مع مرور الوقت، يتضح أن هدف الاحتلال الإسرائيلي من الحرب الحالية ليس فقط إزالة التهديد الماثل أمامه، ولا القضاء على قوى المقاومة الفلسطينية واستعادة الأسرى، بل أيضًا إعداد الأرضية لارتكاب أفعال تشكّل جريمة حرب، مع أن ما مرّ من أحداث بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار كانت ضرورية كي يفهم الوسط الإسرائيلي عدم جدوى استمرار الحرب، بسبب التغيير الدراماتيكي المتوقع في أهدافها.



وذكر الكاتب بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، عيناف شيف أن "الوزير يسرائيل كاتس المتفاخر دائما بنفسه، ولا يعيره رئيسه بنيامين نتنياهو أي أهمية، وينشغل دائما بالعرض المسرحي البائس الفارغ باستخدام متكرر لكلمة لقد أمرت ولقد أمرت، وآخرها استعراضه بالتهديد أن حرب غزة "الجديدة ستكون مختلفة في شدتها عما سبقها من وقف إطلاق النار، ولن تنتهي دون أن تستسلم حماس وهزيمتها وإطلاق سراح جميع المختطفين، بما يسمح بتحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة". 


وأضاف شيف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "لا ينبغي لنا تجاهل التصريحات الفارغة الرنانة التي قد نستنتج منها أن غزة قبلت خلال الخمسمائة يوم الأخيرة بالرؤية الإسرائيلية الطامحة لهزيمة حماس، وإطلاق سراح جميع المختطفين، وكأن هذين الهدفين لم يكونا متعارضين طوال أشهر الحرب، مما كلّفنا إزهاق العديد من أرواح المختطفين، كما شهد بذلك سلف كاتس في منصبه، يوآف غالانت وكبار أعضاء فريق التفاوض". 

وأوضح أن "اللافت للنظر هنا حالة اللامبالاة التي أضاف بها كاتس هدفا جديدا للحرب، وهي تمكين تحقيق رؤية ترامب بشأن غزة، وبلغة أقل ركاكة خطة تهجير الفلسطينيين من غزة، التي تتعارض مع القانون الدولي والأخلاق الإنسانية، مما يؤكد أننا أمام شخص عقله مسحوب، وغير قادر على هضم مفهوم التعقيد تماماً كما لا يستطيع جسده هضم الحديد المنصهر".


وأكد أن "هذا البيان يجب أن يكون ماثلا أمام أعين الجنود حين يتم إرسالهم لاحقا لاقتحام جباليا وخانيونس للمرة الرابعة أو الخامسة، فلا أحد يهتم بالعدد، لكن هذه المرة ليس فقط لهزيمة حماس، ولا لإنقاذ من تبقى من المختطفين، وإنما من أجل إعداد الأرضية لارتكاب أعمال تشكل جريمة حرب، متمثلة بتهجير الفلسطينيين من غزة". 

وأوضح أن "كاتس لا يتحدث بمعزل عن المشاعر السائدة في الحكومة والائتلاف، فقد ذكر مسؤول سياسي قبل أسبوع أن الحكومة تقف وراء رؤية ترامب "الثورية" لمستقبل غزة، وتفاخرت وزيرة الاستخبارات غيلا غمليئيل بخطة "الهجرة الطوعية" التي قدمتها في بداية الحرب، لكن في ذلك الوقت، لم يرغب أي مسؤول بسماعها، فيما نفت السفارة الإسرائيلية في واشنطن ذلك، واستغرق الأمر خمسمائة يوم، حين جاءت نتائج الانتخابات الدرامية في الولايات المتحدة لطرح خطته الخاصة بتهجير أهل غزة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الإسرائيلي وقف إطلاق النار غزة إسرائيل غزة الاحتلال وقف إطلاق النار صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

“غزة الجديدة”.. مخطط أمريكي- إسرائيلي واسع لعزل حماس وإعادة هندسة القطاع

#سواليف

في جولة ميدانية داخل قطاع #غزة، كشف تقرير لمراسلين إسرائيليين حجم #التحولات التي تعمل #إسرائيل و #الولايات_المتحدة على تنفيذها ضمن #مشروع واسع تُطلق عليه واشنطن اسم ” #غزة_الجديدة ” (New Gaza)، وهو مخطط يقول الجيش الإسرائيلي إنه يهدف إلى “حسم #المعركة مع #حماس” عبر إعادة تنظيم الحياة المدنية وإدارة الأرض في المناطق التي يسيطر عليها الجيش.

مؤشرات ميدانية تشكك في رواية المجاعة

خلال جولة على ما يسمى “ممر موراج” بين خان يونس ورفح، ظهرت كميات ضخمة من المواد الغذائية الملقاة على الطرقات- أطنان من الطحين وعلب الطعام- قال الجيش الإسرائيلي إنها “سقطت من شاحنات المساعدات خلال النقل”، بينما رجّح ضباط آخرون احتمال استيلاء مجموعات مسلحة أو جهات محلية على الشحنات ورميها بهدف نهبها لاحقا.

مقالات ذات صلة 3.6 مليار دينار إضافة جديدة إلى الناتج المحلي الإجمالي 2025/11/30

وتسلّط هذه المشاهد، بحسب التقرير، الضوء على فشل منظومة المساعدات داخل القطاع، وعلى غياب الرقابة الإسرائيلية والدولية على عملية إدخال وتوزيع الإمدادات الإنسانية، في الوقت الذي ينفي فيه الجيش وجود مجاعة في غزة.

