لجريدة عمان:
2025-07-01@09:37:29 GMT

«الصحافة الحكومية».. الصوت والصدى

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

لم يعد هناك ما يسمى بـ«صحافة الدولة»، أو «الإعلام الرسمي» -بمفهومه الضيق والمحصور في وجهة نظر واحدة- لقد عفا الزمن عن مثل هذه التسميات التي تؤطر دور الإعلام، وتحصره في مسار واحد، وتقيد حريته، ونشاطه، وتقصر متابعاته الخبرية على الأنشطة الحكومية، لقد تحولت الصحافة إلى الشمولية، والتعددية، وأصبحت أداة للرقابة، وكشف المستور، وإجراء التحقيقات الهادفة، والاستقصائية، وهو ما يعطيها دفعتها للحياة، والبقاء، والنزاهة، فهي يد وعين للحكومة لتنفيذ مشروعاتها، وكشف أوجه القصور، والتقصير فيها، ومتابعة تنفيذها، وهي بذلك تقوم بدورها التنموي بمفهومه غير التقليدي، وكذلك تقوم بدروها في توجيه بوصلة الحكومة، كما تعين الدولة على تقليل هامش الفساد، ووقف إهدار المال العام، وتوجيه موارد الدولة إلى مكانها الصحيح.

إن الحكومات في أي دولة -تسعى إلى المستقبل- لا تحتاج لمن يردد خلفها «آمين»، أو أن يكون مجرد صدى لصوتها، بل تحتاج إلى من يعينها على أداء واجباتها، ومسؤولياتها تجاه مواطنيها، وتقدم لها صورة واضحة، وحقيقية، ومحايدة للمشهد العام، فالصحافة -بكل قنواتها سواء إذاعة أو تلفزيون أو جرائد- قادرة على النزول إلى الشارع، ومعرفة همس الناس، ونقل قضاياهم، ووجهات نظرهم إلى المسؤولين في الحكومة، ونبش خبايا أمور قد لا تظهر أحيانا للجهات الرسمية، ولذلك يبقى صوت الصحافة مؤثرًا ومحوريًا في عملية التنمية، سواء بشرية أو مادية، وفي كل الأحوال يبقى لصوت الحكومة ودعايتها لمشاريعها، وأجندتها التي تعمل عليها هامش واسع لكي تنقل وجهة نظرها للجمهور، وتركز على أهدافها المشروعة، وتوصل صوتها إلى الناس، وتعكس جهودها، فهذا من حقها، وجزء من رسالتها المجتمعية، مع عدم إغفال وجود مساحة واسعة كذلك للرأي الشعبي العام، ونقل وجهات نظر الناس في الشارع، فهم المعنيون بكل تنمية، لذا يجب فهم آرائهم، وجس نبضهم، وفهم مدى رضاهم عمّا تقدمه الحكومة، والذي سيساعد ولا شك في إشراك الجمهور في خريطة بناء الدولة، وتنمية المجتمع بكل صدق، وشفافية.

لقد حلّت وسائل التواصل الاجتماعي بشتى منصاته مكان الصحافة الحكومية، وغدا الناس يتابعون تلك القنوات؛ لأنهم يرون أنها تنقل ما يعانونه، وتسهم في «تفريغ» الغضب، أو عدم الرضا عن قرار معين، أو مشروع غير ذي جدوى بالنسبة لهم، ولذلك انحسرت متابعة الجمهور للصحافة الرسمية؛ لأنهم يرون أنها تنقل وجهة نظرة واحدة، ووحيدة، وأصبح كثير من وسائل الخبر الحكومية لا تؤدي الغرض منها في نقل صورة حقيقية وواقعية للمشهد في المحيط العام، وهذا منحنى خطير على التنمية البشرية بالذات، وهو بحاجة إلى معالجات حاسمة، وحلول جذرية تعيد الصحافة الرسمية إلى مكانتها، وتعمل على تشكيل وعي مجتمعي مؤثر، وقادر على التغيير الذي تسعى إليه أي حكومة في العالم، وهو يأتي عبر إتاحة مساحة جيدة لسماع صوت المواطن في تلك الدول.

