نميري في المنفي ندمت علي مغادرة البلاد قبل الانتفاضة والانتهاء من محاكمة الاسلاميين وحل تنظيمهم
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
محمد فضل علي .. كندا
لقد بصمت قيادة المعارضة السودانية في التجمع الوطني الديمقراطي علي المخطط الاخواني الامريكي لتقسيم السودان وتسليم جنوب السودان الي حفنة من الانفصاليين الجنوبيين انتهوا بجنوب السودان علي ماهو عليه اليوم من تدهور وعدم استقرار .
كانت هناك معارضة فردية من بعض عضوية الحزب الاتحادي الديمقراطي في مصر فترة التسعينات لما كان يجري علي صعيد مؤتمر القضايا المصيرية وتداعيات اتفاقية نيفاتشا ومقترح الاستفتاء علي انفصال جنوب السودان ولكنهم كانوا خائفين من الجهر بموقفهم خشية قطع مخصصاتهم الحزبية في ظل الظروف المعروفة في مصر اذكر من هولاء الاخ فقيري حمد الذي كان يجهر بموقفه المعارض لمؤتمر قضايا المصيرية وانفصال جنوب السودان وقد اتصل بي الاخ فقيري حمد الذي يعرف علاقتي بالرئيس السوداني السابق جعفر نميري الذي يعرفه شخصيا للقيام بمحاولة لانقاذ مايمكن انقاذه عبر تدخل الرئيس السوداني السابق جعفر نميري لاستخدام علاقاته بالرئاسة المصرية وتنويرها بخطورة مايجري من مخطط سينتهي بتكريس سيطرة الجبهة القومية الاسلامية علي البلاد وتسليم جنوب السودان الي مجموعة من الانفصاليين الغير ناضجين وخطورة كل ذلك علي الامن القومي السوداني وعلي الامن المشترك بين مصر والسودان في جنوب وشمال وادي النيل .
عرفت لاحقا ان رئاسة الجمهورية المصرية قد تعاملت مع كل ذلك بكل جدية وفوضت بعض قيادات المخابرات المصرية العامة للتواصل مع الرئيس السوداني السابق جعفر نميري والسيد محمد عثمان الميرغني زعيم المعارضة السودانية والتجمع الوطني الديمقراطي والقيادي المعارض الراحل المقيم فاروق ابوعيسي الامين العام لاتحاد المحامين العرب انذاك الي جانب بعض قيادات الجنوبيين الذين كانوا متواجدين في قاهرة تلك الايام وذلك لتقييم الموقف ومعرفة مايمكن عمله عبر دعم صيغة للوفاق بين قيادة المعارضة السودانية و ما كانت تعرف بالحركة الشعبية لتحرير السودان التي يبدو انها قد اصرت علي موقفها من الاستفتاء علي انفصال جنوب السودان برهانها علي الدعم الامريكي الغربي والكنسي المطلق للاستفتاء علي انفصال جنوب السودان وحسب ماعرفت من الرئيس السوداني السابق ان صراع قد جري في الكواليس بين السلطات المصرية التي كانت رافضة تماما لانفصال جنوب السودان وبين السفارة الامريكية والبريطانية في مصر وانتهي الامر بانتصار وجهة النظر الامريكية الغربية الكنسية لتمرير المخطط الاخواني الامريكي وتفكيك المعارضة السودانية ومنبرها الاعلامي الوحيد ممثلا في صحيفة الاتحادي الدولية التي كان يديرها الراحل المقيم ابراهيم عبد القيوم وهو بعيدا بعض الشئ عن متابعة الامور في المعارضة السودانية الي جانب الاخ العزيز جهاد الفكي الذي كان يحتفظ بعلاقات واسعة مع معظم المعارضين في التجمع الوطني الديمقراطي وبعض المتمردين من عضوية الحزب الاتحادي الديمقراطي وتلك قصة يطول الحديث حولها وعن تفاصيلها الدرامية .
لقد كان الرئيس السوداني السابق متاثرا جدا بعد انفصال جنوب السودان ويتلاحظ دائما انه كان يبدي الندم علي مغادرته البلاد قبل انتفاضة مارس ابريل قبل قبل الانتهاء من محاكمة الترابي وبعض قيادات الاخوان وحظر التنظيم وكان يحملهم المسؤولية عما وصلت اليه اوضاع البلاد من تدهور وتقسيم السودان .