المخطط الأمريكي: مناطق سكنية بديلة تحت إشراف دولي

وفق التقرير، تعمل المقرات الأمريكية في كريات غات بالتعاون مع القيادة الإسرائيلية على تطبيق المرحلة الأولى من مشروع “غزة الجديدة” في رفح، داخل المناطق المصنفة حاليًا تحت السيطرة الإسرائيلية شرق “الخط الأصفر” وهو خط الفصل بين مناطق الجيش ومناطق حماس.

وتتضمن المرحلة الأولى:

* إنشاء “أحياء مؤقتة” في مناطق مفتوحة شرق رفح.

* إشراف قوة دولية تحمل اسم “ISF” على الأمن والإدارة.

* إقامة مدارس ومراكز طبية ومساجد وشبكات مياه وكهرباء وصرف صحي.

* نقل عشرات آلاف الفلسطينيين من مخيمات المواصي نحو تلك الأحياء مقابل توفير عمل مؤقت لهم في مشاريع إزالة الركام والبناء.

ويؤكد التقرير أن لا مساعدات إنسانية ستدخل إلى المناطق التي تبقى تحت سيطرة حماس، وأن الحركة ستكون معزولة كليا عن مشاريع الإغاثة والبناء.

نظام فرز ومنع دخول عناصر حماس

من المقرر أن يقيم الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية نقاط تفتيش على “الخط الأصفر” مزوّدة بتقنيات تعريف متقدمة، بهدف منع دخول عناصر حماس إلى “الأحياء المؤقتة” أو تهريب السلاح إليها.

وتقول مصادر إسرائيلية إن الهدف هو “خلق بيئة مدنية خالية من نفوذ حماس”.

مراكز توزيع صغيرة لتفادي الفوضى

بعد تجربة فاشلة مع مشروع “GHF”، يتجه المخطط الأمريكي- الإسرائيلي لفتح عدد كبير من مراكز توزيع صغيرة تُدار بواسطة المنظمات الدولية وقوة “ISF”، لتجنب التجمهرات الكبيرة التي وقعت سابقًا وأسفرت عن ضحايا، ولمنع سيطرة حماس على شحنات المساعدات.

توسّع المشروع إلى كامل القطاع

إذا نجحت المرحلة الأولى في رفح، تتجه واشنطن لنقل التجربة إلى: خان يونس، ووسط القطاع، وشمال القطاع وحتى مدينة غزة، وذلك بهدف نقل ما يقارب مليوني فلسطيني- وفق الرؤية الأمريكية- إلى مناطق سكنية جديدة خارج نطاق سيطرة حماس، على أن تُبنى لاحقًا مستوطنات سكنية دائمة بتمويل خليجي.

عزل حماس كليًا: “المعركة الأخيرة”

وفق الضباط الذين تحدثوا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن الهدف النهائي هو دفع عناصر حماس إلى مناطق ضيقة غرب القطاع، وحرمانهم من الإمدادات حتى “يستسلموا أو يغادروا القطاع أو يُقتَلوا في القتال”، على حد وصفهم.

ويجري الجيش الإسرائيلي عمليات مركّزة في رفح وخان يونس ضد ما يقول إنها “جيوب مقاومة تحت الأرض”، في محاولة لإجبار المقاتلين على الظهور فوق الأرض، حيث “قُتل” أو أُسر عشرات منهم خلال الأسابيع الأخيرة، بحسب الرواية الإسرائيلية.

بقاء طويل لجيش الاحتلال داخل القطاع

يؤكد التقرير أن إسرائيل تستعد للبقاء داخل أجزاء واسعة من القطاع لفترة قد تمتد إلى أكثر من عام، وأنها تُقيم مواقع عسكرية محصنة على مسافات موازية للخط الفاصل، بما يشمل قلاع ترابية، وأنظمة مراقبة، ونقاط إطلاق نار، لمنع أي هجمات من المناطق التي تسيطر عليها حماس.

أسئلة مفتوحة حول التمويل والشرعية

رغم الطموح الكبير، يشير التقرير إلى أن: القوة الدولية لم تُشكَّل بعد، ولا توجد دول أعلنت رسميًا استعدادها للمشاركة، والتمويل الخليجي ما زال غير مضمون، بينما يرى الجانب الأمريكي في نجاح المشروع رصيدًا سياسيًا للرئيس ترامب.

وتكشف الخطة- وفق الرواية الإسرائيلية- عن محاولة لإعادة تشكيل قطاع غزة سياسيا وسكانيا وإداريا، عبر إقامة مناطق بديلة تحت رقابة إسرائيلية- أمريكية، وعزل حماس عن المدنيين.

لكن نجاح المشروع، ومدى قدرته على تغيير الواقع على الأرض، يبقى مرتبطا بالتطورات السياسية، بمدى استعداد الدول للمشاركة، وبمدى صمود وقف إطلاق النار الهش.

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: موقف الحزب الديمقراطي الأميركي منا لم يعد كما كان
  • ما مطالب بوتين الحقيقية لتحقيق السلام في أوكرانيا ؟
  • الجنوب اللبناني تحت التهديد.. قصة بلدة لم تنس الحرب
  • القسام والصليب الأحمر يبدآن معاينة موقع جثة أسير إسرائيلي
  • “غزة الجديدة”.. مخطط أمريكي- إسرائيلي واسع لعزل حماس وإعادة هندسة القطاع
  • تلميحات المواجهة تزداد حدة: ترامب يدعو لاعتبار المجال الجوي لفنزويلا “مغلقًا”.. و”كراكاس” تصفه بـ”التهديد الاستعماري”
  • تحالف "صمود" يدعو لتحقيق دولي في تقارير استخدام "الكيميائي"
  • حرب غزة التي لم تنته
  • "حماس": أغلب الشاحنات التي تدخل غزة تجارية ولا تحمل مساعدات
  • كاتب إسرائيلي: الآن هو الوقت المناسب للتعامل مع جماعة الإخوان المسلمين