انتقد خوان خوسيه إمبرودا، رئيس مدينة مليلية (المحتلة)، بشدة تقريرًا نشرته صحيفة « إل إسبانيول »، الذي أشار إلى وجود قلق في مليلية بشأن احتمال تحرك مغربي تجاه المدينة بدعم من دونالد ترامب.

وصف إمبرودا العنوان بأنه يعادل القول: « لقد رأيت دبًا قطبيًا يطير »، معتبرًا المعلومات التي نشرتها الصحيفة مجرد « اختراع ».

وأضاف بحزم: « كفى من الاختراعات »، مؤكدًا أنه لا توجد أي مخاوف في مليلية بشأن هذه التهديدات المزعومة.

لا وجود لمخاوف

شدد إمبرودا: « أنا رئيس المدينة ولست قلقًا على الإطلاق ». وأوضح أنه لم يتلق أي تعليقات تعكس القلق من سكان المدينة، سواء من زملائه أو من المواطنين في المقاهي والمطاعم.

وتساءل إمبرودا: « لماذا يتم نشر مثل هذه المعلومات إذا كانت لا تعكس الواقع؟ »، مؤكدًا أن أولويات الحكومة المحلية تتمثل في معالجة القضايا اليومية التي تؤثر على السكان وليس الانشغال بمخاوف غير واقعية.

استشهد التقرير بتصريحات أمين أزماني، ممثل حزب Somos Melilla، الذي قال إن سكان مليلية « يتابعون بانتباه تداعيات التحالف الأمريكي المغربي »، رغم أن العلاقات بين إسبانيا والمغرب تمر بفترة جيدة.

في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصدر مجهول في سبتة، وصفته بأنه « مسؤول سياسي »، يعبر عن « عدم الثقة وبعض التوجس » تجاه التحركات الأمريكية.

وكشفت صحيفة « Ceuta Actualidad » أن « إل إسبانيول » حاولت الحصول على تصريحات من رجال أعمال في سبتة لدعم التقرير، لكنها لم تنجح. بل إن أحد رجال الأعمال شارك محادثته مع الصحفية، حيث أكد أن محتوى المقال بعيد تمامًا عن الواقع.

يأتي هذا الجدل بعد إعادة فتح الجمارك التجارية في سبتة، في خطوة وصفت بأنها تاريخية وتساهم في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، ما يعود بالنفع على المدينتين المستقلتين.

ونفى إمبرودا بشكل قاطع وجود أي قلق في مليلية بشأن مسيرة خضراء جديدة، معتبرًا أن مثل هذه التقارير لا تعكس واقع المدينة، بل تهدف إلى إثارة الذعر دون مبرر.

هواجس قديمة-غريبة

« خوف في سبتة ومليلية من مسيرة خضراء جديدة للمغرب بدعم من ترامب » – هذا العنوان الذي نشرته صحيفة « إل إسبانيول » يوم الأحد الماضي أثار جدلًا واسعًا، ليس لأن المدينتين تعيشان هذا الشعور الذي تصفه الصحيفة، بل بسبب تناقل وسائل إعلام أخرى للمقال حتى تحول إلى نقاش عام.

المشكلة ليست في وجود مخاوف فعلية في سبتة ومليلية، بل في أن وسائل الإعلام الإسبانية استغلت العنوان لخلق نقاش لا يعكس الواقع على الأرض. لا يوجد خوف في سبتة أو مليلية، ولم تتطرق الطبقة السياسية المحلية لهذا الموضوع. يبدو أن النقاش مدفوع بمصالح معينة أكثر من كونه انعكاسًا للوضع الحقيقي.

بل على العكس، فإن العلاقات الحالية بين المغرب وإسبانيا أفضل من أي وقت مضى، حيث تم افتتاح الجمارك التجارية بين البلدين، وهناك تعاون واضح في قضايا الهجرة. ومع ذلك، فإن هذا الضجيج الإعلامي خلق إحساسًا وهميًا بوجود قلق لم يكن مطروحًا أصلًا.

على الرغم من أن الواقع في سبتة ومليلية هادئ، إلا أن وسائل الإعلام الوطنية الإسبانية قدمت صورة مختلفة تمامًا. فبعد تقرير « إل إسبانيول »، انضمت قنوات مثل « تليسينكو » إلى الجدل، محاولة فرض نقاش حول « الخوف » الذي لم يشعر به أحد في المدينتين.

في البرامج الحوارية، تم التركيز على « العلاقة الممتازة بين ترامب والمغرب »، واستذكار حقبة الحسن الثاني، بالإضافة إلى التغريدات التي نشرها دونالد ترامب عام 2020، مما أدى إلى إثارة جدل مفتعل حول موقف الولايات المتحدة في حال قرر المغرب طرح تساؤلات حول سبتة ومليلية.

أحد العوامل التي أُعيد طرحها في هذا الجدل هو تغريدة سابقة لترامب، قال فيها: « لقد وقعت اليوم إعلانًا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والواقعي والموثوق هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم يحقق السلام والازدهار المستدامين. »

تم استغلال هذا التصريح لإثارة تساؤلات غير واقعية، مثل: « ماذا سيحدث لو قرر المغرب طرح قضية سبتة ومليلية؟ وكيف سيكون موقف الولايات المتحدة؟ »

بعيدًا عن هذا الجدل المصطنع، النقاش الحقيقي في سبتة يدور حول قضايا محلية مثل: التحضيرات لسباق « كُونا دي لا ليخيون » العسكري، والكشف عن تفاصيل النفق السري لتهريب المخدرات (« ناركوتونيل »)، ثم وصول شحنات الأسماك من المغرب.

