حكم الذكر عند الطواف بالكعبة بالأذكار المأثورة وغير المأثورة
تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT
اجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها مضمونة:"هل يوجد دعاء أو ذكر محدد يُستحب أن يقوله الإنسان عند الطواف بالبيت؟ وهل يجوز الدعاء في الطواف بدعاءٍ غير مأثور؟".
لترد دار الإفتاء موضحة: أن الدعاء وذكر الله سبحانه وتعالى عند الطواف بالبيت أمرٌ مستحبٌّ شرعًا، وأحسنه ما ورد في السنة النبوية من الأدعية والأذكار، والتي منها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ فيقول: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار» أخرجه الإمام أحمد وابن خزيمة والحاكم عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه.
ومنها أيضًا: ما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: «مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، مُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا عَشَرَةُ دَرَجَاتٍ» رواه الإمام ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ويجوز الذكر والدعاء بغير الوارد؛ سواء كان ذكرًا ينشئه بنفسه أو ذكرًا مرويًّا عن بعض الصالحين مما فتح الله تعالى به عليهم.
فضل الطواف بالكعبة المشرفةالطواف بالكعبة المشرَّفة عبادة من أفضل العبادات وقُربة من أشرف القُربات، ويُثاب عليه المسلم ثوابًا عظيمًا؛ قال تعالى: ﴿وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج: 26]، وقال تعالى: ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 29].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ طَافَ بِالبَيْتِ خَمْسِينَ مَرَّةً خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» أخرجه الترمذي.
وأخرج الفاكهي في "أخبار مكة" عن الحجاج بن أبي رقية قال: كنت أطوف بالبيت فإذا أنا بابن عمر رضي الله عنهما، فقال: يا ابن أبي رقية استكثروا من الطواف؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ طَافَ بِهَذَا الْبَيْتِ حَتَّى تُوجِعَهُ قَدَمَاهُ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ يُرِيحَهُمَا فِي الْجَنَّةِ».
حكم الدعاء والذكر في الطوافالطواف عبادة متعلقة بالكعبة المشرفة كما تعلقت بها الصلاة؛ إلا أن الله تعالى أحل فيه الكلام، وخير الكلام في هذه العبادة هو ذكر الله تعالى والدعاء. واستحباب الدعاء والذكر في هذه المواطن مما قرره جمهور الفقهاء، واستدلوا عليه بما أخرجه أبو داود واللفظ له، والترمذي: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ».
قال العلامة المَوَّاق المالكي في "التاج والإكليل" (4/ 153، ط. دار الكتب العلمية): [(والدعاء بلا حدٍّ). القرافي: من سنن الطواف الدعاء] اهـ.
وقال الإمام ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج في شرح المنهاج" (4/ 88، ط. المكتبة التجارية): [(وَليَدْعُ) ندبًا (بما شاء) من كل دعاء جائز له ولغيره، والأفضل الاقتصار على ما يتعلق بالآخرة (ومأثور الدعاء) الشامل للذكر؛ لأن كُلًّا قد يطلق ويراد به ما يعم الآخر في الطواف بأنواعه] اهـ.
وقال الإمام البُهُوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (2/ 559، ط. دار الكتب العلمية): [ويكثر في بقية طوافه من الذكر والدعاء... لأن ذلك مستحب في جميع الأحوال؛ ففي حال تلبسه بهذه العبادة أولى] اهـ.
وقال الإمام ابن قُدَامة في "المغني" (3/ 343، ط. مكتبة القاهرة): [ويستحب الدعاء في الطواف، والإكثار من ذكر الله تعالى؛ لأن ذلك مستحب في جميع الأحوال، ففي حال تلبسه بهذه العبادة أولى] اهـ.
أفضل الدعاء أو الذكر في الطوافأحسن الدعاء أو الذكر حال الطواف ما ورد في نصوص الشرع، ومن ذلك:
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو بَيْنَ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ فيقول: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار» أخرجه الإمام أحمد وابن خزيمة والحاكم عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه.
