القضاء الكويتي يحكم بحبس الإعلامية «فجر السعيد» مع «الشغل والنفاذ»
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
أصدرت محكمة الجنايات الكويتية، اليوم الخميس، “حكمًا بالحبس لمدة 3 سنوات مع الشغل والنفاذ، بحق الإعلامية “فجر السعيد”، بتهمة تتعلق بأمن الدولة”.
وذكرت صحيفة “القبس” الكويتية، أن “النيابة العامة أسندت للسعيد، تهم إذاعة أخبار كاذبة وإساءة استعمال شبكة المعلوماتية وأنها أقدمت على نقل خبر مختلق، وهي التهم التي تمت فيها إدانتها بحكم الحبس”.
هذا وتعد الإعلامية الكويتية، واحدة من الشخصيات المعروفة في الساحة الإعلامية الخليجية، واشتهرت بآراء ومواقف يراها البعض مثيرة للجدل، وتُعد هذه الواقعة الثانية من نوعها خلال فترة قصيرة، حيث سبق أن قررت النيابة العامة في البلاد، في يناير الماضي، حبس “فجر السعيد”، لمدة مماثلة، بتهمة الدعوة للتطبيع مع إسرائيل والإضرار بمصالح البلاد”، بحسب ما أفادت صحف كويتي”، وكانت الإعلامية والكاتبة الكويتية “فجر السعيد”، أيدّت خلال لقاء لها مع قناة إسرائيلية، في عام 2021، التطبيع مع إسرائيل”.
وفي وقت سابق، نشرت “فجر السعيد”، تغريدة عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس”، أكدت من” خلالها إجراء حوار مع هيئة البث الإسرائيلية (قناة كان)، أعلنت من خلاله موافقتها على “التطبيع مع إسرائيل”، وبأنها من “الأغلبية الصامتة التي تجنح إلى السلام”، على حد قولها.
وذكرت الإعلامية الكويتية أنها تؤيد “التطبيع مع إسرائيل، وسبق أن صرحت بهذا من قبل”، مشيرة إلى أنها “مع الجلوس على مائدة المفاوضات والحوار الدبلوماسي”، معلنةً “رغبتها القوية في زيارة مدينة القدس المحتلة، على ألا يتم ختم جوازها بإشعار إسرائيلي”، بحسب قولها.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: القضاء الكويتي الكويت فجر السعيد فجر السعید مع إسرائیل
إقرأ أيضاً:
ثمن التطبيع سياسة التجويع
لم يكن التطبيع مجرد توقيع على ورقة ولم تكن المؤتمرات والابتسامات والبيانات الرسمية سوى خنجر مسموم في خاصرة فلسطين، اليوم يتضح الثمن بوضوح فادح وسياسة التجويع التي يُمارسها الاحتلال على غزة ليست فقط من فعل الصهاينة بل من صمت المطبعين الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس .
كيف نتحدث عن سلامٍ مزعوم وأطفال غزة يموتون جوعًا بين الأنقاض كيف يمكن أن نُبرر هذا الصمت المريع ونخدع أنفسنا باسم المصالح والمفاوضات أي مصالح تُقدم على أرواح الرضع وأمعاء الأمهات الخاوية أي مبرر أخلاقي أو سياسي يُغطي على بشاعة أن تفتح أبوابك للمحتل وتُغلقها في وجه الجائعين .
التطبيع جريمة مكتملة الأركان وثمنه يُدفع من دماء وأحشاء وأعمار شعب لا يملك إلا الصبر والحجارة، اليوم نرى نتائجه بوضوح، فالاحتلال يشعر أنه مُحصن لأن خلفه عربًا لا يهددون ولا يضغطون بل يبررون ويُديرون ظهورهم ويوقعون على مذابح غزة بصمتهم .
سياسة التجويع سلاح أرخص من القنابل لكنه أشد فتكًا، يقتل ببطء، ينهك بعمق، يُحاصر الحياة ويحولها إلى جحيم وبدلًا من أن تكون الأمة في خندق غزة أصبحت غزة وحدها في وجه الجوع والطغيان والطعنات .
من يطبّع اليوم سيجد نفسه غدًا هدفًا لأن الجوع الذي صمتنا عنه لن يبقى في حدود غزة سيصل إلى كل بيت خذل فلسطين، لأن الجوع لا يرحم والمتواطئين لا يُغفر لهم في ذاكرة التاريخ.
اليوم لا مجال للحياد فإما أن تكون في صف الإنسان في صف الجائعين في صف أطفال يُصارعون الموت كل يوم بلا خبز ولا ماء وإما أن تكون في صف المحتل في صف الخذلان في صف من باعوا القضية بأوهام اتفاقيات ووعود جوفاء .
غزة تكشف الحقيقة تفضح الأقنعة تسقط الشعارات الرنانة التي طالما صدحت بها الأنظمة العربية وهي اليوم عاجزة حتى عن إصدار بيان واحد يحمل الكرامة، إن صمت الأنظمة جريمة وإن السكوت على سياسة التجويع مشاركة في المذبحة.
التطبيع ليس سلامًا إنه استسلام مطلق واختناق بطيء لفلسطين والقبول به يعني القبول بالموت البطيء لأمة بأكملها فليس الجوع في غزة صدفة وليس الحصار قدرًا بل نتيجة واضحة لمعادلة خيانة وتواطؤ وتشويه للوعي .
ما يحدث في غزة الآن هو اختبار حقيقي لكل من يدّعي الإنسانية والعدالة والعروبة، جوع غزة ليس مؤقتًا إنه رسالة دامغة بأن الكيان لا يعرف الرحمة ولا يفهم إلا منطق القوة والموقف والمواجهة .
فلتُسقط كل أوراق التوت عن تلك الأنظمة التي تُدير ظهرها لجوع غزة بينما تفرش السجاد الأحمر لمجرمي الحرب، لا تبرير ولا عذر ولا حياد أمام مشهد أمعاء خاوية وقلوب تصرخ وسماء تعج بصواريخ الاحتلال وأرض تئن من الحصار
غزة لن تسقط ما دام فيها من يقاتل بالجوع، وما دام فيها من يُشعل شمعة في قلب الظلام لكن عروشًا ستسقط يوم يُحاسب التاريخ وتُفتح دفاتر الصمت والخيانة والخذلان.