصيتنا الثقافية من جانب آخر، إلا لو استطعنا أن نستغل التكنولوجيا والتقنية في المحافظة على موروثنا اللغوي والثقافي بدلًا من أن نمحيه وهذا جانب طويل قد نتناقش فيه في مقال قادم.
أتفقُ مع أن التكنولوجيا جعلت العالم أقرب ولكن علينا أن نستخدم هذا التقدم لنمهد لمساحات مشتركة من الفهم الفكري والتبادل الثقافي؟ وعلينا أن نستفيد من تقنيات الترجمة الخوارزمية أن صح تسميتها هكذا بلا أن نفقد اللغة والثقافة التي نمثلها، فقوة الثقافة ليست فقط فيما نترجمه وننقله عن الاخر بل فيما لا يُمكن ترجمته وهو ما يميز ثقافة عن أخرى، وهو ما يعطي أي شعب خصوصيته في الكثير من الجوانب.
في النهاية يجب أن نعترف بأن الذكاء الاصطناعي قد يمنحنا مفاتيح العالم، لكنه لن يمنحنا روحَه، وبالنسبة لي اللغة هي روح الثقافات، واللغة أكثر من مجرد أداة تواصل؛ إنها هويتنا وذاكرتنا المجتمعية، وتاريخنا كأمة، لذلك حين نعبر إلى المستقبل فلنعبر بأعين منفتحة على الآخر دون أن نغلق أعيننا عن أنفسنا، وأقصد هنا أنه لا يجب لنا الانخراط في فهم الآخر لدرجة أن نذوب نحن وسط ثقافته؛ بل يجب أن نحافظ على ثقافتنا ولغتنا حتى تعيش للغد.
رابط مختصر