المجلس الثقافي البريطاني يمنح مدرسة Capital International في مصر منحة البحث العملي
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أعلن المجلس الثقافي البريطاني في مصر عن حصول مدرسة Capital International على منحة البحث العملي لهذا العام، وهي مبادرة جديدة لدعم المعلمين لإجراء البحوث ودفع الابتكار التعليمي. تم اختيار مدرسة Capital International ضمن 12 مدرسة بعد تصفيات بين أكثر من 180 مقترح من 18 دولة. وعند الانتهاء من المشروع، ستتاح للمدرسة الفرصة لنشر أبحاثها ومشاركتها على منصات محلية ودولية وتقديم أوراقها البحثية في المؤتمرات المحلية والدولية.
تم تصميم البرنامج لتعزيز ثقافة البحث العملي داخل مجتمع المدارس الشريكة للمجلس الثقافي البريطاني من خلال الاستفادة من العلوم النظرية والعملية، ودعم المعلمون في شبكة المدارس الشريكة للمجلس الثقافي ليقودوا دفع الابتكار التعليمي وإيجاد حلول عالمية للتحديات في هذا المجال.
سيقوم الباحثون المختارون بتنفيذ مشاريع تتناول مجالات تعليمية رئيسية بما في ذلك تطوير القيادة التعليمية على جميع المستويات، وتطوير برامج فعالة للتطوير المهني المستمر، واستخدام التكنولوجيا لتعزيز التدريس والتعلم والتقييم. حيث تحمل هذه المشاريع وعودًا كبيرة في تحسين المعايير التعليمية وتعود بالفائدة على المدارس والطلاب على حد سواء. وستتضمن موضوعات منحة البحث العملي لمدرسة Capital International:
تطوير برنامج تطوير مهني فعال لجميع أعضاء هيئة التدريس وليس المعلمين فقط.
وضع برنامج لتوجيه أعضاء هيئة التدريس الجدد وتطوير برنامج آخر لتعزيز المعرفة والممارسة لجميع المشاركين ودعم انتماء الطلاب إلى مجتمع المدرسة.
ستسهم الرؤية المشتركة في توحيد ثقافة مجتمعهم ليصبح مجتمعًا مستمرًا للتعلم لتحسين المدرسة، مع التركيز على جوانب التدريس والتعلم والتقييم والحماية.
وقال فخر جفري، مدير خدمات الامتحانات بالمجلس الثقافي البريطاني في مصر: "نحن متحمسون لتهنئة مدرسة Capital International بتقديمها الناجح. من خلال مشاركتهم في برنامج البحث العملي، سيساهم هؤلاء المعلمون ليس فقط في رفع ملف مدرستهم ضمن مجتمع التعليم الدولي، ولكنهم سيكتسبون أيضًا مهارات لا تقدر بثمن لدعم التدريب داخل مجتمع مدارسهم."
وقالت مروة عطية، نائبة المدير للتعليم الابتدائي والإعدادي في مدرسة Capital International: "نحن متحمسون جدًا لأختيارنا من قبل المجلس الثقافي البريطاني في مصر للمشاركة في مشروع منحة البحث العملي لمدة عام واحد، والذي يقدمه المجلس الثقافي البريطاني لـ 12 مدرسة شريكة حول العالم. إن هذا المشروع فرصة كبيرة لفريق القيادة بالمدرسة لتعزيز البحث والتطوير لمجتمع مدرستنا في مجال تطوير مهنة المعلمين، وإيجاد بيئة تعليمية تعتبر الابتكار والتفوق الأكاديمي أولوية لطلابنا. المجلس الثقافي البريطاني يقدم لنا أيضًا الدعم والإرشاد من خلال ورش العمل وجلسات التوجيه في كل خطوة حتى ننهي مشروع البحث ونضعه في حيز التطبيق. يشرفنا أن نكون جزءًا من هذا المشروع المبتكر المصمم لدعم مجتمع التعليم العالمي على مستوى العالم."
بالإضافة إلى المنحة، سيتلقى كل مستفيد إرشادًا من قائد أكاديمي خبير، يوجههم في عملية البحث والإبلاغ ومشاركة نتائجهم. كما سيستفيد الباحثون من دعم وإرشاد الخبراء من خلال التدريس عبر الإنترنت وورش العمل، مما يمكنهم من إنتاج بحث مبتكر وعالي الجودة.
