روبوتات تتحدث وتتواصل مع بعضها بلغة سرية غير مفهومة
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
الولايات المتحدة – أثار مقطع فيديو يظهر فيه مساعدان يعملان بالذكاء الاصطناعي يتحدثان بلغة غير مفهومة للأذن البشرية، جدلا واسعا حول مدى شفافية الذكاء الاصطناعي وإمكانية خروجه عن السيطرة.
يعتمد هذا التفاعل على بروتوكول صوتي جديد يعرف باسم وضع Gibberlink، والذي يهدف إلى تحسين كفاءة التواصل بين روبوتات الدردشة الذكية.
ويظهر المقطع مساعدي ذكاء اصطناعي يتفاعلان عبر كمبيوتر محمول وهاتف ذكي لتنظيم حجز حفل زفاف. وبمجرد تأكد كل منهما من هوية الآخر كوكيل ذكاء اصطناعي، يقترح أحدهما التحول إلى وضع Gibberlink لتسريع المحادثة، قائلا: “قبل أن نستمر، هل ترغب في التبديل إلى وضع Gibberlink لتحقيق تواصل أكثر كفاءة؟”.
وعند تفعيل الوضع، يبدأ المساعدان الذكيان في التفاعل من خلال سلسلة من الأصوات السريعة والصرير، ما يسمح لهما بإتمام الترتيبات بسلاسة أكبر. وعلى الرغم من أن التقنية توفر نسخة نصية للبشر لمتابعة المحادثة، إلا أن خبراء التكنولوجيا يحذرون من تداعيات “لغة الذكاء الاصطناعي السرية”، والتي قد تؤثر على موثوقية أنظمة الذكاء الاصطناعي ومحاذاتها للقيم الإنسانية.
وحذرت لويزا جاروفسكي، الباحثة في الذكاء الاصطناعي والمؤسس المشارك لأكاديمية الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والخصوصية، من المخاطر المحتملة لهذه التقنية، حيث كتبت في منشور على منصة X: “قد يتمكن وكيل الذكاء الاصطناعي من “تصحيح نفسه” بطريقة تتعارض مع مصالح مشغله البشري، ما قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة. تفويض اتخاذ القرار والتقييم الذاتي والتصحيح الذاتي إلى الذكاء الاصطناعي قد يجعل البشر يفقدون القدرة على ملاحظة أي خلل أو انحراف بمجرد حدوثه، ما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المدى الطويل”.
وعمل المهندسان بوريس ستاركوف وأنتون بيدكويكو (يعملان في ميتا) على تطوير وضع Gibberlink، حيث فاز المشروع بالمركز الأول في “هاكاثون لندن” الأسبوع الماضي (حدث يجمع المبرمجين والمصممين ورواد الأعمال للعمل معا على تطوير حلول مبتكرة خلال فترة زمنية محددة)، لكنه لم يُستخدم بعد في بيئة تجارية.
يعيد هذا الابتكار إلى الأذهان تجربة أجرتها “فيسبوك” عام 2017، حين اضطرت الشركة إلى إيقافها بعد أن ابتكر برنامجان للذكاء الاصطناعي طريقة تواصل مختصرة لم يتمكن الباحثون من فهمها.
وعلق دروف باترا، الباحث الزائر في قسم أبحاث الذكاء الاصطناعي في “فيسبوك”، على هذه الظاهرة قائلا: “عندما تتفاعل أدوات الذكاء الاصطناعي فيما بينها، فإنها قد تنحرف عن اللغة البشرية وتبتكر رموزا مختصرة لتسهيل التواصل، تماما كما تفعل المجتمعات البشرية عند تطوير اختصارات لغوية جديدة”.
المصدر: إندبندنت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يقلل إشعاع التصوير الطبي بنسبة 99%
طوّر باحثون في جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا (HKUST) تقنية ذكاء اصطناعي جديدة تعيد بناء نماذج ثلاثية الأبعاد دقيقة للعظام والأعضاء اعتماداً على عدد محدود من صور الأشعة السينية، مما يقلل تعرض المرضى للإشعاع بنسبة تصل إلى 99% مقارنة بالتصوير المقطعي (CT).
