سوريون يحيون الذكرى العاشرة لمجزرة كيماوي الغوطة.. أودت بأكثر من 1400 شخص
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
بعد مرور عشر سنوات على الهجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية قرب دمشق الذي تسبب بمقتل 1400 شخص، يحيي سوريون يعيشون في مناطق خارج سيطرة النظام هذه الذكرى الأليمة عبر نشاطات ثقافية تذكر وتعرف بما حدث. ويتهم النظام السوري بارتكاب المجزرة، فيما يأمل السوريون بتحقيق العدالة للضحايا وذويهم.
ونظم أهالي الضحايا وناشطون ومسعفون تجمعات منذ مساء الأحد في مناطق عدة بشمال وشمال غرب سوريا لإحياء ذكرى الهجوم الذي ينفي النظام السوري أي تورط له به.
في عفرين بشمال سوريا، شارك عدد من الناجين ذكرياتهم الأليمة بينما جسّدت مسرحية للأطفال المأساة التي طبعت ذلك اليوم.
في الذكرى العاشرة لـ #مجزرة_الغوطة.. أهالي #الأبزمو بريف #حلب يُشعلون 1400 شمعة بعدد ضحايا #مجزرة_الكيماوي#أورينت pic.twitter.com/9hLYwEgD7u
— Orient أورينت (@OrientNews) August 20, 2023من سمع ليس كمن رأى ????
مشاهد كثيرة
لقطات تحزن القلب
صور لاتنساها الذاكرة
سنوات مرت على مجازر الكيماوي في الغوطتين
عجزت الكلمات عن وصفها وعجزت الأقلام عن تدوينها#مجزرة_الكيماوي#مجزرة_الغوطة pic.twitter.com/IE18QzrWKD
"سنبقى مصرّين على محاسبة بشار الأسد المجرم المسؤول عن المجزرة"
وقال محمّد دحلة، وهو أحد الناجين لوكالة "فرانس برس": "نقيم هذه الفعالية ليس لنتذكّر نحن المجزرة، فهي تعيش في ذهننا بشكل يومي"، مضيفا: "سنبقى مصرّين على محاسبة بشار الأسد المجرم المسؤول عن المجزرة". وعبر عن أسفه لتنفيذ النظام السوري "غيرها من المجازر فيما بعد نتيجة تخاذل العالم".
في 21 آب/ أغسطس 2013، وقع هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام (الغوطة الغربية)، أبرز معاقل الفصائل المعارضة آنذاك قرب العاصمة، واتهمت المعارضة النظام السوري بتنفيذه.
وتم تداول عشرات مقاطع الفيديو في الأيام والأسابيع اللاحقة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جثث أطفال ونساء ورجال صدمت العالم، وأكد ناشطون أن عائلات بكاملها قضت.
في نهاية آب/ أغسطس من ذلك العام، أعلنت الولايات المتحدة أنها على "قناعة قوية" بأن النظام مسؤول عن الهجوم الذي أوقع 1429 قتيلا بينهم 426 طفلا. وفي 16 أيلول/ سبتمبر، نشرت الأمم المتحدة تقريرا لخبرائها الذين حققوا في الهجوم، يتضمن "أدلة واضحة" على استخدام غاز السارين.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعتبر في تصريحات في بداية الحرب السورية أن استخدام الأسلحة الكيميائية "خط أحمر". وكان على وشك شن ضربات عقابية ضد دمشق، لكنه تراجع. وأبرمت بلاده في أيلول/ سبتمبر من العام ذاته، اتفاقا مع روسيا حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
"شممت رائحة الموت"
واستعاد المسعف محمّد سليمان، ابن بلدة زملكا في الغوطة، الذي فقد خمسة من أفراد عائلته، تفاصيل يوم الهجوم.
وقال: "حوالي الساعة الثانية والنصف تقريبا، جاءتنا إشارة عبر الأجهزة اللاسلكية عن وقوع قصف كيميائي في مدينة زملكا، توجهت إلى المكان (...) وجدت عددا كبيرا من المصابين والشهداء، كأنه يوم القيامة، مشهد لا يوصف". ويضيف "شممت رائحة الموت، قمت بنقل الجثث (...) إلى مركز طبي قريبا من منزلي"، مشيرا إلى أنه كان يلف وجهه بوشاح لحماية نفسه من تنشق الغاز.
ويروي أنه بعدما توجّه إلى منزل عائلته، لم يجد أحدا. في هذه الأثناء، طُلب من جميع السكان إخلاء المنطقة ودخل المسعفون الذين يرتدون ألبسة وقائية فقط.
