الياسري: ماضون في توقيع اتفاقية مع شركة فودافون لإطلاق رخصة الجيل الخامس
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
أكدت وزيرة الاتصالات هيام الياسري، الإثنين، المضي في توقيع اتفاقية مع شركة فودافون البريطانية لإطلاق رخصة الجيل الخامس، فيما أشارت إلى أن هنالك مشاريع للتحول الرقمي والوصول إلى الأتمتة الشاملة.
قالت الياسري في كلمة لها خلال المؤتمر الاقتصادي لمجلس الأعمال العراقي البريطاني، وتابعته "الاقتصاد نيوز"، إن "الظروف الصعبة التي مر بها العراق، سواء في فترة النظام السابق أو بعده في العقدين الماضيين من الإرهاب والتصدي له، فضلًا عن الظروف الاقتصادية والأمنية، أسهمت في تأخير التطور في قطاع الاتصالات، ولكن اليوم ومع الحكومة الحالية التي تزامن وجودها مع الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، أصبح من الضروري العمل بسرعة كبيرة لإصلاح القطاع".
وأوضحت الياسري، أن "العراق يمتلك ثلاث شبكات بنية تحتية ضخمة تعد الأكبر في الشرق الأوسط، وتسمى Backbone، ولدينا سين Backbone، وهواوي Backbone، ونوكيا Backbone، وهي ممتدة في جميع أنحاء العراق ومملوكة للدولة، التي تتحمل تكاليف استثماراتها لتوفيرها للقطاع الخاص".
وتابعت، "وصلنا إلى أكثر من 4,000,000 خط كيبل ضوئي موصول إلى المنازل عبر Viber فون، وهو رقم كبير، كما هو معلوم، فإن تقنية البرودباند (Broadband) المنفذة تمتلك القدرة على توصيل خدمة الانترنت السريع لكل منزل ولكل مدرسة في العراق"، مؤكدة، "نحن في طريقنا للمزيد من التنفيذ".
وأضافت الوزيرة، "الكثير من الدول النامية لا تزال تعاني من عدم وصول الانترنت إلى جميع المستخدمين والمنازل، لكن العراق لديه نسبة وصول كاملة للإنترنت عبر مختلف الطرق، سواء بالانترنت الثابت أو النقال مثل الموبايل، وذلك بفضل وجود عدة مرخصين".
وأكدت، أن "الأرضية متوفرة للنهوض بمشاريع استثمارية ضخمة، حيث عملت الحكومة على مشاريع الترانزيت العالمي بشكل كبير، كما هو معروف جغرافيًا، فإن العراق هو الممر البري القصير الذي يربط الخليج العربي بأوروبا عبر العراق وتركيا، وهذا الممر قصير وآمن وسهل الصيانة لمرور الكوابل الضوئية، مقارنة بالمسار الجغرافي البعيد الذي يأتي عبر البحار وصولًا إلى البحر العربي ومضيق باب المندب، ثم عبر البحر الأحمر وقناة السويس وصولًا إلى البحر المتوسط وأوروبا".
وأكملت بالقول: "لقد عملنا على تأمين طريق قصير يربط دول الخليج العربي، ويمكن أن يمر من آسيا والهند وسنغافورة، لتأمين الاتصالات الدولية للشركات العالمية إلى أوروبا فقط عبر العراق ثم تركيا".
وأشارت إلى، أن "الوزارة عملت على بناء الثقة في هذا الممر العراقي خلال فترة الحكومة الحالية، مما أدى إلى زيادة السعات التي تمر عبر الممر العراقي من 10 جيجا إلى 1800 جيجا في غضون أشهر، وهي في تزايد مستمر"، وشددت على، أن "هدفنا هو تفعيل ممر العراق كترانزيت ليس فقط لتعظيم الإيرادات، ولكن أيضًا لبناء الثقة بالممر العراقي لتعزيز الاستقرار الأمني والاقتصادي للعراق".
ووجهت وزيرة الاتصالات دعوة إلى الشركات العالمية الكبيرة المختصة بالاتصالات للمشاركة في الفرص الاستثمارية الكبيرة والمهمة، مبينة، أن "العراق بحاجة إلى إنشاء مراكز بيانات عالمية تجارية داخلية".
