اضبطوا البوصلة على هدف استعادة الثورة !!
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
تباين الآراء بين منسوبي وقياداتها الأحزاب السياسية والقوى المدنية وحتى داخل كل حزب وكيان هي من الأمور الطبيعية التي تجري عليها سنّة الخلق وسنّن الكون وأعراف السياسة..ولكن يبقى الامتحان الحقيقي في كيفية إدارة هذه التباينات المشروعة في الرأي والرؤى والأفكار لتحقيق الأهداف المرجوّة عبر الوسائل المختلفة.
وقد شهدت الأيام الماضيات تمريناً ديمقراطياً محترماً غاية في الرشد والعقلانية عندما تباينت الآراء في تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدّم" وانتهى الأمر إلى (فراق بإحسان) بعيداً عن التشاتم والتنابذ والتخوين..حيث أن الغاية العليا هي إنهاء الحرب وإنقاذ السودانيين من التشرّد والجوع والموت والمهانة و(قلة القيمة) والعمل على عودة الديمقراطية والحكم المدني؛ وإعادة الوطن إلى درب التعافي والعدالة والحرية والسلام وفق الأهداف الرفيعة لثورة ديسمبر العظمى..!
وفي هذا لا بد من الإشارة لاعتبار غاية في الأهمية يلزم بأن يكون في أذهان كل القوى السياسية والمدنية..ونقصد بهذا الاعتبار (الحالة المعقدّة الراهنة) في الوطن بعد الانقلاب المشؤوم وبعد إشعال الحرب..وهذا يوجب الكثير من الحساسية السياسية والمرونة والرشد والتسامي على الاعتبارات الذاتية وعلى الجراحات وعلى الاختلافات الفرعية وعدم الاعتداد بالرأي (والصبر على المكاره) من اجل الوطن وثورته.. وخشية من انزلاقه إلى المجهول ..!
أما ما يدور داخل بعض الأحزاب من تباينات في الآراء؛ فيجب التوقي من أن تكون هذه الاختلافات في الرأي سبباً في التصدّع والدخول في انشقاقات لا نهائية..! ويجب الانتباه إلى أن هذه الأحزاب هي ضحية الأنظمة العسكرية والحروب التي أشعلتها هذه الأنظمة الغاشمة..حيث لم يتح للأحزاب السودانية طوال ثلاثين عاماً وخلال الخمس أعوام الماضية حتى أن تعقد اجتماعات هيئاتها ومكاتبها أو تلتقي بقواعدها..!
وما أن أشرق فجر ثورة ديسمبر العظمى حتى تواصل التآمر عليها بالانقلاب ثم بإشعال هذه الحرب اللعينة..فرفقاً بالتعاطي السياسي الذي لا يصلح فيه التنابذ والتناحر وإطلاق البيانات والتصريحات المتعارضة..وإشعال منصات الإعلام بما لا يفيد هذه الأحزاب والتنظيمات ولا يفيد الوطن، بل يزيد من تعقيد الراهن (المعقّد أصلاً) بما فيه الكفاية..وما فوق الكفاية..!!
أليس من الأفيد والجدر والأوفق والأفضل أن تتداول الأحزاب أمورها التنظيمية داخل أسوارها بدلاً من الخروج للإعلام بالبلبلة والتراشق، وبدلاً من نشر (الغسيل الداخلي) تحت هذا الغبار..وفي بيئة إعلامية (وخيمة) مشحونة بالطحالب والعوالق والشرانق والديدان والعناكب...!
أليس هذه ألف باء العمل السياسي الراشد..؟!
ظروف الحرب لا تمكّن من العمل الحزبي السياسي كما يجب أن يكون. بسبب ضعف التواصل والاتصال بين المواقع والكوادر والقواعد خلال الحرب وتحت الانقلاب ..فليكن العلاج بغير البيانات المتعارضة والتعبيرات القاطعة والجارحة..!
مهلاً مهلاً وسماحاً سماحاً في كل ما لا يقتضى العزل المتبادل وقطع التواصل..!