بعد ان انتهي كل شئ عدنا الي ممارسة عملنا اليومي والروتيني في الصحيفة حتي اتانا الخبر اليقين بفشل السلطات المصرية في اقناع الاطراف السودانية بالبحث عن صيغة اخري غير الاستفتاء علي انفصال جنوب السودان والاتفاق علي صيغة للوفاق الوطني في ظل السودان الموحد وعرفت ايضا من الرئيس السوداني السابق ان الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك قد اتصل تلفونيا بالسيد محمد عثمان الميرغني وابلغه عن تحفظ مصر علي استفتاء جنوب السودان واسفه الشديد من انهم قد فشلوا في وقف هذه العملية وقال له احنا ضميرنا مرتاح بعد ان قمنا بكل ماهو ممكن للحفاظ علي وحدة السودان ونبلغكم بموقفنا من تقسيم السودان الذي لن يحقق الامن والاستقرار لشمال وجنوب السودان .
بعد ايام ابلغني العامل المسؤول عن مبني الصحيفة وهو شاب مصري صغير السن اسمة حجاج علي ما اذكر بوجود جواب لي في البريد فتحته واذا به خطاب قمة في الرقة والمجاملة من الرئيس السوداني السابق جعفر نميري ردا علي رسالة تركتها له في مكتبه من اجل التدخل واستخدام علاقاته مع السلطات المصرية ودولة الامارات العربية للضغط علي قيادة المعارضة السودانية والحركة الشعبية بوقف دعم الاستفتاء علي انفصال جنوب السودان .
تاسفت علي الرئيس نميري الذي اضاع كل مجهوداته لتحقيق السلام ودعم وحدة البلاد يوم ان اسلم جزء كبير من مؤسسات الدولة والحكم لشرازم المتاسلمين الترابيين الذين اقاموا دولتهم داخل دولة نميري يوم رفض نميري نصائح المخلصين من التكنوقراط المايوي من الوطنيين المخلصين امثال المرحوم كامل محجوب وخليفة خوجلي وامال عباس العجب المراة الشجاعة والجندي المجهول والرائد شرطة خضرة عباس المايوية المخلصة لنميري والتي بذلت مجهودات جبارة لابعاد نظام مايو من الاخوان اثناء وبعد سقوط نظام نميري الي جانب امال عباس العجب التي تصدت وحدها لتنظيم الجبهة الاسلامية حتي اصبحوا يطلقون عليها لقب المراة الشيطان اثناء خطب الجمعة في مساجدهم وتلك قصة تطول فصولها من تاريخ السودان الغير مكتوب او الموثق وبالنظر الي مايجري في السودان اليوم فلايمكن الفصل بين مايحدث وبين كل ماحدث في السودان منذ عقود طويلة هناك رابط ما وجذور للاحداث والفتنة الاخوانية الراهنة.
وللقصة بقية وتفاصيل اخري .
رابط له علاقة بالموضوع :
https://www.facebook.com/mohamed.siddig.355
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المعارضة السودانیة
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شقلاوي يكتب: سويسرا .. فصل جديد من العلاقات السودانية الأمريكية
في تطور لافت بالعلاقات السودانية الأمريكية، التقى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بمستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس، يوم الإثنين 11 أغسطس 2025 في زيورخ، بطلب مباشر من واشنطن، وفقًا لـ”العربية”. اللقاء يعكس تغيرًا في نهج الولايات المتحدة تجاه الملف السوداني، وتراجعًا عن الاعتماد التقليدي على الوسطاء الإقليميين، وعلى رأسهم الإمارات.
اللقاء، الذي لم يُعلن عنه رسميًا في الخرطوم حتي اللحظة ، يعكس مستوى متقدمًا من الثقة بين الطرفين، ويجسّد مرحلة جديدة من الحوار المباشر، بعيدًا عن القنوات التي كانت مؤثرة في توجيه مسار الأزمة السودانية.
الولايات المتحدة، وفق مصادر متعددة، وضعت على طاولة النقاش مقترحًا واضحًا لوقف شامل لإطلاق النار في السودان، كجزء من رؤية أشمل لإعادة ترتيب المشهد السياسي والأمني، وترسيخ دور السودان كشريك فاعل في مكافحة الإرهاب وتعزيز أمن البحر الأحمر، وهو الملف الذي بات يحتل أولوية متقدمة في الأجندة الأمريكية، بالنظر إلى تعقيدات الوضع الإقليمي وارتباط السودان المحوري جغرافيًا بمنطقة بالغة الحساسية.
هذه التحركات تؤكد أن واشنطن لم تعد تنظر إلى السودان من زاوية الأزمات الإنسانية ، بل كفاعل استراتيجي يمكن الوثوق به في ملفات إقليمية كبرى، وهو ما يُعدّ تطورًا ملحوظًا في طبيعة العلاقة الثنائية، ويعزز من موقف السودان السياسي والدبلوماسي.