ولفتت إلى، أنه "تم توقيع عدد من العقود مع الشركات العالمية، حيث تم اليوم توقيع عقد مع شركة زين عمان تيل، ونحن في طريقنا للتوقيع مع أوريدو (Ooredoo) وشركات أخرى عالمية للمرور عبر الممر العراقي".
وأضافت الياسري، "اليوم تتبارى الدول بعدد مراكز البيانات، وفي العراق يوجد العديد من مراكز البيانات لكنها صغيرة، لذلك منحنا الموافقات ونحن في طريق التوقيع لإنشاء مركز بيانات عالمي في البصرة، ومع ذلك، ما زلنا بحاجة إلى مركزين آخرين في الوسط والشمال، مثل الموصل أو كركوك، مع شركات عالمية أخرى".
وبينت، أن "هناك العديد من الشركات المحلية ترغب في أن تكون شريكة مع الشركات العالمية لتهيئة الأرض والكهرباء والمستلزمات الأخرى، كما ولدينا شبكة ألياف ضوئية موجودة في أي مكان يتم اختياره".
وبشأن الذكاء الاصطناعي، أشارت الياسري إلى أن "هنالك خطوات كبيرة ومتسارعة في جميع وزارات الدولة العراقية وفي الجامعات العراقية لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، كما توجد لجنة برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني تضم عددًا من الوزراء لبحث قضايا الذكاء الاصطناعي".
ووفقًا لها، فإن "وزارة الاتصالات تسعى لإنشاء مركز تدريبي لصناعة خبراء في الذكاء الاصطناعي"، مؤكدة، أن "المواهب العراقية والشباب العراقي لديهم طاقة عالية جدًا ليصبحوا خبراء في الذكاء الاصطناعي، ويمكنهم العمل في دول أخرى".
وأردفت، "نحن بحاجة إلى الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي على صعيدين: الأول في صناعة الخبراء، والثاني في التدريب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي"، منبهة إلى، أن "هناك شركات عالمية تبرعت لتدريب الشباب العراقي مجانًا بهدف تدريب بعض هؤلاء الخبراء وتشغيلهم".
وأشارت إلى، أن "هنالك مشاريع للتحول الرقمي والأتمتة، حيث تسعى جميع الجهات إلى اعتماد عملية التحول الرقمي والوصول إلى الأتمتة الشاملة"، مؤكدة، أن "وزارة الاتصالات وضعت هدفًا لهذه العملية وهي ماضية في تحقيقه، ونحن نرحب بالمقترحات".
وبشأن الملكية الفكرية، عبّرت الياسري عن "احترامها للملكية الفكرية ومكافحة القرصنة، فهي مسألة قانونية وأخلاقية وشرعية بغض النظر عن المحتوى؛ لأنها تعتبر سرقة لجهود وإبداع وأموال الآخرين، نحن لا نقبل بذلك".
وتابعت، "نحتاج إلى مساعدة المنظمات والشركات العالمية في هذا المجال، ونحن بصدد بذل الجهود لتشريع قانون الملكية الفكرية، ولكن هذا لا يكفي بمفرده، فهناك العديد من الإجراءات الفنية والتنظيمية التي يمكن أن تساعد في تنظيم هذه المسألة وترسيخها في العراق".
واختتمت الياسري كلمتها بالقول: "ماضون في توقيع اتفاق مع شركة فودافون البريطانية (Vodafone)، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم معهم لمدة ستة أشهر، وهم سيحضرون للعراق في الفترة المقبلة"، مؤكدة، أن "العمل مستمر معهم لوضع تصاميم وخطط واستراتيجيات تحضيرية لإطلاق رخصة الجيل الخامس، الرخصة الوطنية للهاتف النقال".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الشرکات العالمیة الذکاء الاصطناعی الممر العراقی مع شرکة
إقرأ أيضاً:
السباق الاستخباراتي على الذكاء الاصطناعي
في لحظة فارقة على الساحة التكنولوجية الدولية، جاء إطلاق شركة "ديب سيك" الصينية نموذجا لغويا ضخما يُعد من بين الأفضل في العالم، بالتزامن مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ليدق ناقوس الخطر في الأوساط الاستخباراتية الأميركية.
