"كفى من الدجل"... مسؤول إسباني يفند المخاوف بشأن "مسيرة خضراء جديدة" من المغرب إلى سبتة ومليلية
تاريخ النشر: 27th, February 2025 GMT
انتقد خوان خوسيه إمبرودا، رئيس مدينة مليلية (المحتلة)، بشدة تقريرًا نشرته صحيفة « إل إسبانيول »، الذي أشار إلى وجود قلق في مليلية بشأن احتمال تحرك مغربي تجاه المدينة بدعم من دونالد ترامب.
وصف إمبرودا العنوان بأنه يعادل القول: « لقد رأيت دبًا قطبيًا يطير »، معتبرًا المعلومات التي نشرتها الصحيفة مجرد « اختراع ».
شدد إمبرودا: « أنا رئيس المدينة ولست قلقًا على الإطلاق ». وأوضح أنه لم يتلق أي تعليقات تعكس القلق من سكان المدينة، سواء من زملائه أو من المواطنين في المقاهي والمطاعم.
وتساءل إمبرودا: « لماذا يتم نشر مثل هذه المعلومات إذا كانت لا تعكس الواقع؟ »، مؤكدًا أن أولويات الحكومة المحلية تتمثل في معالجة القضايا اليومية التي تؤثر على السكان وليس الانشغال بمخاوف غير واقعية.
استشهد التقرير بتصريحات أمين أزماني، ممثل حزب Somos Melilla، الذي قال إن سكان مليلية « يتابعون بانتباه تداعيات التحالف الأمريكي المغربي »، رغم أن العلاقات بين إسبانيا والمغرب تمر بفترة جيدة.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصدر مجهول في سبتة، وصفته بأنه « مسؤول سياسي »، يعبر عن « عدم الثقة وبعض التوجس » تجاه التحركات الأمريكية.
وكشفت صحيفة « Ceuta Actualidad » أن « إل إسبانيول » حاولت الحصول على تصريحات من رجال أعمال في سبتة لدعم التقرير، لكنها لم تنجح. بل إن أحد رجال الأعمال شارك محادثته مع الصحفية، حيث أكد أن محتوى المقال بعيد تمامًا عن الواقع.
يأتي هذا الجدل بعد إعادة فتح الجمارك التجارية في سبتة، في خطوة وصفت بأنها تاريخية وتساهم في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، ما يعود بالنفع على المدينتين المستقلتين.
ونفى إمبرودا بشكل قاطع وجود أي قلق في مليلية بشأن مسيرة خضراء جديدة، معتبرًا أن مثل هذه التقارير لا تعكس واقع المدينة، بل تهدف إلى إثارة الذعر دون مبرر.
هواجس قديمة-غريبة« خوف في سبتة ومليلية من مسيرة خضراء جديدة للمغرب بدعم من ترامب » – هذا العنوان الذي نشرته صحيفة « إل إسبانيول » يوم الأحد الماضي أثار جدلًا واسعًا، ليس لأن المدينتين تعيشان هذا الشعور الذي تصفه الصحيفة، بل بسبب تناقل وسائل إعلام أخرى للمقال حتى تحول إلى نقاش عام.
المشكلة ليست في وجود مخاوف فعلية في سبتة ومليلية، بل في أن وسائل الإعلام الإسبانية استغلت العنوان لخلق نقاش لا يعكس الواقع على الأرض. لا يوجد خوف في سبتة أو مليلية، ولم تتطرق الطبقة السياسية المحلية لهذا الموضوع. يبدو أن النقاش مدفوع بمصالح معينة أكثر من كونه انعكاسًا للوضع الحقيقي.
بل على العكس، فإن العلاقات الحالية بين المغرب وإسبانيا أفضل من أي وقت مضى، حيث تم افتتاح الجمارك التجارية بين البلدين، وهناك تعاون واضح في قضايا الهجرة. ومع ذلك، فإن هذا الضجيج الإعلامي خلق إحساسًا وهميًا بوجود قلق لم يكن مطروحًا أصلًا.
على الرغم من أن الواقع في سبتة ومليلية هادئ، إلا أن وسائل الإعلام الوطنية الإسبانية قدمت صورة مختلفة تمامًا. فبعد تقرير « إل إسبانيول »، انضمت قنوات مثل « تليسينكو » إلى الجدل، محاولة فرض نقاش حول « الخوف » الذي لم يشعر به أحد في المدينتين.
