أسواق دقلو للمسروقات تنتشر في المدن السودانية.. أسعار زهيدة
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
قال سودانيون إن العديد من الأسواق انتشرت بعد الحرب، للبضائع المسروقة في العديد من المدن السودانية مع انتشار حالات النهب والسلب.
ونشأ على جانبي الطريق الذي يربط بين الخرطوم ومدينة ود مدني جنوبا، سوق جديد يعرض أجهزة منزلية وكهربائية وإلكترونية للبيع بأثمان رخيصة جدا.
وقالوا إن السوق الجديد يحمل اسم "دقلو" زعيم قوات الدعم السريع، مشيرة إلى أن عدة أسواق تحمل الاسم ذاته افتتحت في العاصمة الخرطوم وضواحيها حيث يشكو الجميع نهب ممتلكاتهم من محال أو منازل أو سيارات في ظل المعارك المستمرة بحسب "الفرنسية".
ويقع سوق "دقلو" شمال ولاية الجزيرة التي استقبلت معظم النازحين من الخرطوم حيث يفرش الباعة بضائعهم على الأرض من أجهزة كهربائية ومواد بناء وقطع غيار سيارات إلى الأدوية والمواد الغذائية.
وتابعت "افتتح سوق "دقلو" في بلدة المسيد بمنطقة يسيطر عليها الجيش وتبعد نحو 10 كلم عن آخر نقطة تفتيش لقوات الدعم السريع، وعلى الرغم من ذلك يغض الجميع النظر عن البيع والشراء ومصادر البضائع".
وأكدت أن البضائع والأجهزة الكهربائية تباع في هذه الأسواق بربع ثمنها شرط أن لا يسأل المشتري عن مصدرها.
من جانبه، قال مصدر أمني فضل طلب عدم ذكر اسمه للفرنسية، إن "البضائع المعروضة في هذه الأسواق مسروقة لذا تجد أسعارها منخفضة لهذه الدرجة".
ونقلت الوكالة شهادات مواطنين سودانيين عن نهب منازلهم ومحالهم ومعارضهم بالإضافة إلى مخازن بعض البضائع، كما أعلن وكيل سيارات تويوتا بالسودان الأسبوع الماضي سرقة أكثر من ألف سيارة جديدة من مخازن الشركة ومعارضها، وكذلك قطع الغيار.
وبحسب الوكالة فإن الباعة في هذا السوق يرفضون السؤال عن مصدر بضاعتهم.
وسبق أن وثقت منظمات حقوقية وانسانية شهادات لسكان في العاصمة وفي إقليم دارفور، أكدت أن عناصر الدعم السريع ارتكبوا عدة جرائم مثل السرقة والنهب والعنف الجنسي.
ودانت المنظمات الأممية ما تعرضت له مقارها ومخازنها من "أعمال نهب"، حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي في حزيران/يونيو تعرض مخازنه وأصوله للنهب في مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان.
وتتركز معارك السودان التي أسفرت حتى الآن عن نحو خمسة آلاف قتيل بحسب منظمة أكليد، في العاصمة وضواحيها، بالإضافة إلى إقليم دارفور حيث حذّرت الأمم المتحدة من أن ما يشهده قد يرقى إلى "جرائم ضد الإنسانية" والنزاع فيه يتّخذ أكثر فأكثر أبعاداً عرقية.
المشهد الميداني
وتتضارب الأنباء حول نتائج المعارك الدائرة منذ يومين حول معسكر سلاح المدرعات في العاصمة الخرطوم، فبينما أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على أجزاء واسعة منه نفى الجيش السوداني ذلك وأكد تكبيد الدعم السريع خسائر كبيرة.
وذكر بيان لقوات الدعم أن الجيش السوداني ترك أرض المعركة واحتمى ببعض المباني المجاورة للمعسكر، مؤكدة استيلائها على عدد ضخم من العتاد العسكري ومخازن الأسلحة والذخائر بالإضافة لـ 34 مدرعة ودبابة و12 مدفعا و 78 مركبة فضلا عن قتل 260 وأسر المئات من عناصر الجيش.
