شهد كرنفال الطحايم الشتوي إقبالًا واسعًا من الزوار، حيث استمتعوا بالعروض التراثية المتنوعة، وتجولوا بين معارض الأسر المنتجة وأركان المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما أسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية المحلية، كما أضفت العروض المسرحية التفاعلية أجواء مميزة زادت من حيوية الحدث، ما جعله واحدًا من أبرز الفعاليات الشتوية في السلطنة.

وتميز موسم شتاء الطحايم لهذا العام بجاذبية خاصة، حيث شهد حضورًا مكثفًا من مختلف محافظات سلطنة عمان وخارجها، وهو ما يعكس تنوع الفعاليات وجودة التنظيم. وأصبح المهرجان وجهة رئيسية للسياح الباحثين عن تجربة تجمع بين التراث العريق والأنشطة الترفيهية المبتكرة، ويعود هذا النجاح إلى الجهود المبذولة في تقديم فعاليات متميزة تلبي اهتمامات الزوار من جميع الفئات العمرية، بدءًا من الأطفال الذين وجدوا في الألعاب الشعبية والمنافسات الترفيهية متعة خاصة، وصولًا إلى كبار السن الذين استعادوا ذكريات الماضي عبر الفعاليات التراثية الأصيلة.

وأكد الشيخ محمد بن سعيد الصواعي أن نجاح موسم شتاء الطحايم في نسخته الثانية يعد امتدادًا للنجاح الذي تحقق في الموسم الأول، مشيرًا إلى أن المنطقة أصبحت واحدة من الوجهات السياحية البارزة داخل السلطنة وخارجها. وأضاف أن الموسم الحالي شهد تطورات ملحوظة، من بينها تمديد مدة الفعاليات إلى 18 يومًا، وإدراج أنشطة جديدة تسهم في جذب المزيد من الزوار، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية للمنطقة لتوفير تجربة أكثر راحة وسلاسة للضيوف.

وأشار الصواعي إلى أن الجهود متواصلة لتطوير الموسم وتعزيز دوره في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة، وذلك عبر توفير منصات للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وإتاحة الفرص لرواد الأعمال المحليين لعرض منتجاتهم، مما يساهم في دعم الاقتصاد الوطني. ووجه شكره إلى محافظ جنوب الشرقية، ووالي جعلان بني بوحسن، وإلى اللجان المنظمة التي بذلت جهودًا كبيرة لإنجاح هذا الحدث.

"تنوع الفعاليات وجاذبيتها"

واحتضنت القرية التراثية بالمهرجان العديد من الفنون الشعبية، من بينها فن الرزحة والمديمة، وهو فن بحري قديم يمارسه البحارة كنوع من الترفيه خلال رحلاتهم البحرية، كما شارك عدد من الفنانين والفرق الشعبية في تقديم عروض فنية أضفت على المهرجان طابعًا احتفاليًا مميزًا، إلى جانب مشاركة الفنون النسائية التي تشتهر بها محافظة جنوب الشرقية، مما عزز من البعد الثقافي للحدث.

كما شهد المهرجان أمسيات شعرية وإنشادية استقطبت جمهورًا واسعًا على مسرح الرمال، حيث قدم نخبة من الشعراء والمنشدين أعمالًا مستوحاة من التراث العماني والخليجي، وشملت الفعاليات الأخرى مسابقات متنوعة عن الموروث الشعبي، بالإضافة إلى أنشطة رياضية مثل سباق ركض عرضة الجمال وركض عرضة الخيل وسباق زمط البوش، إلى جانب بطولات في كرة القدم الرملية وكرة القدم الطائرة واختراق الضاحية والتقاط الأوتاد، كما استقطبت بطولة الموسم الأول للرماية التقليدية عددًا كبيرًا من المشاركين.

ومن بين الفعاليات التي لاقت اهتمامًا واسعًا، استعراض مهارات الفروسية على الرمال، حيث أظهر المشاركون قدراتهم في مهارة الوقوف على الخيل وتنويمه، في مشاهد أبهرت الحضور. كما شهد موقع تل مرهب تنظيم فعاليات مخصصة لرياضة السيارات السريعة "الرونات"، ما أضفى عنصر الإثارة والتشويق على البرنامج العام للكرنفال.

