لماذا تشعر برغبة في تدخين السجائر بعد الطعام؟.. الأسباب ونصائح للعلاج
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
تُعد الرغبة في تدخين السجائر بعد تناول الطعام من العادات التي يعاني منها العديد من المدخنين، وتعد هذه الرغبة أحد الأسباب الشائعة التي تجعل البعض يعودون إلى التدخين بعد الوجبات حتى بعد فترات طويلة من التوقف. فما الذي يحدث في جسمنا بعد الطعام ليؤدي إلى هذه الرغبة الملحة؟ وكيف يمكننا التعامل معها؟
لماذا نشعر برغبة شديدة في تدخين السجائر بعد تناول الطعام؟قال الدكتور عبد الرحمن شمس خبير التغذية فى تصريحات خاصة لـ صدى البلد، في هذا المقال، سنتناول العوامل المختلفة التي قد تفسر هذه الرغبة الشديدة في تدخين السجائر بعد الطعام، مع التطرق إلى التأثيرات البيولوجية والنفسية لهذه العادة المدمرة.
1. التأثيرات البيولوجية: كيف يغير الطعام تفاعلات الدماغ؟
أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل المدخنين يشعرون بالحاجة إلى تدخين السجائر بعد الطعام هو تأثير الطعام على الدماغ. بعد تناول الطعام، يقوم الجسم بإفراز مجموعة من المواد الكيميائية والهرمونات التي تؤثر في مشاعرنا ورغباتنا، ومن بينها الدوبامين.
الدوبامين: هو ناقل عصبي يرتبط بشعور المتعة والمكافأة. عندما نتناول الطعام، يتم تحفيز إفراز الدوبامين في الدماغ، مما يجعلنا نشعر بالرضا. بالنسبة للمدخنين، فإن تدخين السيجارة بعد الطعام يمكن أن يزيد من إفراز الدوبامين ويعزز شعورًا مماثلًا بالراحة والمتعة.
الروتين العصبي: بالنسبة للعديد من المدخنين، يصبح تدخين السجائر بعد الطعام بمثابة روتين ثابت. وعندما يتعود الدماغ على هذا التفاعل (تناول الطعام ثم تدخين السيجارة)، يصبح من الصعب فصلهما. الدماغ يبدأ في ربط الوجبة بالسيجارة، مما يخلق حالة من التوق المفرط للتدخين بعد الطعام.
2. التأثير النفسي: العادة والراحة النفسية
من منظور نفسي، قد يرتبط تدخين السجائر بعد الطعام بالشعور بالراحة والاسترخاء. غالبًا ما يرى المدخنون السجائر بعد الوجبة كوسيلة للاسترخاء أو "إغلاق" وجبة الطعام بطريقة مرضية. يمكن أن يكون هذا التعود سلوكيًا، حيث يرتبط تدخين السجائر باللحظة التي يشعر فيها الشخص بالامتلاء بعد الأكل.
العلاقة بين الطعام والسجائر: من خلال تكرار هذه العادة، يبدأ الدماغ في الربط بين تناول الطعام والتدخين. يشكل الطعام السيجارة في ذهن المدخن مكملًا أو جزءًا من التجربة، ما يجعل الشخص يشعر أنه لا يمكنه الاستمتاع بالوجبة بشكل كامل إلا بعد تدخين سيجارة.
الراحة بعد الوجبة: كثير من المدخنين يعتقدون أن تدخين السجائر يساعدهم في تهدئة المعدة بعد الوجبة، وهو ما يعزز من هذه العادة. وبما أن التدخين يسبب إطلاق مواد كيميائية في الدماغ، فقد يشعر الشخص براحة فورية وهدوء بعد تدخين السيجارة، مما يعزز الفكرة بأن السجائر هي طريقة طبيعية للشعور بالراحة بعد الطعام.
3. تأثير النكهة والطعم: كيف يعزز الطعام متعة السجائر؟
أحد الجوانب المثيرة للاهتمام هو التأثير الذي يتركه الطعام على حاسة التذوق بعد الأكل. في بعض الأحيان، يُقال إن النكهة التي تتركها السجائر بعد الطعام تكون أكثر تميزًا أو مُرضية مقارنة بتدخين السيجارة على معدة فارغة. يعود ذلك إلى أن المعدة الممتلئة تخلق بيئة حيوية يمكن أن تحسن من تأثير النيكوتين في الجسم، مما يعزز الشعور بالمتعة.
العديد من المدخنين يعتقدون أن السجائر تساهم في تحسين طعم الطعام أو تساعدهم على "موازنة" طعم الوجبة، خصوصًا عندما يتناولون طعامًا دسمًا أو غنيًا بالنكهات. هذا الربط بين الطعم والشعور يمكن أن يكون سببًا رئيسيًا وراء الرغبة في التدخين بعد تناول الطعام.
4. التوتر والضغط الاجتماعي بعد الوجبة
بعد تناول الطعام، قد يعاني بعض الأشخاص من شعور بالخمول أو التوتر، خاصة إذا كان لديهم ضغوط نفسية أو اجتماعية. في هذه الحالة، قد يكون تدخين السجائر بمثابة وسيلة لتخفيف التوتر أو استعادة النشاط.
التخفيف من التوتر: يُعرف عن النيكوتين أنه يعمل كمنشط للجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى زيادة التركيز وتحسين المزاج مؤقتًا. هذا التغيير السريع في الحالة المزاجية يجعل البعض يربط التدخين بالاسترخاء أو التخفيف من الضغوط بعد الوجبة.
