علماء كاوست يقودون أول بعثة علمية سعودية إلى القارة القطبية الجنوبية
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
جدة
قاد علماء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” أول بعثة علمية سعودية إلى القارة القطبية الجنوبية منذ انضمام المملكة إلى معاهدة القطب الجنوبي في مايو 2024؛ التي امتدت من 11- 27 فبراير الماضي، حيث جمع الفريق البحثي عينات من القارة لدراسة كيفية مساهمة تعافي أعداد الحيتان في الحد من تغير المناخ من خلال تعزيز عملية احتجاز الكربون، والتي تؤدي الحيتان دورًا محوريًا في النظام البيئي البحري.
وتسهم حركة الحيتان عبر البحار، سواءً في المسافات أو في الأعماق في إعادة توزيع العناصر الغذائية الأساسية التي تغذي العوالق النباتية، التي بدورها تؤدي دورًا رئيسيًا في احتجاز الكربون، حيث تظل حتى بعد وفاتها جزءًا من دورة الكربون فتسقط أجسادها الضخمة إلى قاع المحيط، ما يؤدي إلى عزل كميات كبيرة من الكربون بعيدًا عن الغلاف الجوي لمئات أو حتى آلاف السنين، فقد قدر بعض الاقتصاديين، استنادًا إلى هذه العوامل وغيرها أن القيمة الاقتصادية للحيتان تتجاوز تريليون دولار فقط من حيث تأثيرها في إزالة الكربون.
وجمعت بعثة “كاوست” العلمية عينات من المحيط لتحليل التأثير الكمي للحيتان على احتجاز الكربون؛ مما سيساعد على تقييم الفوائد الاقتصادية للسياسات المتعلقة بصيد الحيتان والحفاظ عليها، إضافة إلى الأنشطة الأخرى التي تؤثر في الحياة البحرية, وتُعد القارة القطبية الجنوبية موقعًا مثاليًا لدراسة أعداد الحيتان، حيث تعرضت هذه الكائنات لصيد مكثف خلال القرن العشرين، مما أدى إلى تراجع أعدادها بشكل حاد.
ويرى الفريق الحثي أنه نظرًا لتراجع أعداد الحيتان في القارة القطبية الجنوبية إلى 10% من مستوياتها التاريخية بسبب الصيد الجائر، يتوقع أن تسمح لهم العينات التي ستحمل نظائر وكيمياء وحمض نووي غني بالمعلومات بإعادة بناء ديناميكيات أعداد الحيتان التاريخية على مدى الـ 400 عام الماضية، وسيساعد هذا البحث في الربط بين تراجع أعداد الحيتان وتعافيها، وتأثير ذلك على احتجاز الكربون، وكثافة الكريليات “المفصليات البحرية”، وإنتاجية المحيط خلال هذه الفترة، معتمدًا الفريق على صور الأقمار الاصطناعية، والنمذجة الحاسوبية، والدراسات الميدانية لفهم دور المحيطات في تنظيم مستويات الكربون.
يذكر أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تعد المؤسسة الوحيدة من منطقة الشرق الأوسط وآسيا المشاركة في هذا المشروع العلمي الرائد، كما أصبحت المملكة في مايو 2024 الدولة رقم 57 التي تنضم إلى معاهدة القطب الجنوبي، وأُبرمت لأول مرة عام 1959 بمشاركة 12 دولة، كما تشترط المعاهدة على الدول الأعضاء تنفيذ أبحاث علمية كبيرة في هذه القارة الفريدة من نوعها، وتعدّ أبرد صحراء في العالم.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: القارة القطبیة الجنوبیة احتجاز الکربون
إقرأ أيضاً:
مندوب أفريقيا بالأمم المتحدة: دور مصر تاريخي في تحرر القارة واستقلالها
قال السفير محمد إدريس المندوب الدائم للاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة، إنّ مصر كان لها دور تاريخي مهم في تحرر قارة أفريقيا واستقلالها، وهذا أمر لا ينكره أحد، ولكن لا يجب الوقوف عنده -ونحن لا نقف عنده-، حيث يجب أن نتحرك في الحاضر ونبني في المستقبل.
وأضاف، في حواره مع الإعلامية آية عبد الرحمن، مقدمة برنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز": "هناك مقاربات كثيرة فيما يتعلق بالتعامل مع قارة أفريقيا، منها مقاربة الصور الجميلة للحضارة المصرية والأهرام والمعابد الفرعونية"، مشددًا، على أن الحضارة المصرية بها فنون علوم ودين وثقافة وأمور كثيرة جدا، ولكن، يجب التعمق في قارة أفريقيا وعدم الاعتماد على الصور الجميلة فقط.
وتابع: "يجب التعمق في تاريخ وشعوب وسيكولوجية وثقافة وآداب أفريقيا حتى نكون شركاء حقيقيين وفاعلين في هذه القارة، وهذا المقترب مهم.. أحيانا نكتفي بظاهر الأمور ولا ندخل إلى عمقها".
وأكد، أن العلاقات مع قارة أفريقيا متعددة الأبعاد، فهي استراتيجية ومهمة لمصر وأفريقيا في الأبعاد كافة مثل السياسي، الاقتصادي، والأمني، وبالتالي، يجب تفعيل العلاقات في مختلف محاورها، بحيث لا نقتصر على الماضي والدور التاريخي، ولكن يجب الاهتمام بالحاضر والمستقبل فقط.
وواصل: "لا يجب اختزال العلاقات في ملف واحد، ولكن هناك ملفات كثيرة في القارة الأفريقية يجب أن نفعلها، وفي الحقيقة، هناك جهد كبير يبذل حاليا للتعامل مع هذه الملفات".
وشدد، على أن أفريقيا ليست شيئا واحدا، ولكن هناك أقاليم ودولا وشعوبا وقبائل، وهناك خصوصية لكل دولة، ولا يجب أن نعمم، بل نتعامل مع كل دولة بخصوصيتها ومشكلاتها واحتياجاتها وتطلعاتها، حتى تكون مصر أكثر قدرة على المشاركة مع هذه الدولة والتفاعل معها بشكل إيجابي.