واعتبر ترامب ما جرى "جرس إنذار" في حين أقر مارك وارنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ بأن مجتمع الاستخبارات الأميركي "فوجئ" بسرعة التقدم الصيني، وفق مجلة إيكونوميست.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2النيجريون لفرنسا: اعترفي بالجرائم الاستعمارية وعوضي عنهاlist 2 of 2أنقذونا نحن نموت.. المجاعة تجتاح غزةend of listوفي العام الماضي، أبدت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قلقها من احتمال أن يتفوق الجواسيس والجنود الصينيون في سرعة تبنّي الذكاء الاصطناعي "إيه آي" (AI) فأطلقت خطة طوارئ لتعزيز اعتماد المجالين الاستخباراتي والعسكري على هذه التقنية.
وأوضحت المجلة في تقريرها أن الخطة تضمنت توجيه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووكالات الاستخبارات ووزارة الطاقة (المسؤولة عن إنتاج الأسلحة النووية) بتكثيف تجاربها على النماذج الأحدث من الذكاء الاصطناعي، وتوثيق التعاون مع مختبرات القطاع الخاص الرائدة مثل أنثروبيك وغوغل ديب مايند، وأوبن إيه آي.
سباق مفتوحوفي خطوة ملموسة، منح البنتاغون، في 14 يوليو/تموز الجاري، عقودا تصل قيمتها إلى 200 مليون دولار لكل من تلك الشركات بالإضافة إلى "إكس إيه آي" المملوكة للملياردير إيلون ماسك، بهدف تطوير نماذج من الذكاء الاصطناعي الوكيل الذي يمكنه اتخاذ القرارات، والتعلم المستمر من التفاعلات، وتنفيذ مهام متعددة من خلال تقسيمها إلى خطوات وتحكّمها بأجهزة أخرى مثل الحواسيب أو المركبات.
لكن هذا السباق لا يقتصر -برأي إيكونوميست- على البنتاغون. إذ باتت نماذج الذكاء الاصطناعي تنتشر بسرعة داخل الوكالات الاستخباراتية، لتُستخدم في تحليل البيانات السرية والتفاعل مع المعلومات الحساسة.
الشركات طورت نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام
كما طوّرت الشركات نسخا مُعدّلة من نماذجها تتيح التعامل مع وثائق مصنّفة سرّيا، وتتمتع بإتقان لغات ولهجات حساسة لاحتياجات الاستخبارات، مع تشغيلها على خوادم مفصولة عن الإنترنت العام.
إعلانففي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت أن 26 من منتجاتها في الحوسبة السحابية حصلت على تصريح لاستخدامها في وكالات الاستخبارات.
وفي يونيو/حزيران، أعلنت أنثروبيك عن إطلاق نموذج "كلود غوف" (Claude Gov) وهو روبوت دردشة جديد مصمم خصيصا للجهات العسكرية والاستخباراتية بالولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه يُستخدم بالفعل على نطاق واسع في جميع أجهزة الاستخبارات الأميركية، إلى جانب نماذج أخرى من مختبرات منافسة.
منافسون آخرونليست وحدها الولايات المتحدة التي تشهد مثل هذه التطورات، حيث تفيد المجلة أن بريطانيا تسعى إلى تسريع وتيرة اللحاق بالركب، ناقلة عن مصدر بريطاني رفيع -لم تُسمِّه- تأكيده أن جميع أعضاء مجتمع الاستخبارات في بلاده بات لديهم إمكانية الوصول إلى "نماذج لغوية ضخمة عالية السرية".
وعلى البر الرئيسي للقارة، تحالفت شركة ميسترال الفرنسية -الرائدة والوحيدة تقريبا في مجال الذكاء الاصطناعي على مستوى أوروبا- مع وكالة الذكاء الاصطناعي العسكري بالبلاد، لتطوير نموذج "سابا" (Saba) المدرّب على بيانات من الشرق الأوسط وجنوب آسيا، ويتميز بإتقانه العربية ولغات إقليمية أخرى مثل التاميلية.
أما في إسرائيل، فقد أفادت مجلة "+972" أن استخدام الجيش نموذج "جي بي تي-4" (GPT-4) الذي تنتجه شركة "أوبن إيه آي" قد تضاعف 20 مرة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في مؤشر إلى مدى تسارع تبنّي هذه النماذج في السياقات العسكرية الحية.