العوامل الاجتماعية: في بعض الثقافات أو الأسر، قد تكون السجائر جزءًا من طقوس ما بعد الطعام، حيث يتشارك الأشخاص في تدخين السجائر معًا بعد الوجبة. هذا يمكن أن يعزز من العادة ويجعلها أكثر إدمانًا بمرور الوقت.
نصائح التعامل مع الرغبة في التدخين بعد الطعام: حلول عملية
إذا كنت تعاني من الرغبة في تدخين السجائر بعد الطعام وترغب في التخلص من هذه العادة، هناك عدة طرق يمكنك اتباعها لمساعدتك على التحكم في هذه الرغبة:
اشغل نفسك: بعد الوجبة، حاول أن تشغل يديك وفمك بشيء آخر غير السجائر. مثلًا، يمكنك تناول قطعة من الفاكهة أو شرب كوب من الشاي أو الماء.
مارس التمرينات الخفيفة: من خلال المشي لبضع دقائق بعد الوجبة، يمكنك تقليل التوق إلى تدخين السجائر بفضل تعزيز الدورة الدموية وتحسين الحالة المزاجية.
التركيز على التنفس العميق: تعلم تقنيات التنفس العميق يمكن أن يساعدك على التخلص من الرغبة في التدخين بعد الوجبة.
تغيير العادات: حاول تغيير الروتين الذي يرتبط بتناول الطعام وتدخين السجائر. على سبيل المثال، يمكنك تحديد فترة بعد الطعام للقيام بشيء مختلف، مثل قراءة كتاب أو القيام بنشاط يحفزك بعيدًا عن السجائر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السجائر الطعام الرغبة الدوبامين المزيد بعد تناول الطعام تدخین السیجارة التدخین بعد من المدخنین هذه العادة بعد الوجبة هذه الرغبة الرغبة فی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: إطعام المحتاجين أولى من العمرة
قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أنه يجوز إخراج أموال الزكاة لإطعام الصائمين وتوصيل الطعام إلى الأماكن الأكثر احتياجا، إضافة إلى جواز إخراج الزكاة فى هذا العام عن الأموال المقبلة.
ونوه "جمعة" بأنه من الأولى دفع الأموال فى إطعام المحتاجين عن العمرة ولها أجر كبير لأن الخير الذي يصل إلى الناس أولى من الخير الذى يستفيد منه شخص واحد، مضيفا أن زكاة الفطر يتم إخراجها من أول يوم فى شهر رمضان.
وأوضح أنها من أفضل القربات وأعلاها عند الله – عز وجل- التي ترفع البلاء وتزيل الهم، ومن مكاسب إطعام الطعام ما يلي:
1- سبب لدخول الجنة لقوله ﷺ: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشق تمرة”.
2- أن تكون من خيرة الناس، لقوله: “خَيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلام”.
3- من خير الأعمال؛ لقوله عندما سُئل عن أي الإسلام خير: “تطعم الطَّعَامَ، وَتَقْرَأ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفُ”.
4- له أجر إطعامه ويضاعفه له الله، لقوله ﷺ: “حَتَّى إِنَّ التَّمْرَةَ أَو اللُّقْمَةَ لَتَكُونَ أَعْظَمَ مِنْ أَحد”.
5- النجاة من أهوال يوم القيامة ودخول النار، لقوله ﷺ: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ”.
فضل إطعام الأغنياء أو الفقراءفي سياق متصل، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الإسلام حثنا على إطعام الطعام سواء أكان من الأغنياء إلى الفقراء أم من كرم الضيافة أم كان من قبيل حقوق الإنسانية، مستشهداً بقوله - تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا)، وقال رسول الله ﷺ: « أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِيسَلاَمٍ».
واستدل أيضاً بما روى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به"، رواه الطبراني والبزار (بإسنادٍ حسن)، مشيراً: أنه - صلى الله عليه وسلم- كان كلما ذكر ابن جُدعان، يتهلل وجهه فرحًا لما كان يفعله ذلك الجاهلي من ضيافة الحجيج، فإن مكارم الأخلاق محمودة حتى ولو خرجت من المشرك فما بالك لو كانت من المؤمن، ولذلك نراه أوصى بإكرام الضيف وعده من علامات الإيمان فقال: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ"، رواه البخاري.
وأوضح جمعة: “سواء أكان الإطعام صدقة للفقير أو إكرامًا للضيف أو إطعامًا للأسير، فهو في كل الحالات لوجه الله سبحانه وتعالى، ومن الحقوق الأساسية التي لا يجوز التلاعب بها أو الضغط بموجبها على عباد الله حتى ولو كانوا أسرى في حرب مشروعة، والتجويع لم يكن أبدًا في شريعة من الشرائع الإلهية نوعًا من أنواع العقوبة، وكذلك لم يكن أبدًا مباحًا في أي نظام قانوني في العالم إلى يومنا هذا”.
أمر يحدث لك بعد تنفيذ وصية النبي بإطعام الطعام
فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه وصانا بإطعام الطعام وحُسن الكلام.
عندما كان النبي -صلى الله عليه وسلم -يُسأل: «أي الإسلام خير، فقال: حُسن الكلام وبذل الطعام »، أن إطعام الطعام من الأمور التي تؤدي إلى انعاش الحالة الإنسانية، وتخلق نوعًا من الود والرحمة والوئام بين الناس وبعضها منوهة بأنه أيضًا من موجبات الجنة.