ويشدد برنامج البحث العملي أيضًا على أهمية التعاون ومشاركة المعرفة، لذلك، سيحصل مستفيدو المنحة على فرصة للمشاركة في محادثات مع زملائهم، مما يعزز من التفاعل والبحث المشترك. علاوة على ذلك، سيتلقون المساعدة في إعداد أوراق بحثهم للنشر وسيتم دعمهم في مشاركة نتائجهم من خلال المؤتمرات والتدريب.
بصفته داعماً موثوقًا للخبرات للمدارس الشريكة حول العالم، يهدف المجلس الثقافي البريطاني إلى تعزيز وجهات النظر الدولية والوصول إلى مؤهلات مدرسية بريطانية عالية الجودة. تستفيد المدارس الشريكة من موارد مثل منصة الدعم عبر الإنترنت للمدارس، وشبكة المدارس الشريكة، ومسابقة "Your World" للفيديو، ومؤتمر "Schools Now!" السنوي، والتي تشجع على التطوير المهني والتعاون العالمي والابتكار التعليمي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: من خلال مجتمع ا فی مصر
إقرأ أيضاً:
من يمنح الإرهابيين تأشيرة عبور؟
خلف كل طلقة رصاص قاتلة، ومتفجرات تُزرع، ودماء تُهدر، ودعوات تحريضية مضلِّلة تنتشر، هناك عقل خفي يُخطط، وراعٍ يُموّل، وغطاء يحمي.
التنظيمات الإرهابية، مهما بلغت من تطرف ووحشية، لا يمكن أن تنمو أو تنتشر من تلقاء نفسها، فهي بحاجة إلى تمويل، وحماية، وإيواء. من يُحرّك الزناد ليس سوى أداة، أما العقل المدبّر، فهو من يقف في الكواليس، يوجّه ويوفّر المنابر، ويُغذّي ماكينة الكراهية والتحريض.
عضو التنظيم الإرهابي ليس هو ذاك الذي نراه يلوّح بسلاحه، أو يتبجّح في مقاطع الفيديو المموّلة، أو يتراقص فرحًا بفيديو مفبرك يستهدف التحريض على الفوضى والخراب والدمار، بل هو مجرد مُجند، دمية تُحرّكها أيادٍ خفية تعرف جيدًا كيف تُخفي بصماتها.
العقل المدبّر هو من يستقبل هؤلاء في مطاراته دون مساءلة، ويمنحهم إقامات استثنائية في لمح البصر، ويوفر لهم مساكن، ودراسة، وتأمينًا صحيًا، ووظائف. ثم يتظاهر بالالتزام بمنظومة حقوق الإنسان، ويدّعي الدفاع عن مظلومين، أو يروّج لمزاعم حماية الديمقراطية واحتضان فكر "مضطهد"، بينما يقف من وراء الواجهة فرحًا بجرائمه.
المُموّل الحقيقي ليس بالضرورة هو من يدفع نفقات التهريب أو يزوّد الجماعات بالسلاح، بل هو من يُدير منظومة كاملة: من شركات وهمية، إلى شبكات غسل أموال، إلى واجهات إعلامية، تحت شعارات براقة مثل "نصرة القضايا القومية" أو "دعم الحريات"، بينما تُدار الحرب بالوكالة لنهب خيرات الدول وإضعاف مؤسساتها.
الإرهابي الأخطر لا يسكن الكهوف، بل المكاتب الفارهة. لا يتحدث بلغة الدم، بل بلغة القانون الدولي وحرية التعبير. لكنه، بتواطؤ مقصود، يغُض الطرف عن الشبكات الرقمية التي تحتضن صفحات الكراهية، وتصنع الشائعات، وتقود حملات منسقة للفوضى.
إنه من يملك مفاتيح المنصات، ويتركها مفتوحة على مصراعيها أمام حملات التحريض الممنهج، ويُمكّن أدوات التضليل من العمل على أراضيه، ويتذرع بسياسات "الحياد المزيف".