وتعزز التقنية سلامة المرضى، وتقلل التكاليف وفترات الانتظار، وتُستخدم في تخطيط الجراحات، التصوير الفوري، والغرسات المخصصة.
ويتعاون فريق الجامعة مع شركات منها "Koln 3D" المتخصصة بطباعة العظام لتطبيق التقنية في المستشفيات العامة.
- انظر أيضاً: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الأطباء؟.. رئيس "ChatGPT" يجيب
تصوير ذكي بأقل إشعاع
تُستخدم الأشعة المقطعية عادةً لتشخيص الحالات المعقدة، مثل التشوهات والكسور والأورام، لكنها تعرض المرضى لمستويات عالية من الإشعاع، مما يشكل خطورة خاصة على الأطفال والحوامل وكبار السن، وفقاً لموقع "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية.
ويقود المشروع البروفيسور لي شياومينغ، أستاذة مساعدة في قسم الهندسة الإلكترونية والحوسبة، ومديرة مشاركة لمركز التصوير والتحليل الطبي بالجامعة، وقد طوّر خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد باستخدام أقل من 1% من لقطات الأشعة المطلوبة في التصوير المقطعي.
وتشمل مزايا التقنية:
- أمان أعلى: تقليل الإشعاع بنسبة 95%–99%.
- سرعة: إنشاء صور عالية الجودة في أقل من دقيقة باستخدام 2 إلى 4 صور أشعة فقط.
- خفض التكاليف: الأشعة المقطعية تكلفتها أعلى من الأشعة السينية بـ 6 إلى 8 مرات.
- تقليل فترات الانتظار: المواعيد في المستشفيات العامة قد تتطلب 3 أسابيع للتصوير المقطعي، مقابل ساعات للأشعة السينية.
- قد يعجبك أيضاً: الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في قرارات العناية الحرجة
حلول جراحية مخصصة
يتعاون الفريق مع "Koln 3D" لتطبيق التقنية في نمذجة العظام حسب الطلب، الزرعات الشخصية، والتوجيه الجراحي الفوري.
وأوضحت البروفيسورة لي أن الاستخدامات لا تقتصر على طباعة العظام، بل تشمل تحسين دقة التصوير ثلاثي الأبعاد، والتي تبلغ حالياً أكثر من 97% مقارنة بالتصوير المقطعي، مع السعي إلى رفع هذه النسبة مستقبلاً.
كما أشارت إلى نية التوسع في مجالات مثل التخطيط العلاجي الشخصي والتوجيه الجراحي الفوري.
وقال إدموند ياو، مؤسس "Koln 3D"، إن التقنية حلت مشكلة الوقت: "كنا نحتاج لأيام من التصوير والنمذجة، أما الآن فيمكن إنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد من صورتين أشعويتين خلال 30 ثانية فقط، مما يسرّع التدخلات العاجلة ويقلل التكاليف بنسبة 50%–70%".
وأضاف الدكتور تسه لونغ فونغ، استشاري العظام في مستشفى خاص: "على مدى 30 عاماً، عاينت مرضى يتعرضون مراراً للأشعة المقطعية لمتابعة التعافي. هذه التقنية تقلل الإشعاع بأكثر من 90% مع دقة غير مسبوقة، وتتيح تصميم زرعات شخصية في دقائق، مما يسرّع التعافي".
- اقرأ أيضاً: نموذج ذكاء اصطناعي جديد يكشف مؤشرات السرطان مبكراً
توسّع مرتقب
سيبدأ اختبار التقنية خلال الأشهر القادمة في أحد المستشفيات العامة، وقد تعتمد رسمياً في النظام الصحي العام بحلول العام المقبل.
كما يجري الفريق محادثات مع مستشفيات أخرى لتوسيع استخدام التقنية إلى تصوير القلب والرئتين، بهدف تحسين جودة التشخيص وسرعة التخطيط الجراحي.
أمجد الأمين (أبوظبي)