حقق أشاوس قوات الدعم السريع اليوم، نصراً كبيراً في معركة سلاح المدرعات بالخرطوم وكبدوا مليشيا البرهان الانقلابية وفلول النظام البائد خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
وبسط أشاوس الدعم السريع، سيطرتهم على أجزاء واسعة من معسكر المدرعات في عدد من المحاور دفعت قوات العدو إلى الفرار… pic.twitter.com/ESEzBE05XK — Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) August 21, 2023
في المقابل، نفى الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبد الله، سيطرة قوات الدعم السريع على المعسكر، مؤكدا أن الدعم السريع تكبدت خسائر كبيرة في العناصر والمعدات.
بالتغريدة الأخيرة قبل ساعتين نقلنا على لسان الناطق بإسم الجيش أن القوات المتمردة ولت فارة تحت ضربات الأبطال بالمدرعات،متابعاتنا إلى ماقبل قليل ان العمليات التمشيطية مازالت مستمرة وتتم مطاردة المهاجمين بعيدا عن أسوار سلاح المدرعات ويجرى حاليا حصر جثث القتلى والآليات المدمرة. pic.twitter.com/6M5ikhVvUr — أحمد البلال الطيب (@ahmed_albalal) August 21, 2023
ونقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان قولهم، إن قوات الدعم السريع بدأت الهجوم بالمدفعية الثقيلة، في محيط "سلاح المدرعات" وأن الجيش السوداني، استخدم الطيران الحربي لصد الهجوم المكثف.
بالتغريدة الأخيرة قبل ساعتين نقلنا على لسان الناطق بإسم الجيش أن القوات المتمردة ولت فارة تحت ضربات الأبطال بالمدرعات،متابعاتنا إلى ماقبل قليل ان العمليات التمشيطية مازالت مستمرة وتتم مطاردة المهاجمين بعيدا عن أسوار سلاح المدرعات ويجرى حاليا حصر جثث القتلى والآليات المدمرة. pic.twitter.com/6M5ikhVvUr — أحمد البلال الطيب (@ahmed_albalal) August 21, 2023
وامتدت الاشتباكات مساء الاثنين إلى أحياء "النزهة والعشرة وجبرة واللاماب" في محيط المعسكر، إلى جانب مدينة بحري، شمالي الخرطوم، وفق الشهود.
وفي مدينة أم درمان إحدى مدن العاصمة الثلاث، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان من عدة مواقع.
وجنوبي البلاد، شهدت مدينة الأبيض، في ولاية شمال كردفان اشتباكات بين الطرفين، كما تتواصل المعارك بين الجيش والدعم السريع في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.
وأمس الاثنين أعلن الجيش السوداني اغتيال اللواء الركن ياسر فضل الله الخضر الصائم، قائد الفرقة 16 مشاة، الاثنين، في نيالا مركز ولاية جنوب دارفور.
وقال الجيش في بيان، إن اللواء الركن ياسر فضل الله الخضر "اغتالته يد الغدر والخيانة بمدينة نيالا وهو يؤدي واجبه المقدس في الدفاع عن الوطن".
ونقلت قناة "الجزيرة" عن مصدر عسكري بالجيش السوداني: "إن الخضر تعرض للغدر من قبل حرسه الشخصي.
ويعتبر القائد العسكري ياسر فضل الله، أبرز رتبة عسكرية تقاتل في الميدان، منذ اندلاع الحرب في منتصف نيسان/ أبريل الماضي، وفق وكالة الأناضول.
وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي قبل يومين، فيديوهات ظهر فيها قائد الفرقة 16 مشاة بمدينة نيالا، اللواء ياسر فضل الله، وهو يحفر قبره بيديه وسط جنوده، في إشارة إلى حماية القيادة العسكرية بكل السبل وإن أدت إلى مقتله.