في نهاية المطاف، فإن الجدل الذي أُثير في وسائل الإعلام حول « خوف » مزعوم في سبتة ومليلية لا يعكس الواقع الحقيقي في المدينتين، بل هو ضجيج إعلامي ناتج عن تأويلات غير دقيقة. العلاقات بين المغرب وإسبانيا في أفضل حالاتها، والتعاون بين البلدين مستمر، في حين أن سكان المدينتين منشغلون بقضاياهم الحقيقية وليس بمخاوف وهمية.

عن (سوتا أكتيياليداد)

كلمات دلالية إسبانيا المغرب حدود سبتة مسيرة مليلية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: إسبانيا المغرب حدود سبتة مسيرة مليلية فی سبتة وملیلیة إل إسبانیول

إقرأ أيضاً:

وفد إعلامي إسباني يزور مدينة العقبة

صراحة نيوز ـ أكد مفوض البيئة والمحميات الطبيعية في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة الدكتور أيمن سليمان، أهمية الإعلام الدولي في إبراز النجاحات التنموية التي تحققت في العقبة، ونقل صورة حقيقية عن مناخ الاستثمار والحياة الاقتصادية والسياحية والبيئية في الأردن.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم السبت، وفدًا إعلاميًا إسبانيًا رفيع المستوى، بتنظيم من هيئة تنشيط السياحة بالتعاون مع السلطة، ويضم ممثلين عن وسائل إعلامية إسبانية تغطي قطاعات اقتصادية وسياسية وسياحية واستثمارية واجتماعية متنوعة، من الصحافة المكتوبة والإذاعة والتلفزيون والمواقع الإلكترونية.
وتأتي هذه الزيارة ضمن برنامج إعلامي يستهدف تعريف الوفد بطبيعة التحول التنموي الذي تشهده العقبة، وتسليط الضوء على ما تزخر به من فرص اقتصادية وسياحية واعدة، وبنية تحتية متقدمة، وتجارب فريدة في مختلف القطاعات، بما يعكس صورة الأردن كوجهة متكاملة تجمع بين الأصالة والابتكار.
وأشار سليمان إلى أن العقبة تشهد نقلة نوعية على مستوى المشاريع الاستراتيجية، وذلك من خلال ما تقدمه السلطة من حوافز وتسهيلات، إضافة إلى توفير بيئة تشريعية مشجعة للمستثمرين، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي بين 3 قارات، إلى جانب تنفيذ مشاريع نوعية تُسهم في رفع تنافسيتها على المستويين الإقليمي والدولي.
ولفت إلى أهمية وادي رم والمحمية البحرية كمواقع سياحية متميزة حاصلة على شهادات وجوائز دولية، تعكس التزام الأردن عامة، وسلطة العقبة خاصة، بتطبيق أعلى المعايير البيئية العالمية.
ونوه سليمان بدور منظومة الموانئ الأردنية في مدينة العقبة، والتي تُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، نظرًا لدورها الحيوي في تعزيز حركة التجارة الإقليمية والدولية وربط الأردن بالأسواق العالمية، مشيرًا إلى ما تتمتع به هذه المنظومة من بنية تحتية حديثة وخدمات لوجستية متطورة، ساهمت في رفع كفاءة العمليات وتحسين بيئة الأعمال.
وأوضح بأن الخطة الاستراتيجية للسلطة للأعوام 2024–2028، ترتكز على سبعة محاور رئيسة، تشمل تطوير السياحة المستدامة، وتحفيز بيئة الأعمال، ودعم الاقتصاد الرقمي، وتعزيز حضور العقبة كوجهة للاستثمارات الرقمية والتكنولوجية، بما يعكس تطلعات السلطة ويتماشى مع استراتيجيتها في مواكبة التحولات الاقتصادية العالمية وتنويع قاعدة الاستثمار في المدينة.
وعبّر أعضاء الوفد الإعلامي الإسباني، من جهتهم، عن إعجابهم بما لمسوه من تطور شامل خلال زيارتهم لمدينة العقبة والأردن بشكل عام، وأبدوا اهتمامًا خاصًا بتنوع التجربة الأردنية وثراء المضمون الإعلامي المتاح فيها.
وأكدوا أن العقبة تمتلك عناصر جذب متعددة تستحق الترويج على نطاق واسع، خاصة في السوق الأوروبي الباحث عن وجهات سياحية واقتصادية وثقافية فريدة ومميزة

مقالات مشابهة

  • المغرب يزيل "جدران" الفنيدق.. ترحيب محلي وقلق إسباني من تصاعد الهجرة
  • بريطانيا تبدّل موقفها وتؤيد مقترح المغرب بشأن الصحراء الغربية  
  • البنتاغون يوافق على صفقة تسليح جديدة لفائدة المغرب
  • المكتب الإعلامي الحكومي في غزة يفند مزاعم العدو الصهيوني بشأن مجزرة رفح
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • بيان مشترك لوزيري الخارجية البريطاني والمغربي بشأن قضية الصحراء المغربية
  • بريطانيا تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب الأساس الأكثر مصداقية وقابلية لحل نزاع الصحراء (بيان)
  • انتهى الوقت الذي تقول فيه “أنا آسف” وتذهب… قوانين جديدة في تركيا تُلزم سائقي السكوتر بتحمّل المسؤولية
  • مسؤول أممي سابق يتحدث بشأن "مؤسسة غزة الإنسانية"
  • وفد إعلامي إسباني يزور مدينة العقبة