ومنها أيضًا: ما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: «مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا وَلَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، مُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ بِهَا عَشَرَةُ دَرَجَاتٍ» رواه الإمام ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومنها كذلك: ما جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم من أنه كَانَ يَدْعُو بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ ويَقُولُ: «اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي، وَبَارِكْ لِي فِيهِ، وَاخْلُفْ عَلَيَّ كُلَّ غَائِبَةٍ لِي بِخَيْرٍ» رواه الإمام الحاكم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
حكم الدعاء أو الذكر في الطواف بغير ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم
يجوز للإنسان أن يذكر بغير هذه الأذكار مما لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم سواء كان ذكرًا ينشئه بنفسه أو ذكرًا مرويًّا عن بعض الأولياء؛ لأن ذكر الله تعالى جاء الأمر به مطلقًا عن القيد، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103]، والمطلق يؤخذ على إطلاقه حتى يأتي ما يُقَيِّدُه في الشرع، ومن المقرر أن الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال.
وهذا أمر ثابت شرعًا تلقته الأمة بالقبول، وعملت به؛ فعن رفاعة بن رافع الزُّرَقِي رضي الله عنه قال: كنا يوما نصلي وراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة قال: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مبارَكًا فيه، فلما انصرف قال: «مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟» قال: أنا، قال: «رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا؛ أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ» رواه البخاري.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 287، ط. دار المعرفة): [واستُدِلَّ به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور] اهـ.
فإن كان هذا الحال في إنشاء ذكر غير مأثور في الصلاة، فالأمر خارج الصلاة في نحو الطواف أو غيره أوسع من باب أولى.
وقال العلامة زين الدين المُناوي في "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/ 107، ط. مكتبة الإمام الشافعي-الرياض): "(إذا سمعتم الرعد)؛ أي: الصوت الذي يسمع من السحاب (فاذكروا الله) بأن تقولوا: سبحان الله الذي يسبح الرعد بحمده أو نحو ذلك من المأثور أو ما في معناه" اهـ؛ مما يظهر منه أن غير المأثور مما لم ير العلماء فيه بأسًا.
الخلاصة
بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فالدعاء وذكر الله سبحانه وتعالى عند الطواف بالبيت أمرٌ مستحبٌّ شرعًا، وأحسنه ما ورد في السنة النبوية من الأدعية السابق ذكرها، ويجوز الذكر والدعاء بغير الوارد؛ سواء كان ذكرًا ينشئه بنفسه أو ذكرًا مرويًّا عن بعض الصالحين مما فتح الله تعالى به عليهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد رسول الله صلى الله علیه وآله صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه الله تعالى عند الطواف الإمام ابن فی الطواف ب ال ب ی ت الذکر فی ذکر الله الله ت ذکر فی ما ورد
إقرأ أيضاً:
دعاء الامتحانات.. كلمات تبعث الطمأنينة وتفتح أبواب التوفيق لكل طالب
دعاء الامتحانات يعد أفضل ما يلجأ إليه الطلاب في كل امتحان، حيث يظل الدعاء سلاحًا للمؤمن أمام التحديات والمصاعب، كما أنه يربط القلب بالله ويمنح النفس راحة وسكينة، والدعاء عبادة مأمور بها كل مسلم؛ امتثالا لأمر الله تعالى في قوله: "ادعوني أستجب لكم"، فلا أجمل من أن يبدأ الطالب يومه بدعاء صادق، يطلب فيه من الله الفهم والبركة والتيسير والنجاح في الامتحان.
دعاء الامتحانات لطلب النجاح والتوفيقوفي السطور التالية، نعرض مجموعة من الأدعية التي يمكن للطالب ترديدها قبل وأثناء الامتحان، لتكون نورًا يُضيء له طريق النجاح.
دعاء الحفظ وعدم النسيان.. اقرأه يوميًا قبل المذاكرة
دعاء المساء أول أيام العشر من شهر ذي الحجة.. لا تفوت ثوابه
دعاء النجاح في الامتحانات للطلاب.. 10 أدعية للتوفيق والتيسير وعدم النسيان
دعاء إفطار اليوم الأول من ذي الحجة .. ردده الآن وحتى أذان المغرب
موعد أذان المغرب.. ردد أفضل دعاء في أول يوم صيام العشر من ذي الحجة
دعاء المغرب أول يوم صيام فى العشر الأوائل من ذي الحجة
يعد الدعاء في حد ذاته من العبادات العظيمة التي يقوم بها المسلم، ويستحب أن يدعو الله في جميع أحواله وكل الأوقات والمناسبات، وليس لطلب شيء معين، ومن بين هذه المناسبات هي الامتحانات، لذا يردد الطالب دعاء الامتحانات والنجاح ويستحب أن يقوله إذا كان يشعر بالقلق والتوتر والخوف.