وا حر قلوبنا المهزومة من الحزن عليك أيها الشهيد المبجل الرمز اللواء ياسر فضل الله الخضر …رغم غدر الجبناء لكسر إرادة الأمة وأنت من رفضت فصل من ينتمون عنصريا لقيادة الميليشيا ..كنت رفيعا فدعمت أمةً ووطنا بجيوش من الأمل والإيمان والشجاعة ..حفرت قبرك فطابت حياة لا يعرفها سوى… pic.twitter.com/sHzh2I3z2f — أحمد القرشي إدريس (@ahmadhgurashi) August 21, 2023
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات السودانية الخرطوم الدعم السريع سلاح المدرعات السودان الخرطوم الدعم السريع سلاح المدرعات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع الجیش السودانی سلاح المدرعات یاسر فضل الله فی العاصمة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
القصة برواية “قحت” عن المليشيا
صباح السبت، منتصف أبريل 2023، وبعد ليل رمضاني طويل، نهض سكان ولاية الخرطوم على أصوات الأسلحة تؤز آذانهم، أغلبهم لم يكن قد سمع من قبل أصوات الراجمات والمدافع الثنائية والطائرات الحربية. أداروا مؤشرات راديو أم درمان لمعرفة مايحدث، فوجدوه صامتاً، والتمسوا معرفة ما يحدث عبر تلفزيون السودان، فوجدوه بلا إرسال، فطفقوا يديرون أجهزة الرموت كنترول بحثاً عن أخبار بلادهم في القنوات الفضائية، فعثروا على “الخبر”.. إنها الحرب، التي طالما تمنوا عدم حدوثها، تندلع بقوة فوق رؤسهم، لا بل في طول البلاد وعرضها، فحاميات الجيش السوداني في ولاية الخرطوم، وفي كل مدن وعواصم الولايات تتعرض لهجوم كثيف متزامن بواسطة “شركائهم” في “قوات الدعم السريع” بغية السيطرة عليها !!
بالتوازي مع الهجوم العسكري المباشر، والمحاولات المستميتة للسيطرة على القيادة العامة للقوات المسلحة، وعلى مقارالأسلحة الرئيسية في المدرعات والذخيرة والإشارة و وادي سيدنا، وغيرها، كانت تدور “معركة” أخرى لم يقف الناس على كثير من تفاصيلها حتى الآن، وهي ما نحاول أن نقص قصتها هنا باقتضاب شديد، برواية “أبطالها” الحقيقيين !!
وأنت تمسح النوم من عينيك، يطرق بابك طارق، وأحياناً يدخل بلا استئذان، ويسأل مباشرة: أين فلان؟ ثم لا ينتظر إجابة، يدخل مباشرة إلى الغرف شاهراً سلاحه وطالباً من رب الأسرة أو ابنها أن يرمى ما في يديه من متعلقات ويرفعهما إلى الأعلى ويصعد إلى ظهر البوكس أو اللاندكروزر الذي يقف بجانب باب منزله، ثم يترك بقية أفراد الأسرة في حيرة من أمرهم، وإن أبديت أي نوع من الاحتجاج أو المقاومة، فأنت إما أن تتعرض للضرب والتنكيل ويُقذف بك على ظهر السيارة كما الخراف، أو أن تترك مضرجاً في دمائك أمام أطفالك !!
ليس هذا هو النمط السائد في سلوك أحد “طرفي النزاع” خلال الساعات الأولى من اندلاع الحرب، بل هو النمط الذي ساد لعام كامل أو يزيد من “أحد الطرفين” .. لا يهم أن تكون من “الكيزان” أو “الفلول” ، لكي يحدث لك ما حدث، يكفي أن تكون قد خدمت يوماً ما في أي من الأجهزة النظامية من جيش أو شرطة أو أمن، أو أن تكون محتفظاً في بيتك بصورة للفريق إبراهيم عبود أو للمشير جعفر نميري أو سوار الذهب أو عمر البشير، أو لأي من رموز عائلتك ممن خدموا في الجيش أو الشرطة أو حتى في شرطة “الدفاع المدني”، فأنت حينها مصنف ضمن منسوبي “دولة 56” وتستحق أن تُساق إلى معسكرات الاحتجاز الجماعي، مختفياً قسرياً، ولا يعلم أحد من أسرتك عنك شيئاً، ولا المنظمات أو النقابات “الوطنية” ولا الدولية التي تقول إنها تدافع عن حقوق الإنسان !!