"إشادة واسعة بالحدث"

وأعرب حماد بن محمد الحسني، أحد زوار المهرجان، عن سعادته بنجاح النسخة الثانية من موسم شتاء الطحايم، مشيدًا بالتطور الملحوظ مقارنة بالموسم الأول، سواء من حيث التنوع في الفعاليات أو مستوى التنظيم والخدمات المقدمة. كما أثنى على تخصيص مساحات متميزة للأسر المنتجة وعربات الطعام، ما أتاح لهم الفرصة لتسويق منتجاتهم بشكل أفضل، فضلًا عن موقع مسرح الرمال الذي كان بمثابة منصة نابضة بالحياة للعروض الفنية والمسرحية.

بدورها، أكدت يسرى الغيلانية، رائدة أعمال، على أهمية تكثيف الترويج الإعلامي للمهرجان عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن الاستفادة من تأثير المشاهير يمكن أن يسهم في استقطاب عدد أكبر من الزوار في النسخ القادمة. كما دعت إلى تعزيز الجانب التثقيفي من خلال ورش عمل تفاعلية تستهدف الشباب والأطفال لتعريفهم بالموروث العماني بأساليب مبتكرة.

من جانبه، أوضح المهندس علي بن راشد المطاعني، أحد منظمي المهرجان، أن الحدث شهد مشاركة أكثر من 80 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، مما وفر منصة مثالية للترويج لمنتجاتهم، مشيرًا إلى أن إضافة المسرح الرملي كانت خطوة متميزة عززت من تجربة الزوار من خلال العروض التفاعلية الحية.

كما أشادت سلمى بنت زايد الحسنية بجودة التنظيم، وأكدت على أهمية تشغيل الأكشاك والأسواق الشعبية بأيدٍ عمانية لتعزيز الهوية الوطنية، معتبرة أن هذه الفعاليات تلعب دورًا كبيرًا في دعم الاقتصاد المحلي وتحفيز المشاريع الناشئة.

أما أحمد بن عادل المطاعني، فأكد أن موسم شتاء الطحايم 2025 كان تجربة استثنائية، حيث تميز بفعاليات ثقافية وفنية جمعت بين المنشدين والشعراء من مختلف دول الخليج، مما أضفى على الحدث بعدًا إقليميًا وجعله منصة للتواصل الثقافي. واقترح إضافة ورش تفاعلية متخصصة وتوسيع نطاق المشاركة المجتمعية لضمان استمرارية النجاح.

ويأمل القائمون على المهرجان في استقطاب المزيد من المشاركين من داخل سلطنة عمان وخارجها، والعمل على تقديم مبادرات جديدة تعزز من تجربة الزوار، سواء عبر تحسين الخدمات اللوجستية أو توسيع نطاق الفعاليات.

ويظل كرنفال الطحايم حدثًا سنويًا يعكس الهوية الثقافية العمانية، ويدعم جهود التنويع الاقتصادي من خلال تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز السياحة المحلية. وبينما تتجه الأنظار إلى النسخة القادمة، يبقى التحدي في الحفاظ على الزخم الحالي وتقديم محتوى أكثر ابتكارًا يواكب تطلعات الجمهور.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: موسم شتاء الطحایم إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة كفر الشيخ يشهد افتتاح فعاليات قمة جامعات إقليم الدلتا للاستدامة

شهد الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، اليوم افتتاح فعاليات قمة جامعات إقليم الدلتا للاستدامة والتنمية، من التحدي إلى الانطلاق، والتي نظمتها جامعة المنصورة، بمدرج الأستاذ الدكتور مجدي أبو ريان بكلية الهندسة.

جاء ذلك بحضور الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم السابق ورئيس جامعة الريادة، والدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة، والدكتور حمدان ربيع رئيس جامعة دمياط، والدكتور محمد حسين رئيس جامعة طنطا، والدكتور معوض الخولي رئيس جامعة المنصورة الجديدة، والدكتور السعيد عبد الهادي رئيس جامعة حورس، والدكتور يحيي المشد رئيس جامعة الدلتا، والدكتور عبد الفتاح صدقه رئيس جامعة السلام، والدكتور عرابي السيد كشك رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية، والدكتور منتصر دويدار رئيس جامعة سمنود التكنولوجيا، وبحضور الدكتور إسماعيل القن نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، إلى جانب عدد من السادة نواب رؤساء الجامعات وعمداء ووكلاء الكليات، وعدد من الخبراء والمتخصصين، وممثلي الهيئات الصناعية والمجتمعية، السادة الصحفيين والإعلاميين.