ومن أهم الأدعية التي يستحب قولها للطلاب عند الامتحانات "رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا وَارْزُقْنِي فَهْمًا"، وهذا الدعاء يدل على طلب العلم والفهم وزيادة الإدراك، ويتضمن طلب الله تعالى للطالب بالمعونة والنجاح في الامتحان.
- "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا"، وهذا الدعاء يدل على الإعتماد على الله في كل الأمور وطلب النجاح منه، وهو يعطي الطالب الثقة بالنفس والإصرار على النجاح.
- "رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ"، وهذا الدعاء يدل على طلب مغفرة الذنوب ورحمة الله، ويعطي الطالب الثقة بأن الله سيساعده ويغفر له في حالة عدم تحقيق النجاح في الامتحان.
- "اللَّهُمَّ لا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَلا إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَجِرْنِي مِنْ شَرِّ مَا يَجِدُنِي"، وهذا الدعاء يدل على طلب الحماية من شر الأعداء والشياطين.
-اللهم إني أسألك بعلمك الذي علمت به الأشياء، وبقدرتك التي قدرت بها الأمور، وبعزتك الّتي لا يعجزها شيء، وبرحمتك التي وسعت كلّ شيء، أن تجعلني قادرًا على حفظ ما درسته وفهم ما علّموني واجعل امتحاني سهلاً ومباركًا وان يكون النجاح حليفي والتوفيق من نصيبي، ولا تجعل الخطأ والنقصان في حقي أو في حق زملائي.
-اللهم اني أستودعك كل شيء، فاجعلني على القيام بواجبي بكل اتقان واجعل لساني رطبًا بذكرك وارزقني الذكر الكثير والشكر الجزيل، واجعل عملي خالصاً لوجهك الكريم، وان تكون رحمتك وعفوك هما دائما معي.
دعاء للامتحان قصيرربّ اشرح لى صدري، ويسّر لى أمري، واحلل عقدة من لسانى يفقه قولي، باسم الله الفتاح، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، فإنك إن شئت تجعل الصعب سهلا يا أرحم الراحمين.
اللهم إنى اسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين.
اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك، وقلوبنا بخشيتك، انك على كل شيء قدير وحسبنا الله ونعم الوكيل.
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين، يا حى يا قيوم برحمتك استغيث، ربّ انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين.
اللهم نسألك التوفيق والهداية، والرشد والإعانة، والرضا والصيانة، والحب والإنابة، والدعاء والإجابة اللهم أرزقنا نورا في القلب، وزينة في الوجه، وقوة في العمـل، اللهم قنا شر الإنس والجان، اللهم إنا نسألك فرجا قريبا، وصبرا جميلا، وصفحا جميلا وشكرا كثيـرا، وذكرا طويلا ، ورزقا وفيرا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لي نورًا، وفي قلبي نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي شعري نورًا، وفي عظامي نورًا، وفى دمي نورًا، ونورًا من خلفي، ونورًا من أمامي، ونورًا عن يميني، ونورًا عن شمالي، ونورًا من تحتي، ونورًا من فوقي، اللهمّ زدني نورًا، واجعل لي نورًا. اللهم يا حي يا قيوم، رب موسى وهارون ونوح وإبراهيم وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، أكرمني بجودة الحفظ وسرعة الفهم، وارزقني الحكمة والمعرفة والعلم وثبات الذهن والعقل والحلم.
"ربي افتح لي أبواب حكمتك، وأنشر عليّ من رحمتك.
وامنن عليّ بالحفظ والفهم، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا
اللهم افتح علينا بمعرفة العلم، وحسن أخلاقنا بالحلم، وسهل لنا أبواب فضلك، وانشر علينا من خزائن رحمتك يا أرحم الراحمين
"نسألك يا ودود يا لطيف أن تكتب لنّا النجاح، اللهم إن من توكل عليك فلن يخيب..
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع، ومن اعتصم بك، فقد هُدي إلى صراط مستقيم".
يا حي يا قيوم، رب موسى وهارون ونوح وإبراهيم وعيسى ومحمد أشرف المرسلين، على الله عليه وسلم، أسألك أن تكرمني بجودة الحفظ وسرعة الفهم.