إن تأثير الصحافة على الرأي العام أمر مهم، وضروري، ولا يأتي هذا التأثير من خلال «الطريق ذي الاتجاه الواحد»، بل يكون عبر إتاحة مسارات مختلفة، ومتعددة تنقل كل ما يدور في الشارع، وتتيح الفرصة للجميع -سواء الحكومة أو الجمهور- للتعبير بشكل أكثر شفافية، واحترافية، ومهنية عن آرائهم، وهذا التوازن الإيجابي أحد أهم مرتكزات التنمية المستقبلية لأي مجتمع يسعى إلى بناء نفسه، دون أن يخل بأحد طرفي المعادلة البشرية «الحكومة والشعب».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

شيرين وماجدة الرومي تختتمان الدورة 20 لمهرجان موازين

الرباط "رويترز": أسدل الستار على الدورة العشرين لمهرجان موازين إيقاعات العالم في المغرب مساء السبت بحفل للمغنية المصرية شيرين عبد الوهاب وآخر للفنانة اللبنانية ماجدة الرومي.

حضر حفل شيرين بمسرح النهضة، المخصص للموسيقى الشرقية، جمهور كبير حيث غنت الفنانة المصرية مجموعة من أشهر أغانيها التي تفاعل معها الجمهور ورددها معها.

بدأت بأغنية (نساي) كما غنت (على بالي) و(أنا مش بتاعت الكلام ده) و(لا أنا جاي أقولك)، وأدت أغنية (ألف ليلة وليلة) لأم كلثوم، وتحت إلحاح الجمهور غنت (بتمنى أنساك).

وقبلها صعد إلى مسرح النهضة المغني اللبناني محمد شاكر ابن الفنان المثير للجدل فضل شاكر، الذي أطرب الجمهور بباقة من الأغاني الشرقية وتمنى أن تنتهي مصاعب والده قريبا وأن يعود إلى جمهوره.

وعلى مسرح محمد الخامس، أحيت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي آخر سهرات المهرجان هذا العام واستقبلها الجمهور استقبالا حارا.

لكن تم فرض قيود على التغطية الصحفية للحفل مما أثار غضب عدد من وسائل الإعلام المغربية والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وهو الأمر نفسه الذي تكرر سابقا في حفل العراقي كاظم الساهر يوم الخميس.

ولاقت هذه الدورة إقبالا جماهيريا كبيرا لا سيما من العائلات نظرا لتزامنها مع انتهاء العام الدراسي حيث كان المهرجان يتعرض دائما للانتقاذ بأنه يتزامن مع موسم الامتحانات في المغرب.

ويوم الجمعة، استقطب حفل الفنان والموسيقي المغربي أمين بودشار عددا ضخما من الحضور قدره المنظمون بنحو 200 ألف.

يعد مهرجان موازين، الذي تاسس عام 2001، من أشهر المهرجانات الموسيقية في المغرب وشمال أفريقيا وتنظمه سنويا جمعية مغرب الثقافات، واستقطب منذ انطلاقته أكبر نجوم الغناء في العالمين الغربي والعربي، من بينهم بريتني سبيرز وستينج وإلتون جون ووردة الجزائرية وجورج وسوف وميادة الحناوي وراغب علامة وهاني شاكر.

مقالات مشابهة

  • نهال طايل تدافع عن شيرين عبد الوهاب: فنانة قريبة من الناس.. ومكانتها لا تهتز
  • على هامش مؤتمر تمويل التنمية.. مدبولي يلتقي رئيسة الحكومة التونسية
  • مجلس الوزراء: المستشفيات الحكومية ملك للدولة.. لا بيع ولا تسريح للعاملين
  • تامر حسني يكشف عن موعد طرح أحدث ألبوماته
  • شيرين وماجدة الرومي تختتمان الدورة 20 لمهرجان موازين
  • حياة الناس رخيصة.. الجلاد يفتح النار على الحكومة بعد حادث المنوفية
  • حياة الناس رخيصة.. الجلاد يفتح النار على الحكومة بعد حادث المنوفية: تبرر الفشل
  • حياة الناس رخيصة.. الجلاد يفتح النار على الحكومة بعد حادث المنوفية: تبرر الفشل وتتجاهل المأساة
  • لميس الحديدي عن حادث المنوفية: لازم نعرف نحاسب مين .. واختفاء الحكومة لغز
  • إفتاء الحكومة الليبية: بخس أموال الناس في الفئات النقدية المقرر إيقافها غير جائز