هذا وقد أعرب الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ، عن بالغ سعادته بالمشاركة في فعاليات قمة جامعات إقليم الدلتا للاستدامة والتنمية، في رحاب جامعة المنصورة، مؤكدًا أن القمة تمثل منصة حوارية مهمة لتبادل الرؤى والخبرات في مجال الاستدامة بين جامعات الإقليم، بما يسهم في دعم جهود الدولة لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، وتعزيز الدور المجتمعي للجامعات المصرية.

كما أكد رئيس جامعة كفر الشيخ، أن مشاركة الجامعة في هذه القمة يأتي تأكيدًا على التزام جامعة كفر الشيخ بدورها الرائد في دعم قضايا التنمية المستدامة، وتعزيز دور الجامعة كمحور رئيسي في بناء مجتمع معرفي واعٍ، منفتح على قضايا الوطن وقادر على صياغة حلول مستدامة للمستقبل.

وخلال فعاليات القمة، قام الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة بتكريم الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ تقديرا لجهوده الدؤوبة ونشاطاته المثمرة خلال العام الماضي، وعقب ذلك قام رئيس جامعة المنصورة بتسليم رئاسة التحالف إلى الدكتور محمد حسين رئيس جامعة طنطا، وذلك في في إطار آلية التبادل الدوري لرئاسة تحالف جامعات إقليم الدلتا بين جامعتي المنصورة وطنطا، بما يُسهم في تعزيز التعاون والتكامل بين الجامعات الأعضاء، وتبادل الخبرات الأكاديمية والإدارية بما يخدم منظومة التعليم العالي في الإقليم، في إطار تعزيز التنسيق بين جامعات التحالف، وتدعيم المشروعات المشتركة في مجالات البحث العلمي، وتنمية المجتمع، ورفع كفاءة العملية التعليمية في المنطقة.

وعقب انتهاء فعاليات الجلسة الرئيسية، انطلقت الجلسات الحوارية التي انعقدت بمشاركة نخبة من أعضاء هيئة التدريس والخبراء والمتخصصين وشركاء الصناعة وممثلي المجتمع المدني، والتي ناقشت محاور متعددة من بينها: التغيرات المناخية وتآكل الشواطئ والتنوع البيولوجي، الاستدامة المعمارية والتحول الرقمي، المنـاطق الصناعية والاقتصاد الدائري، مشكلات التربية والتلوث.

اقرأ أيضاًلدعم الرعاية الصحية.. تعاون جديد بين جامعة كفر الشيخ وأمانة المراكز الطبية المتخصصة

جامعة كفر الشيخ تتصدر الجامعات المصرية في البحث العلمي بتصنيف RUR الروسي للعام الثاني على التوالي

مقالات مشابهة

  • مهرجانات البترون الدولية أطلقت برعاية وزيرة السياحة فعاليات صيف 2025
  • “السياحة” تواصل جولاتها الرقابية في مكة المكرمة
  • انطلاق فعاليات “أسبوع التراث” بمدينة تبوك ضمن مبادرات عام الحرف اليدوية 2025
  • مركز تل بلاط في محافظة حلب التابع للمؤسسة السورية للحبوب يشهد إقبالاً كبيراً من المزارعين لتسليم محصول القمح
  • رئيس جامعة كفر الشيخ يشهد افتتاح فعاليات قمة جامعات إقليم الدلتا للاستدامة
  • مركز تل بلاط بمحافظة حلب يشهد إقبالاً كبيراً من المزارعين لتسليم محصول القمح
  • اختتام فعاليات "سيتي ووك" ضمن موسم جدة 2025 بتجارب وفعاليات مثيرة
  • إدارة مهرجان جرش تؤجل المؤتمر الصحفي لإعلان فعاليات الدورة الـ39
  • السياحة المفرطة.. كيف تواجه أشهر مدن جنوب أوروبا زحام الزائرين؟
  • منظومة إرشادية متكاملة لتحسين تجربة زوار المدينة