عُرف القرن التاسع عشر بازدهار أدب المغامرات، حيث جذب الكُتّاب القرّاء إلى عوالم بعيدة، مليئة بالمخاطر والغموض. كان كارل ماي واحدًا من أبرز هؤلاء الكُتّاب، واشتهر بسلسلة رواياته عن الهنود الحمر وشخصية “وينيتو”. لكن هل كانت كتاباته مجرد أعمال ترفيهية، أم أنها تحمل أبعادًا أعمق؟

كارل ماي وروايات المغامرة

ما بدأ كارل ماي (1842-1912) الكتابة في وقت كانت فيه ألمانيا تعيش تحولات اجتماعية وسياسية كبرى.

كتب قصصًا تدور في أماكن لم يزرها يومًا، مثل الغرب الأمريكي والشرق الأوسط، مما جعل البعض يصفه بـ”الرحّالة الذهني”. اعتمدت رواياته على شخصيات بطولية مثل “أولد شاتر هاند” و”وينيتو”، وركزت على قيم مثل الشجاعة والصداقة والعدالة.

الترفيه أم الرسالة الأدبية؟

يعتبر البعض أن كارل ماي كان مجرد كاتب ترفيهي، خاصة أنه استند إلى الخيال بدلاً من البحث الميداني، لكنه في المقابل كان يروج لأفكار إنسانية مثل رفض العنصرية والدعوة للتسامح. كما حملت رواياته بعدًا فلسفيًا حول الصراع بين الخير والشر، مما جعلها أكثر من مجرد حكايات مسلية.

مقارنة مع معاصريه

في نفس الفترة، كتب جول فيرن مغامرات ذات طابع علمي، بينما قدم روبرت لويس ستيفنسون روايات عن القراصنة والبحث عن الكنوز. وعلى عكسهما، ركز كارل ماي على الشخصيات والعلاقات بين الثقافات المختلفة، مما منح أعماله طابعًا أخلاقيًا وإنسانيًا أعمق.

إرث كارل ماي الأدبي


 

لا تزال أعماله تُقرأ حتى اليوم، ورغم الانتقادات التي وُجهت إليه بسبب بعض الصور النمطية، إلا أن تأثيره على الأدب الألماني والعالمي لا يمكن إنكاره. كما تحولت رواياته إلى أفلام ومسلسلات، مما يثبت استمرار جاذبيتها.


 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العنصرية ألمانيا المزيد

إقرأ أيضاً:

وهم اسمه السودان !

* هل كنا نخدع أنفسنا طيلة السنين التي عشناها بشيء اسمه "السودان"؟


* هل كان كل ما نردده من شعارات عن الوطن الواحد والهوية المشتركة مجرد وهم كبير، وزيف مستمر، نردده كأننا نغني في مأتم؟!


* جاءت الحرب، فمزقت القناع، وأظهرت الوجوه على حقيقتها، وفضحت المستور وكشفت أنانية البعض، وعرّت طمعهم، وجعلت من النازحين سلعةً في سوق الجشع، يُتاجر بهم الأقربون قبل الغرباء. ألم يكن الأولى أن نحتضن من فروا من الموت بدلا من ان نراهم فرصة للابتزاز والربح، لتأجير غرفة صغيرة باربعة أضعاف ثمنها، وبيع جردل الماء وكأنه من ذهب!


* أين الوطن.. أفي حدودٍ رسمها الإنجليز، أم في قبيلة لا ترى في غيرها إلا عدواً متنكراً؟!


* كيف نكون شعباً واحداً، وكلما اشتدت الأزمة، شدّ كل شخص رحاله إلى قبيلته أو عشيرته أو لونه أو لغته؟!


* أيُّ وطن هذا الذي تنهار فيه الأخلاق بمجرد انقطاع الكهرباء، وأيُّ انتماء هذا الذي يذوب تحت أول صفارة إنذار؟!


* لقد أثبتت الحرب أن السودان مجرد كيان جغرافي تسكنه قبائل وجماعات متنافرة، لا يربطها رابط حقيقي، لا وطني ولا إنساني ولا حتى ديني. كل شخص يبحث عن خلاصه الفردي، ولو على جماجم الآخرين. هناك من يبيع الإغاثة، ومن يسرق الدواء، ومن ينهب البيوت، ليس بسبب الجوع، بل من الجشع والسقوط الأخلاقي!