وقفة تضامنية في الدنمارك من أجل ضحايا مجزرة الكيماوي في الغوطتين pic.twitter.com/uvPxCSC3xy
— أبو الخيرمحجوب (@Xd60euW24gEtWPp) August 21, 2023"أذكر أن رقم أبي كان 95"
لكنه واصل مع شقيقه البحث عن عائلته. في مركز طبي قريب من المنزل: "وجدت أبي وسكانا من الحي وقد وضعت على جثثهم أرقام من دون أسماء، أذكر أن رقم أبي كان 95. وضعت الأسماء على الجثث التي تعرفّت عليها من سكان الحي".
وتبيّن لاحقا أن شقيقه وزوجة شقيقه الآخر مع اثنين من أولادها، قضوا في الهجوم. وتابع: "حفرنا مقبرة جماعية تتسّع لمئات الأشخاص، وقمنا بدفن الجثث قرب بعضها، يفصل بين الواحد والأخرى حوالي خمسة سنتيمترات".
وقال سليمان: "نتمنى من دول العالم إنصافنا.. فهي تستطيع أن تحاسب" المسؤولين عن الهجوم، مضيفا "نرجو من الله أن يأخذ حقّ الناس الأبرياء".
ورغم تأكيد دمشق تسليمها مخزونها من الأسلحة الكيميائية، تكررت بعد ذلك الاتهامات الموجهة إليها بشن هجمات كيميائية.
من جهته قال أحمد أبو محمد، أحد الشهود على الهجوم الكيماوي، إنهم اختبأوا في الملاجئ تحت وطأة القصف العنيف الذي نفذه النظام السوري وداعموه عام 2018، بحسب وكالة الأناضول.
وأفاد أبو محمد أن الهجوم الكيماوي عام 2013 الذي وصف بالأكبر في سوريا ما زال حاضرا في ذاكرته.
وأضاف: "كان مخبأنا بالقرب من نقطة الهدف، لم يستطع أحد الخروج بسبب القصف، الجميع تأثروا بتلك الرائحة".
وأشار أن إجلاءهم من المنطقة بدأ بعد الهجوم الكيماوي 2018: "بعد 4 أشهر حملت زوجتي، كنا نذهب كل شهر للمعاينة الدورية، إلا أن ابني علي ولد بأصبعين في يده اليمنى، انتابنا عقبها الخوف من إنجاب طفل جديد".
ولفت إلى أن منفذي الهجوم الكيماوي معروفون لكن لم تتم محاكمتهم حتى الآن، داعيا المجتمع الدولي لمحاسبة القتلة.
وأضاف: "نريد العدالة للضحايا، أسر بأكملها ماتت خنقا، لقد كان يوما فظيعا لا ينسى".
بدوره، قال محمد الحريري إنه شهد هجمات بالأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية عامي 2013 و2018، قبل أن ينتقل إلى منطقة الباب (شمال) ليستقر فيها.
وأوضح الحريري أن المشاهد كانت حزينة للغاية في كلا الهجومين، مؤكدا أنه لم يتمكن من التغلب على آثار الهجمات.
وذكر أنه كان في مخبأ تحت الأرض مع زوجته خلال هجوم دوما في 2018، مشيرا إلى أن جميع من كانوا في المخبأ تأثروا من الهجوم.
توثيق الهجوم
ووثق تقرير أصدره مشروع "الأرشيف السوري" لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، الاثنين، بمناسبة الذكرى العاشرة على "مجزرة الكيماوي"، المواقع الرئيسة لسقوط الصواريخ، ومواقع عسكرية ذات صلة محتملة، ومرافق طبية حيث جرى علاج الضحايا، وأماكن تجميع الجثث، ومواقع الدفن.
والتقط الموثّقون، بحسب التقرير، مجموعة من المعلومات الأساسية التي من شأنها أن تظهر في أي خطة جمع مثالية لمحقق، وفق معدي التقرير وتتضمن: 327 مادة توثيقية توثق مؤشرًا واحدًا على الأقل للمواد الكيماوية السامة، بما في ذلك الحيوانات النافقة، دون إصابات جسدية واضحة، وغازات أو غبار متغير اللون. و 56 مادة توثق قوات عسكرية أو أمنية أو مسلحة. و38 مادة توثق مواقع سقوط الصواريخ. و35 مادة توثق ما يبدو أنه بقايا أسلحة كيماوية، يبدو أن ستة منها على الأقل تظهر علامات عن شركة مصنعة ما. وسبع مواد توثق مركبات مسلحة وأنظمة أسلحة مستخدمة من نوع ما. وسبع مواد توثق إطلاق ذخائر يُزعم أنها مرتبطة بالهجوم. وأربع مواد توثق لحظة الهجوم.
وتوفر كل مادة تقريبًا من أصل 460 مادة توثيقية، في مجموعة البيانات لدى "الأرشيف السوري"، معلومات حول ضحايا الهجوم، بالنسبة لنحو نصف المواد التي تم تحليلها، وهي 291 حالة، إذ وضع باحثو "الأرشيف السوري" علامة على تلك المواد على أنها “صادمة” نتيجة تصويرها لأعراض الأسلحة الكيماوية على الأطفال.
