مبدأ “وحدة الساحات” على المحك: هل يتشعل فتيل المواجهة مجدداً؟
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
13 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: تصاعد الترقب في العراق بعد التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي توعد فيها بإنهاء أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس.
هذه التصريحات أعادت إلى الواجهة مخاوف متزايدة بشأن تداعيات أي تصعيد أمريكي جديد على الوضع في العراق، خاصة في ظل ارتباطه الوثيق بالمعادلة الإقليمية الأوسع.
يرى مراقبون أن ترامب، في حال عودته إلى السلطة، قد يتبنى نهجاً أكثر تشدداً مما كان عليه الحال في إدارة الرئيس الحالي جو بايدن. فبدلاً من الضغوط السياسية والدبلوماسية، قد يميل إلى تنفيذ عمليات عسكرية مباشرة ضد الفصائل المسلحة العراقية، التي تُتهم بتنفيذ هجمات ضد المصالح الأمريكية في المنطقة.
و تشمل هذه الاستراتيجية فرض عقوبات اقتصادية أكثر صرامة لا تقتصر على الجماعات المسلحة فحسب، بل قد تطال الحكومة العراقية نفسها، بحجة عدم اتخاذ إجراءات كافية للحد من نفوذ هذه الفصائل.
و التوترات القائمة بين الفصائل المسلحة العراقية والقوات الأمريكية، التي تصاعدت قد تشهد فصلاً جديداً من المواجهات. فبموجب مبدأ “وحدة الساحات”، الذي تتبناه بعض الفصائل، قد يؤدي أي تصعيد في غزة إلى ردود فعل عنيفة في العراق، مما قد يضعه في عين العاصفة مجدداً.
وفي حال تبنت إدارة ترامب نهجاً عسكرياً أكثر عدوانية، فقد يصبح العراق ساحة مفتوحة لصراع جديد بين واشنطن وطهران عبر وكلائهما.
اقتصادياً، يواجه العراق مخاطر كبيرة إذا قررت واشنطن فرض عقوبات مالية، خاصة أن احتياطاته النقدية تحتفظ بها مؤسسات مالية أمريكية، ما قد يجعله عرضة لضغوط اقتصادية خانقة.
ويؤدي تجميد الأصول العراقية، كما حدث مع إيران، إلى أزمة مالية تعرقل قدرة الحكومة على دفع الرواتب وتمويل المشاريع التنموية، وهو ما قد يُدخل البلاد في حالة اضطراب اجتماعي وسياسي.
و لم تصدر الحكومة العراقية حتى الآن موقفاً رسمياً من تصريحات ترامب، لكنها تراقب المشهد بحذر.
فمن جهة، تسعى بغداد للحفاظ على علاقاتها مع واشنطن، نظراً لحاجتها إلى الدعم العسكري والاقتصادي الأمريكي، ومن جهة أخرى، تواجه ضغوطاً داخلية من الفصائل المسلحة التي تعتبر الوجود الأمريكي تهديداً للسيادة الوطنية.
وهذا التوازن الحساس قد يصبح أكثر تعقيداً في حال قررت إدارة ترامب تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي العراقية.
و تتابع الفصائل المسلحة، رغم عدم إصدارها بيانات رسمية حتى الآن، الوضع بدقة، فيما تشير مصادر مقربة منها إلى أنها تستعد لاحتمال التصعيد.
وبعض هذه الفصائل سبق وأن توعدت بالرد على أي استهداف أمريكي، مما يعني أن العراق قد يكون مقبلاً على موجة جديدة من المواجهات العسكرية، قد تبدأ باستهداف القواعد الأمريكية في البلاد، مثل قاعدة عين الأسد في الأنبار وقاعدة حرير في أربيل.
دولياً، تثير تهديدات ترامب قلق العديد من الأطراف، خصوصاً إيران، التي قد لا تقف مكتوفة الأيدي إذا ما استُهدفت الفصائل المتحالفة معها. التصعيد الأمريكي المحتمل قد يدفع طهران إلى الرد، ما قد يفاقم حدة التوتر في المنطقة بأكملها.
وفي الوقت نفسه، سوف تجد الدول الأوروبية نفسها في موقف صعب، لا سيما بعد محاولاتها السابقة للوساطة بين طهران وواشنطن خلال السنوات الماضية.
ويبقى العراق أمام تحديات معقدة، حيث يجد نفسه محاصراً بين التصعيد الأمريكي المحتمل والضغوط الداخلية التي تمارسها الفصائل المسلحة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الفصائل المسلحة
إقرأ أيضاً:
“الأغذية العالمي”: المساعدات التي ادخلت أقل من حاجة غزة وتكفي ليوم واحد
الثورة نت /..
أعلن برنامج الأغذية العالمي، الأربعاء، عن إرسال تسعة آلاف طن فقط من المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة منذ 19 مايو الماضي، وهي كمية “أقل من الغذاء المطلوب ليوم واحد” لسكان القطاع، في ظل استمرار الإبادة الجماعية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023.
وقال البرنامج الأممي في منشور على منصة “إكس”:” إن تلك المساعدات “أقل من كمية الغذاء المطلوبة ليوم واحد وليس لشهر” من أجل جميع سكان القطاع.. نحن بحاجة إلى الوصول وتوفير ظروف أفضل لأداء مهامنا بأمان”.
وأكد أنه جاهز لتوسيع نطاق العمل في القطاع المحاصر.
ويغلق العدو منذ 2 مارس بشكل محكم معابر قطاع غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود.
ولم يسمح العدو إلا بدخول أعداد محدودة من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الخاضع لسيطرتها شرق مدينة رفح، في حين يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى نحو 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، يرتكب العدو بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.