ذكاء جوجل الاصطناعي ينتزع الميداليات الذهبية من أبطال الرياضيات
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
أعلنت جوجل عن تطوير AlphaGeometry2 (AG2)، وهو نظام ذكاء اصطناعي متقدم قادر على حل 84% من مسائل الهندسة في الأولمبياد الدولي للرياضيات (IMO)، متفوقًا على متوسط أداء الفائزين بالميداليات الذهبية، الذين يحلون 81.8% من المسائل.
ووفقاً لموقع "live science" تم تطوير AG2 بواسطة DeepMind، حيث يتمتع بقدرة فائقة على حل المشكلات الهندسية المعقدة من خلال الجمع بين التعرف على الأنماط والاستدلال الإبداعي.
منافسة بين جوجل ومايكروسوفت
يأتي هذا الإعلان بعد شهر من إطلاق مايكروسوفت لنظام الذكاء الاصطناعي الرياضي rStar-Math، الذي يستخدم نماذج لغوية صغيرة (SMLs) لحل المعادلات المعقدة.
تسعى كلتا الشركتين إلى الهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي الرياضي، حيث يرى العلماء أن هذه الأنظمة قد تكون قادرة على محاكاة أشكال أخرى من التفكير البشري.
يختلف AG2 عن rStar-Math من حيث النهج المستخدم، حيث يركز الأول على حل المشكلات المتقدمة باستخدام نموذج استدلال هجين، بينما يعتمد الأخير على نماذج لغوية أصغر لمعالجة نطاق أوسع من المسائل.
اقرأ أيضاً.. ثورة في الذكاء الاصطناعي.. "Gemini" يتذكر كل شيء
قفزة نوعية في حل المسائل الهندسية
أطلقت جوجل الإصدار الأول من AlphaGeometry في يناير 2024، ويُظهر الإصدار الجديد تحسنًا بنسبة 30% في الأداء. يتميز AG2 بإتقانه للهندسة، وهو مجال يتطلب مزيجًا من الاستدلال البصري والمنطقي، على عكس الحساب والجبر.
كيف يعمل AG2؟
يعتمد AG2 على دمج النماذج اللغوية العصبية مع المحركات الرمزية، حيث:
يقترح النموذج اللغوي البناءات الهندسية.
يختبر المحرك الرمزي هذه البناءات ويتحقق من صحتها.
إذا لم تكن الحلول الأولية صحيحة، يقترح النظام بناءات جديدة بشكل متوازٍ، مع تمرير المعلومات بين المكونات المختلفة حتى يتم الوصول إلى الحل الصحيح.
اقرأ أيضاً.. "بميزة "التفكير".. جوجل تدفع بـ Gemini 2.0 في سباق الذكاء الاصطناعي
التحسينات الرئيسية في AG2
حقق AG2 قفزة نوعية مقارنةً بالإصدار الأول، بفضل:
تدريب محسّن للنموذج اللغوي العصبي باستخدام بيانات أكثر تنوعًا وشمولية.
محرك رمزي أسرع يتيح اختبار عدد أكبر من البناءات الهندسية بدقة وكفاءة.
خوارزمية بحث متطورة قادرة على تحليل وإيجاد البراهين الهندسية بفعالية أكبر.
التحديات والقيود
رغم التقدم الكبير لا يزال AG2 يواجه بعض العقبات
بطء المعالجة مقارنة بالوقت المطلوب لحل بعض المشكلات.
عدم القدرة على التعامل مع المسائل الأكثر تعقيدًا، مثل الهندسة ثلاثية الأبعاد والمعادلات غير الخطية.
عجزه عن تفسير حلول المسائل بلغة مفهومة للبشر، مما يحد من قابلية استخدامه في الأبحاث التربوية والتعليمية.
تأثير AG2 على المجالات الأخرى
تركّز جوجل على تطوير الاستدلال الرياضي، إلا أن إمكانيات AG2 تمتد لتشمل مجالات متعددة، مثل:
الهندسة والتصميم، حيث يمكن استخدامه في تطوير نماذج هندسية دقيقة.
الروبوتات، من خلال تحسين قدرة الآلات على فهم الأنماط الهندسية.
التحقق من الأنظمة المؤتمتة لضمان الدقة في عمليات التصنيع والبرمجة.
البحث الصيدلاني والجيني، مما يسهم في تطوير الأدوية وتحليل البيانات الجينية المعقدة.
ويطمح الباحثون إلى جعل AG2 نظامًا قادرًا على حل المشكلات الهندسية بشكل آلي ودون أخطاء. وتشمل الأهداف المستقبلية:
دعم نطاق أوسع من المفاهيم الهندسية، مما يزيد من قدرته على التعامل مع تحديات جديدة.
تقسيم المشكلات المعقدة إلى أجزاء فرعية لتسهيل معالجتها بكفاءة أعلى.
تسريع زمن المعالجة وتحسين موثوقية النظام، ليصبح أكثر فاعلية في التطبيقات العملية.
هل اقتربنا من الذكاء الاصطناعي العام؟
يحذر الخبراء من اعتبار AG2 علامة على تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، وهو المستوى الذي يصبح فيه الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً من البشر في مجالات متعددة، وليس مجرد تفوقه في مجال واحد. لا يزال الذكاء الاصطناعي الحالي متخصصًا، بينما يظل الإبداع والابتكار من سمات الذكاء البشري.