صور #مجزرة_الكيماوي لاتغيب عن أذهان العالم وهم مصطفيين وكأنهم نيام نوم أبدي لأكثر من 1500مدني أبرياء لم تخلف المجزرة البغيظة دماء ولا أشلاء فقط عيون شاخصة ونفوس مختنقة ذنبهم الوحيد أنهم طلبوا أن يعيشوا في حرية ألهذه الدرجة ضريبة الحرية ثقيلة على الشعب السوري
#لاتخنقوا_الحقيقة pic.twitter.com/mont2qpyTl
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الغوطة سوريا سوريا الغوطة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری pic twitter com
إقرأ أيضاً:
تقرير: مسؤولون سوريون وإسرائيليون عقدوا محادثات مباشرة
نقلت شبكة سي إن إن الأميركية عن مصدر إسرائيلي قوله إن إسرائيل والنظام السوري الجديد أجريا مؤخرًا محادثات مباشرة، في تطور نادر يشير إلى تحولات في العلاقات بين الطرفين اللذين كانا في حالة عداء طويل، وذلك في وقت توسع فيه إسرائيل وجودها العسكري داخل سوريا.
وبحسب المصدر، جرت المحادثات في أذربيجان، وشارك فيها رئيس هيئة العمليات في الجيش الإسرائيلي، اللواء عوديد بسيوق، والتقى بممثلين عن الحكومة السورية بحضور مسؤولين أتراك.
وكان الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع قد صرّح الأسبوع الماضي بأن حكومته تجري محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لوقف هجماتها على الأراضي السورية، "حتى لا تصل الأمور إلى مرحلة يفقد فيها الطرفان السيطرة".
ولم يصدر أي تعليق رسمي من دمشق بشأن عقد محادثات مباشرة مع إسرائيل. ولم يكشف المصدر تفاصيل جدول أعمال اللقاء أو الجهة التي تولت الوساطة، فيما كانت القناة 12 الإسرائيلية أول من كشف عن اللقاء.
وهذا الأسبوع، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السعودية بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع.
وتعهد ترامب خلال اللقاء برفع العقوبات الشديدة المفروضة على نظام بشار الأسد، الذي أُطيح به في انتفاضة قادها الشرع، وهرب من البلاد في ديسمبر الماضي.
ووفقًا للبيت الأبيض، طلب ترامب من الشرع اتخاذ سلسلة من الخطوات، من بينها: تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وطرد "الإرهابيين" الأجانب والفلسطينيين من سوريا، والمساعدة في منع عودة تنظيم داعش.
ومنذ سقوط نظام الأسد، استولت إسرائيل على مزيد من الأراضي داخل سوريا، ونفذت ضربات متكررة قالت إنها تهدف إلى منع إعادة بناء القدرات العسكرية واجتثاث الجماعات المسلحة التي قد تهدد أمنها. وعلى الرغم من أن التوغل الإسرائيلي وُصف في البداية بأنه مؤقت، فإن مسؤولين إسرائيليين صرّحوا لاحقًا بأن الوجود العسكري سيستمر إلى أجل غير مسمى.
وأعلنت إسرائيل عن إقامة منطقة عازلة جنوب سوريا بهدف معلن يتمثل في حماية أقلية الدروز، بالإضافة إلى استمرار احتلالها لمرتفعات الجولان، التي استولت عليها من سوريا في حرب عام 1967 ثم قامت بضمها لاحقًا.
رفع كامل للعقوبات أم مراجعة كل 6 أشهر؟
قالت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الخميس، إنها تعمل بناءً على توجيهات ترامب بشأن العقوبات المفروضة على سوريا، وتهدف إلى إصدار تصاريح ضرورية لجذب الاستثمارات الجديدة إلى البلاد.
وأوضحت الوزارة في منشور عبر منصة X أن هذه الإجراءات "يمكن أن تسهم في إعادة بناء الاقتصاد والقطاع المالي والبنية التحتية في سوريا، وقد تضع البلاد على مسار لمستقبل مشرق ومزدهر ومستقر."
من جهته، أوضح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستقوم بإصدار إعفاءات من العقوبات، دون أن ترفعها بشكل كامل في الوقت الحالي.
وقال روبيو من أنطاليا، تركيا: "مع التقدم، نأمل أن نكون قادرين قريبًا أو في يوم ما، على التوجه إلى الكونغرس وطلب إلغاء العقوبات بشكل دائم"، مشيرًا إلى أن إبقاء احتمال عودة العقوبات كل ستة أشهر يمثل عامل ردع أمام الاستثمارات.
وكان مسؤول إسرائيلي قد أبلغ سي إن إن سابقًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا، محذرًا من أن ذلك قد يؤدي إلى تكرار أحداث السابع من أكتوبر 2023، عندما شنت جماعات مسلحة تقودها حماس هجومًا على إسرائيل.