* القبح صار هو القاعدة، والرشوة اصبحت "عرفاً" في المعاملات، وتحولت السرقة إلى "شطارة"، وصار النهب "غنيمة حرب" تُبرَّر باسم الظلم والتهميش .. من أي طينةٍ نحن؟ وأي مستقبل نرجوه لدولة بُنيت على هذا الانهيار الأخلاقي؟!


* اما أسوأ ما اثبتت الحرب اننا لا نساوي حفنة تراب في نظر العالم الذي أدار ظهره لنا بلا تردد، حتى الذين كنا وما زلنا نسميهم بالاصدقاء والاشقاء، بل ان بعضهم هم سبب البلاء الذي نعاني منه. لم يتحرك احد لإنقاذنا إلا ببضع مبادرات متقطعة خجولة، اصطدمت بجشع المتأسلمين والجنجويد ومليشيات الارهاب وطموحات العسكر وأوهام الحركات المسلحة!


* هل سمع أحدكم عن "قمة طارئة" لأجل السودان، هل تحرك مجلس الأمن ما عدا مرة واحدة فاشلة كأنه لا يعنيه أمر 45 مليون إنسان يتهددهم الموت والجوع والشتات؟ ولا شيء يلوح في الافق غير الصمت المطبق.


* حتى الذين حلموا منا بأن السودان سيكون له صفحة في زيارة "ترامب" للخليج العربي تلقّوا صفعةً مؤلمة.


• لم يذكرنا الرجل ولو بكلمة واحدة، وعندما تحدث عن الاتفاق الإبراهيمي، الذي يتلوه البرهان كما يتلو المؤمن سور القرآن، نسى السودان تماماً. ولا غرابة، فماذا يهم أمريكا في انقلابي موهوم بالسلطة يركع لإسرائيل ويركض خلف اذنابها في الاقليم، وهو لا يملك من أمره شيئاً؟ مجرد دمية في أيدي أنظمة تقلبه كما تشاء، ثم ترميه كما تُرمى أوراق التواليت بعد الاستعمال!


* هل كنا حقاً نعيش في وطن؟ أم أننا نقيم في وهم جماعي اسمه السودان؟ هل كنا شعباً، أم مجرد سكان يتقاسمون رقعة جغرافية، بلا عقد اجتماعي، بلا مشروع وطني، بلا أي رابط سوى جواز السفر الذي لا يحترمه احد !


* لم تخلق الحرب هذه الفوضى، لكنها فضحتها. لم تصنع هذا الانقسام، لكنها أظهرته عارياً بلا رتوش. والنتيجة ... أمة في مهب الريح، وشعب لا يساوي شيئاً في بورصة الاهتمام العالمي، لأن العالم يرى الحقيقة التي رفضنا نحن رؤيتها: لا دولة بلا شعب موحّد، ولا شعب بلا قِيَّم، ولا قِيَّم في وطن قائم على الغنيمة والانتماء الضيق.


* لقد وضح جليا اننا نعيش في وهم كبير... اسمه السودان!


مناظير
زهير السراج


manazzeer@yahoo.com

 

مقالات مشابهة

  • الشارقة يتوج بطلا لدوري كرة اليد للمرة الـ19 في تاريخه
  • مدينة "قُرح" الأثرية.. محطة تاريخية لقوافل الحجاج والتجارة جنوب "العُلا"
  • علي جمعة: السنة ليست مجرد رواية بل علم متكامل بالأسانيد
  • جوزيف كابيلا يكسر الصمت.. خطاب القرن أم عودة محسوبة؟
  • 300 كاتب فرنسي يدعون لوصف ما يجري في غزة بالإبادة
  • انطلاق فعاليات برنامج تجربة سلطنة عُمان في تنظيم أنشطة المغامرات بمسقط
  • العثور على خاتم ذهبي نادر يعود إلى القرن الثالث ق. م. في القدس
  • مقدمة لدراسة صورة الشيخ العربي في السينما الأمريكية «23»
  • وهم اسمه السودان !
  • إنجاز كونتي.. «الأول» في تاريخ دوريات أوروبا الكُبرى