ما يلفت النظر في هذا اللقاء أيضًا أنه تم خارج علم بعض الأطراف الإقليمية المتنفذة ، ولم تكن الإمارات، على سبيل المثال، على دراية به إلا بعد حدوثه، مما يعكس نجاحًا دبلوماسيًا سودانيًا في انتزاع هامش حركة مستقل، وربما يمثل بداية لإعادة صياغة التحالفات الإقليمية والدولية وفقًا لأولويات سودانية وطنية .
البرهان بدوره لم يذهب إلى هذا اللقاء بدون ضمانات أو أوراق ضغط، فقد عبّر عن موقفه الرافض لوجود مليشيا الدعم السريع في السلطة أو في أي عملية سياسية قادمة. هذا الموقف يضيف بعدًا جديدًا لمسار التفاوض، ويعكس رغبته في تقليص نفوذ المليشيا ، بما يدل على إدراكه لأهمية إزالة العوائق التي تقف في طريق السلام والاستقرار، تمهيدًا لإنهاء الحرب والدخول في مرحلة انتقالية أكثر استقرارًا.
تنسيق اللقاء جاء أيضًا بعد جهود دولية وإقليمية معقدة ، شاركت فيها تركيا وقطر ومصر، وهو ما تجلى في تحركات وزراء الخارجية واجتماعاتهم المكثفة خلال الأسابيع الماضية، إضافة إلى دعم لوجستي قطري تمثل في هبوط طائرة ضخمة في مطار بورتسودان، قبل يومان من اللقاء، في إشارة إلى انخراط واضح في تهيئة الأجواء لهذا التحول السياسي.
غير أن المراهنة على نجاح هذا المسار تظل مشروطة بقدرة القيادة السودانية على توظيف هذا الزخم الإقليمي و الدولي وتفعيله داخليًا، في ظل تحديات أمنية واقتصادية خانقة، وانقسامات سياسية تحتاج معالجات .
الإشارات الصادرة عن واشنطن، مطلع الاسبوع الماضي بما في ذلك تقارير حول نية الإدارة الأمريكية تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية، تعكس تحولًا في الموقف الأمريكي من المليشيا التي كانت تحظى بدعم إقليمي واضح، وتضع شركاءها في زاوية ضيقة، ما قد يؤدي إلى إعادة تموضع إقليمي إجباري يتماشى مع الاتجاهات الجديدة.
وفي المقابل، فإن استمرار اللقاءات بين البرهان والدوائر الأمريكية خارج إطار التنسيق الإقليمي المعتاد، يمنح القيادة السودانية أوراق ضغط جديدة على طاولة التفاوض، ويمنح الملف السوداني دفعة حقيقية نحو الحل.
الأمريكيون ، من جهتهم، يظهرون انفتاحًا غير مسبوق للتعاون مع الخرطوم، ليس فقط في الملف الأمني، بل أيضًا هناك مؤشرات في اهتمامهم بالمجالات الاقتصادية والاستثمارية، حيث تنظر واشنطن إلى السودان كفرصة لإعادة إعمار بلد غني بالموارد، مع أهمية استراتيجية كبيرة. وهذا يعزز فكرة أن اللقاء يمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون، تقوم على مبدأ الشراكة المباشرة، بعيدًا عن وسطاء قد يعرقلون الحلول.
إن أهمية هذا اللقاء لا تكمن فقط في طبيعته السرية أو توقيته، بل في الرسائل التي يحملها حول مستقبل السودان في المعادلة الإقليمية، والفرص التي يمكن أن تنشأ إذا ما أُحسن استثمار هذا الانفتاح الأمريكي.
غير أن الشفافية في التعاطي مع الرأي العام السوداني بشأن فحوى هذه اللقاءات تظل أمرًا مهمًا ، ليس فقط لطمأنة الداخل، بل لتأكيد الجدية في إدارة المرحلة القادمة بعيدًا عن السرية و الغموض الذي طالما غذّى الشائعات وأضعف الثقة في مؤسسات الدولة.
من منظور #وجه_الحقيقة، تقف بلادنا اليوم أمام مفترق طرق . وإن تمكنت قيادتها من ترجمة الزخم الدبلوماسي إلى خطوات عملية، فقد تشكّل زيورخ بداية حقيقية لمسار استعادة الأمن والسلام . هذا اللقاء قد يؤسس لوقف شامل لإطلاق النار، ويفتح الباب لحوار جاد مع الأطراف المعنية، خاصة الإمارات، لوقف تغذية مليشيا الدعم السريع. غير أن النجاح يظل مرهونًا بقدرة القيادة على توظيف الدعم الإقليمي والدولي وتحويله إلى واقع يرسّخ أمن السودان واستقراره.
إبراهيم شقلاوي
دمتم بخير وعافية.
الأربعاء 13 أغسطس 2025م [email protected]