خطيب الجامع الأزهر: تقوى الله أقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة بالآخرة
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
ألقى خطبة الجمعة، اليوم، بالجامع الأزهر، الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، ودار موضوعها حول "الاستعداد لشهر رمضان".
استقبال مواسم الطاعات بتوبة صادقةقال الدكتور ربيع الغفير، إن تقوى الله أمثل طريق وأقوم سبيل للطمأنينة في الدنيا والسعادة في الأخرة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾، لذلك يجب على المسلم الاستعداد لشهر رمضان، وأجلُّ ما يستقبل به هذا الشهر: سلامة الصدور، وطهارة القلوب، وتزكية النفوس، والسيرة لا تطيب إلا بصفاء السريرة ونقاء القلوب، لأنه لا يوجد أجلُّ من استقبال مواسم الطاعات بتوبة صادقة نصوح لله جل وعلا، فيستقبل هذه المواسم، وقد أقلع وتخلَّى عن ذنوبه ومعاصيه التي لطالما قيَّدته، وحرمته من كثير من الطاعات والحسنات ومن أبواب الخيرات.
وأوضح، أنه يجب على كل مسلم أن يحرص على ألَّا يدخل عليه رمضان إلا وهو طاهرٌ نقيٌّ، فإن رمضان عطر، ولا يعطر الثوب حتى يغسل، وهذا زمن الغسل، فاغتسلوا من درن الذنوب والخطايا، وتوبوا إلى ربكم قبل حلول المنايا، واتقوا الشرك فإنه الذنب الذي لا يغفره الله لأصحابه، واتقوا الظلم فإنه الديوان الذي وكله الله لعباده، واتقوا الآثام، فمن اتقاها فالمغفرة والرحمة أولى به، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾.
خطيب الجامع الأزهروحث خطيب الجامع الأزهر المسلمين على السباق في ميادين الطاعات، ومضمار القربات؛ ليدخل شهر رمضان وقد تهيَّأ العبد تهيئةً إيمانيةً، فيدرك من حلاوة الصيام ولذة القيام ما لا يقدر قدره، فإن قلوب المؤمنين تترقب بلهفةٍ ذاك الشهرَ العظيم، والضيفَ الكريم، الذي يرونه نعمة كبرى، وهبةً عظمى من الرب الكريم، لهذا كان السلفُ -رضي الله عنهم- يجعلون دخول شهر شعبان للاستعداد المبكّر لاستقبال رمضان، حتى لا يدخل عليهم الشهرُ الفضيل إلا وقد روّضوا أنفسَهم على ألوانٍ من الطاعات والقُربات، فشهر شعبان بمثابة الفترة التدريبية التي تسبق دخول مضمار السباق، والبوابةَ الممهِّدة للدخول في السباق الأخروي، فالخيل التي لا تُضمَّر ولا تَتَدرب؛ لا تستطيع مواصلة السباق وقت المنافسة كما ينبغي، بل قد تتفاجأ بتوقّفها أثناء الطريق.
وأضاف أن العاقلُ من عرف شرف زمانه، وقيمة حياته، وعظّم مواسمَ الآخرة، واستعد لهذا الزمن العظيم من الآن، وهيأ قلبَه ليتلقى هبات الله له بقلب سليمٍ، متخفِّف مما ينغّص عليه التلذذ بالطاعات، كأن يجتهد الإنسان في إنهاء ما قد يشغله في رمضان من الآن، وأن يتدرب على بعض أعمال رمضان كصيام ما تيسر من أيام شعبان، وأن يزيد قليلاً على نصيبه المعتاد من صلاة الليل، وأن يزيد قليلاً على وِرده الذي اعتاده من القرآن.
وفي ختام الخطبة، أكد أهمية التدرب على تلاوة القرآن الكريم في شعبان، كما أن من أعظم ما يعين على تهيئة النفس لرمضان: كثرةُ الدعاء، والإلحاحُ على الله تعالى في أن يبارك له في وقته وعمره، وأن يبارك له في شعبان ورمضان، وأن يجعله في رمضان من أسبق الناس إلى الخير؛ فإن العبد مهما حاول فلا توفيق ولا تسديد إلا بعون الله وتوفيقه، والعبدُ مأمورٌ بفعل الأسباب، واللهُ تعالى كريم، لا يخيّب مَن وقف على بابه، وفعل ما بوسعه من الأسباب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجامع الأزهر خطيب الجامع الأزهر خطبة الجمعة الجمعة
إقرأ أيضاً:
مدير عام الجامع الأزهر يتفقد الدراسة بأروقة الصعيد
بدأ الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، اليوم الخميس، جولة متابعة ميدانية في فروع الرواق الأزهري بمحافظات صعيد مصر، تأتي هذه الجولة في إطار الجهود المتواصلة لإدارة الجامع الأزهر لضمان جودة الدراسة والوقوف على احتياجات الدارسين.
استهل الدكتور عودة جولته من محافظة الأقصر، حيث تفقد فرع الرواق الأزهري بمعهد محمد عبده الاسناوى مركز إسنا، بهدف المتابعة الدقيقة التي شملت حلقات القرآن الكريم والتجويد، حيث حرص د. عودة على حضور عدد من حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتجويده، واستمع إلى تلاوات الدارسين للتأكد من تطبيقهم السليم لأحكام التجويد والقراءات، مشيدًا بجهود المحفظين، كما تابع مدير عام الجامع الأزهر المحاضرات برواق العلوم الشرعية والعربية، وأجرى حوارات مع الدارسين حول المناهج المتبعة ومدى استيعاب الطلاب للمواد العلمية والمناهج الدراسية المقدمة.
رافق الدكتور هاني عودة خلال جولته التفقدية، فضيلة الشيخ حسن عبد النبي عراقي: وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف، والشيخ أحمد عبد العظيم الطباخ: مدير المكتب الفني بالجامع الأزهر، ومدير وأعضاء الإدارة الفرعية للرواق الأزهري بمحافظة الأقصر.
وعقب انتهاء الجولة، أدلى الدكتور هاني عودة بتصريح أكد فيه على الأهمية القصوى لهذه الجولات التفقدية المباشرة،
"إن هذه الجولات في فروع الرواق الأزهري بالصعيد ليست مجرد إجراءات روتينية، بل هي تجسيد حقيقي لاستراتيجية الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الهادفة إلى الوصول بخدماته التعليمية والدعوية إلى كل بقعة في مصر، ونحن نهدف من خلال الرواق الأزهري إلى دراسة العلوم الشرعية والعربية، قائمة على المنهج الأزهري الوسطي المعتدل، فهو صمام الأمان الفكري لأمتنا، وقد لمسنا اليوم في فرع أسيوط همة عالية وإقبالاً كبيراً، وهذا يحملنا مسؤولية مضاعفة لضمان أن كل دارس يخرج من الرواق وهو مؤهل لحمل رسالة الأزهر الشريف والمساهمة في بناء الوعي الصحيح للمجتمع."
وأضاف: "سنواصل العمل على تذليل كافة العقبات التي قد تواجه سير الدراسة، وتوفير كل ما يلزم من كوادر وموارد تعليمية، ليبقى الرواق الأزهري منارة تشع بالنور والعلم في صعيد مصر."