كل الذين تم اقتيادهم من بيوتهم – وقد بلغت أعداهم الآلاف – ليسوا طرفاً في الحرب التي اندلعت بسبب فشل محاولة أخذ السلطة عنوة، وفرض الاتفاق الإطاري بالقوة الجبرية، لكنهم أصبحوا – بقدرة قادر – أحد “طرفي” النزاع وفق المنطق الذي سعى لتسويقه مناصرو الإتفاق الإطاري، ونفذته المليشيا من أول يوم، والمنطق الذي ظلوا يحاولون به تبرير حشر الآلاف الأبرياء في تلك المعتقلات السرية هو أن هؤلاء “من المحتمل” أن يكون لهم دور في حشد الجهود الشعبية لمقاومة فرض الإتفاق الإطاري بالقوة.
هناك، في تلك المخابئ التي انتشرت في ولاية الخرطوم، وفي عدد من مدن السودان الأخرى، فملأت معسكرات هيئة العمليات التي كانت قد آلت إلى “الدعم السريع” ، وعدداً من المباني في أحياء الخرطوم الراقية، وعدداً من المدارس، تم اقتياد الآلاف من السودانيين واحتجازهم، وتعرضوا لأسوأ أنواع المعاملة بواسطة القوى التي تقول إنها تريد أن تجلب لهم الديمقراطية وترفع عن كاهلهم ميراث التهميش، فبقوا الشهر وراء الشهر والعام وراء العام، بلا علاج ولا زاد وحرموا حتى الماء الذي يشربون، يتعرضون للاستجواب والسباب ولكن لا أمل لهم في محاكمات، حتى لو كانت عرفية.
لم تتبن جهة حقوقية أو نقابية، محلية أو دولية، قضيتهم وتسير بها بين الركبان، ولا حتى بالقدر الذي سبق وأن لقيته قضايا تتعلق بملابس النساء، وظل ما يصل إلى الرأي العام من قصصهم، هو ما يتم من مساومات مع ذويهم لإطلاق سراحهم، فيكتب الله عمراً جديداً، لمن يكون قد تم اختطافه واحتجازه بمظنة الابتزاز، أما إن كان السبب هو أنك “متهم” بكونك يمكن أن تكون “جاسوساً” يعمل لصالح الجيش، فأنت ستكون في غيابة الجب!!
في سجن سوبا أو “سجون” الرياض والطائف وصالحة وفي ود مدني ورفاعة ، وفي غيرها من المدن التي دخلتها المليشيا، لقي الآلاف من السودانيين ربهم، بسبب الجوع والعطش والمرض والإهمال المتعمد ، وبسبب القهر، فأحيلوا إلى مقابر جماعية، أو تُركوا لتأكلهم الهوام، ولم يُبلغ ذووهم بذلك، وحينما أكملت القوات المسلحة والقوات المساندة لها السيطرة على محليات الخرطوم، بدأ حجم المأساة يتكشف.
حين دخلت القوات المسلحة إلى حامية جبل أولياء، شاهدنا عبر وسائل الإعلام، هياكل عظمية يكسوها جلد بشر، وعرفنا ممن أمكنه الحديث منهم، أن هؤلاء ممن كانوا في “سجون الدعم السريع”، وأن رفاقاً لهم لقوا ربهم، على النحو الذي أشرنا إليه، وحين تمت استعادة منطقة صالحة في أم درمان، تبين أن أكثر من ستمائة ممن اختطفوا وجرى احتجازهم كانوا هناك، لكن لم ينج منهم إلا السدس، فقد لقي المئات ربهم بسبب حرب لم يكونوا طرفاً فيها !!
تتكشف كل يوم الجرائم التي ظلت تُرتكب بواسطة مليشيا الدعم السريع، من خطف وإخفاء قسري، وتعذيب وقتل واغتصاب، للآلاف من المدنيين، وحين نتايع السرديات والمنطق الذي جرى ويجري تسويقه لتفسير تلك الجرائم، نجده في الأصل “منطق قحتي” يجري على ألسنة المتحدثين باسم الدعم السريع وباسم القوى السياسية التي أغوتهم وزينت لهم مشروع الانقضاض على السلطة، وهو منطق مؤداه أن عشرات الآلاف من السودانيين، الذين سيقوا إلى معسكرات الاحتجاز الجماعي، لا يستحقون الحياة، دعك أن يستحقوا “الديمقراطية والحكم المدني”، وهم – شاءوا أم أبوا – أحد “طرفي” النزاع !!
العبيد أحمد مروح
إنضم لقناة النيلين على واتساب