في البرامج الحوارية، تم التركيز على « العلاقة الممتازة بين ترامب والمغرب »، واستذكار حقبة الحسن الثاني، بالإضافة إلى التغريدات التي نشرها دونالد ترامب عام 2020، مما أدى إلى إثارة جدل مفتعل حول موقف الولايات المتحدة في حال قرر المغرب طرح تساؤلات حول سبتة ومليلية.
أحد العوامل التي أُعيد طرحها في هذا الجدل هو تغريدة سابقة لترامب، قال فيها: « لقد وقعت اليوم إعلانًا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والواقعي والموثوق هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم يحقق السلام والازدهار المستدامين. »
تم استغلال هذا التصريح لإثارة تساؤلات غير واقعية، مثل: « ماذا سيحدث لو قرر المغرب طرح قضية سبتة ومليلية؟ وكيف سيكون موقف الولايات المتحدة؟ »
بعيدًا عن هذا الجدل المصطنع، النقاش الحقيقي في سبتة يدور حول قضايا محلية مثل: التحضيرات لسباق « كُونا دي لا ليخيون » العسكري، والكشف عن تفاصيل النفق السري لتهريب المخدرات (« ناركوتونيل »)، ثم وصول شحنات الأسماك من المغرب.
في نهاية المطاف، فإن الجدل الذي أُثير في وسائل الإعلام حول « خوف » مزعوم في سبتة ومليلية لا يعكس الواقع الحقيقي في المدينتين، بل هو ضجيج إعلامي ناتج عن تأويلات غير دقيقة. العلاقات بين المغرب وإسبانيا في أفضل حالاتها، والتعاون بين البلدين مستمر، في حين أن سكان المدينتين منشغلون بقضاياهم الحقيقية وليس بمخاوف وهمية.
عن (سوتا أكتيياليداد)
كلمات دلالية إسبانيا المغرب حدود سبتة مسيرة مليليةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: إسبانيا المغرب حدود سبتة مسيرة مليلية فی سبتة وملیلیة إل إسبانیول
إقرأ أيضاً:
الضرائب: تعليمات جديدة بشأن إجراء «مقاصة» بين الأرصدة الدائنة والمدينة للممولين
صرحت رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب المصرية، أن المصلحة أصدرت التعليمات رقم (46) لسنة 2025 بشأن إجراءات المقاصة بين الأرصدة الدائنة والمدينة للمسجلين/ الممولين وفقاً لأحكام المادة (50) من القانون رقم (206) لسنة 2020، مشيرةً إلى أن التعليمات جاءت استجابةً من وزير المالية لمطالب شركائنا في مجتمع الأعمال، وتوجيهاته المستمرة بالوقوف على التحديات التي تواجههم والعمل على إيجاد الحلول وتقديم كافة التسهيلات المحفزة للاستثمار.
أوضحت رئيس مصلحة الضرائب المصرية، أن التعليمات تمنح حق للمسجل في إجراء «مقاصة» بين رصيده الدائن الوارد بنموذج (15 فحص) وبين المديونية المستحقة عليه لدى المصلحة، وذلك خلال مدة (20) يوم عمل في الحالات التي سبق فحصها، وبحد أقصى شهرين للحالات التي لم يسبق لها الفحص، مشيرة إلى أن التحدي الأساسي الذي واجه المستثمرين هو صعوبة سداد التزاماتهم الضريبية (بكافة الأوعية) في ظل وجود أرصدة دائنة لهم طرف المصلحة (ضريبة القيمة المضافة).
تابعت رشا عبد العال، أن التعليمات رقم (46) لسنة 2025 تهدف إلى تبسيط الإجراءات بشكل كبير، حيث يتمكن المسجل من تقديم طلب لإجراء المقاصة على النموذج رقم (1 مقاصة) محددًا به الرصيد الدائن والفترات الخاصة به والمديونيات المراد إجراء المقاصة بشأنها، موضحةً أن المصلحة ستقوم بدراسة الطلب والبت فيه بالقبول أو الرفض خلال مدة (20) يوم عمل في حالة سبق فحص المسجل، وشهرين كحد أقصى في الحالات التي لم يسبق لها الفحص.
أشارت، إلى أن أهم ما يميز هذه التعليمات هو أنها تُتيح إجراء المقاصة دون الدخول في إجراءات واشتراطات رد الضريبة الواردة بالقانون، مضيفةً أن هذا الإجراء سيساعد المستثمرين على توفير السيولة لديهم وضخها في الاستثمار مرة أخرى، وتجنب تحمل أعباء مالية إضافية لسداد مستحقاتهم الضريبية نقداً.