سيناريوهات التعايش بين العهد والثنائي
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
في خضم التحولات السياسية المُعقدة التي يشهدها لبنان، يبرز سؤال مصيري بشأن طبيعة العلاقة التي سيرسمها العهد الجديد مع الثنائي الشيعي، "حزب الله" و"حركة أمل". تُشكّل هذه العلاقة اختبارًا حاسمًا لاستقرار البلاد، خاصة في ظل بيئة إقليمية مُتفجرة وتداخلات خارجية عميقة. تتنافس هنا ثلاثة سيناريوهات رئيسية، كل منها يحمل تداعيات مختلفة على مستقبل لبنان، الذي يئن تحت وطأة أزمات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.
السيناريو الأول يرتكز على سياسة الإقصاء واتخاذ قرارات أحادية الجانب لتغيير التوازنات السياسية بعد الحرب الإسرائيلية الاخيرة، وهو مسار تنتهجه بعض الأصوات الداعية لاستعادة السيادة. لكن هذا النهج يحمل مخاطر عالية، إذ أن محاولة تجريد "حزب الله" الذي يمتلك ترسانة عسكرية وتأثيرًا أمنيًا وسياسيًا واسعًا من نفوذه بالكامل، من دون تفاهم مسبق قد يؤدي إلى مواجهات داخلية أو انفجار الشارع، خاصة في المناطق التي تُشكّل معاقل لهذه القوى. تاريخيًا، أثبتت المواجهات المباشرة مع اي جماعة طائفية، مع غياب التوافق الشعبي الواسع حولها، انها قد تؤدي إلى حرب أهلية مُبطنة، خصوصًا مع وجود انقسامات مذهبية واجتماعية حادة.
أما السيناريو الثاني فيتجه نحو "الاحتواء" عبر تفاهمات تُحافظ على التوازنات القائمة، مع محاولة استيعاب هذه القوى ضمن لعبة سياسية مُقننة. لكن نجاح هذا الخيار مرهون بدعم خارجي، خصوصًا من دول خليجية قادرة على ضخ أموال لإعادة الإعمار وخلق فرص اقتصادية تُهدئ من غضب الشارع. المشكلة هنا أن العلاقة بين "حزب الله" والدول الخليجية لا تزال باردة بسبب الصراعات الإقليمية القديمة، ما يجعل أي اتفاقٍ ضعيفًا أمام تقلبات التحالفات الخارجية. مع ذلك، قد تُفضي هذه الصيغة إلى هدنة طويلة الأمد، تُدار خلالها الخلافات عبر حوارات مُغلقة، من دون حل جذري لإشكالية السلاح.
السيناريو الثالث يتمحور حول هجوم سياسي وإعلامي مُمنهج لتحجيم نفوذ "حزب الله" و"أمل" عبر كسب المعركة الانتخابية المقبلة، وتحشيد الرأي العام ضد أدائهما، خاصة في ظل تزايد الانتقادات الداخلية لفساد النخب الحاكمة وارتباطها بأجندات خارجية. لكن هذا المسار يواجه تحديات كبرى، فالقوتان تمتلكان قاعدة جماهيرية صلبة، وقدرة على تعبئة الشارع عبر خطاب حزبي وأيديولوجي، كما أن التغيير الانتخابي في لبنان بطيء وغير مضمون النتائج بسبب قانون الانتخاب المعقد وتشابك المصالح الطائفية.
لا يمكن فصل هذه السيناريوهات عن السياق الإقليمي المُتسارع، فلبنان ليس جزيرة معزولة. أي تصعيد بين إسرائيل وإيران، أو تغيير في تحالفات دول الخليج، أو تطورات في الملف النووي، قد تُعيد رسم الخرائط بين ليلة وضحاها. "العهد الجديد" سيكون أمام خيارات صعبة: إما المغامرة بمواجهة قد تُفجّر البلد، أو التعايش مع واقع قديم تحت ضغوط اقتصادية هائلة، أو المراهنة على زمن سياسي طويل لتغيير المعادلات من الداخل. في كل الأحوال، الثمن سيدفعه اللبنانيون، الذين علقوا بين مطرقة الواقعية وسندان التدخلات الخارجية.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
سيناريوهات تنتظر الفنان محمد غنيم بعد القبض عليه فى واقعة تهديد طليقته
يواجه الفنان محمد غنيم حكما بالسجن 3 سنوات فى واقعة تهديد طليقته بالكتابة وبواسطة الغير بسبب خلافات بينهما، وتوجد سيناريوهات تنتظر المتهم قبل تحديد جلسة إعادة محاكمته من جديد.
ـ السيناريو الأول.. تأييد الحكم
فى هذه الحالة تؤيد محكمة الموضوع الحكم الغيابى، ويتبقى أمام المتهم الاستئناف على الحكم خلال 40 يوما.
- السيناريو الثانى.. تخفيف الحكم
لو خفف الحكم على المتهم يمكنه الاستئناف عليه خلال 40 يوما من صدوره.
- السيناريو الثالث.. براءة المتهم
حال صدور حكم بالبراءة ينتظر المحكوم عليه الحيثيات ويمكنه رفع دعوى رد شرف ضد طليقته.
تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على الفنان محمد غنيم لتنفيذ قرار المحكمة بالحكم الصادر ضده بالسجن 3 سنوات غيابا في اتهامه بتهديد طليقته بسبب خلافات بينهما.
وقالت مصادر إن الفنان محمد غنيم يتواجد حاليا فى مقر نيابة مصر القديمة لإنهاء إجراءات إعادة محاكمته، ومن المقرر أن يتم حبسه داخل قسم شرطة مصر القديمة لحين تحديد موعد إعادة جلساته.
وأصدرت محكمة الجنايات فى وقت سابق، حكما غيابيا بالسجن 3 سنوات للفنان محمد غنيم، فى اتهامه بتهديد طليقته بسبب خلافات بينهما، وتقدم دفاع المتهم، بطلب إعادة إجراءات الحكم الصادر ضد موكله.
مشاركة