ورغم هذا النشاط المحموم، يقرّ خبراء داخل القطاع بأن تبنّي الذكاء الاصطناعي بأجهزة الأمن لا يزال متواضعا. وتقول كاترينا مولِّيغان المسؤولة عن شراكات الأمن في "أوبن إيه آي" إن اعتماد الذكاء الاصطناعي "لم يصل بعد إلى المستوى الذي نأمله".
وحتى مع وجود جيوب من التميز، كوكالة الأمن القومي الأميركية، إلا أن العديد من الوكالات ما تزال تتخلف عن الركب، إما بسبب تصميمها واجهات تشغيل خاصة بها، أو بسبب الحذر البيروقراطي في تبني التحديثات السريعة التي تشهدها النماذج العامة.
ويرى بعض الخبراء أن التحول الحقيقي لا يكمن في استخدام روبوتات دردشة فحسب، بل في "إعادة هندسة المهام الاستخباراتية نفسها" كما يقول تارون تشابرا المسؤول السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي، والمدير الحالي للسياسات الأمنية في شركة أنثروبيك.
لعبة تجسس بالذكاء الاصطناعيفي المقابل، تُحذر جهات بحثية من المبالغة في الآمال المعقودة على هذه النماذج، حيث يرى الدكتور ريتشارد كارتر (من معهد آلان تورينغ البريطاني) أن المشكلة الأساسية تكمن في ما تُنتجه النماذج من "هلوسات" -أي إجابات غير دقيقة أو مضللة- وهو خطر كبير في بيئة تتطلب الموثوقية المطلقة.
وقد بلغت نسبة الهلوسة في أحدث نموذج للذكاء الاصطناعي "الوكيل" الذي تنتجه "أوبن إيه آي" حوالي 8%، وهي نسبة أعلى من النماذج السابقة.
وتُعد هذه المخاوف -بحسب إيكونوميست- جزءا من تحفظ مؤسسي مشروع، خاصة في أجهزة مثل وكالة الاستخبارات والأمن البريطانية المعروفة اختصارا بحروفها الإنجليزية الأولى "جي سي إتش كيو" (GCHQ) التي تضم مهندسين لديهم طبيعة متشككة تجاه التقنيات الجديدة غير المُختبرة جيدا.
إعلانويتصل هذا بجدل أوسع حول مستقبل الذكاء الاصطناعي. فالدكتور كارتر من بين أولئك الذين يرون أن بنية النماذج اللغوية العامة الحالية لا تُناسب نوع التفكير السببي الذي يمنحها فهما متينا للعالم. ومن وجهة نظره، فإن الأولوية بالنسبة لوكالات الاستخبارات يجب أن تكون دفع المختبرات نحو تطوير نماذج جديدة تعتمد على أنماط تفكير واستدلال مختلفة.
الصين في الصورةورغم تحفّظ المؤسسات الغربية، يتصاعد القلق من تفوق الصين المحتمل. يقول فيليب راينر من معهد الأمن والتكنولوجيا في وادي السيليكون "لا نزال نجهل مدى استخدام الصين نموذج ديب سيك (DeepSeek) في المجالين العسكري والاستخباراتي" مرجحاً أن "غياب القيود الأخلاقية الصارمة لدى الصين قد يسمح لها باستخلاص رؤى أقوى وبوتيرة أسرع".
موليغان: ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، لكن نخسر سباق التبني الفعلي له
وإزاء هذا القلق، أمرت إدارة ترامب، في 23 يوليو/تموز الجاري، وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات بإجراء تقييمات دورية لمستوى تبنّي الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الأمنية الأميركية مقارنة بمنافسين مثل الصين، وتطوير آلية للتكيّف المستمر.
ويجمع المراقبون تقريبا على نقطة جوهرية، وهي أن الخطر الأكبر لا يكمن في أن تندفع أميركا بلا بصيرة نحو تبني الذكاء الاصطناعي، بل في أن تظل مؤسساتها عالقة في نمطها البيروقراطي القديم.
وتقول كاترينا مولِّيغان "ما يُقلقني فعلا هو أن نكسب سباق الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (إيه جي آي AGI) لكن نخسر سباق التبني الفعلي له".