في ساحة أخرى من ساحات الفوضى، تتكرر الجريمة بثوب مختلف. الإساءة إلى رؤساء الدول، والتشهير بالقادة والمسؤولين، وتحويل الشخصيات العامة إلى مادة للتجريح، ليست تعبيرًا عن "النقد الحر"، بل أداة ممنهجة لإسقاط الرموز وتشويه صورة الدولة.
والفاعل هنا ليس صاحب الحساب المأجور الذي يطير فرحًا ببضعة دولارات، بل من يموّله، ويزوّده بالأدوات، ويهيّئ له المنصات، ويدعمه بسياسات ناعمة ومحيط إعلامي متكامل.
التنظيمات الإرهابية لا تتحرك في فراغ، بل تمتلك قنوات إعلامية متكاملة: استوديوهات، بثًا مباشرًا، حملات ترويج، ومنصات تُعيد تدوير خطاب الكراهية. فهل يمكن لكيانات مطاردة أن تُدير مثل هذه الإمبراطوريات؟ بالطبع لا.
من يمنحها هذا النفس الطويل، ويمدّها بالتمويل، والتقنيات، والحماية، هو جهة تملك نفوذًا وتدير أجندات تتجاوز الحدود.
السؤال الذي يتجاوزه الكثيرون: من يفتح للإرهابيين أبواب التنقّل من دولة إلى أخرى؟ من يسهّل عبورهم رغم قوائم الحظر والمراقبة؟ الإرهابي لا يتحرك بمفرده ولا يتسلل كأشباح. بل هو جزء من منظومة محمية، يُرفع اسمه من قواعد البيانات، وتُمنح له التأشيرات في دقائق.
من يتحكم في المعابر، ويُخفي الملفات، ويقدّم التسهيلات.. .هو من يزعم محاربة الإرهاب بينما يمهد له طريق العبور أو ينقله إلى دولة أخرى عند الضرورة.
"الأمير والمرشد" الحقيقي للتنظيمات الإرهابية ليس ذلك الذي يطلّ من مخبئه بعمامة وخطاب تكفيري مُضلل، بل من يحتضن تلك التنظيمات ويمنحها مظلة الأمان، ويتقن إخفاء نواياه خلف ابتسامة السلام والسلمية، بينما يمدّها بأدوات الحرب.
الإرهاب لا ينمو في فراغ، بل يتغذّى في أحضان ناعمة تُجيد التخفي خلف الخطابات الدبلوماسية.
المأوى هنا لا يعني بيتًا أو سقفًا، بل يعني غطاءً سياسيًا، وشرعية قانونية، ومنابر إعلامية مفتوحة.هذا هو الأوكسجين الذي تتنفسه تلك التنظيمات، ويُبقيها على قيد الحياة رغم كل محاولات الحصار والملاحقة.
التنظيمات الإرهابية، مهما بدت شرسة، تظل كيانات هشّة لا تملك مقومات البقاء بمفردها. فهي لا تعيش إلا في المياه الملوثة التي تُفرزها بعض الدول تحت شعارات الحرية والنفوذ الجيوسياسي.
لذلك، فإن الحرب على الإرهاب لا يجب أن تُوجّه نحو الرصاصة، بل إلى اليد التي أطلقتها، والعقل الذي خطّط، والفراش الذي منحه دفء الأمان.
تجفيف منابع الإرهاب لا يعني فقط وقف التمويل المالي أو ملاحقة العناصر الإجرامية، بل يعني مواجهة صريحة مع من يحرك هذه المنظومة.
وإذا كانت العلاقات الدبلوماسية تقف حائلًا، فعلى الأصوات الوطنية أن تقوم بواجبها في فضح أصحاب الأدوار الخفية، وتُسمي الفاعل الحقيقي الذي يطلق الرصاص ويوجه منصات التضليل.
نحن لا نحارب أشباحًا، بل نواجه منظومة كاملة تُخفي الإرهاب تحت عباءتها، وتُجيد التلاعب بخطاب مكافحة التطرف. والانتصار الحقيقي لا يبدأ من مطاردة الأدوات، بل من إسقاط القناع عن الفاعل الحقيقي، وكشف من يرعى، ويموّل، ويوجّه من خلف الستار.