ما فرحة الكيزان وأبواقهم باختلافات القوى السياسة وتباينات مواقفها فهو من الضلال القديم..! فلا مشكلة في اختلاف الآراء..فهي من سنن الديمقراطية التي لا يعرفها الشموليون الانقلابيون الطغاة..!
لقد كانت خطة الكيزان منذ إن طفحوا على سطح الوطن زرع الفتنة بين طوائف المجتمع والقوى السياسية والمدنية؛ وهي خطة ضالة مُضلّة (ضلالية) هدفها شق الصفوف ويث الخلافات داخل كل حزب وجماعة وقبيلة وعشيرة وتنظيم ونقابة وسجادة وأسرة ونادي رياضي أو حتى فرقة فنية...!
إنهم يعدون زرع الفتنة داخل الأحزاب والقوى السياسية والمدنية فلاحاً وانتصاراً حتى لو أدى ذلك إلى تمزيق الوطن..فدعهم في طغيانهم يعمهون..!
نقول هذا من منصة مستقلة وطنية ومن باب الحرص على الديمقراطية والحكم المدني..فلا ديمقراطية ولا حكم مدني بغير الأحزاب السياسية والقوى المدنية والتنظيمات النقابية..!
مهلا أبناء الوطن وأنصار الثورة..وليكن دأبكم التروّي في التعاطي والاحتمال في التقاضي والتصويب نحو ما يبني لا ما يهدم..(من اجل الوطن والثورة) وحتى يبقى الصف الوطني تعبيراً عن أهداف الثورة في الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة..!
فالوطن تحت (قبضة شريرة) من انقلابيين غارقين في الجهل والتبعية..ومن كيزان لا يعنيهم خراب البلاد وموت العباد لإشباع شهوة السلطة والمال والتنكيل بالسودانيين.. (رمضان كريم)..!!
مرتضى الغالي
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
العلامة مفتاح يهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بالعيد الـ 58 للاستقلال
الثورة نت /..
رفع القائم بأعمال رئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، برقية تهنئة إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وفخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بحلول العيد الـ 58 للاستقلال المجيد الـ 30 من نوفمبر.
وعبر القائم بأعمال رئيس الوزراء في البرقية عن أحر التهاني والتبريكات باسمه ونيابة عن أعضاء مجلس الوزراء للسيد القائد ورئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى، ورؤساء مجالس النواب والشورى والقضاء وأعضاء المجالس الثلاثة وأبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية.
ونوه بالدروس والعبر التي تزخر بها هذه المناسبة الوطنية في سياق المسار الجهادي المتأصل لأبناء الشعب اليمني الذي يأبى الرضوخ أو الانكسار سوى لخالقه العظيم.
وأوضح أن أبناء الشعب اليمني مطالبون بأن يعودوا في هذه المناسبة إلى سجل أجدادهم العظماء الذين سطروا بدمائهم الزكية أقوى وأشرف وأشرس الملاحم ضد المحتلين والغزاة والطامعين بأرضهم على مر التاريخ.
وأكد العلامة مفتاح، أن شعبنا اليمني في المحافظات الجنوبية والأحرار في الوطن عامة يتحملون اليوم مسئولية تاريخية في مواجهة ومقاومة المحتل السعودي الإماراتي (أذناب المحتل القديم البريطاني) وطرده وتطهير أراضينا من دنسه وعملائه ومرتزقته الذين ينتظرهم جميعا المصير المخزي.
وحيا المواقف الدينية والوطنية والأخلاقية الشجاعة للقيادة العليا بقيادة السيد القائد، الذي أثبتت الأيام أنه كان عند مستوى المسئولية التاريخية تجاه كافة القضايا الوطنية والعربية والإسلامية وفي مقدمتها الدفاع عن الوطن وتحقيق النصر على المعتدين ونصرة غزة والقضية الفلسطينية على هذا النحو الفاعل والمؤثر.
وجدد القائم بأعمال رئيس الوزراء، في ختام البرقية التهاني للسيد القائد والرئيس المشاط.. سائلا الله العلي القدير أن يعيد المناسبة وقد تحررت الأراضي المحتلة وعم النصر كل أرجاء الوطن الكبير.