إسلام العبادي(أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الهندسة الرياضيات جوجل بلاي جوجل ذكاء اصطناعي الذکاء الاصطناعی على حل
إقرأ أيضاً:
كيف استخدمت السعودية الذكاء الاصطناعي في إدارة موسم الحج؟
قُدّمت تقنيات الذكاء الاصطناعي هذا العام كعنصر رئيسي في إدارة موسم الحج في السعودية، لا سيما في مراقبة حركة الحجاج.
وقالت وكالة "فرانس برس"، إن المسؤولين السعوديين وظفوا تقنيات الذكاء الاصطناع لمراقبة حركة الحجاج على مدار الساعة، باستخدام بيانات ضخمة وصور حية من آلاف الكاميرات المنتشرة في مكة والمشاعر المقدسة.
وتقوم أكثر من 15 ألف كاميرا بمراقبة حية للحشود، فيما تعمل برمجيات ذكية على تحليل المشاهد المرصودة، للتنبؤ بنقاط الازدحام ورصد أي خلل في حركة السير. وتشمل هذه المنظومة أيضًا تتبّع أكثر من 20 ألف حافلة تنقل الحجاج بين المواقع المقدسة.
ويُعد هذا النظام جزءًا من منظومة تقنية شاملة تعتمدها السعودية لإدارة واحد من أكبر التجمعات البشرية في العالم، حيث استقبلت مكة نحو 1.4 مليون حاج هذا الأسبوع من مختلف الدول.
وأوضح محمد نذير، المدير التنفيذي للمركز العام للنقل في الهيئة الملكية لمدينة مكة، أن "غرفة التحكم المروري" تستخدم كاميرات متخصصة مدعومة بطبقات من الذكاء الاصطناعي لتحليل الحركة، تحديد المناطق المزدحمة، والتنبؤ بأنماط المرور. وتعمل الغرفة على مدار الساعة، وتستعين بشاشات وخرائط وأنظمة رصد متقدمة.
وأضاف نذير أن الهدف من هذه الإجراءات هو تقليل الحوادث، خاصة وأن الحجاج يتنقلون في الغالب سيرًا على الأقدام، بالإضافة إلى تخفيف المشقة الناتجة عن التنقل لمسافات طويلة في ظل درجات حرارة مرتفعة. وذكر أن نحو 17 ألف حافلة تتحرك في وقت واحد خلال ذروة الحج.
من جانبه، قال محمد القرني، مدير عام الحج والعمرة في المركز ذاته، إن غرفة العمليات تُعد "العين الرقيبة" على كافة الخطط التشغيلية، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكّن من تتبّع الأعداد ومراقبة الطرق والمسارات، إلى جانب استشعار الحالات الطارئة قبل وقوعها.
وأضاف أن النظام يسمح برصد الطاقة الاستيعابية للمواقع المقدسة، مما يُمكّن الجهات المعنية من توجيه الحشود عند الضرورة. وأشار إلى أنه خلال شهر رمضان الماضي، ساعدت هذه التقنية في وقف دخول المصلين عند بلوغ المسجد الحرام طاقته القصوى.
ولا يقتصر استخدام التكنولوجيا المتقدمة على الجوانب التنظيمية فقط، بل يشمل أيضًا الرقابة الأمنية.
فبعد وفاة 1301 حاج في العام الماضي – معظمهم دون تصاريح رسمية – شددت السلطات هذا العام على تطبيق القوانين، خاصة مع التوقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية.
وأوضحت السلطات أن 83% من الوفيات المسجّلة العام الماضي كانت لأشخاص لا يحملون تصاريح حج. وأكّد وزير الحج، توفيق الربيعة، في تصريحات سابقة أن الأجهزة المختصة تستخدم مستشعرات لرصد حركة الحجاج، مما يتيح التدخل السريع عند وجود مخاطر.
كما أُعلن عن استخدام طائرات مسيّرة لرصد مداخل مكة، والكشف عن الحجاج غير النظاميين. وقال الفريق محمد بن عبدالله البسامي، مدير الأمن العام ورئيس اللجنة الأمنية للحج، إن "التقنية أصبحت أداة يومية"، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي، والطائرات المسيّرة، والكاميرات الحرارية أسهمت في ضبط المخالفين عبر مركز عمليات متقدّم.
وفي مقاطع نشرتها القوات الخاصة لأمن الطرق، تم توثيق استخدام هذه التقنيات الحديثة، بما في ذلك الكاميرات الذكية والحرارية، لمراقبة المحيط الخارجي لمكة والمشاعر.
???? باستخدام طائرة "الدرون" .. قوات أمن الحج تضبط (38) وافدًا من حاملي تأشيرات الزيارة لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج.#لا_حج_بلا_تصريح pic.twitter.com/o8WVJnpo7m — أمن الطرق (@SA_HWY_SECURITY) June 4, 2025
وتُوزع تصاريح الحج وفق نظام حصص للدول، وتُمنح للأفراد غالبًا عبر قرعة. إلا أن ارتفاع تكاليف الحج النظامي يدفع البعض إلى اللجوء إلى طرق غير نظامية منخفضة التكلفة، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر.